القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَفّار الأَخْرس الكل
المجموع : 9
يا نائباً غابَ عنِّي الصّبر مُذْ بانا
يا نائباً غابَ عنِّي الصّبر مُذْ بانا / هلاّ سألتَ عن المشتاق ما عانى
ما راق في عينه شيء يروق لها / ولا اصطفى غير من صافيت إخوانا
ولا إذا غرَّدت ورقاء في فنن / أملَت عليَّ من الأوراق أشجانا
وصرت في حال من لا يبتغي بدلاً / بالأهل أهلاً وبالجيران جيرانا
ما زلت أخضِلُ أجفاني بأدمعها / إذا تذكَّرتُ أوطاراً وأوطانا
أشدّهم في الوغى بأساً وأكرمهم / كفًّا وأعظمهمُ في قدره شانا
خليفة الله في الأقطار محترم / إنَّ العزيز عزيز حيث ما كانا
فلا كنامق والٍ للعراق ولا / كمثل عبد العزيز اليوم سلطانا
فلو وزنت ملوك الأرض قاطبة / لزادهم في الندى والبأس رحجانا
أراعها ما رأته من عزائمه / فأذعنت لمليك الأرض إذعانا
ولم يربه ركوب البحر من خطر / لما تنقل بلداناً فبلدانا
كالشمس إذ تملأ الدنيا أشعتها / لا تستطيع لها الأقطار كتمانا
قد صان مملكة الإسلام أجمعها / فصانه الله حِفظاً مثلما صانا
وما ادّعى الفخر مجدٌ في صنائعه / إلاَّ أقام عل ما قال برهانا
الله يكلأه مما يحاذره / وزاده الله بعد الأمن إيمانا
وهل يبالي بشيءٍ أو يحاذر من / أمرٍ ويرهب أمثالاً وأقرانا
من كانَ مستنصراً بالله متخذاً / حزب الملائك أجناداً وأعوانا
رأت من الملك السامي جلالته / فطأطأت أرؤساً منها وتيجانا
أبدت خضوعاً وقرّت أعيناً وجلت / عن القلوب من الأضغان أدرانا
صافى فصوفي حتَّى لم تجد أحداً / إلاَّ ويوليه بالنعماء شكرانا
صلب على الخصم لو تلقى الخطوب به / في نارها طول هذا الدهر ما لانا
يقضي النهار بأحكام يُدَبّرها / رأياً ويتلو بجنح الليل قرآنا
وأظهرت بالعراق العدل رأفته / من بعد ما مُلِئت ظلماً وعدوانا
فانقادت الناس عن أمرٍ لطاعته / طوع القياد فلا تأباه عصيانا
نعم الرجال رجال يحدقون به / كانوا لدولته الغَرّاء أركانا
كم أحرقت شهبه للماردين فما / أبقَتْ على الأرض للباغين شيطانا
رأت له معجزات الفخر فاختلقت / مذاهباً في معاليه وأديانا
فأجمعت أممُ الإفرنج واتَّفَقَت / على محبَّته شيباً وولدانا
بينا تراهم أسودَ الحرب إذ وُجِدوا / يحلّقون بجوّ الفخر عُقبانا
يقاتلون العدى صَفًّا فتحسبهم / في يوم معترك الأعداء بنيانا
فالبصرةَ الآن في خفضٍ وفي دعةٍ / وكلّ خير أتاها من سليمانا
أجاد فيما يراه من سياستها / فزان ما كانَ قبل اليوم قد شانا
وكيفَ أسلو أحبَّاءً مُنِيت بهم / وما وجدت لهذا القلب سلوانا
يا شدَّ ما راعني يوم الفراق ضحًى / ودَّعْتُ فيه من الغادين أظعانا
ولا يميل إذَنْ إلاَّ إلى شرف / ذو اللبّ متّخذ الأَشراف أخدانا
