المجموع : 13
ما زالَ سُقمُكَ أَن أَغرى بِيَ السَّقَمَا
ما زالَ سُقمُكَ أَن أَغرى بِيَ السَّقَمَا / وَقَد شُفِيَت وَقَد رُمتُ الشِفاءَ فَما
وَزِدتَ شُهرَةَ حُسنٍ غَيرَ خافِيَةٍ / فَكانَ سُقمُكَ ناراً قَد عَلا عَلَما
تُغيرُني فيكَ حُمّى الوِردَ إِذ وَرَدَت / فَما تُقَبِّلُهُ عَذبَ اللَمى شَبِما
أَقسَمتُ بِالثَغرِ مِنهُ إِنَّهُ قَسَمٌ / أَكرِم بِهِ عِندَ أَبناءِ الهَوى قَسَما
ما قَبَّلَت فاهُ إِلّا وَهيَ عاشِقَةٌ / وَلا سَرَت ضَرَماً إِلّا لِسِرِّ ظَما
يا رَوضَةَ الحُسنِ لا أَصبَحتِ ذاوِيَةً / وَلا أَغَبَّكِ سُقيا أَدمُعي ديما
وَلا تَحَرَّشَتِ الدُنيا بِصِحَّتِهِ / وَلا اِستَباحَت لَهُ الحُمّى مَصونَ حِمى
قاتِل بِغَيرِ سِلاحِ الهَجرِ إِنَّ لَهُ
قاتِل بِغَيرِ سِلاحِ الهَجرِ إِنَّ لَهُ / ضَرباً تَسيلُ دُموعي مِنهُ وَهيَ دَمُ
كَتَمتُ ما بِيَ في وَجهي دَلائِلُهُ / وَالهَمُّ نارٌ فَقُل لي كَيفَ يَنكَتِمُ
أَعزِز عَلَيَّ بِأَنَّ المَنزِلَ السامي
أَعزِز عَلَيَّ بِأَنَّ المَنزِلَ السامي / بِرَغمِ مِصرٍ يَصيرُ المَجلِسَ الشامي
بَكى الفُؤادُ بِلَفظٍ مِن فَمي وَيَدي / بَكَت بِأَحرُفِها مِن غَيرِ أَقلامي
لَم تَعدِلوا قَسمَكُم أَنَّ اللَيالي لي / وَأَن شَمسَكَ قَد وَلَّت بِأَيّامي
وَقيلَ لي إنَّهُ بَحرٌ إِمامَتُهُ / فَقُلتُ لا لَقِيَ الظامي سِوى الطامي
مَن مُخبِري يا عُفاةُ المُزنُ أَينَ هَمى
مَن مُخبِري يا عُفاةُ المُزنُ أَينَ هَمى / وَمُخبِري يا رِفاقُ القَومُ أَينَ هُمُ
فَفي عُيونِ الهَوى حَجبُ الدُموعِ عَمىً / وَفي مَسامِعِهِ وِقرُ الهَوى صَمَمُ
وَالطُرقُ فيهِ كَمَن فيها مُحَيِّرَةٌ / فَلا دَليلٌ وَلا نارٌ وَلا عَلَمُ
لَيَشكُرَنَّكَ وَفدُ الجِنِّ إِذ أَمَرَت / مولِياتُ ثَناء ما لَها أَلَمُ
إِذا العِدى في الوَغى سُلَّت سُيوفُهُمُ / جاءَت إِلَيكَ وُجوهُ النَصرِ تَبتَسِمُ
لا غَيَّرَ اللَهُ ما بِالقَومِ من نِعَمِ
لا غَيَّرَ اللَهُ ما بِالقَومِ من نِعَمِ / ما غَيَّروا ما بِنا مِنهُم مِنَ النِعَمِ
تَشتاقُ أَيديهِمُ في المَحلِ أَيدينا / حَيثُ الرِياضُ لَها شَوقٌ إِلى الدِيَمِ
صَديقُهُم لَيسَ يُدرى مِن عَدُوِّهِمُ / هَذا إِذا ما اِجتَمَعنا يَومَ حُكمِهِمِ
قالوا جَرى قَلَمي في غَيرِ مَدحِكُمُ
