القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ظافِر الحَدّاد الكل
المجموع : 6
للهِ خَدٌّ بَدَتْ من حُسْنِه حُجَجٌ
للهِ خَدٌّ بَدَتْ من حُسْنِه حُجَجٌ / تُريح عاشقَه من عَتْبِ لائمِهِ
قد أودع الحسنُ فيه ما يَضِنُّ به / واحتاط فالخالُ فيه طبعُ خاتَمِهِ
كفحمةٍ عَمَّ صِبْغُ النارِ ظاهرَها / وغادر البعضَ من مُسْوَدِّ فاحِمه
مزينٌ قد تَناهَى في صناعِتِه
مزينٌ قد تَناهَى في صناعِتِه / إلى لطافةٍ معنىً فاقتِ الحُكَما
خَفَّت مواقعُ مُوساهُ فلو حَلَقتْ / في كفه شعرَ جسمِ الخدِّ ما عَلِما
كأنما هي نورٌ في أنامله / يُومِي فيَجْلو بها عن هامِنا الظُّلَما
حَمّامُنا هذه حِمامُ
حَمّامُنا هذه حِمامُ / وإنما صُحِّف الكلامُ
أقلُّ أوصافِها ثلاثٌ / البردُ والنَّتْن والظلام
يَلْسَع بردُ البلاطِ فيها / فالناسُ في وسطِها قِيام
وبين جدارنِها شُقوقٌ / يكُمن في جوفِها الهَوام
وللبراغيثِ في نواحي / بيوتِها عَسْكَرٌ لُهام
ما قَصْدُها في دمٍ ولحمٍ / بالعضِّ بل قَصْدُها العِظام
كأنما سقفُها مِدادٌ / يَقْطُر من دونِه السُّخام
والماءُ فيها أقلُّ شيءٍ / يُدْرَك بالجهدِ أو يُرام
وليس ذا كله عجيبا / فيها بلِ الأَعجبُ الرخام
يخرج عنها اللبيبُ يجري / عريانَ يَحْتَثَّه الهزام
وهْو لَعَمْرِي مما يراه / من شدةِ الهول لا يُلام
لا زلتَ سامعَ ما يصفو من النَّغَمِ
لا زلتَ سامعَ ما يصفو من النَّغَمِ / ولابسا كلَّ ما يصفو من النِّعَمِ
والحمد والشكر مقرونان فيك بما / أَوليت في الناسِ من جودٍ ومن كَرم
والعز والسعد في رأيٍ تشير به / وأنت من حادثاتِ الدهر في حَرَمِ
إذا همتَ بقصدٍ في الضمير أتَتْ / به السعادةُ قبلَ الأمرِ بالكَلِم
لقيتُ في الحب ما لاقاه من هِممى
لقيتُ في الحب ما لاقاه من هِممى / فقَصْدُه ضدُّ ما تَرْضَى به شِيَمِي
فليس يَظْهر حتى في تَمكُّنه / إلا بلَحْظةِ عينٍ أو بقَوْلِ فم
فخَلْوَتي ليس يرتاب الغيور بها / مع التجني على المِسْواك واللُّثُم
ولست أَرضَى لمن اَهْوَى وإنْ رَضِيتْ / طِباعُه بالذي يدعو إلى الندم
أَعَفُّ معْ ما أُلاقِي عند مقدرتي / فلستُ فيه على أمرٍ بمتَّهم
لوَأنّ وهمي أتى ما يُسْتَراب به / في الطيفِ جَنَّبتُ عيني لذةَ الحُلُم
هَبِ المآثمَ لا تَخْشَى عَواقبَها / نفسُ الفتى أين منه نخوة الكرم
لولا نتائجُ ما تقِضى العقولُ به / على النفوسِ لكانَ الناسُ كالنَّعَم
إنْ لم تكن بوجودِ العيشِ مُجْتِلبا / كَسْبَ الفضائلِ كان الفضلُ للعَدَم