ولا سمعت بشيء من مناقبه / إلاَّ انثنيت بما أسمعت نشوانا
تَتَبَّعوا المجد حتَّى قال قائلهم / أحْيَتْ ملوكُ بني عثمان عثمانا
فأطلقت ألْسُنَ الدنيا مدائِحُه / وأسْمعت مَن بها سرًّا وإعلانا
جمعت منها قلوباً قلَّما اجتمعت / محبَّة فيك ساداتٍ وأَعيانا
وإنْ تلفَّظت في نطق وفي قلم / قرّطت من دور الأَلفاظ آذانا
لقد حكيت وما فاتتك فاتنة / قسّ الفصاحة أو ناظرت سحبانا
أحْسَنْتَ في كلِّ ما دبّرْت من حكم / جُزِيتَ عن ذلك الإِحسان إحسانا
فمن كمالك عن رأي ومعرفة / وضعت للعدل والإِنصاف ميزانا
فضل من الله أُوتينا الكمال به / فضلتَ غيرك معروفاً وعرفانا
لله درّك بين الناس من فطن / حيّرت في ذهنك الوقَّاد أذهانا
حلم به تترك النيران باردةً / وعزمة تترك الأَمواه نيرانا
لا تُنزلُ الجود إلاَّ في منازله / وما عزّ عندك من شيء وما هانا
أبصرت أشياءَ لا تخفى منافعها / كأن الأَوائل عنها الدهر عميانا
والناس من ذلك التنظيف يومئذٍ / كأنَّما انتشقت روحاً وريحانا
سقيتنا الماء عذباً ما به رنق / فأصبح الظَّامئ العطشان ريَّانا
ولم تدع وجميع الناس تملأه / ممَّا يزيد بمرضى البحر بحرانا
صحت بك البصرة الفجار من مرض / أضرَّ بالناس أرواحاً وأبدانا
من بعدما كانَ الأَمراض قد صبغت / منها الوجوه بصبغ الموت ألوانا
من ذا الَّذي ينكر الأَشياء حينئذٍ / وقد قلبت من الأَبدان أعيانا
يا دوحة المجد نزكو في مغارسها / أصلاً وفرعاً وأغصاناً وقضبانا
على جبينك خَطَّ المجدُ أسطُرَه / وكم قرأت لذاك الخطّ عنوانا
ويا لك الله إن حرَّزت من رجل / يمثّل السحر ألفاظاً وتبيانا
تجنى ثمار المعالي من رسائله / حتَّى غدت عن رياض الفضل بستانا
ومذ بدا وجهك الزَّاهي لأعيننا / جلا عن البصرة الفيحاء أحزانا
وفي قدومك ما تمَّ السرور به / وربَّما غابت الأَقمار أحيانا
وغادةٍ لو بروحي بعتُ رؤيتَها
وغادةٍ لو بروحي بعتُ رؤيتَها / لكنْتُ والله فيها غيرَ مغبونِ
ما البَدر والغصن أحلى من شمائلها / كأَنَّها من بَناتِ الحُور والعينِ
ناحَتْ مُطَوَّقَةٌ في البان تُزْعِجُني
ناحَتْ مُطَوَّقَةٌ في البان تُزْعِجُني / بما تُهَيِّجُ من وَجْدي وأشجاني
كأَنَّما هي إذ تشدو على فَنَن / تشدو بذكر أُصَيْحابي وجيراني
يا وُرْقُ مالكِ لا إلفٌ أُصِبتِ به / ولا تناءَيْتِ عن دار وأوطان
فإنْ بكيتِ كما أبكي على سكن / فأَينَ منك همول المدمع القاني
إنِّي لفي نارِ وجدٍ لا خمود لها / وأنتِ حَشْوَ جنانٍ ذات أفنان
وفي الحشاشة ما ألقاه من ظمأٍ / إلى غرير بماء الحُسن ريَّان
إذا جنى الطّرف منِّي عنده نظراً / أَماتَني طرفُهُ الجاني وأحياني
كنَّا وكان وأيَّامي بذي سَلَمٍ / بيضٌ وقد صارَمَتْني منذ أزمان
فهلْ يُبَلُّ غليلُ الوجد بعدهم / من مُغْرَمٍ دَنفٍ يا سعد ظمآن
