القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حافِظ إِبراهِيم الكل
المجموع : 12
طُف بِالأَريكَةِ ذاتِ العِزِّ وَالشانِ
طُف بِالأَريكَةِ ذاتِ العِزِّ وَالشانِ / وَاِقضِ المَناسِكِ عَن قاصٍ وَعَن داني
يا عيدُ لَيتَ الَّذي أَولاكَ نِعمَتَهُ / بِقُربِ صاحِبِ مِصرٍ كانَ أَولاني
صُغتُ القَريضَ فَما غادَرتُ لُؤلُؤَةً / في تاجِ كِسرى وَلا في عِقدِ بورانِ
أَغرَيتُ بِالغَوصِ أَقلامي فَما تَرَكَت / في لُجَّةِ البَحرِ مِن دُرٍّ وَمَرجانِ
شَكا عُمانُ وَضَجَّ الغائِصونَ بِهِ / عَلى اللَآلي وَضَجَّ الحاسِدُ الشاني
كَم رامَ شَأوي فَلَم يُدرِك سِوى صَدَفٍ / سامَحتُ فيهِ لِنَظّامٍ وَوَزّانِ
عابوا سُكوتي وَلَولاهُ لَما نَطَقوا / وَلا جَرَت خَيلُهُم شَوطاً بِمَيدانِ
وَاليَومَ أُنشِدُهُم شِعراً يُعيدُ لَهُم / عَهدَ النَواسِيِّ أَو أَيّامَ حَسّانِ
أَزُفُّ فيهِ إِلى العَبّاسِ غانِيَةً / عَفيفَةَ الخِدرِ مِن آياتِ عَدنانِ
مِنَ الأَوانِسِ حَلّاها يَراعُ فَتىً / صافي القَريحَةِ صاحٍ غَيرِ نَشوانِ
ما ضاقَ أَصغَرُهُ عَن مَدحِ سَيِّدِهِ / وَلا اِستَعانَ بِمَدحِ الراحِ وَالبانِ
وَلا اِستَهَلَّ بِذِكرِ الغيدِ مِدحَتَهُ / في مَوطِنٍ بِجَلالِ المُلكِ رَيّانِ
أَغلَيتَ بِالعَدلِ مُلكاً أَنتَ حارِسُهُ / فَأَصبَحَت أَرضُهُ تُشرى بِميزانِ
جَرى بِها الخِصبُ حَتّى أَنبَتَت ذَهَباً / فَلَيتَ لي في ثَراهَ نِصفَ فَدّانِ
نَظَرتَ لِلنيلِ فَاِهتَزَّت جَوانِبُهُ / وَفاضَ بِالخَيرِ في سَهلٍ وَوِديانِ
يَجري عَلى قَدَرٍ في كُلِّ مُنحَدَرٍ / لَم يَجفُ أَرضاً وَلَم يَعمِد لِطُغيانِ
كَأَنَّهُ وَرِجالُ الرِيِّ تَحرُسُهُ / مُمَلَّكٌ سارَ في جُندٍ وَأَعوانِ
قَد كانَ يَشكو ضَياعاً مُذ جَرى طَلُقاً / حَتّى أَقَمتَ لَهُ خَزّانَ أَسوانِ
كَم مِن يَدٍ لَكَ في القُطرَينِ صالِحَةٍ / فاضَت عَلَينا بِجودٍ مِنكَ هَتّانِ
رَدَدتَ ما سَلَبَت أَيدي الزَمانِ لَنا / وَما تَقَلَّصَ مِن ظِلٍّ وَسُلطانِ
وَما قَعَدتَ عَنِ السودانِ إِذ قَعَدوا / لَكِن أَمَرتَ فَلَبّى الأَمرَ جَيشانِ
هَذا مِنَ الغَربِ قَد سالَت مَراكِبُهُ / وَذا مِنَ الشَرقِ قَد أَوفى بِطوفانِ
وَلّاكَ رَبُّكَ مُلكاً في رِعايَتِهِ / وَمَدَّهُ لَكَ في خِصبٍ وَعُمرانِ
مِن كُردُفانَ إِلى مِصرٍ إِلى جَبَلٍ / عَلَيهِ كَلَّمَهُ موسى بنُ عِمرانِ
فَكُن بِمُلكِكَ بَنّاءَ الرِجالِ وَلا / تَجعَل بِناءَكَ إِلّا كُلَّ مِعوانِ
وَاُنظُر إِلى أُمَّةٍ لَولاكَ ما طَلَبَت / حَقّاً وَلا شَعَرَت حُبّاً لِأَوطانِ
لاذَت بِسُدَّتِكَ العَلياءِ وَاِعتَصَمَت / وَأَخلَصَت لَكَ في سِرٍّ وَإِعلانِ
حَسبُ الأَريكَةِ أَنَّ اللَهَ شَرَّفَها / فَأَصبَحَت بِكَ تَسمو فَوقَ كيوانِ