من لم يُفِدْ حكمةً أو يُستفادُ به / فما لصورته فضلٌ على الصنم
لولا المعاني التي يرجو الحياةَ لها / ذوو النُّهَى كانتِ الأحياءُ كالرِّمَم
يَحْظَى اللبيبُ بما يَشْقى الجهولُ به / كفاصدِ العرقِ يَبْغِى البُرْءِ بالألم
طِيبُ الثناءِ حياةٌ لا نَفادَ لها / محروسةٌ من عَوادِى الشيبِ والهَرَم
فانهضْ إذا كانتِ العَلياءُ ماثلةً / أولا فقُمْ في تَرجِّيها على قَدَم
فآفةُ المرءِ في كسبِ العُلى سببٌ / من قوله سوف أو من قوله فكم
لا تتكل في تَرقِّيها على نسبٍ / واعملْ لنفسِك واحذرْ خطةَ السَّأمِ
هذا ابنُ مَنْ دانتِ الدنيا لِهمَّتِه / واستعبدَ الخلقَ من عُرْبٍ ومن عجم
الأفضل الملك العَدْل الذي عَظُمتْ / أَخْطارُه فهْي تستغنى عن العِظَم
هَذاكَ ملْكُ يديه والملوكُ له / والدهرُ والفَلَك الجاري من الخدم
لم يرضَ أنْ ملك العلياءَ أجمعَها / حتى بَنى باللُّهَى والسيف والقلم
والعزمِ والحزمِ والآراءِ صائبةً / والعلمِ والحلمِ والتوفيقِ والشِّيَم
إنْ شئتَ أنْ تبصرَ الدنيا ومن جَمَعتْ / فانظرْ إلى بابِ دارِ المُلْك من أَمَم
تُبصِرْ جِباهَ ملوكِ الأرضِ ساجِدةً / على ثرىً هو فيها أشرفُ الذَّمم
ثَرىً تَودُّ نجومُ الأفقِ لو جُعلتْ / حَصْباءَهُ وعَلا منها على القمم
دارٌ تدور الليالي عن أوامره / فيها لمُحتَرَمٍ سامٍ ومجترِم
هو الورى وهي الدنيا وساعتُها / عُمْرٌ وزائرُها للأمن في حَرَم
أقلُّ ما أَسْأرتْ فيها مَواهبُه / أضعافُ ما قيل في الأخبار عن إِرَم
مواهبٌ جمعتْ شملَ الثناءِ له / ببعضِ ما فَرَّقت في الناس من نِعَم
مَثِّلْ بوَهْمِك شاهِنْشاهَ واقترحِ ال / جَدْوَى عليه وخُذْها غيرَ متهم
إن لم تَمُنَّ على الدنيا مَواهبُه / بصَحْوةٍ غَرِقَتْ في سَيِله العَرِم
هذا على أن سَجْلا من صَوارِمه / يُعيدها من طُلا الأعداءِ بحرَ دمِ
صَوارمٌ أَضرمتْ فيها عَزائُمه / نارا تعود بها الأبطالُ كالحُمَم
عزائمٌ ما يَشيم الدهرُ وامِضَها / إلا نَخوَّف منها خوفَ منتِقم
فما تمر بمَلْكٍ غيرِ مُنعفرٍ / ولا تقابل جيشاً غير منهزمٍ
يخافُها القَدَرُ الجاري فتأمره / بكلِّ ما تبتغيه أمرَ مُحتكِم
تَبيتُ من أجلها العَنْقاءُ خائفةً / والعُصْمُ في النِّيق والآسادُ في الأجَم
والفُتْخ في الجو والنِّينان في لُجج / والشُّهْب في أُفْقها والجِنُّ في الظُّلَم
كم صارعتْ من قُوىَ خَطْبٍ فما وَهَنتْ / وصارعتْ من سَنا صعب فلم تَخِم
جلستَ إذ قامتِ الأَملاكُ خائفةً / وقُمتَ إذ قَعدتْ عجزا فلم تَقُم