يا سَعْدُ لا الوعدُ بالقاصي أرِقت له / ولا اصطباري بعد النأي بالداني
ولستُ أَنْفَكُّ والأَحشاء ظامئة / وإنْ سَقَتْها بوبل الدَّمع أجفاني
أصبو إذا سَجَعَتْ في البان ساجعةٌ / وقد أُراعُ لذكر البين والبان
عَليُّ لا زِلتَ مسروراً بسلمان
عَليُّ لا زِلتَ مسروراً بسلمان / مَسَرَّةً تتمنَّى مُنذُ أزمانِ
قد أعْلَنْتَ بالتهاني فهيَ معلنة / كما نؤمّلُ فيها أيَّ إعلان
فلا تزال مدى الأيام في طربٍ / مُنَعَّم البال في رَوحٍ وريحان
وسرّك الله في تزويج ذي شرف / من دوحة من علاء ذات أفنان
وخير ما أَنْتَ قد زوّجتَ من ولد / كفواً بكفوٍ وأقراناً بأقران
هنّيتُه بسرور في تزّوجه / ولو درى بسروري فيه هنَّاني
أسْدَيتَها مِنّةً بات الهناء بها / يُعيد آثار أفراح بأعيان
فَضْلٌ من الله ما تسديه من منن / تجرُّ في حَلَبات الفضل أرساني
يا متبعاً هبة الأولى بثانية / وطالما تتبع الحسنى بإحسان
شكراً لأيديك ما زلت تفيض لنا / مناهلَ الجود تروي كل ظمآن
تنهلُّ ما اعترض العافي سماحتها / فأنتَ والعارض المنهل سيّان
عَلَتْ برِفْعَتِك السادات وافتخَرتْ / حتَّى لقد خِلْتَها تعلو لكيوان
وكيفَ لا تتعالى سادة نجب / فيها عليٌّ عليُّ القدر والشان
فكم تجلّى لنا من وجهه قمرٌ / فراح يجلو به همّي وأحزاني
الله أبقى بكم في الذكر خالده / وكل ذكر خلا أبنائكم فان
به التقى قمرا حسن سما بهما / في المجد والتفَّ غصن البان بالبان
يهنيكم آل بيت المصطفى فرحٌ / عمَّ البريَّةِ من قاصٍ ومن دان
فسَرَّكم ما رأيتم والسماع به / سماع هاتف للبشرى بألحان
فقال والقول للداعي مُؤَرِّخُه / سُروركم دامَ في تزويج سلمان
يا مَعْشَر السادة الأشرافِ لا بَرِحَتْ
يا مَعْشَر السادة الأشرافِ لا بَرِحَتْ / تسمو إلى المجد أشياخاً وفتيانا
طلَعْتُم أنجماً بالعزّ مشرقةً / والأنجمُ الزهر قد يَطلعنَ أحيانا
لتهنكم بمسرّاتٍ نفوز بها / بُشرى كما تنعش الأرواحُ أبدانا
بشارة بغلام قَرَّ أعينكم / قد أعْلَنَتْ بقدوم الخير إعلانا
ومذ بَدَتْ من ضياء الدِّين غرّته / جَلَتْ عن القلب أدراناً وأحزانا
من دوحة من رسول الله منبتها / تفرَّعَتْ منه أغصاناً وقضبانا
طالت به واشمخرت في العُلى وسمت / حتَّى لقد طاولت بالمجد كيوانا
إذا ادّعى الشرف السامي تفرُّدَكم / في المجد أظهر في دعواه برهانا
يا أشرف النَّاس بين المنجبين أباً / وأرجحَ النَّاس إنْ رُوجِحْتَ ميزانا
بوركتَ في وَلَدٍ أرِّخ بمولده / تَمَّ السُّرور بداود بن سلمانا
يا سيّداً سادَ في الأشراف أجمعِها
يا سيّداً سادَ في الأشراف أجمعِها / ولم يَزَل سيّد السادات مُذ كانا
إنّ النقابة قَرَّتْ فيك أعْيُنها / وفاخَرتْ بك كبّاراً وأعيانا