تاهَت بِعَهدِ مَليكٍ فَوقَ مَفرِقِهِ / لِمُلكِ مِصرٍ وَلِلسودانِ تاجانِ
هَذا هُوَ المُلكُ فَليَهنَئ مُمَلَّكُهُ / وَذا هُوَ الشِعرُ فَلتُنشِدهُ أَزماني
يا صاحِبَ الرَوضَةِ الغَنّاءِ هِجتَ بِنا
يا صاحِبَ الرَوضَةِ الغَنّاءِ هِجتَ بِنا / كُرى الأَوائِلِ مِن أَهلٍ وَجيرانِ
نَشَرتَ فَضلَ كِرامٍ في مَضاجِعِهِم / جَرَّ الزَمانُ عَلَيهِم ذَيلَ نِسيانِ
إِنّي أُحَيِّيكَ عَنهُم في جَزيرَتِهِم / وَفي العِراقِ وَفي مِصرٍ وَلُبنانِ
جَلَوتَ لِلغَربِ حُسنَ الشَرقِ في حُلَلٍ / لا يُستَهانُ بِها نَسّاجَ هِرناني
ظَنّوكَ مِنهُم وَقَد أَنشَأتَ تَخطُبُهُم / بِما عَنا لَكَ مِن سِحرٍ وَتِبيانِ
ما زِلتَ تَبهَرُنا طَوراً وَتَبهَرُهُم / حَتّى اِدَّعاكَ وَحَيّاكَ الفَريقانِ
لَولا اِسمِرارُكَ فازوا في اِدِّعائِهِمُ / بِواصِفٍ وَخَسِرنا أَيَّ خُسرانِ
غَرَستَ مِن زَهَراتِ الشَرقِ طائِفَةٍ / في أَرضِ هيجو فَجاءَت طُرفَةَ الجاني
حَديقَةً لَكَ لَم نَعهَد لَها شَبَهاً / بَينَ الحَدائِقِ في زَهرٍ وَأَفنانِ
يُحيي شَذاها نُفوسَ الوافِدينَ وَما / مَرّوا بِوَردٍ وَلا طافوا بِرَيحانِ
لَكِنَّها مِن أَزاهيرِ النُهى جَمَعَت / ما لا تُنافِحُهُ أَزهارُ بُستانِ
بِالأَمسِ كانَ لَها شَرقٌ تَضوعُ بِهِ / وَاليَومَ صارَ لَها بِالغَربِ شَرقانِ
أَسمَعتَهُم مِن نَسيبِ القَومِ فَاِنطَلَقَت / شُؤونُ كُلِّ شَجِيِّ القَلبِ وَلهانِ
وَزِدتَهُم مِن كَلامِ البُحتُري قِطَعاً / مِثلَ الرِياضِ كَسَتها كَفُّ نَيسانِ
سَل أَلفَريدَ وَلامَرتينَ هَل جَرَيا / مَعَ الوَليدِ أَوِ الطائي بِمَيدانِ
وَهَل هُما في سَماءِ الشِعرِ قَد بَلَغا / شَأوَ النَواسِيِّ في صَوغٍ وَإِتقانِ
وَدّا وَقَد شَهِدا بِالحَقِّ أَنَّهُما / في بَيتِ أَحمَدَ لَو يَرضى نَديمانِ
أَمسى كِتابُكَ كَالسيما يُعيدُ لَهُم / مَرأى الحَوادِثِ مَرَّت مُنذُ أَزمانِ
قَد شاهَدا فيهِ تَحتَ النَقعِ عَنتَرَةً / يُصارِعُ المَوتَ عَن عَبسٍ وَذُبيانِ
وَشاهَدوا أَسَداً يَمشي إِلى أَسَدٍ / كِلاهُما غَيرُ هَيّابٍ وَلا واني
هَذا مِنَ العُربِ لا يُلوي بِهِ فَزَعٌ / وَذاكَ أَروَعُ مِن آسادِ خَفّانِ
لِلَّهِ دَرُّ يَراعٍ أَنتَ حامِلُهُ / لَو كانَ في أَنمُلي يَوماً لَأَغناني
وَقَفتَ تَدفَعُ عَن آدابِنا تُهَماً / كادَت تُقَوِّضُ مِنها كُلَّ بُنيانِ
فَكُنتَ أَوَّلَ مِصرِيٍّ أَقامَ لَهُم / عَلى نَبالَةِ مِصرٍ أَلفَ بُرهانِ
ما زِلتَ تُلقي عَلى أَسماعِهِم حُجَجاً / في كُلِّ نادٍ وَتَأتيهِم بِسُلطانِ
حَتّى اِنثَنَيتَ وَما لِلعُربِ مُجتَرِئٌ / عَلى البِناءِ وَلا زارٍ عَلى الباني
مَحَوتَ ما كَتَبوا عَنّا بِقاطِعَةٍ / مِنَ البَراهينِ فَلَّت قَولَ رينانِ
