القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 10
لما أَشارت بعُنَّابٍ على عَنَم
لما أَشارت بعُنَّابٍ على عَنَم / نَحْوي وعَبْرَتُها ممزوجةٌ بدمِ
وأَسفرتْ فبدا من وجهها قمَرٌ / عليه من شرِها داجٍ من الظُّلَم
عانقتُها ودموعي في مدامعها / مُنْهَلَّةٌ وتلاثَمْنا فَماً بفم
كأَنَّ في ثغرها الصَّهْبَاء قد فُتِقَتْ / بماءِ وردٍ لذِيذٍ باردٍ شَبِم
حُبِّي لِوجْهك يا من رحت أَضمِرها / حُبِّي لِبَدْل النَّدَى والجُودِ والكَرِم
حَللتَ عِقْدَ المَعاني فاعتلَى الكَلِمُ
حَللتَ عِقْدَ المَعاني فاعتلَى الكَلِمُ / وأُلبِستْ حَلْيَها الآدابُ والفِهَمُ
يا مَنْ تورّد بَحْراً للبَلاغةِ لَم / يَرِد مَوارِدَها عُرْبٌ ولا عَجَمُ
وافَى قريضُك معدوماً نظائِرهُ / كأنّه مِن نفيِس الدُّرِّ مُنتظِمُ
لفظٌ شَهِيٌّ ومعنىً غيرُ منحرِفٍ / عنه الصوابُ ولا بادٍ بِهِ السَّقَمُ
كأنه أَعينُ النُّوّار غازَلَهَا / تبسُّمُ الشَّمسِ غَدْوا فهي تَبتَسِمُ
أو لفظ أغيَدَ مَعْشوقٍ لعاشِقِه / مِن بعدِ لا وهو يَبْغي وصلَه نَعَمُ
مضمّنا مُلحاً ما مِثلُها مُلَحٌ / وحامِلاً مِدَحاً يُزْهَى بِها الكَرمُ
وواصِفاً مِنْ عَذارَى نَورِ بِرْكَتِنا / ما أسلمتْه له القِيعانُ والأَكَم
وُمنبِئا عن فؤادٍ غيرِ منصرفٍ / عنِ الْوَفاءِ وَوُدٍّ ليس يُتَّهَمُ
ضمّنْتَ ألفَاظه مِنْ مُضمَراتِك ما / لم تَسْتَطِعْ حُسْنَ تضمِيناتِها الأُمَم
يَشِفُّ لَفظُك عن معناكَ فيه وهل / صَفْوُ المُدامِة في الأقداحِ ينكتِمُ
لا شكّ أنّ الّذي أخفيتَ مُضمَرَه / في أوّل النَّظْمِ من ألْفاظكَ القَلَمُ
وأنَّ ثانِي ما أضمَرْتَه قَدَحٌ / كأنّه مِن بيَاضِ الصُّبحِ ملتئِمُ
وأنّ ثالثَ ما عَمَّيْتَه شَبَحٌ / يُمحَى بِتيجانِه الأغساقُ والظُّلَمُ
وقد أجدْتَ وقد مَلَّحْتَ ممتدِحا / ومضمِراً أيهّا العلاّمة الفَهِم
لكْن أُحاجِيك ما شيءٌ له أُذُنٌ / وما له هامَةٌ تَبْدو ولا قَدَمُ
واستعِمِل الفِكَر في أُمٍّ يكون لها / نَجِلٌ وليس لها ثَدْيٌ ولا رَحِمُ
مَيْت تَحِلُّ بِلا ذَبْحٍ لآكِلها / وما جَرَى قطُّ فيها للحياة دَمُ
تنشَقُّ عن وَلَدٍ حيٍّ إذا حَمَلَتْ / ولم يُشَقَّ لها عَيْنٌ ترى وفَمُ
وما نطُوقٌ ولم يَنْطِق بجارحةٍ / إذا تنغّم فَدَّت حُسْنَه النَّغم
أَجَشُّ يُبْدي إذا دَغْدَغْتَهُ ضَحِكاً / تُصغي إليه عُقولُ الناس والهِمَمُ
نَعَمْ وما طائرٌ يسمو بأَرْبَعةٍ / وإن مَشَى حملتْه سِتّة رُسُمُ
ما زُقَّ قَطُّ ولم تَحْضُنْه والدةٌ / ولم يَزَلْ وهو للأطيار مغْتنَمُ
وما مُسفهةٌ وَرْهاء قاطِعةٌ / لكلّ أرضٍ قُطوعاً ليس تنفصم
