القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ سَناء المُلْك الكل
المجموع : 4
رأَيتُ طرفكَ يوم الْبَيْنِ حين هَمَى
رأَيتُ طرفكَ يوم الْبَيْنِ حين هَمَى / فالدَّمعُ ثغرٌ وتكحيلُ الجُفُونِ لَمَى
فاكفُف ملامَك عنِّي حين أَلْثُمُه / فما شككتُ بأَنِّي قد لثمتُ فَمَا
لو كان يَعلَمُ مع عِلْمِي بقسوتِه / تأَلَّم القلبِ من وَخْزِ الملاَمِ لَما
رنا إِليَّ فقال العاذلون رَنَا / وما أَقولُ رَنا لكن أَقول رَمى
رمَى فأَصمى ولو لم يَرْمِ متُّ هوىً / أَما ترونَ نُحولي في هَواهُ أَمَا
وبات يَحْمي جُفوني عَنْ طروق كرىً / ولم أَرَ الظَّبيَ منسوباً إِليه حِمى
وصاد طائرَ قلبي يوم ودَّعني / يا كعبةَ الحُسْن قد أَحْلَلْتِه حَرَما
يا كعبةً ظلَّ فيها خالُها حجراً / كم ذا أَطوفُ وكم أَلْقاه مستلما
مذ شَفّ جِسْمِيَ عن نار الغرام ضنىً / رُئِيَ الشُّعاعُ على خدَّيه مُضْطَّرما
وشفَّ كأْسُ فمٍ منه لرقته / فلاحَ فيه حُبَابُ الثَّغْرِ مُنْتظِمَا
يا كَسرةَ الجفنِ لِمْ أَسْمَوْكِ كَسْرتَه / وجيشهُ بكِ للأَرواحِ قد غَنِما
ولِمْ أَغَرْتِ على الأَرواحِ ناهِبَةً / إِن كان ذلك عن جُرْمٍ فلا جَرَما
مولاكِ فاق مِلاحَ الأَرض قاطبةً / فهْوَ الأَميرُ أَضْحَوا له حَشَما
أَقولُ والرِّيحُ قد أَعْلَتْ ذوائِبَه / أَصبحتَ فيهمْ أَميراً بل لَهُمْ عَلَمَا
شكوتُ طيفكَ في إِغبابِ زورته / لأَن مِثليَ لا يستَسْمن الوَرَمَا
ولستُ أَطلبُ منه رِفْدَةُ أَبداً / لأَن ذا الحِلْمِ لا يَسْتَرْفِد الحُلُما
لكنَّ عهداً قديماً منكَ أَذكرُه / ورُبَّما نُسي العهدُ الذي قَدُما
وزاد حُبِّي أَضعافاً مضاعفَةً / وطالما صَغُر الشيءُ الذي عَظُما
ولستُ أُنكر لا رَيْباً ولا تُهماً / من يَعْرفِ الحبَّ لا يستنكِر التُّهَما
ولست أُتبع حبِّي بالملال كما / لا يُتْبِع ابنُ عليِّ بِرَّه نَدَمَا
ذاك الأَجلُّ الذي تلْقَى منازِله / فوقَ السِّماكِ وتلْقَى جُودَه أَكَمَا
أَغْنى وأَقْنى وأَعطَى سُؤْلَ سائِله / وأَوجَد الجودَ حتى أَعْدم العَدَما
وقصَّر البحرُ عنه فهو مكتئبٌ / أَمَا تراه بكفَّيْ مَوْجِه الْتَطَما
وولَّت السُّحبُ إِذ جارته باكيةً / أَما ترى الدَّمعَ من أَجفانها انْسَجَما
ولو رأَى ابنُ أَبي سُلمى مواهِبَه / رأَى جَدَا هَرمٍ مثل اسمه هَرِما
ولو أَعار شَمَاماً من خَلائِقه / حلماً لأَصبح في عِرْنِينِه شَمَماً
ومذ رأَيت نَفاذاً في يَراعته / رأَيتُ بالرمح من أَخبارها صَمَماً
إِذا امتطى القلمَ العالي أَناملُه / جلا الطروسَ وجلَّى الظُّلمَ والظُّلمَا
قَضَى له اللهُ مُذْ أَجْرى له قَلَماً / بالسَّعْدِ مِنْه وَقَدْ أَجْرى به الْقَلَما
ذاتُ العِمادِ يمينٌ قد حَوَتْ قَلَماً / وهو العمادُ لمُلْكٍ قد حَكَى إِرَما
يُريك في الطَّرسِ وهْوَ الأُفْقُ زاهرةً / وقد يُرى منه زهرُ الرَّوضِ مُبْتَسِما
ويَرْقُم الوشيَ فيه من كتائِبه / وما سَمِعنا سِواه أَرْقَماً رَقَما