أَنحى عَلى الأَدَبِ الشَرقِيِّ مُفتَرِياً / عَلَيهِ ما شاءَ مِن زورٍ وَبُهتانِ
ظَنَّ الحَقيقَةَ في الأَشعارِ تَنقُصُنا / وَاللَفظَ وَالقَصدَ وَالتَصويرَ في آنِ
وَأَنَّنا لَم نَصِل فيها إِلى مِئَةٍ / عَدّاً وَذاكَ لِعَيٍّ أَو لِنُقصانِ
وَلَو رَأى اِبنَ جُرَيجٍ في قَصائِدِهِ / لَقالَ آمَنتُ في سِرّي وَإِعلاني
مالي أُفاخِرُ بِالمَوتى وَبَينَ يَدي / مِن شِعرِ أَحيائِنا ما لَيسَ بِالفاني
في شِعرِ شَوقي وَصَبري ما نَتيهُ بِهِ / عَلى نَوابِغِهِم دَع شِعرَ مُطرانِ
بورِكتَ يا اِبنَ الوَزيرِ الحُرِّ مِن رَجُلٍ / لَم يَختَلِف فيهِ أَو في فَصلِهِ اِثنانِ
بَلِّغ إِذا جِئتَ باريزاً أَفاضِلَها / عَنّا التَحِيّاتِ وَاِشفَعها بِشُكرانِ
وَخُصَّ كاتِبَهُم زولا بِأَطيَبِها / كَيما يُقابَلُ إِحسانٌ بِإِحسانِ
وَاِجعَل لِسِفرِكَ ذَيلاً في شَواعِرِنا / وَقِف لَهُنَّ هُناكَ المَوقِفَ الثاني
وَاِنثُر عَلى الغَربِ مِن تِلكَ الحُلى وَأَشِد / بِكُلِّ حُسّانَةَ فينا وَحُسّانِ
وَعُد إِلى الشَرقِ عَودَ الفاتِحينَ لَهُ / وَخُذ مَكانَكَ فيهِ فَوقَ كيوانِ
وَاِشكُر رِعايَةَ عَبّاسٍ وَمِنَّتَهُ / وَاِشرَح وَلاءَكَ يا غالي لِعُثمانِ
وَاِضرَع إِلى اللَهِ أَن يَرعى أَريكَتَنا / مَرفوعَةَ الشانِ ما مَرَّ الجَديدانِ
حَيّا بَكورُ الحَيا أَرباعَ لُبنانِ
حَيّا بَكورُ الحَيا أَرباعَ لُبنانِ / وَطالَعَ اليُمنُ مَن بِالشَأمِ حَيّاني
أَهلَ الشَآمِ لَقَد طَوَّقتُمُ عُنُقي / بِمِنَّةٍ خَرَجَت عَن طَوقِ تِبياني
قُل لِلكَريمِ الَّذي أَسدى إِلَيَّ يَداً / أَنّى نَزَحتَ فَأَنتَ النازِحُ الداني
ما إِن تَقاضَيتُ نَفسي ذِكرَ عارِفَةٍ / هَل يَحدُثُ الذِكرُ إِلّا بَعدَ نِسيانِ
وَلا عَتَبتُ عَلى خِلٍّ يَضِنُّ بِها / ما دامَ يَزهَدُ في شُكري وَعِرفاني
أَقَرَّ عَينِيَ أَنّي قُمتُ أُنشِدُكُم / في مَعهَدٍ بِحُلى العِرفانِ مُزدانِ
وَشاعَ في سُرورٌ لا يُعادِلُهُ / رَدُّ الشَبابِ إِلى شَعري وَجُثماني
لي مَوطِنٌ في رُبوعِ النيلِ أُعظِمُهُ / وَلي هُنا في حِماكُم مَوطِنٌ ثاني
إِنّي رَأَيتُ عَلى أَهرامِها حُلَلاً / مِنَ الجَلالِ أَراها فَوقَ لُبنانِ
لَم يَمحُ مِنها وَلا مِن حُسنِ جِدَّتِها / عَلى التَعاقُبِ ما يَمحو الجَديدانِ
حَسِبتُ نَفسي نَزيلاً بَينَكُم فَإِذا / أَهلي وَصَحبي وَأَحبابي وَجيراني
مِن كُلِّ أَبلَجَ سامي الطَرِف مُضطَلِعٍ / بِالخَطبِ مُبتَهِجٍ بِالضَيفِ جَذلانِ
يَمشي إِلى المَجدِ مُختالاً وَمُبتَسِماً / كَأَنَّهُ حينَ يَبدو عودُ مُرّانِ
سَكَنتُمُ جَنَّةً فَيحاءَ لَيسَ بِها / عَيبٌ سِوى أَنَّها في العالَمِ الفاني
إِذا تَأَمَّلتَ في صُنعِ الإِلَهِ بِها / لَم تَلقَ في وَشيِهِ صُنعاً لِإِنسانِ