مسحوبة الذَّيْل ما تَنْبو مصمِّمة / في كلّ طَوْدٍ بحَدٍّ ليسَ يَنْثلِمُ
تَجري وليس لها رِجْلٌ تَسيرُ بها / ولا جَناحٌ وتسْري حين تَعْتَزِم
معشوقةٌ من جميع الناس إنْ ضَعُفَتْ / منها قُواها وتُخشَى حين تَزْدَحم
وما صَدُوقٌ بلا نُطْقٍ ولا فَهَمٍ / بَرٌّ أَمينٌ مُبينٌ صامِتٌ حَكَمُ
يَقضي وليس له سَمْعٌ ولاَ بَصرٌ / وتَرْتضيه الوَرَى عَدْلاً إذا اخْتَصَموا
خُذْها فأنتَ سَنَنْتَ المُضْمَرات لنا / وأنتَ أذْكَيْتَ ما مِنهنّ يَضْطَرِم
واصبر لشَرْحِ معانِيها وإن عظُمَتْ / كما بها جاءنا تيّارُكَ العَرِمُ
فهاكَها بَبدِيع الحُسْنِ مُثقَلةً / يشكو حَرارتَها القِرْطاسُ والقَلَمُ
كأنّها في سطُور الخَطّ ماثلةً / عروس خِدْرٍ خَلُوب الدَّلِّ تَغْتَلِمُ
والله مجتهِداً في الحَلْفِ والقَسَم
والله مجتهِداً في الحَلْفِ والقَسَم / يا بن المعزِّ يميناً غيرَ متَّهَمِ
لو كان للشكر شخصٌ يستبين إلى / عَيْنَيْك في غيرِ أَلفاظٍ ونُطْق فَمِ
جعلتُه لكَ رأىَ العَيْن مُنتَصِباً / حتّى يبينَ بيانَ الصِّدق في الكَلِمِ
من أينَ أَنْسى أياديكَ الّتي سَلَفَتْ / عندي ولحميَ من أَفضالها وَدَمي
كم مِنَّةٍ لك عندي لستُ أكفُرُها / ونعمةٍ قد أنافتْ بي على النِّعَم
لولاك لم يَبْدُ شِعْري مِن كنانَتِه / ولا سَمَتْ بي أمالي ولا هِمَمي
وَلَم أَرُحْ مستقيمَ السّعد مكتفيا / أُرَدّد الطَّرْفَ في مالٍ وفي حَشَم
وكيف أَشكر إحْدَى ما منَنْتَ به / وقد رَماني نَدى كفَّيْكَ بالبَكَم
يَفْدِيك عبدُك مّما بتَّ تحذَرُه / يا أكرَم الناسِ في الأخلاق والشَّيم
بما بعينيكِ من سَقامٍ
بما بعينيكِ من سَقامٍ / وما بخدّيكِ من مدامِ
رفقاً بمن قد رمتْه جَوْراً / جفونُ عينيكِ بالسهام
لا تَحقري ذمَّةَ التصابي / إنّ ذمام الهوى ذِمامي
ما كنت أحسِبني أَبقَى بلا جَلَدٍ
ما كنت أحسِبني أَبقَى بلا جَلَدٍ / حتى سمعتُ خفيَّ السحرِ في النَّغم
من قينةٍ مَا بَرا الرحمانُ مَنِطقَها / إلاّ لِيشفي بِه المرضىَ من السَّقَم
عِندي أعاجيبُ من عِلم النجومِ فلو
عِندي أعاجيبُ من عِلم النجومِ فلو / بيّنتُها لتناهَى دونَها الكَلِمُ
لي في العلومِ وفي الإفضالِ سابقةٌ / وكلِّ مَعْلُوَةٍ مأثورةٍ قدمُ
ما بال عينِك تَقَوى كلَّما ضعفتْ
ما بال عينِك تَقَوى كلَّما ضعفتْ / وما للحظك يسطو وهو ذو سَقَمِ
وما لخدّيك قد زاد احمِرارُهما / حتى كأنّهما قد ضُرِّجا بدمِ
وما لثغرك دُرّاً غيرَ منتثِرٍ / وما للفظك درّاً غيرَ منتظِمِ
حُسْناً تحيَّر فيه الناظرون كما / تحيّرتْ فِكَر الألباب في كرمي
ما أبعد الغيثَ من تشبِيهه بِيَدي / وأقربَ الشمسَ من أن تقتَفي شيمي
