المجموع : 4
الشكر لله شكرا ليس ينصرم
الشكر لله شكرا ليس ينصرم / شكرا يوافق ما يجري به القلم
يأتي البلاء لتمحيص وتذكرة / كأن كل بلاء نازل نعم
وهذه الدار دار حشوها ضرر / لكن مع الصبر بالغفران يختتم
فارض المقادير في ضر وعافية / فليس يثبت الا بالرضا قدم
أستغفر الله لا أشكو البلاء ولا / أراه الا احتفاء ساقه كرم
جبلة النفس فيما ساءها هلع / وفي المسرة بالطغيان ترتطم
فاحكم على النفس في الحالين هل خضعت / لله فالعقل في أحوالها حكم
وقطرة النفس في أيدي بصيرتها / فارم البصيرة حيث النفس تقتحم
تبلى وفي نفس من طول البقا أمل / وذاك أنصب مما يفعل الألم
آفات أنفسنا داء يخامرها / بالبؤس يطغى وبالسراء يضطرم
مصائب الدين أنكى ما نصاب به / وما عداهن فيه الأجر يغتنم
بوفر الأجر في حسن البلاء لنا / وكل صالحة من كسبنا عدم
ورب حرص على ابقاء عافية / حرص على فوت فضل فوقه نقم
فاحرص على الأجر في كل الأمور ولا / تسأم بلاء فرأس العلة السأم
فرب أجحف ضر عين عافية / ورب عافية في طيها سقم
تسارع الضر في خير العباد على / فضل البلاء دليل ليس ينبهم
ما للتنطع فيما لا يفارقنا / ولا يدافعه عزم ولا همم
تأتي المكاره أقواما لخيرتهم / من حيث علمهم أو حيث ما علموا
أستودع الله نفسي حيث أودعها / ليست ودائعه بالسوء تهتضم
استحفظ الله نفسي شدة ورخا / ان القلوب بحفظ الله تعتصم
واسأل الله حسن اللطف بي وبكم / في كل نازلة تهمى لها ديم
يا من حباني هناء بالشفاء لقد / صار الهناء شفاء وانجلى السقم
ومن كساني ثناء من فواضله / كأنه الدر والياقوت ينتظم
ومن شمائله زهر ومنته / بحر ومن منتماه الفخر والكرم
عرفت فيك كمالا لا يقوم به / وصف ولو كثرت في وصفه الكلم
وما كمالك دعوى مادح ملق / وانما الشاهدان السيف والقلم
جريت فيما جرى الأمجاد فاقتصروا / من دون شأوك قدرا اذ سبقتهم
وعاهدتك مزايا الفضل فانتصبت / تومى اليك وأنت المفرد العلم
من لي بأزكى المعاني فيك ممتدحا / دون البيان لساني عنك منعجم
الله أكبر رزء نكس العلما
الله أكبر رزء نكس العلما / وأسس الحزن في البابنا الما
واهتزت الأرض عاليها وسافلها / حتى السموات والعرش الذي عظما
في الشرق والغرب منها رجة رجفت / تكاد تقلب هذا الكون منعدما
والخطب يرجف أكوان اذا اندهشت / نعم ويوري سعيرا بالجوى ضرما
مصيبة ساقت الأقدار سائقها / وعاق عائقها وقعا بما دهما
وأرصدت لأوان آن موقعه / وللمواقع أوقات كما علما
رزيئة الدهر هل أبقيت باقية / تبقى لنا سلوة الأحزان مستلما
ما للنوائح لا ترقى لها مقل / ما للجوانج حرى والبلاء طمى
أرى الحياة ولا عيش يلذ بها / رغدا وحادى المنايا زادنا غمما
أرى الظلام سجى طمسا معالمه / ما للسراة اهتدا يخطونه قدما
حقا تغيب بدر الأرض تحت ثرى / حتى تجسد ديجور الدجى ظلما
فمن يقدر تقديرا منازله / بعد الأفول فلا نور لما انبهما
بل من على الشمس اذ تجري مقدرة / لمستقر لها حيث الضيا انكتما
هذي منازل من ولى على أسف / أعني الامام وأعني المفرد العلما
أعني الخليلي امام المسلمين ومن / دهى الكوائن من منعاه ما دهما
محمد نجل عبدالله نجل سعي / د الأبر ونجل السادة العلما