في سَهلِها وَأَعاليها وَسَلسَلِها / بُرءُ العَليلِ وَسَلوى العاشِقِ العاني
وَفي تَضَوُّعِ أَنفاسِ الرِياضِ بِها / رَوحٌ لِكُلِّ حَزينِ القَلبِ أَسوانِ
أَنّى تَخَيَّرتَ مِن لُبنانَ مَنزِلَةً / في كُلِّ مَنزِلَةٍ رَوضٌ وَعَينانِ
يا لَيتَني كُنتُ مِن دُنيايَ في دَعَةٍ / قَلبي جَميعٌ وَأَمري طَوعُ وِجداني
أَقضي المَصيفَ بِلُبنانٍ عَلى شَرَفٍ / وَلا أَحولُ عَنِ المَشتى بِحُلوانِ
يا وَقفَةً في جِبالِ الأَرزِ أَنشُدُها / بَينَ الصَنَوبَرِ وَالشَربينِ وَالبانِ
تَستَهبِطُ الوَحيَ نَفسي مِن سَماوَتِها / وَيَنثَني مَلَكاً في الشِعرِ شَيطاني
عَلّي أُجاوِدُكُم في القَولِ مُقتَدِياً / بِشاعِرِ الأَرزِ في صُنعٍ وَإِتقانِ
لا بِدعَ إِن أَخصَبَت فيها قَرائِحُكُم / فَأَعجَزَت وَأَعادَت عَهدَ حَسّانِ
طيبُ الهَواءِ وَطيبُ الرَوضِ قَد صَقَلا / لَوحَ الخَيالِ فَأَغراكُم وَأَغراني
مَن رامَ أَن يَشهَدَ الفِردَوسَ ماثِلَةً / فَليَغشَ أَحياءَكُم في شَهرِ نَيسانِ
تاهَت بِقَبرِ صَلاحِ الدينِ تُربَتُها / وَتاهَ أَحياؤُها تيهاً بِمَطرانِ
يَبني وَيَهدِمُ في الشِعرِ القَديمِ وَفي ال / شِعرِ الحَديثِ فَنِعمَ الهادِمُ الباني
إِذا لَمَحتُم بِشِعري وَمضَ بارِقَةٍ / فَبَعضُ إِحسانِهِ في القَولِ إِحساني
رَعياً لِشاعِرِكُم رَعياً لِكاتِبِكُم / جَزاهُما اللَهُ عَنّي ما يَقولانِ
أَرى رِجالاً مِنَ الدُنيا الجَديدَةِ في ال / دُنيا القَديمَةِ تَبني خَيرَ بُنيانِ
قَد شَيَّدوا آيَةً بِالشامِ خالِدَةً / شَتّى المَناهِلِ تَروي كُلَّ ظَمآنِ
لَئِن هَدَوكُم لَقَد كانَت أَوائِلُكُم / تَهدي أَوائِلَهُم أَزمانَ أَزمانِ
لا غَروَ إِن عَمَّروا في الأَرضِ وَاِبتَكَروا / فيها أَفانينَ إِصلاحٍ وَعُمرانِ
فَتِلكَ دُنياهُمُ في الجَوِّ قَد نَزَعَت / أَعِنَّةَ الريحِ مِن دُنيا سُلَيمانِ
أَبَت أُمَيَّةُ أَن تَفنى مَحامِدُها / عَلى المَدى وَأَبى أَبناءُ غَسّانِ
فَمِن غَطارِفَةٍ في جِلَّقٍ نُجُبٍ / وَمِن غَطارِفَةٍ في أَرضِ حَورانِ
عافوا المَذَلَّةَ في الدُنيا فَعِندَهُمُ / عِزُّ الحَياةِ وَعِزُّ المَوتِ سِيّانِ
لا يَصبِرونَ عَلى ضَيمٍ يُحاوِلُهُ / باغٍ مِنَ الإِنسِ أَو طاغٍ مِنَ الجانِ
شَقَقتُ أَسواقَ بَيروتٍ فَما أَخَذَت / عَينايَ في ساحِها حانوتَ يوناني
فَقُلتُ في غِبطَةٍ لِلَّهِ دَرُّهُمُ / لَيسَ الفَلاحُ لِوانٍ غَيرِ يَقظانِ
تَيَمَّموا أَرضَ كولُمبٍ فَما شَعَرَت / مِنهُم بِوَطءِ غَريبِ الدارِ حَيرانِ
سادوا وَشادوا وَأَبلَوا في مَناكِبِها / بَلاءَ مُضطَلِعٍ بِالأَمرِ مِعوانِ
إِن ضاقَ مَيدانُ سَبقٍ مِن عَزائِمِهِم / صاحَت بِهِم فَأَرَوها أَلفَ مَيدانِ
لا يَستَشيرونَ إِن هَمّوا سِوى هِمَمٍ / تَأبى المُقامَ عَلى ذُلٍّ وَإِذعانِ