سطورُه ومعانيها وما اسْتَتَرت / هُنَّ السُّتُور وهذي خَلْفَهُنَّ دُمَى
تبرَّجَتْ وهَيَ أَبكارٌ ولا عجب / إِنَّ التخفُّر من أَبكارها ذُمِماً
فخراً لِدَهْرٍ غدا عبدُ الرحيم به / بالأَمر والنَّهْي يُبْدي الحُكْم والحِكما
أَسْمَى الوَرَى وهْوَ أَسْنَاهُمْ يداً وندى / وأَوسعُ النَّاسِ صدراً كلَّما سَئِما
وأَعْرَقُ النَّاسِ حقّاً في رِيَاستِه / وأَقدَمُ النَّاسِ في اسْتِحقاقِهَا قَدَمَا
كساكَ ربُّك نوراً من جَلالَتِه / يَلقى الحسودَ فيكسو ناظِريْهِ عَمَى
يلُوحُ في الصَّدْرِ منه البدرُ حين سَما / والغيثُ حين هَمَى والبَحْرُ حين طَمَا
يُغْضِي حياءَ ويُغْضَى من مهابته / فما يُكَلَّم إِجلالاً إِذا ابتسما
لما عَلِقْتُ بحبلْ من عِنايَتهِ / صالحْتُ دَهْري فلم أُوسع له ذَمَمَا
وحين طاله طرفي سَعْدَ طلْعَتِه / رأَيتُ طرْفي في أَفق العلاَ نَجَما
وكان قَدْماً ذَوُو الأَقدارِ لي خَدما / فصرتُ منه أَرَى الأَقدار لي خَدما
يأَيُّها الفاضلُ الصِّديق منطقُه / إِنِّي عَتيقُكَ والمقصودُ قَدْ فُهِما
أَعَدْتَ للعبدِ لما جئتَ عائِدَهُ / رُوحاً وأَهلكتَ من حُسَّاده أُمَمَا
تركتهمْ ليَ حُساداً على سَقَمِي / وكَمْ تمنَّوْا لي الأَدْواءَ والسَّقَمَا
فقلتُ ما بي إِليهم ثم قُلْتَ لهُم / لا تَسْلمُوا إِنَّ هذا العبدَ قد سَلِمَا
تفضُّلٌ منك أَعْلَى بينهم قِيمي / ومِنَّةٌ منكَ أَعْلَتْ فوقَهُم قِمَمَا
هبْلي من القول ما أُثني عيك بِه / بُخْلاً فإِنَّك قد أَهلكتَني كَرَما
شُكْرِي لِنُعْمَاك دَيْنٌ لي أَدِينُ به / والكُفْرُ عِنْدِيَ أَن أَشْكُرَ النِّعما
أَعدتْ جفونُكَ مِنكَ الجسمَ بالسَّقَم
أَعدتْ جفونُكَ مِنكَ الجسمَ بالسَّقَم / لا بل فؤادِي قد أَعْدَاهُ بالأَلَم
وإِنَّ حُمّاك من نَارٍ توقُّدُهَا / في وَجنَةٍ لك لاَ تَخْبُو من الضَّرم
جاءَ السَّقامُ إِليه يستضيءُ به / يا حسنَ خدَّيه من نارٍ على عَلَمِ
ما بال حُمّاه قد جارت على شفةٍ / ما زلت أُشْفِقُ من تقبيلِها بفمي
قد صيّرتْ أَثرَ التقبيل في فَمِه / فَصّاً لَخَاتَمِ ذاك المَبْسِم الشَبِم
خانت جُفُونيَ لما لم تَفِضْ بدَمِي
خانت جُفُونيَ لما لم تَفِضْ بدَمِي / لكن وَفَى الجِسْم لما فَاضَ بالسَّقَمِ
وما بكى الطَّرْفُ منِّي وحْدَه أَلماً / لكِنْ بكاكَ جَمِيعُ الجِسم بالأَلَمِ
سَقَمِي وموتُكَ يا همَّين في قَرَنِ / بل قُلْ إِذا شئْتَ يا سهمين في أَمَم
نعاكَ ناعِيكَ تَلْويحاً مُخَافَتَةً / وقد نَعانيَ تَصْرِيحاً إِلى الأُمَم
خَرَجْتُ خَلْفكَ مَحْمُولاً كما خَرَجُوا / بجِسمِك الطُّهْرِ محمولاً على القِمَم
يا حسرتي إِذ رآني راكباً لهُمُ / وما مَشَيْتُ على رَأْسِي وَلاَ قدَمِي
قد حُزْتُ حُزْنَك مِيراثاً فكُنتُ بِهِ / أَوْلى وأَحْرَى مِن الأَولادِ كُلِّهِم
تركتَني لشقاءٍ لسْتُ أَعْرِفُهُ / وأَنْتَ من جنَّةِ الفردوسِ في نِعَمِ
يا ساكناً بينَ جنَّاتٍ مُزَخْرَفَةٍ / بالنُّورِ إِنِّي من الأَحزانِ في الظُّلَمِ