لبَيَّتَ صارخَ دينِ اللهِ منتصِرا / له وأَسماعُهم للخوفِ في صَمَم
حتى أعدتَ له روحَ الحياةِ وقد / أودى بحدِّ اعتزامٍ غيرِ مُنثلِم
مَناقبٌ خَصَّك الفضلُ العَميم بها / وكلُّ ما لم يكن في الطبع لم يَدُم
تكميلُ وصفِك بالإسهاب ممتنِعٌ / ومرتجِى ذاك ممسوسٌ من اللَّمَم
كالمُبتغِى كَيْلَ ماءِ البحرِ في لُججٍ / وحاسبِ القَطْرِ في مُستغزِر الدِّيَم
هيهاتَ قَصَّرتِ الأوصافُ عنك مع ال / إطنابِ فيك وحارتْ أعينُ الحَكَم
إنِ اخْتَصرتُ قَريضي في المديحِ فقد / يُنال سامي العُلَى بالباترِ الخذم
ويبلغُ النَّبْلُ للرامي على قِصَرٍ / فيها أتمَّ المُنَى من أنفُسِ البُهُم
إنْ كان لا بدَّ من عجزِ المُطيل فلل / تقَّصيرُ أَوْلَى بطبعِ الحاذق الفَهِم
فأَحكمُ القولِ إيجازٌ يبين به ال / معنى فإن طال زالتْ حِكمةُ الكَلِم
فاسَعْد بعامِك واستقبلْ بَشائرَه / في نعمةٍ وبقاءٍ غيرِ منُصرِم
عامٌ يَعُمُّ ببُشراهُ التي نطقتْ / بطولِ عمرك فيه سائرُ الأمم
حَيِيتَ فيه وفي أمثاله أبداً / طَيِّبَ الحياةِ على التَّأْبيد والقِدَم
سِيّان سترُ غرامي فيكِ والعَدَمُ
سِيّان سترُ غرامي فيكِ والعَدَمُ / أَسْكنتُه حيث لا تَرْقَى له التهَم
ليس السماحةُ بالأسرار من شِيَمى / فالشُّحُّ بالسر في دين الهوى كرم
وقد تحمَّل حتى هجرِكم جَلَدى / لكنْ مع البينِ لم يثبُت له قَدَم
فإن تُفُرِّس بي ظنٌّ فموجِبُه / خَليفتاك علىَّ الدمعُ والسَّقَم
هَبْني اعتذرتُ لسُقْمى أنه مرض / ما حِيلتي في دموعٍ وَبْلُها دِيَم
جرتْ كجرىِ المطايا يومَ بَيْنِكُم / عن مُقلتي فهْي في ألأجفانَ تزدحم
دمعٌ وأحسَب قلبي ذاب بعدكمُ / شوقا ففاضتْ به عيناي وهْو دم
إني لأَعجبُ من قلبٍ تَلهُّبُه / ما بينَ جنبيَّ باقٍ وهْو عندكمُ
لقد تَخوَّف حتى لا يخاف أسى / وقد تألمّ حتى ما به ألم
أين العهودُ التي كانتْ بكاظمةٍ / عيناك أَوْهَمتاني أنها ذِمَم
حيث لنسيمُ عليلٌ والكثيب نَدٍ / والروض حالٍ وعِقْدُ الطَّلِّ منتظم
والطيرُ تشدو على الأغصان مُطرِبةً / كما تَغَّنت بألحانٍ لها العَجَم
شَدْوٌ يفيد مَعاني اللهوِ مُجمَلةً / لسامعيه بلفظٍ ليس يَنْفَهِم
والماءُ تكسوه أنفاسُ الصَّبا زَرَدا / مقدَّرا فيه مَسْرود ومنفِصم
خلالَ أخضرَ لم يَعْبَث بزاهرِه / إلا النسيمُ وطَلٌّ بارد شَبِم
تدنو الشَّقيقةُ فيه من أَقاحَتِه / حتى كأنهما خد ومُبْتَسَم
كأَنه قد تَغذَّى من نوالِ أبى / عبد الإله الذي تَرْوَى به الأُمَم