قالوا جَرى قَلَمي في غَيرِ مَدحِكُمُ / لا وَالَّذي عَلَّمَ الإِنسانَ بِالقَلَمِ
وَما خَلَوتُ بِذِكراكُم وَكانَ مَعي / ثانٍ يُثَلِّثُ ذِكراكُم سِوى الكَرَمِ
فَاِستَعمِلوا مِنهُ ما قَد كانَ حاضِرَهُ / فَالجودُ لَيسَ عَلى عِرضٍ بِمُتَّهَمِ
لا يَقطَعَن مُفسِدٌ في المَجدِ عُلقَةَ ما / بَينَ الأَيادي وَبَينَ الجودِ مِن رَحِمِ
هَبوا خَواطِرَنا في جاهِلِيَّتِها / فَلَم تَضِع حُرُماتُ الأَشهُرِالحُرُمِ
كُلُّ الزَمانِ عَلَيها أَشهُرٌ حُرُمٌ / بِكُم فَكُنَّ بِهَذا المُلكِ في حَرَمِ
إِن يَنثُروا الدُرَّ مِن مَجدٍ فَما نَثَروا
إِن يَنثُروا الدُرَّ مِن مَجدٍ فَما نَثَروا / أَو يَنظِموا الدُرَّ في حَمدٍ فَما نَظَموا
كُلٌّ لَهُ حاجَةٌ مِنّا بِصاحِبِهِ / فَالمَدحُ عِندي كَما المَعروفُ عِندَكُمُ
سَبَقتُمُ بي كَما أَنّي سَبَقتُ بِكُم / فَالسَبقُ مُقتَسَمٌ بَيني وَبَينَكُمُ
الصَمتُ أَسلَمُ لَكِن إِن أَرَدتَ دَمي
الصَمتُ أَسلَمُ لَكِن إِن أَرَدتَ دَمي / أَلا يَفيضَ فَسامِحني أَفِض كَلِمي
بَيني وَبَينَ وُجودي اللَهُ يَحكُمُ لي / عَلَيهِ يا لَيتَني لا شَيءَ في العَدَمِ
وَلا حَديثي وَلا دَهري وَحادِثَهُ / وَلا هُمومي وَلا وَهمي وَلا هِمَمي
وَلا حُسامي الَّذي لِلعَجزِ أَغمِدُهُ / وَلا أُجَرِّدُ في الشَكوى سِوى قَلَمي
وَلا اللَيالي الَّتي نيرانُها اِتَّقَدَت / بِالفِكرِ لَم يَعلُ في الدُنيا سِوى عَلَمي
الشَرُّ في يَقظَتي بِالعَينِ أُبصِرُهُ / وَالخَيرُ بِالقَلبِ قَد أَلفاهُ في الحُلُمِ
إِذا الصَباحُ بِهِ في اللَيلِ بارَكَني / فَالنورُ أَقبَحُ في عَيني مِنَ الظُلَمِ
عَثَرتُ في كُلِّ رَأيٍ قادَ نَحوَكُمُ / وَالعَثرُ في الرَأيِ لَيسَ العَثرُ في القَدَمِ
إِن كُنتُمُ لا عَدِمتُم عِلَّةَ النَدَمِ
إِن كُنتُمُ لا عَدِمتُم عِلَّةَ النَدَمِ / يَحكي وُجودَ لِقاءٍ كانَ كَالعَدَمِ
لم تُبقِ أَيديكُمُ مِن شاغِلٍ لِيَدي / عَن أَن تُقَلِّبَ كَفَّينَها مِنَ النَدَمِ
داءٌ وَلَكِنَّهُ داءٌ بِلا أَلَمِ
داءٌ وَلَكِنَّهُ داءٌ بِلا أَلَمِ / شَيبٌ أَلَمَّ بِرَغمِ العَينِ بِاللَمَمِ
أَما وَقَد قيلَ ضَيفٌ لِلمَشيبِ فَلا / يَلقاهُ وَاللَهِ وَجهي غَيرَ مُبتَسِمِ
وَزادَني في عُلا قَدري وَقارَ نُهىً / فَالنورُ بِالعِلمِ أَو في النارِ بِالعَلَمِ
