ريمٌ هَضيمٌ يَرومُ هَضْمي
ريمٌ هَضيمٌ يَرومُ هَضْمي / منْ سُقمِ عينيهِ عينُ سقمي
وطرفُهُ في فُتورِ صَبْري / وخضرُهُ في نحولِ جسمي
ما جدَّ في ثَلْمِ ثَغْرِ صَبْري / لو جادَ لي ثغرُهُ بلثمِ
في عارضيهِ طِرازُ حُسْنٍ / بهيُّ نَسْجٍ شَهْيُّ رَقْمِ
ووجهُهُ بالعِذارِ بَدْرٌ / أُحيطَ منْ هَالةٍ بتمِّ
وردُ حياءٍ ومسْكُ خَطٍ / ينمُّ هذا وذاك يُنْمي
قد نُقِّطَتْ شمسُ وجنتيهِ / للحُسْنِ مِنْ خالهِ بنجمِ
واهي مناطِ الوشاحِ حُلَّتْ / فيه بوَجْدي عُقودُ عَزْمي
نطَاقُه في القياسِ نُطْقٌ / وعطْفُهُ جانحٌ لسلْمي
وخُلْقُه جَامحٌ لحربي / وعطْفُهُ جانحٌ لسلْمي
إلامَ ظلماً يصدُّ أَلمْي / صادي قلبيَ عن ريمِ ظَلمِ
لو أطلق الرَّسمَ من وصالي / لم أَبلُ في صدِّه كرسمِ
أفكرتُ في عزِّهِ وذُلّي / فهامَ في الحالتينِ فَهْمي
مِنْ وَهَجِ الوجهِ دمعُ عيني / بذوبِ قلبٍ يهيمُ يَهْمي
إذا غدا الدَّمعُ من وشاتي / فبوحُ سرِّ الهوى بكتمي
إن رُمت يا عاذلي صلاحي / فخلِّني والهوى وزعمي
شاهدْ بعيني الحبيبَ تشهدْ / أًنَّ هواهُ من المهمِّ
لومُكَ يُذكي الغرامَ قلْ لي / أَنت نَصيحي أَم أَنتَ خَصْمي
ولا ساءني واللومُ لومٌ / كلامُ سوءٍ وأَسوُ كلمِ
يا بدرُ بادِرْ بشمس راحٍ / يقشعُ منها غمامُ غمِّ
وانقعْ وُقِيْتَ الأذى أُواماً / لابنِ كريمٍ ببنتِ كَرْمِ
وهُزَّ منّي للأنسِ عِطْفاً / وخصَّ جيش الأسى بهزم
واجعلْ رضاعي جنَى رضابٍ / بفيكَ منه يعزُّ فَطْمي
فريقكَ الحلو عَذْبُ وردٍ / يروي صدى القلب وهو يُظمي
واشفِ غليلي بشًَهْدِ ثَغْرٍ / جناهُ ترياقُ كلِّ سُمِّ
بقدِّك السّاحرِ التّثني / جُدْ ليَ مِنْ غُصْنهِ بضمِّ
بخدِّك الباهرِ التجلِّي / جُدْ ليَ مِنْ وَرهِ بشمِّ
يا حارمي في الوصال حَظِّي / مُوَفِّراً بالفراق قَسْمي
وقاتلي بالصُّدودِ ظُلماً / لا تتقلَّد دمي وإثمي
يا رامياً قوسَهُ بحتفي / موتَرُهُ ما يزال يُصمي
بالعينِ والحاجبينِ تُغني / عن كلِّ قوسٍ وكلِّ سَهمِ
يا حبّذا بالعراق نُعمى / شكرتها في وصالِ نُعمِ
أَرمي بطرفي هوىً إليها / وهي لقلبي باللحظ ترمي
غداةَ مَغْنى حِمَاي حاوي / حُوّ من الغانيات حُمِّ
أيام فوق السَّماء أَمري / وَفْقَ مُرادي وتحت حُكمي
أَيام حلّ دمي المصون ال / حرام في بذلهِ لأُدمِ