من لي على صرف دهر سل صارمه / فما انثنى عنه حتى حز واصطلما
قل للذي طير المنعى بذا نبأ / أطرت طائر شؤم روع الأمما
أطرت روح حياة العلم فانجذبت / وللمعارف روح تنشط الهمما
هذي الرزئية أهل الأرض ان لها / وقعا وصدعا عظيما ليس ملتئما
حكت بدهشتها سعدا وهزته / عرش الاله بخير القرن لو قدما
هما شبيهان في رزء وفي جلل / وفي موازنة الأقدار بينهما
سعد بسعد حياة طاب مسكنه / وطاب مأمنه يهنا الهنا نعما
وذا اقتفاه اقتداء في طريقته / في العلم والحلم والتعديل ان حكما
كذلك العلم يعلى المرء منزلة / رفيعة الشأن في أسمى الذرى قمما
لكن على الجد والاخلاص في عمل / وفي ثبات واخبات وكشف عمى
ولاحق فضله مع سابق فرطا / سيان في الترتب العليا لهم عظما
هذا مقامك في دنياك غايته / بدءا وما نقص المقدار مختتما
أبا خليل تركت الأرض موحشة / فما أرى تغرها بالأنس مبتسما
تركت دولتك الزهراء ذاوية / بعد النضارة لما غيثها انعدما
ارجع فديتك للافتاء كان له / كنز من العلم يؤتي الحكم والحكما
أيدفن الكنز والآمال راجية / منه المنافع كم أغنى وكم عمما
ارجع فديتك للدين الحنيف بكى / بأعين اليتم لما فارق الرحما
كنت الكفيل له حفظا تؤيده / حامي الذمار شديد الغار محتزما
قلد فديتك هذا الحق صارمه / لا يغمد السيف والبطلان قد نجما
أدري المحال فما والله مرتجع / لعالم الفقد سهم الموت فيه رمى
لكن عهود حياة قمت أذكرها / وانتقي الدر مكنونا لها كلما
لهفي عليك امام العلم حين سرت / بك المنايا مطايا ما انثنت قدما
كأنما النار في احشائنا التهبت / وعاديات الليالي تبعث الغمما
ان نبكك اليوم ندبا خير مرتحل / نبك الفضيلة والأخلاق والشيما
نبك المكارم بسطا صار منقبضا / انقبض الكف عن بسط الندى كرما
نب السياسة اذ أبوابها انغلقت / قد كنت فاتح مخفي بها انبهما
نبك المعارف لما غاب عارفها / نبكي وفاءك يا أوفى الورى ذمما
نبكي مجالسك الزهراء حيث خلت / تشكو الجفاء فأين الوفد مزدحما
نبكي شمائلك الحسناء خالدة / في صفحة الدهر تأثيرا سنا علما
نبك الكمال ونفسا فيك كاملة / نبك المحبا فكم بالمنظر ابتسما
نبك القناة فقد لانت لغامزها ال / أصباح الامسا أراك الشيب والهرما
ويلاه ويلاه ما يجدي البكاء وما / يبدي الحداء لمودوع غدا رمما
قطب الأوان ويا زين المكان ويا / نور الزمان أخا الايمان بدرسما
قربت سيرة أصحاب النبي هدى / صافحتهم بيد ولو مضوا قدما
وما نظرت الى الدنيا وزهرتها / وكيف والنور جلاء الدجى ظلما
أبصرت غايتها من بعدها انكشفت / ان البقاء سراب ما يبل ظما
وما لبست سوى التقوى على حذر / والله يخشاه من هذا الورى العلما
اقمتها مدة بالعدل سائرة / بالحق ظاهرة حزما ومعتزما
وتلك وصلة عمر لا مزيد لها / وليس ينقص عمر ان يطل نسما
قضى الاله فناء العالمين كما / قضى البقاء له في لوحه ارتسما
ماذا أقول إمام المسلمين وقد / عاج العنان عن المعدى فما اقتحما
قد لزني العجز عن ادراك غاية ما / أروم في الندب منثورا ومنتظما
وللذهول انفعال بالنهي وقفت / به المدارك عن إلمام ما التأما
وكيف تبلغ أقدار لك ارتفعت / بها الورى انتفعت كالغيث حين همى
أفضت بحرين من علم ومن كرم / كلاهما زاخر في الفيض حين طمى
