منازل الحي من نعمان
منازل الحي من نعمان / حياك صوب الحيا الهتان
بوركت يا دارنا من دار / حياك صوب الحيا المدرار
وَفاح فيك النسيم الساري / بنفحة الشيح والريحان
يا دارنا عن يمين الضال / حياك صوب الحيا الهطال
كم فيك من ذي لمى عسال / يقتل في لحظه الوسنان
ما زلت يا دارنا بالخيف / مونقة بالشتا والصيف
من آخذ لي بحد السيف / بالحيف من فاتك الاجفان
منازل الشوق في تيماء / ذكرتني العهد من لمياء
وزدتني الداء فوق الداء / عياء اعيا على لقمان
مَلاعب للدمى كم فيها / مها شربنا الطلا من فيها
ما تطلع الشمس في ناديها / الا وغابت بوجه قاني
منابت الشيح والقيصوم / ابحت من سري المكتوم
ابكيك باللؤلؤ المنظوم / تمزجه العين بالمرجان
من ناشدلي بوادي سلع / وفي العقيق انتثار الدمع
تلك حشى قد جرت بالجزع / لجيرة الحي من قحطان
يا ظبية الانس من اغراك / بقتل من قلبه يهواك
وَبالجفا ما الَّذي افتاك / فدنت بالصد والهجران
ان تعطفي في طريق الحب / على فواد المعنى الصب
فلفتة منك تحي قَلبي / او فابعثي الغمض للأَجفان
ومن لجفني بغمض يوما / قد نذرت عنه عيني صوما
تاللَه من قد رآك نوما / او زرته يقظة سيان
لَولاك ما هامَ قَلبي وجدا / ولا تذكرت يوما نجدا
ولا تنشقت منه الوردا / ولا تعشقت غصن البان
اذلت يا درة الغواص / دَمعي ذاك الجموح العاصي
اقسم في سورة الاخلاص / لانت اشركت في الاديان
الية بالقوافي الغر / واللؤلؤ المنتقي من شعري
وما تحملته من ضر / لما حدا سائق الاضعان
ما نالَني من سرور الا / غداة وافى شقيق المولى
اولى بنيل الأَماني اولى / من طاب في السر والاعلان
ان سار في البر فهو البحر / او ذكر النسك فهو البر
غوث صريخ وغيث غمر / ينهل في خالص العقيان
ذو نائل اين منه الغيث / وعزمة ابن منها الليث
فَفي الملمات نعم الغوث / قد علمت سائر الاقران
طوبى له يوم زج العيسا / للبيت لا يعرف التعريسا
مهاجر بالسوى لو قيسا / لفاته في حجى سلمان
اجاب داعي اله الخلق / منتهجا منهجا للحق
فحاز فيه فخار السبق / في حلبة الدين والأَيمان
الية بالصفا والحجر / والأَسعد المصطفى للسر
وما حوته منى من بر / وَبالمقامات والأَركان
ان سليل المعالي الغر / وابن حليف التقى والفخر
اكرم من حجها في الدهر / واستلم الركن من انسان
ما زارَ ذاك المقام السامي / لمحو ذنب ولا المام
لكنما طاعة العلام / قادته للموقف الرحماني
سعى إِلى اللَه لا عن دعوه / فطاف بين الصفا والمروه
وعندما هام فيه صبوه / لباه من شاسع الأَوطان
فَلَم يزل سعيه مشكورا / وحجه لم يزل مبرورا
طوبى له اذ اتى مسرورا / جذلان افديه من جذلان
نال المنى في منى والسولا / وعندها ادرك المأمولا
اخويد في المَعالي طولى / نيطت بها عروة الأَيمان
ومن تربى بحجر المهدي / فهو رضيع العلى في المهد
من والد منجب بالولد / ليس له في الورى من ثاني
ذاكَ اخو جعفر من فاقا / بسمعة تملأ الآفاقا
فجوده طوق الأَعناقا / وعلمه حلية الآذان
ذو خلق كالنَسيم الساري / لاطف عذب الزلال الجاري
وفكرة كالزناد الواري / تقدح بالفقه والمرفان
والعصر هَذا امام العصر / من ضل عن نهجه في خسر
وفقت فاصدع ولي الأَمر / بالأَمر يا نظرة الديان
وفقت فاصدع بامر فينا / مهدينا انت بل هادينا
قد ظهر الحق في نادينا / بل اِنزوى طائف الشيطان
قم فاملأ الأَرض قسطا عدلا / فجائر الحكم عنها ولى
كل لسان لعمري كلا / وانحط عن مدح ذاك الشان
ما يسع المرء من تعديد / قد دق كنها عن التَحديد
الية بالمها والغيد / لانت لاهوتها الروحاني
مسدد الرأي عن تَدقيق / وآية اللَه بالتَحقيق
ازهى من الروض في التَنسيق / قد حف بالروح والريحان
فكم له من صفات حسنى / منها ابن سينا استفاد المعنى
قد قرطت للمَعالي اذنا / اذ ملأت اعين الاعيان
هنئت يا صالح الاعمال / القى امين عصى الترحال
فنم هنيئا خلي البال / قرين عين مدى الازمان
من عالم عامل بالعلم / وَحاكم عادل بالحكم
وحازم آمر بالحزم / عن زلق الشيب والشبان
فرأَيه معقل الآراء / ان خبط القوم في عشواء
وَسامع الشيء غير الراء / ان قام بالوصف والتبيان
ليس له في الوَرى من ند / وليس كل الشذا كالند
ما بين جنبيه نفس المهدي / وَهو لها صالح الجثمان
بالحمد احرى وفيه اولى / من عم كل البرايا طولا
فهم مواليه وهو المولى / والحر رق لذي الاحسان
في كل عرف غدا معروفا / وفي الندى والعلى موصوفا
هل ورث العلم والمَعروفا / عن جده العالم الرباني
فَلا برحتم ذوي الارحام / لشرعة الدين كالاعلام
اليكم كل طرف سامي / من كل ناء نأى او داني
ولم يزل نجمكم وضاحا / تخاله في الدجى مصباحا
في ظل من احسن الاصلاحا / لما وهي قبل من بنيان
فهو رضا للمَعالي الغر / وخيرة للعقول العشر
ما زالَ في جهرة او سر / يدعو الى طاعة المنان
دعا واكرم به من داعي / رعى واعظم به من راعي
وعى واسمع به من واعي / قد اثبت الحكم بالبرهان