وَلا يُبالونَ إِن كانَت قُبورُهُمُ / ذُرا الشَوامِخِ أَو أَجوافِ حيتانِ
في الكَونِ مَورِقُهُم في الشامِ مَغرِسُهُم / وَالغَرسُ يَزكو نِقالاً بَينَ بُلدانِ
إِن لَم يَفوزوا بِسُلطانٍ يُقِرُّهُمُ / فَفي المُهاجَرِ قَد عَزّوا بِسُلطانِ
أَو ضاقَتِ الشَأمُ عَن بُرهانِ قُدرَتِهِم / فَفي المُهاجَرِ قَد جاؤوا بِبُرهانِ
إِنّا رَأَينا كِراماً مِن رِجالِهِمُ / كانوا عَلَيهِم لَدَينا خَيرَ عُنوانِ
أَنّى اِلتَقَينا الِتَقى في كُلِّ مُجتَمَعٍ / أَهلٌ بِأَهلٍ وَإِخوانٌ بِإِخوانِ
كَم في نَواحي رُبوعِ النيلِ مِن طُرَفٍ / لِليازِجِيِّ وَصَرّوفٍ وَزَيدانِ
وَكَم لِأَحيائِهِم في الصُحفِ مِن أَثَرٍ / لَهُ المُقَطَّمُ وَالأَهرامُ رُكنانِ
مَتى أَرى الشَرقَ أَدناهُ وَأَبعَدَهُ / عَن مَطمَعِ الغَربِ فيهِ غَيرَ وَسنانِ
تَجري المَوَدَّةُ في أَعراقِهِ طُلُقاً / كَجِريَةِ الماءِ في أَثناءِ أَفنانِ
لا فَرقَ ما بَينَ بوذِيٍّ يَعيشُ بِهِ / وَمُسلِمٍ وَيَهودِيٍّ وَنَصراني
ما بالُ دُنياهُ لَمّا فاءَ وارِفُها / عَلَيهِ قَد أَدبَرَت مِن غَيرِ إيذانِ
عَهدُ الرَشيدِ بِبَغدادٍ عَفا وَمَضى / وَفي دِمَشقَ اِنطَوى عَهدُ اِبنِ مَروانِ
وَلا تَسَل بَعدَهُ عَن عَهدِ قُرطُبَةٍ / كَيفَ اِنمَحى بَينَ أَسيافٍ وَنيرانِ
فَعَلِّموا كُلَّ حَيٍّ عِندَ مَولِدِهِ / عَلَيكَ لِلَّهِ وَالأَوطانِ دَينانِ
حَتمٌ قَضاؤُهُما حَتمٌ جَزاؤُهُما / فَاِربَأ بِنَفسِكَ أَن تُمنى بِخُسرانِ
النيلُ وَهوَ إِلى الأُردُنَّ في شَغَفٍ / يُهدي إِلى بَرَدى أَشواقَ وَلهانِ
وَفي العِراقِ بِهِ وَجدٌ بِدِجلَتِهِ / وَبِالفُراتِ وَتَحنانٌ لِسَيحانِ
إِن دامَ ما نَحنُ فيهِ مِن مُدابَرَةٍ / وَفِتنَةٍ بَينَ أَجناسٍ وَأَديانِ
رَأَيتُ رَأي المَعَرّي حينَ أَرهَقَهُ / ما حَلَّ بِالناسِ مِن بَغيٍ وَعُدوانِ
لا تَطهُرُ الأَرضَ مِن رِجسٍ وَمِن دَرَنٍ / حَتّى يُعاوِدَها نوحٌ بِطوفانِ
وَلّى الشَبابُ وَجازَتني فُتُوَّتُهُ / وَهَدَّمَ السُقمُ بَعدَ السُقمِ أَركاني
وَقَد وَقَفتُ عَلى السِتّينِ أَسأَلُها / أَسَوَّفَت أَم أَعَدَّت حُرَّ أَكفاني
شاهَدتُ مَصرَعَ أَترابي فَبَشَّرَني / بِضَجعَةٍ عِندَها رَوحي وَرَيحاني
كَم مِن قَريبٍ نَأى عَنّي فَأَوجَعَني / وَكَم عَزيزٍ مَضى قَبلي فَأَبكاني
مَن كانَ يَسأَلُ عَن قَومي فَإِنَّهُمُ / وَلَّوا سِراعاً وَخَلَّوا ذَلِكَ الواني
إِنّي مَلِلتُ وُقوفي كُلَّ آوِنَةٍ / أَبكي وَأَنظِمُ أَحزاناً بِأَحزانِ
إِذا تَصَفَّحتَ ديواني لِتَقرَأَني / وَجَدتَ شِعرَ المَراثي نِصفَ ديواني
أَتَيتُ مُستَشفِياً وَالشَوقُ يَدفَعُ بي / إِلى رُباكُم وَعودي غَيرُ فَينانِ
فَأَنزِلوني مَكاناً أَستَجِمُّ بِهِ / وَيَنجَلي عَن فُؤادي بَرحُ أَحزاني
