القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَةَ السَّعْدِيّ الكل
المجموع : 3
ما بالُ فعلِكَ في الأفْهامِ لم يَقُمِ
ما بالُ فعلِكَ في الأفْهامِ لم يَقُمِ / لأجلِ دِقّتِهِ أمْ دِقّةِ الفَهَمِ
فالدّهْرُ يحلِفُ إنّي ما كلفتُ بهِ / كأنّهُ الخُلقُ بين اللوحِ والقَلَمِ
لمّا ترفّعَ أنْ يُعْزى إلى لقَبٍ / قال الزّمانُ له يا فاضِحَ الهِمَمِ
سريتَ من أرضِ بكْرٍ بعْدَما هَرِمَتْ / جبالُها وغدتْ مُبيضةَ اللمَمِ
لا تستطيعُ فَعالاً ليس من كرمٍ / ولا تلَذُّ بعيشٍ ليس من ألَمِ
حتى أقَمتَ بأرمينيةٍ عجَباً / سوقاً يُعارَضُ فيها العيشُ بالسأمِ
أوقدتَ في قلبِ ثاويها وساكنها / ناراً يعيبُ لَظاها الوصفُ بالضرمِ
كأنّما قذَفَتعها في قُلوبِهُمُ / حُصونُهم حنيفةَ الأحداثِ والنِقَمِ
تَرْمي مخافتُكَ الحَرّى أجنَّتَها / كما اشرأبَّ شَرارُ النارِ بالفَحَمِ
كأنّ وقعَ بنيها من جوانِبِها / وما تُسوِّلها الأفكارُ في الحُلُمِ
تَساقطَ القطرُ من غرّاءَ مؤْنِسَةٍ / مما تدُلُّ عليه أوجهُ الدِّيَمِ
فَما رأوا قبل خيل جئتَ تحملها / أرضاً تُحمَّلُ بالآسادِ والأجَمِ
يجمُّها السيرُ في الدُنْيا فوارِسها / سِلاحُهم قُلَلُ الأعناقِ في البُهَمِ
ما يصدِمُ السيفُ رأساً من رؤوسهمُ / إلاّ تطوّحَ بين الكسرِ والكَهَمِ
شكت إلى الهندِ أيْدي الرومِ بيضهمُ / وقد رميت سيوفَ الهندِ بالقمَمِ
فكَفْكَفوكَ وما تزدادُ كفكفةً / إلاّ وُروداً على الأهْوالِ والقُحمِ
حتّى إذا لم تُحصنْهُمْ قِلاعُهُمُ / تحصنوا في قِلاعِ العُذرِ والنّدمِ
يَرجُون عَفو كريمٍ لا يُخيِّبُهُم / يرعى من العفوِ ما يرعى من الذِّممِ
وذا حياءٍ لطيفِ القولِ يحشِمه / يلقى السنانَ بوجهٍ غيرِ مُحتشِمِ
ثم انثنيتَ إلى تامورِ دهْوتِهِم / تَشُقهُ بنحورِ الخيلِ واللجُمِ
لو كان غيرُكَ غالَ الثّلجُ مهجتَهُ / وسيرُهُ غيرُ ما قصدٍ ولا أمَمِ
تساوتِ الأرضُ فيها من تمازجه / فالحَزْنُ كالسهلِ والغِيطانُ كالأكَمِ
لا يستطيعُ نهارُ الصيفِ يسلكها / وأنتَ تسلكُها في القرِّ والظُّلَمِ
تنعى إلى أهْلِ بدْليْسٍ نفوسَهمُ / وقد تعلّقَ منها الموتُ بالكَظَمِ
للسيفِ منهم نصيبٌ ما مطلتَ بهِ / وللتعمّدِ منهم أوفرُ القِسَمِ
من اخترمتَ فعينُ الحزمِ جئتَ بهِ / ومن وهبتَ فعينُ الجودِ والكَرَمِ
تضاءلَ الدهرُ حتى ضاعَ في هممى
تضاءلَ الدهرُ حتى ضاعَ في هممى / واستفحلَ الهمُّ حتى صار من شيمي
ولو يكون سوادُ الشعر في ذممى / ما كان للشيب سلطانٌ على اللمَمِ
فالعيشُ من نِعَمى والموتُ من نقمى / وحكمةُ الفلكِ الدوارِ من حِكمِي