وقولُ لا ليس يبدو في عبارته / حتما وأكثرُ مسموع له نَعَم
هذا على أنها شكر يفضَّله / فعلا فقول نعم من فضله نِعَم
أَحيْا له اللهُ مَنْ أحيا الأنامَ به / عمرا يجدده التأبيد والقِدَم
الأفضلَ الملك العَدْل الذي عَظُمتْ / أفعالُه ولها يُسْتَحقَرُ العِظَم
يَخِرُّ ذو المُلْكِ من تذكارْه رَهَبا / من السرير ويَفْنَى خوفَه البُهَم
أحيا مَناقبَه طِيبُ الثناءِ بما / أوْلَى وأخبارُ أملاكِ الورى رِمَم
يُعطي إذا بخلوا يَدْرِي إذا جَهِلوا / يأْوِى إذا رَفَضوا يبني إذا هدموا
فاختاره اللهُ واختارتْك همتُه ال / عُليا التي عجزت عن بعِضها الهِمم
يا من إذا خاف فَوْتا غيرُ آمِله / من مطلبٍ فله من قصده كَرَم
إليك أشكو زمانا ظَلَّ حادِثُه / يَعْدو على حَطِّيَ الواهِي وينتقِم
وقد تَمادَى على ظُلْمِي وأنت له / مَوْلىً وجودُك فيما بيننا حَكم
وحقِّ ما فيك من جودٍ ومن كرمٍ / فما يُشاب بحِنْثٍ ذلك القَسَم
القائد السيد النَّدْب الذي خُلِقت / لراحتيه اللُّهَى والسيف والقلم
أقلُّ ما فيه من فضل ومن كرم / تَحارُ في وصفه الأشعارُ والحِكم
إذا أُولُوا الفضلِ غالُوا في مدائحِه / منها فقد جَهِلُوا أضعافَ ماعلموا
في جرأةِ السيفِ من إقدامه شَبَهٌ / وفي ندى الغيثِ من إعطائه شِيَمُ
يكاد خاطِرهُ لولا نَدى يدِه / إذا تكرر فيه الفكرُ يَضْطرِم
تبدو شموسُ المَعاني من بَديهتِه / إذا دَجَتْ في رَوِياّتِ النُّهَى الظُّلَم
له من العزمِ ما اشتدتْ مَريرتُه / فليس يَعْقُبه في فعله ندم
يرىفي اليومِ ما يأتِي به غَدُه / والشهرُ والعامُ حتى ليسَ يَنْخرِم
سعادةُ الدهرِ أنْ يأتي ببُغْيَتِه / تجرِي وأيامُه في قَصدِه خَدم
تَناسبَ الناسُ طُرّا في مَحبَّتِه / كأنما جُبِلت من ذلك النَّسَم
قَضى به اللهُ حاجاتِ النفوسِ فلا / كِبْرٌ يُؤَخِّره عنها ولا سأم
وكلُّ فضلٍ ففي كفَّيْهِ مَوْرِدُه / جَمْعا ومن راحتَيْه يُقْسَم القِسَم
لا خاب وافدُ مالٍ قد أتاكَ به / حادِى الرجاءِ بحبلٍ منك يَعتصِم
فاهتْ بحمدِك حتى الطير صادحةً / فشَكْرُها ذلك الترجيعُ والنَّغَم
من أكرمَ الناسَ إكراما مَنَتْ به / فشكرُه مثلُ شكرٍ نِلْتَه لَزِم
ومن بنى في المعالي ما بنيتَ بها / فإنه بين ساداتِ الورى عَلَم
فاسعَدْ بوافدِ عيدِ النحرِ مُقتبِلا / أَمثالَه في سرورٍ ليس يَنصرِم
في ظلِّ نعمةِ شاهِنْشاهَ مشتملا / بفضلِه حيث لا ضعفٌ ولا هَرَم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025