تَبَسَّمَت في ظَلامِ الشَعرِ طالِعَةً / تَبَسُّمَ الكَوكَبِ الدُرِّيِّ في الظُلَمِ
إِن تَطلُبِ العَيشَ إِذ وَلّى الصِبا فَلِمَن / أَو تُنكِرِ الهَمِّ إِن فاتَ الهَوى فَلِمِ
مَن عَلَّمَ القَلَمَ الجاري بِعارِضِهِ / فَقُلتُ مَن عَلَّمَ الإِنسانَ بِالقَلَمِ
ما أَظهَرَ الشَيبُ إِلّا اللَونَ في كِبَري / كَلَونِ شَيبي وَلَم أَبلُغ إِلى الحُلُمِ
وَلِمَّةٍ لَم يُوَفِّ الدَهرُ ذِمَّتَها / هَل يُعرَفُ الدَهرُ في الموفينَ بِالذِمَمِ
قُدني إِلى الحَتفِ يا دَهري بِها فَمَتى / لَم يَنقَدِ الجامِعُ الأَعطافِ بِاللجُمِ
مِمّا أَبُثُّكَ وَالدُنيا مُغَيِّرَةٌ / أَنّي وَما مِتُّ مَعدودٌ مِنَ الرِمَمِ
وَأَنَّني كُنتُ في عَصرِ الشَبابِ وَما / أغر نفسي غيري اليوم في الهرم
أَضاءَ في لَيلِ مَسرى هِمَّتي قَبَسٌ / فَواجَهَ الدَهرُ مِنّي وَجهَ مُحتَشِمِ
إِذِ الوُجودُ إِذا نَفسُ الفَتى اِمتُحِنَت / فيهِ بِإِحنائِها ضَربٌ مِنَ العَدَمِ
يَشيبُ نَفساً إِذا شابَت ذَوائِبُهُ / وَمِن ضُروبِ التَفَتّي الضَربُ لِلُؤَمِ
جَنى المُنى ثُمَّ نادَتني حَوادِثُهُ / قَوَّمتَ أَمرَكَ بِالتَعويجِ فَاِستَقِمِ
تَبقى خُطوطُ رَمادٍ في القُبورِ بِما / رَأَيتَ شُعلَةَ هَذي النارِ في الفَحَمِ
وَأَبيَضَ أَسوَدٍ في القَلبِ قُلتُ لَهُ / لَوثٌ مِنَ الهَمِّ أَو لَوثٌ مِنَ الهِمَمِ
أَحرَمتُ مِن لُبسِ أَوطاري بِلَبسَتِهِ / وَالمَوتُ لَيسَ يَعافُ الصَيدَ في الحَرَمِ
قالوا مَتى يَعتِبُ السُلطانُ قُلتُ إِذا
قالوا مَتى يَعتِبُ السُلطانُ قُلتُ إِذا / سُلِبتَ حَظَّيهِ مِن عَدل وَمِن كَرَمِ
هُوَ السَحابُ وَعَتبُ السُحبِ إِن غَضِبَت / تَجري فَتُعتِبُ عَنها أَلسُنُ الدِيَمِ
وَكَيفَ بَعدَ اِستِلامي رُكنَ كَعبَتِهِ
وَكَيفَ بَعدَ اِستِلامي رُكنَ كَعبَتِهِ / أَخافُ مِن ظَمَئي مِن ماءِ زَمزَمِهِ
وَحُرمَةُ البَيتِ عِندَ الخَلقِ ما جُهِلَت / فَقَد أَبى اللَهُ حِرماناً بِمُحرِمِهِ
وَإِنَّما العُمرُ أَنفاسٌ مُصَرَّمَةٌ / وَلَيسَ يُعطي ذِماماً مِن تَصَرُّمِهِ
آهاً عَلَيها لَيالٍ ما تَرَكنَ لَنا
آهاً عَلَيها لَيالٍ ما تَرَكنَ لَنا / إِلّا الأَسى وَعُلالاتٍ مِنَ الحُلُمِ
عَسى الرِياحُ إِذا سارَت مُبَلِّغَةً / توفي فَقَد غَدَرَ الأَحبابُ بِالذِمَمِ