والحزم والعزم في الاقوام من خُلقى / كما الفصاحةُ في الاقوالِ من كَلِمَي
ما يَشبعُ الدهرُ يا هندُ ابنةَ الحكمِ / من غيرِ لحمى ولا يَرويه غيرُ دمي
ولو أَراقَ دماءَ الناسِ كلهِم / ولم يدع لهم لحماً على وضمِ
انَّ الليالى والايامَ لو علَقتْ / جرينَ في الخلقِ عن رمحى وعن قلمي
عن أَسبقِ الناسِ للاقدارِ في مَهَلٍ / منه وأكرمَ في الدنيا من الكَرَمِ
أَعلى من النجم بل أَهدى بغرته / للمهتدينَ وأَسرى منه في الظلمِ
لو يعرف الناسُ قدرى في زمانهم / صلوا لوجهيَ أَو باسوا ثَرى قَدَمي
ما زلت اعطف أَيامى فتمنُحني / نيلا أَدقَّ من المعدومِ في العدمِ
وأَستكين لها طوراً وارهبها / فلا تزيد مقالاتى على الصممِ
حتى تخوف صرفُ الدهرِ بادرتى / فرد كفى وأَما أَنْ يسُدَّ فَمي
العمر يمضى وما أَمضيت همتَه / أَأَنتَ منتبهٌ أَم أَنت في الحُلُمِ
فَوّق سهامَكَ وارمِ الناسِ عن عَرضٍ / واركبْ من الامرِ أَدناه الى الأَلَمِ
أَصبحتَ بين رجالٍ كل تجربةٍ / تضل فيهم من المستبصرِ الفَهِمِ
لا تبقِ منهم على شخصٍ ظفرتَ به / انْ كانَ رأيكَ سَلُّ السيفِ في الاممِ
أَذُمُّ كلَّ خليلٍ باتَ يحمَدُنى / أنا الذي ماله خِلٌّ سِوى النَّدمِ
وَأتَهَمَتْني المعالى في مودتها / انْ كنتُ أعرف خلقاً غيرَ متهمِ
طلبتُ صحةَ وُدِّ الناسِ واعجباً / أَمراً طلبتُ ولا يخلو من السقمِ
وليس سؤلكَ يا قلبى سِوى رَهَجٍ / تجوره من دمِ الفرسانِ بالديمِ
كَمْ كَمْ تحنُّ الى الارواحِ من ظمأٍ / وكم تَتُوقُ الى الاجسامِ من قَرمِ
ااذ منحتُ ثنياتِ اللوى كَتِفى / فابشرْ بألهوبِ نارِ الفتنةِ العرمِ
مَنْ أَحسنَ السعيَ فيما شاءَ فهو لهُ / الرزقُ بالسعي ثم الرزق بالقَسَمِ
مالى رضيتُ بقعرِ البيتِ منزلةٍ / وليسَ ترضى سيوف الهندِ عن هِمَمِي
حتى أُعيدَ الدُّجى صبحاً برونقها / وأُلبِسَ الشمسَ أَثواباً من القَتَمِ
لولاى لم تسكنِ الحياتُ من حَذَرِ / بَطْنَ الترابِ ولا الاسادُ في الأجَمِ
من للرماحِ اذا القيتُ في الرَّجمِ / ومن يُحكمُ بيضَ الهندِ في القِمَمِ
ومن تُرَوّعُ قلبَ الليل خيفَتُه / اذا رماه بحدِّ الانيق الرُسَمِ
يحملنَ كلَّ بعيدِ الهمِ مشتَرِقٍ / ينامُ دهرُكَ عنه وهو لم ينمِ
يَرمى بعزمِتهِ أَطرافَ هِمَّته / ويأخذَ الامرَ أَخذَ الموتِ بالكَظمِ
أنسيةٌ في مثالِ الجنِ تَحْسَبُهَا
أنسيةٌ في مثالِ الجنِ تَحْسَبُهَا / شَمساً بدتْ بين تَشريقٍ وتَغميمِ
شَقَّتْ لها الشمسُ ثوباً من محاسنِها / فالوجهُ للشمسِ والعينانِ للريمِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025