سست الرعية بالتدبير متئدا / بالحق معتمدا بالله معتصما
وقف على الشرع في حكم وضرب يد / على الظلوم وانصاف لمن ظلما
كم حز بالسيف قطاع الطريق وكم / قد بز بالعزم أرباب السطى عزما
تخشى مهابته قبل المثار فان / غشى المثار أطار البطل وانقصما
موفق الفتح ما فوجي باصبعها / مصاعب الأمر الاسهل الأزما
لله غيرته لله سيرته / لله نصرته لله إن هجما
كم حمل الصدر أثقالا لو اجتمعت / صدور كل الورى ضاقت بها همما
كم ترجع الناس بعد الوصل راضية / شاءت معارف أو شاءت يدا كرما
يملي ويكتب والأشغال عارضة / ويوجز القول اعجاز فلم يرما
كم حار ذو الفكر في سطر بموجزة / من البيان والقى عيه القلما
الله آتاه هذا العلم منزلة / سما بها الوهب والالهام حيث سما
اتيتنا يا امام الدين في زمن / أنت الغريب به فضلا علا عظما
أين المثيل على حسنى تقوم بها / والوجهة الحق والاخلاص ملتزما
قضيت عمرك في زهد وفي ورع / حتى أتاك يقين وقعه انحتما
لبيتها دعوة جاء البشير بها / بمقعد الصدق والرضوان مغتنما
قدمت صالحة الأعمال خالصة / لوجه ربك شكارا له نعما
والمتقون لهم أجر على عمل / ذاك الجزاء فيا طوبى لمن رحما
قرائح الوهب جودي بالرثاء ففي / هذا المقام مقال ينتفى كلما
ويا بني ملة الاسلام تعزية / مني اليكم وقلبي بالأسى اضطرما
دمع تحدر من عيني منسكبا / تخاله السحب في تسكابها الديما
بشرى سعادته في الاحتضار أتت / طلاقة الوجه براقا ومبتسما
من الكرامة يا مولاي ان بقيت / خلافة الله في رأس العلى علما
من الكرامة يا مولاي مجتمع / حوى الجموع من الآفاق مزدحما
من الكرامة حر الشمس حجبه / ظل الغمامة حال الدفن مرتكما
من الكرامة نفح الطيب من جدث / أودعت فيه ونور ساطع لسما
من الكرامة هذا الكون أجمعه / راض عليك كما أخلصت معتزما
ربي اقم لبني الاسلام قائمهم
ربي اقم لبني الاسلام قائمهم / ورد رائمهم بالذل منهزما
وانصر رجال الهدى وارفع دعائهم / فوق الدعائم ما نبت الربى نجما
يا رب لا تتلاشى أمة نهضت / بدولة الحق لا وهنا ولا سأما
أيد سطاها بنصر منك يظهرها / بالاستقامة سيفا ليس منثلما
قرت بحوزة أرض طاب منبتها / هي الغبيرا عمان موطن عظما
كم ذا توالى عليها الدهر تولية / نصب الأئمة عقدا زان منتظما
يا رب لا تجعل الأعداء عادية / على عصابة هذا الدين وانتقما
ومن بالخصب يا مولاي يذهب ما / قد حل بالوطن المحبوب واحتدما
واجعل لنا في اكتئاب الفقد مصطبرا / تسليا خلفا عن سالف عدما
منك الاجابة نرجوها محققة / آمالنا كرما ً يا من برا النسما
سقى الاله ضريحا جل مودعه / برحمة وبلها ينهل منسجما
الحمد لله لا بؤسٌ ولا سقم
الحمد لله لا بؤسٌ ولا سقم / المجد عوفي إذ عوفيت والكرم
لبست من حلل الألطاف عافية / وزال عنك إلى أعدائك الألم
قد أصبح الفضل مرتاحاً وانتشعت / بحال صحتك الأرواح والهمم
من بعد ما سئمت نفسي الحياة كما / قد راعها منك إذ أودى بك السقم
تفديك روحي يا مولى القريض فقد / جلت صفاتك عن اطرائها الكلم
من ذا يجاريك في بحر ومكرمة / أو من يساوي وأنت اليوم فقتهم
بحر تقدس في أطوار نشأته / يا حبذا البحر في تياره الحكم
يا أكرم الناس جد لي بالرضا كرماً / فأنت أكرم من يثني عليه فم