وَجَنِّبوني عَلى شُكرٍ مَوائِدَكُم / بِما حَوَت مِن أَفاويهٍ وَأَلوانِ
حَسبي وَحَسبُ النُهى ما نِلتُ مِن كَرَمٍ / قَد كِدتُ أَنسى بِهِ أَهلي وَخُلّاني
قُل لِلطَبيبِ الَّذي تَعنو الجِراحُ لَهُ
قُل لِلطَبيبِ الَّذي تَعنو الجِراحُ لَهُ / ماذا اِعتَدَدتَ لِجُرحِ العاشِقِ العاني
قَد كانَ مِبضَعُهُ وَالجُرحُ يَرمُقُهُ / يُمنى الحَبيبِ تُواسي صَدرَ وَلهانِ
عَجِبتُ لِلنيلِ يَدري أَنَّ بُلبُلَهُ
عَجِبتُ لِلنيلِ يَدري أَنَّ بُلبُلَهُ / صادٍ وَيَسقي رُبا مِصرٍ وَيَسقينا
وَاللَهِ ما طابَ لِلأَصحابِ مَورِدُهُ / وَلا اِرتَضَوا بَعدَكُم مِن عَيشِهِم لينا
لَم تَنأَ عَنهُ وَإِن فارَقتَ شاطِئَهُ / وَقَد نَأَينا وَإِن كُنّا مُقيمينا
يُرغي وَيُزبِدُ بِالقافاتِ تَحسَبُها
يُرغي وَيُزبِدُ بِالقافاتِ تَحسَبُها / قَصفَ المَدافِعِ في أُفقِ البَساتينِ
مِن كُلِّ قافٍ كَأَنَّ اللَهَ صَوَّرَها / مِن مارِجِ النارِ تَصويرَ الشَياطينِ
قَد خَصَّهُ اللَهُ بِالقافاتِ يَعلِكُها / وَاِختَصَّ سُبحانَهُ بِالكافِ وَالنونِ
يَغيبُ عَنهُ الحِجا حيناً وَيَحضُرُهُ / حيناً فَيَخلِطُ مُختَلّاً بِمَوزونِ
لا يَأمَنُ السامِعُ المِسكينُ وَثبَتَهُ / مِن كُردُفانِ إِلى أَعلى فِلَسطينِ
بَينا تَراهُ يُنادي الناسَ في حَلَبٍ / إِذا بِهِ يَتَحَدّى القَومَ في الصينِ
وَلَم يَكُن ذاكَ عَن طَيشٍ وَلا خَبَلٍ / لَكِنَّها عَبقَرِيّاتُ الأَساطينِ
يَبيتُ يَنسُجُ أَحلاماً مُذَهَّبَةً / تُغني تَفاسيرُها عَنِ اِبنِ سيرينِ
طَوراً وَزيراً مُشاعاً في وِزارَتِهِ / يُصَرِّفُ الأَمرَ في كُلِّ الدَواوينِ
وَتارَةً زَوجَ عُطبولٍ خَدَلَّجَةٍ / حَسناءَ تَملِكُ آلافَ الفَدادينِ
يُعفى مِنَ المَهرِ إِكراماً لِلِحيَتِهِ / وَما أَظَلَّتهُ مِن دُنيا وَمِن دينِ
سَأَلتُهُ ما لِهَذا الخالِ مُنفَرِداً
سَأَلتُهُ ما لِهَذا الخالِ مُنفَرِداً / وَاِختارَ غُرَّتَكَ الغَرّا لَهُ سَكَنا
أَجابَني خافَ مِن سَهمِ الجُفونِ وَمِن / نارِ الخُدودِ لِهَذا هاجَرَ الوَطَنا
لَم يَبقَ شَيءٌ مِنَ الدُنيا بِأَيدينا
لَم يَبقَ شَيءٌ مِنَ الدُنيا بِأَيدينا / إِلّا بَقِيَّةُ دَمعٍ في مَآقينا
كُنّا قِلادَةَ جيدِ الدَهرِ فَاِنفَرَطَت / وَفي يَمينِ العُلا كُنا رَياحينا
كانَت مَنازِلُنا في العِزِّ شامِخَةً / لا تُشرِقُ الشَمسَ إِلّا في مَغانينا
وَكانَ أَقصى مُنى نَهرِ المَجَرَّةِ لَو / مِن مائِهِ مُزِجَت أَقداحُ ساقينا
وَالشُهبُ لَو أَنَّها كانَت مُسَخَّرَةً / لِرَجمِ مَن كانَ يَبدو مِن أَعادينا
فَلَم نَزَل وَصُروفُ الدَهرِ تَرمُقُنا / شَزراً وَتَخدَعُنا الدُنيا وَتُلهينا
حَتّى غَدَونا وَلا جاهٌ وَلا نَشَبٌ / وَلا صَديقٌ وَلا خِلُّ يُواسينا
أَمّا أَمينُ فَقَد ذُقنا لِمَصرَعِهِ