أُدمي بلثمي خُدودَ بيضٍ / عيونُهُا للقلوب تُدمي
واجتلي الكأسَ في ندامى / غرٍ من الأكرمين شُمِّ
غدا بنسج الغرام فينا / ينسجُ عَقْلاً لكلِّ فَدْمِ
نسمو / من نفحات الصَّبا لنسمِ
لثم ُرٍ / بين عقيقٍ وفضّ ختمِ
عقود العقول تُلقى / من التصابي بكفِّ فصمِ
ليالي الوصال زهراً / تبدَّلت في النَّوى بُسحمِ
سواد فودي / مذ عقبت بيضها بدُهمِ
يشيبُ في الرأسِ مثلَ نارٍ / توقَّدتْ من خلالِ فحمِ
يزيدُ منّي الهمومَ ذكري / أَيامَ عمرٍ مضينَ قُدمِ
رضتُ طويلاً جُموحَ حظِّي / فلم يلنْ عودُهُ لِعَجمي
ليس يُعادي الزَّمان غيري / كأنَّ فضلي إليهِ جُرمي
أَكظمُ غيظي وليس جدِّي / لغائظاتِ الأمورِ كظمي
أَيا زماني الغشوم أَقصِرْ / إنّكَ لا تستطيعُ غَشْمي
عبدُ الرَّحيمِ الرَّحيم أَضحى / عوني على خَطبِكَ الملمِّ
أَلوذُ منه بذي جَنابٍ / يُلجىء طُرّاقَهُ وينمي
بالسَّيدِ الأروعِ المرجَّى / لكشفِ إزلٍ وكَفِّ أَزمِ
بالفاضلِ الأفضلِ الأجلِّ / المفضَّلِ الأشرفِ الأشمِّ
بحاتمي النَّوالِ سَمْح / ليس يرى الجودَ غيرَ حتم
غيثُ غياثٍ وجودُ جودٍ / وبحرُ علمٍ وطَوْطُ حِلْمِ
ذو أَنَفٍ أَنْفُ كلِّ خطبٍ / يقتادُ من بأسهِ بِخطمِ
زكاءُ نجرٍ ورحبُ صدرٍ / وطولُ باعٍ وطيبُ جِذْمِ
ومُزْنُ مَنٍ ووجهُ مَنْحٍ / غيرُ جَهامٍ وغيرُ جهمِ
محاسَنا الرأي منه عَدْلاً / كلَّ ظلاَّمٍ وكلَّ ظُلم
المنعمُ المستحقُّ منِّي / جميع شكري ببعضِ شكمِ
وما بنى المجدَ مثلُ مولىً / خصَّ النَّدَى مالَهُ بهزمِ
ذو محتدٍ في النِّجار زاكٍ / وسؤددٍ في الفخار ضخمِ
نُعماهُ تُرجى لكفِّ بؤسٍ / وفكِّ أَسرٍ وجَبرِ يُتمِ
يراعُهُ في اليمينِ منه / تستخرجُ الدُّرَّ من خضمِّ
فهو حسامٌ لم يبقِ داءً / إلاَّ وقد خصَّهُ بحسمِ
وحدُّهُ حصَّ كلَّ حَصدٍ / من كلِّ ما نائبٍ بثلمِ
يُروّضُ الطِّرسُ منه مُزجى / سُحبٍ من المكرماتِ سُحمِ
سطورُهُ للعُلَى نجومٌ / تخفضُ في أَوجها وتسمي
إنْ جاءَ عافٍ فنجمُ سَعدٍ / أَو جاءَ عَاتٍ فنجمُ رجمِ
أَقلامُهُ خاطبتْ خُطوباً / من ظفرها ظفرتْ بقلمِ
كم عقدتْ راية لرأْيٍ / مؤيد عزمه بحزمِ
والسَّمعُ والصلبُ للأَعادي / ما بينَ وقرٍ بها ووقم
له يدٌ للوليِّ منها / ولي وليٌّ ووَسْمُ وسمي
ما وابلٌ منجمُ الغوادي / بكلِّ سهلٍ وكلِّ حَزْمِ
هام ربابٌ بالوشي منه / هامَ الرُّبى في بديعِ وَشْمِ