ما نام يوماً فؤادي عن تنبُّهه / ولا تَلعْثَم في مجهوله فَهَمي
إذا اكتحلت بنومي استيقظت فِطَني / حتى كأني إذا ما نمتُ لم أنم
فما السيوف سوى ما أَرهفت فِطَنى / ولا الرياضُ سوى ما نَمْقتْ حِكَمي
فَجرّدوا البيض من رأيي ومن فِكَري / للضرب والتقِطوا الياقوتَ من كَلمي
كأنما الناس حولي ظُلْمة وأنا / بدرٌ وكيف يقاس البدرُ بالظُّلَم
قوم كأنّ الزمان المستقيم لهمْ / هَجا بهم نفسَه أو عابَها بِهِمِ
يا أكرمَ الناسِ كلِّ الناس في الشِّيَم
يا أكرمَ الناسِ كلِّ الناس في الشِّيَم / وأفضلَ الخَلق من عُرْب ومن عَجَمِ
بل لا أَقيسُك بالدنيا وساكنها / وهل يُقاس ضياءُ الصبح بالظُّلَمِ
ما أحسن الدهرَ إذا أصبحتَ مالكَهُ / أفديك من ملِكٍ بَرٍّ ومِن حَكَم
قد كنتَ أسَّسْتَ يا مولاي مبتدِئاً / مَرَمّتي بالغاً فيها مَدَى الكَرَمِ
ولَم تَتِمَّ فتمِّمْها فأحسَنُ ما / في المجد تتميمُ ما تُسدي من النعم
وأمرُ بتعجيلها حتّى أعيشَ وقد / أقْرَرْتَ عيني وقد بَلَّغْتَني هِمَمي
هذا الغزالُ الَّذي يَرمي بمقلتِه
هذا الغزالُ الَّذي يَرمي بمقلتِه / فما يبالي بمَن أردى من الأُممِ
رمى فلم يُخْطِ قلبي سهمُ مقلتِه / تلك الكَحيلة بالتفتير والسَّقَم
فكيف يّجْحَدُ قتلي أو يكذّبني / فيه وراحتُه مخضوبةٌ بدمي
بالله لا تطلبوه إنّه هِبَةٌ / منّي لذاك اللَّمَى واللّحظ والعَنَمِ
والله لو لم يكن في الدمع يومَ نأَوا
والله لو لم يكن في الدمع يومَ نأَوا / واشٍ علّي لكَفْكَفتُ الدموع دما
كتمت حبَّكُم عن كلّ جارحة / منّي فلم تشتكِ الأوصاب والسَّقَما
ثمّ استنمتُ إلى قلبي بسِّركُم / فكان فيه كَناسٍ كلَّ ما عَلِما
يا ربَّةَ الكِلّة الحمراءِ مُنجِدةً / إن تقتليني قتلتِ الجودَ والكرما
جودي ولو بسلام منكِ يصحبُه / من لحظك الكحل أو من كفّك العَنَما
تأزَّرَ الغصنُ دِعصا في ثيابكِ أم / تعمّم البدرُ في أزرارك الظُّلمَا
يا ليت شعري متى هام الفؤاد بها / وللمحبِّ أمانٍ كلَّما اهتُضِما
متى أقبِّلُ ذاك الوردَ منضرجاً / وأَجتني نظمَ ذاك الدرِّ منتظما
ويَجمع الجَدُّ منّا في مُلاءته / لَيثاً هَصوراً وظَبْياً تَمَّ واحتَشَما
ضَمّاً يذيب حصا الياقوتِ أيسرُه / حتى تراه على اللَّبّاتِ منسجمِا
وجَولةً عَبِثت بالَفْرش وانتثرتْ / فيها السُّموط وظلَّ الحجِلْ منقسما
فلي بكلّ مكان من مجرَّدها / أَثْرٌ يدلّ عليه أنه لثما
كأنّما رشحتْ أصداغُها سَبَجاً / وذاب كُحل مآقِيها إذا ازدَحما
فصار في خدّها مِسكا وفي فمها / لَمىً يلوح وفي لَبّاتها حُممَا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025