أَمّا أَمينُ فَقَد ذُقنا لِمَصرَعِهِ / وَخَطبِهِ مِن صُنوفِ الحُزنِ أَلوانا
لَم تُنسِنا ذِكرَهُ الدُنيا وَإِن نَسَجَت / لِلراحِلينَ مِنَ النِسيانِ أَكفانا
مَضى نَقِيّاً عَفيفَ النَفسِ مُحتَسِبا / فَهَدَّ مِن دَولَةِ الأَخلاقِ أَركانا
جَرَت عَلى سَنَنِ التَوحيدِ نَشأَتُهُ / في اللَهِ وَالرَأيِ إِخلاصاً وَإيمانا
لَم يَلوِهِ المالُ عَن رَأيٍ يَدينُ بِهِ / وَلَو حَمَلتَ إِلَيهِ الدَهرَ مَلآنا
وَلَم يَلِن عودُهُ لِلخَطبِ يُرهِقُهُ / قَسا عَلَيهِ شَديدُ العَيشِ أَم لانا
ظُلمٌ مِنَ القَبرِ أَن تَبلى أَنامِلُهُ / فَكَم رَمَت في سَبيلِ اللَهِ مَن خانا
كانَت مَطِيَّةَ سَبّاقٍ جَوانِبُهُ / يُرويكَ فَيّاضُها صِدقاً وَعِرفانا
عِشرونَ عاماً عَلى الطِرسِ الطَهورِ جَرى / ما خَطَّ فاحِشَةً أَو خَطَّ بُهتانا
يَجولُ بَينَ رِياضِ الفِكرِ مُقتَطِفاً / مِن طيبِ مَغرِسِها وَرداً وَرَيحانا
فَيَنشَقُّ الذِهنُ مِن أَسطارِهِ أَرَجاً / وَتُبصِرُ العَينُ فَوقَ الطِرسِ بُستانا
أَمينَ فارَقتَنا في حينِ حاجَتِنا / إِلى فَتىً لا يَرى لِلمالِ سُلطانا
إِلى أَمينٍ عَلى أَوطانِهِ يَقِظٍ / ذي مِرَّةٍ يَتَلَقّى الخَطبَ جَذلانا
أَيَلبَسُ الخَزَّ مَن لانَت مَهَزَّتَهُ / وَأَنتَ تَخرُجُ مِن دُنياكَ عُريانا
إِنَّ القَناعَةَ كَنزٌ كُنتَ حارِسَهُ / تَرى بِهِ القوتَ ياقوتاً وَمُرجانا
فَما سَعَيتَ لِغَيرِ الحَمدِ تَكسِبُهُ / وَلا رَضيتَ لِغَيرِ الحَقِّ إِذعانا
أَودى بِكَ السُكَّرُ المُضني وَلا عَجَبٌ / أَن يورِثَ الحُلوُ مُرَّ العَيشِ أَحيانا
ما هانَ خَطبُكَ وَالأَخلاقُ والِهَةٌ / تَبكي عَلَيكَ إِذا خَطبُ اِمرِئٍ هانا
أَمينُ حَسبُكَ ما قَدَّمتَ مِن عَمَلٍ / فَأَنتَ أَرجَحُنا في الحَشرِ ميزانا
أَبشِر فَإِنَّكَ في أُخراكَ أَسعَدُنا / حَظّاً وَإِن كُنتَ في دُنياكَ أَشقانا
بَلِّغ ثَلاثَتَكُم عَنّا تَحِيَّتَنا / وَاِذكُر لَهُم ما يُعاني قَومُنا الآنا
وَاِضرَع إِلى اللَهِ في الفِردَوسِ مُبتَهِلاً / أَن يَحرُسَ النيلَ مِمَّن رامَ طُغيانا
مُسدي الجَميلِ بِلا مَنٍّ يُكَدِّرُهُ
مُسدي الجَميلِ بِلا مَنٍّ يُكَدِّرُهُ / وَمُكرِمُ الضَيفِ أَمسى ضَيفَ رِضوانِ
تَجتازُنا عَبقَةٌ مِن رَوضَةٍ أُنُفٍ / إِذا أَلَمَّت بِنا ذِكرى سُلَيمانِ
فَقُل لِآلِ سُلَيمانٍ إِذا جَزِعوا / رُدوا النُفوسَ إِلى صَبرٍ وَسُلوانِ
ما إِن رَأَيتُ دَفيناً قَبلَ شَيخِكُمُ / تَحتَ التُرابِ وَفَوقَ النَجمِ في آنِ
قَضَيتَها مِئَةً في كُلِّ واحِدَةٍ / تُعِدُّ زادَكَ مِن بِرٍّ وَإِحسانِ
فَكَم صَفَحتَ عَنِ الجاني وَلَم تَرَهُ / وَكَم غَرَستَ وَكانَ المُعوِزُ الجاني
وَكَم أَقَلتَ كَريماً عِندَ عَثرَتَهُ / وَكَم مَشَيتَ بِصُلحٍ بَينَ إِخوانِ