يحوكُ نسج الرَّبيعِ فيه / نَمارقَ الزّهرِ فوقَ أكم
أَغزرَ من جودهِ وفصحٍ / في العجزِ عن وَصْفهِ لبكمِ
مولايَ حالي كما تراهُ / في نَقْصِ حَظٍّ وَفضْلِ هَمِّ
لم يقضِ ديني وكلَّ يومٍ / غريمُ دهري يزيدُ عزمي
أَهلي مقيمونَ من دمشقٍ / في بلدةٍ نارها بلجمِ
قد طالَ ذيلٌ بهم فطوِّل / طُولاً بجاهي العريضِ كمِّي
أَصبحتُ في مصرَ ذا رجاءٍ / إلى النّدَى الجمِّ منكَ جمِّ
أَصابَ قصدي وتمَّ أَمري / وبانَ نُجحي وفازَ أَمي
وإنّني قد وجدتُ وَجْدي / منكَ كما قد عدمتُ عُدمي
نَعَشْتَني من عثْارِ دَهْري / فَحُزْتَ حَمْدي وَحَازَ ذمِّي
عندي مواعيدُ للمعالي / يَمْطُلُ دهري بها بزُغْمي
نتيجةُ النُّجحِ منكَ يقضي / أَنَّ المواعيدَ غير عُقمِ
وِلي مُنى كلّها أَراهُ / منكَ على خبرةٍ وعلمِ
قضاءُ دَيْني ونَيْلُ سُولي / وَحفْظُ جاهي وجريُ رسمي
وَصنيعةٌ لا يضيعُ فيها / عَزْمي كما لا يفوتُ غُنْمي
وحرمةٌ تستنيرُ منها / سعودُ قَدْري في أُفقِ عُظْمِ
يَممتُ أَمّاً ولستُ أَرضى / تيّمماً في جَنابِ يَمِّ
لِمْ أَمَلي لم يزَنْ بنُجحٍ / لِمْ شَعَثي لم يُعَنْ بلَمِّ
رُمْ رَمَّ أَمري وحلِّ حالي / ما كَرَمٌ في الورى كَرَمَّي
رُثَّ ثرائي بكلِّ طَرْزٍ / وغُثَّ جاهي بغيرِ شحْمِ
مُضارعُ الفعلِ حظُّ فضلي / وعائقُ الصَّرفِ حرفُ جَزْمِ
نَاهيكَ من مُخوِلٍ مُعمِ / يَحنو على المُخولِ المُعمِ
كلُّ عدوٍّ شَناكَ يَلْقى / في الناسِ طَمْسَ اسمه كطسمِ
شَمْلُ العدا والعروضُ منهم / ما بينَ شتٍّ وبينَ شَتمِ
ونلْتَ عزّاً بغيرِ صَرْفٍ / وَوَصْلَ مُلْكٍ بغيرِ صُدْم
تَمَلَّها فهي بكْرُ فكري / شَهيةٌ من نِتَاجِ شَهْمِ
حَدَوْتُ عيْسي بها فجاءتْ / شَقْشَقةً من هَديرِ قَرْمِ
بحركَ طامي والعباب فاغسل / طمي في نظمها ورمي
لي خاطرٌ مُجبلٌ لهمِّي / فَنَحتُهُ من صَفاً أَصمِّ
أَقدَمَ رَغباً فحامَ رُعباً / لقدرِ فخرٍ لديكَ فَخمِ
إليكَ يا كعبة المعالي / حَجَّ حجاهُ بلُطفِ حَجم
أَجْرِ على الوهم عُظْم شاني / واجبرْ على الوَهنِ عظمَ نظمي
بصفحةِ الصَّفحِ منكَ يبدو / جِرْمُ قصوري بغيرِ جُرْمِ
باسمكَ للشكر باسماتٌ / مِنّي مُنىً سُقتُهنَّ باسمي
أَقبلْ وأَفضلْ عليَّ وافضل / عُرْبَ معانٍ لديَ عُجمِ
ما دمتَ عوني فليس يَغدُو / جميلُ رَسْمي قبيحَ وَصمِ