والحمد لله إذ فاتك يومئذ / بشارة تُعْلِنُ الأفراح إعلانا
من جانب الملك العالي بعزَّتِه / على جميع ملوك الأرض سلطانا
عبد العزيز أدام الله دولته / وزادَ في ملكه أمناً وإيمانا
أعلى ملوك بني الدنيا وأرفعها / قدراً وأعظمها في عصره شانا
لو وازنته ملوك الأرض قاطبة / لكان أرجحها في العز ميزانا
أو حاربَ الكفرَ أضحى وهو متخذٌ / حِزْبَ الملائك أنصاراً وأعوانا
حامي حمى ملّة الإسلام حارسها / لأمْره أذْعَنَتْ لله إذعانا
لولاه ما نُشِرت للعدل ألويةٌ / وربّما امتلأتْ ظلماً وعدوانا
ولاّك ما كنتَ أهلاً أن تكونَ له / مُشَيّداً من مباني المجد أركانا
وبالنقابة في عام نُؤَرِّخُه / إليكَ قد بَعَثَ السلطان فرمانا
هَلْ تَذكُرَنَّ بنجدٍ يومَ ينظِمُنا
هَلْ تَذكُرَنَّ بنجدٍ يومَ ينظِمُنا / لآلئاً شَمِلَتْ فيها ومَرْجانا
والرَّبعُ يُطلِعُ أقماراً ويُنْبِتُ في / منازل الحيّ حيّ الجزع أغصانا
والعيش صَفوٌ يروق العين منظره / يهدي لأرواحنا رَوْحاً وريحانا
فما ترى عينُ رائيها وإنْ طمحت / إلاَّ أسوداً بميثاءٍ وغزلانا
من كلِّ أهيفَ حُلْويِّ اللمى غنجٍ / إن ماس هَزَّ على العشاق مرّانا
ولَيّنِ العَطفِ قاسي القلب لم نَرَهُ / رَقَّتْ شمائلُه للصَّبِّ أو لانا
مضى الهوى وانقضت أيّام دولته / حتَّى كأنَّ زمان اللهو ما كانا
ليتني سَلَوْتَ أحبّاءً مُنيتِ بهم / ولا ذكرتُ على الجرعاء جيرانا
فاترك ملامَك عندي حين أذكرهم / إساءةً منك فيهم وإحسانا
يا هل تراني أرى ما أستقرُّ به / أم هل ترى قلبي الظمآن ريّانا
قد كانَ دمعي عزيزاً قبل فرقتهم / واليوم كلُّ عزيزٍ بعدهم هانا
يا منزلَ السّادة الأشرافِ قد نَزَلَتْ
يا منزلَ السّادة الأشرافِ قد نَزَلَتْ / فيك الأماجد من أشراف عدنان
وأشرَقَتْ فيك كالأقمار أوجههم / وقد يفوقون في حُسنٍ وإحسان
وأَنْتَ يا من يجيل الطرف حينئذ / في جنّة زُخْرِفَتْ منهم وبستان
الحسن متّفق فيها وما اختلَفَتْ / إلاَّ بأشكال أزهار وألوان
من كلِّ زَوج بهيج أنبتت ورَبَت / لتنعش الروح في رَوح وريحان
فإنَّها وأبيك البَرّ قد بُنِيَتْ / دار السرور لأحباب وإخوان
فبوركتْ دار سادات مُؤَرَّخة / وعُمِّرت دارُ سلمان بسلمان
أنظرْ إلى دار حسن قد حَلَلَتْ بها
أنظرْ إلى دار حسن قد حَلَلَتْ بها / وما يَسُرُّك من رَوضٍ وبستان
وانشق عبير شذا أزهارها فلقد / أهدَتْ إليك شذا روح وريحان
أجاد غارسُها غرساً وأحسَنَ في / ما قد بناه فإحكام وإتقان
تحلُّها السادة الأشراف لا برحَتْ / مأوى الأماجد من سادات عدنان
فاقت على غيرها فضلاً بساكنها / لمّا بناها وكان الفضل للباني
فقال من قد رآها حين أرّخها / دارٌ لسلمانَ قد فاقت بسلمان

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025