إِنّي رَأَيتُكَ قَبلَ المَوتِ في فَلَكٍ / مِنَ الجَلالِ عَلى جَنبَيهِ نورانِ
نورُ اليَقينِ وَنورُ الشَيبِ بَينَهُما / سَكينَةٌ حَرَّكَت نَفسي وَوِجداني
عَلى جَبينِكَ آياتُ الرِضا اِرتَسَمَت / وَبَينَ جَنَبَيكَ قَلبٌ غَيرُ وَسنانِ
قَسَمتَ ما جَمَعَت كَفّاكَ مِن نَشَبٍ / عَلى بَنيكَ فَكُنتَ الوالِدَ الحاني
مالٌ حَلالٌ مُزَكّى ما خَلَطتَ بِهِ / مِلّيمَ سُحتٍ وَلا حَقّاً لِإِنسانِ
زَهِدتَ فيها وَهامَ العابِدونَ لَها / بِجَمعٍ فانٍ يُعاني جَمعَهُ فاني
بِكِسرَةٍ وَكِساءٍ عِشتَ مُغتَبِطاً / تُسَبِّحُ اللَهَ في سِرٍّ وَإِعلانِ
أَقَرَّ عَينَيكَ في دُنياكَ أَن رَأَتا / مُحَمَّداً يَتَراءى فَوقَ كيوانِ
قَضَيتَ في الأَوجِ مِن عِزَّيكُما وَكَذا / يَقضي سُلَيمانُ في عِزٍّ وَسُلطانِ
أَنجَبتَ أَربَعَةً سادوا بِأَربَعَةٍ / فَضلٍ وَنُبلٍ وَإِحسانٍ وَعِرفانِ
أَورَثتَهُم شَمَماً هَشَّ الإِباءُ لَهُ / وَأَورَقَت في ذُراهُ عِزَّةُ الشانِ
يَذكُرنَ بَرّاً رَحيماً قَد أَقامَ لَهُم / صَرحاً مِنَ المَجدِ أَعلى رُكنَهُ الباني
كَم نِعمَةٍ لَكَ يا مَحمودُ عِندَ أَبي / بِشُكرِها لَكَ عِندَ المَوتِ أَوصاني
إِنَّ الَّذي كانَتِ الدُنيا بِقَبضَتِهِ
إِنَّ الَّذي كانَتِ الدُنيا بِقَبضَتِهِ / أَمسى مِنَ الأَرضِ يَحويهِ ذِراعانِ
وَغابَ عَن مُلكِهِ مَن لَم تَغِب أَبَداً / عَن مُلكِهِ الشَمسُ مِن عِزٍّ وَسُلطانِ
ثَلاثَةٌ مِن سُراةِ النيلِ قَد حَبَسوا
ثَلاثَةٌ مِن سُراةِ النيلِ قَد حَبَسوا / عَلى مَدارِسِنا سَبعينَ فَدّانا
أَحيَوا بِها أَمَلاً قَد كانَ يَخنُقُهُ / بُخلُ الغَنِيِّ وَجَهلٌ قَد تَغَشّانا
وَخالَفوا سُنَّةً في مِصرَ شائِعَةً / جَرَّت عَلى العِلمِ وَالآدابِ خُسرانا
فَإِن هَمَّ سُراةُ النيلِ أَن يَقِفوا / عَلى القُبورِ وَإِن لَم تَحوِ إِنسانا
فَكَم ضَريحٍ خَلاءٌ لا رُفاتَ بِهِ / تَرى لَهُ مَناحي النيلِ أَطيانا
وَكَم حُبوسٍ عَلى المَوتى وَغُلَّتُها / يَشري الجُباةُ بِهِ خوصاً وَرَيحانا
وَالعِلمُ في حَسرَةٍ وَالعَقلُ في أَسَفٍ / وَالدينُ في خَجَلٍ مِمّا تَوَلّانا
ما كانَ ضَرَّ سُراةَ النيلِ لَو فَعَلوا / شَرواكُمُ فَبَنَوا لِلعِلمِ أَركانا
تَقذى عُيونُ بَني مِصرٍ بِمَظهَرِهِم / في الرَملِ حيناً وَفي حُلوانَ أَحيانا
يَبغونَ أَن تَحتَوي الدُنيا خَزائِنُهُم / وَيَزرَعوا فَلَواتِ اللَهِ أَقطانا
وَلَيسَ فيهِم أَخو نَفعٍ وَصالِحَةٍ / وَلا تَرى لَهُمُ بِرّاً وَإِحسانا
يا مِصرُ حَتّامَ يَشكو الفَضلُ في زَمَنٍ / يُجنى عَلَيهِ وَيُمسي فيكِ أَسوانا
قَد سالَ واديكِ خِصباً مُمتِعاً فَمَتى / تَسيلُ أَرجاؤُهُ عِلماً وِعِرفانا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025