كم قلتُ يا لَيْتَ قومِي يَعلمُون بِمَا / هُمْ يَعْلَمُونَ فَلاَ تَعْلمْ بمَا بِهم
لمْ تنس في جنَّةِ الفِرْدوسِ ذكْرَهمُ / وأَنت ما زلتَ لا تَنْسَى ذَوي الرَّحمِ
وقد حَفِظْت عليهم عادةً لَهُمُ / حاشَا لِمِثْلكَ يَنْسَى عَادَة الكَرَمِ
لَقيتَ ربَّكَ مَشْغُولاً برُؤْيَتِه / فما التفتَّ إِلى حُورٍ ولا خَدَمِ
خمساً وتِسْعِينَ تَسْعَى في عِبَادَتِه / لم تَشْكُ مِنْ مَللٍ فِيها ولاَ سَأَمِ
قد انحنى الظَّهرُ وانهدَّتْ قَوَائِمُه / من الرُّكُوع إِليه لا مِنَ الهَرَمِ
سهرت مُنْتَصِباً لله مُحْتَسِباً / ومَنْ يُرِد جنَّةَ الفردوسِ لَمْ يَنَمِ
تَرَفَّعَتْ هِمَّةٌ باتت بخالقها / وفي العبادةِ بانَتْ رِفْعَةُ الهِمَمِ
عِبَادَةٌ ملَّكَتْكَ الخُلْدَ فَهي وَمَا / مُلِّكْتَهُ مِنْهُ مَوْصُوفَانِ بالعِظَمِ
وجنَّةُ الخُلْدِ بالأَعْمَالِ تَدْخُلُها / لا بالحُظوظِ كما قَالُوا ولا القِسَمِ
من يَعْلمِ الله فيه الخَيْرَ أَسْمَعَهُ / بُشْرَى السَّعادةِ قَبْلَ الخَلْقِ في القِدمِ
ومن صَفَتْ مِنْه عَيْنٌ في الفؤادِ رأَى / ما خطَّهُ اللهُ فَوْقَ اللَّوحِ بالقَلَم
يا راحلاً وجميلُ الذِّكر يَخْلُفُه / بَقَاءُ ذِكرِك مَسلاَةٌ عَنِ العَدَمِ
إِن افتُقِدْتَ فذِكْرٌ غَيْرُ مُفْتَقَدٍ / أَوِ انهدَمْتَ فشكر غيرُ مُنْهَدم
خلَّفْتَ أُحدوثةً حَسْنَاءَ طَيِّبةً / وتِلْك إِرْثٌ ولكنْ غَيرُ مُقْتَسَمِ
بلى لقَدْ ورَّثتْنا المجدَ أَجْمعَهُ / صنائعٌ لك عند العُرْبِ والعَجَمِ
والخَلقُ تَثْنِي بما أَوْليْتَ م حَسنٍ / والخَلْقُ تشكرُ ما خوَّلتَ مِنْ نِعَمِ
ما زال برُّك فيهم ملءَ كُلِّ يَدٍ / فصار شكرُك فيهمْ مِلءَ كُلِّ فَم
تَسْعى إِليهم ببرٍّ كنت تَكْتُمُه / وكيْفَ تُكْتَمُ نيرانٌ عَلَى عَلَم
والفَضْلُ بَعْدَك شَمْلٌ غَيْرُ مُجْتَمع / والبرُّ بعدك عِقْدٌ غَيْرُ مُنْتَظِم
لم تَلْتَفِتْ قَطُّ للدُّنْيَا لتُحْرِزَها / لكن لتُحْرِزَ فيها مَغْنَمَ الكَرَمِ
كم قام غيرُك للدنيا وقد قَعَدَت / عَنْهُ وقَامَتْ لك الدنيا فَلَمْ تَقُمِ
زهداً دَعَتْكَ إِليه حِكمةٌ شَهدتِ / بأَن طبعَكَ مفطورٌ على الحِكَمِ
سقى تُرَابك رِضْوَانٌ ومَغْفِرَةٌ / إِذا سقَى التربَ هطَّالٌ من الدِّيم
فأَنت في القبر حيٌّ مُدْرِكٌ فَرحٌ / ما كلُ من ماتَ معدوداً من الرِّمَمِ
جلَّيت ظلمةَ قبرٍ أَنْتَ ساكنُه / والبدْرُ مَا زالَ يُجْلي ظُلْمَةَ العَتَمِ
لَبَّى أَنينيَ لما زُرْتُ تُرْبَتَه / كأَنَّني دَاخِلٌ مِنْها إِلى حَرَم
مَنْ لَمْ يُقَدِّم كما قدَّمْتَ من عَملٍ / فسوف يأْكل كَفَّيه من النَّدمِ
وسوفَ يَدْرِي إِذا ما الموُت أَيْقَظهُ / بأَنَّه كَانَ مِنْ دُنْيَاه في حُلُم
لا تحسَبُوا كلَّ مَيْتٍ مِثْل ميِّتنا / هيهاتَ هيهاتَ فالموتَى ذَوُو قِيَم
أَلومُ نَفْسِي على هذا العتابِ وما
أَلومُ نَفْسِي على هذا العتابِ وما / تكلَّم الحرُّ إِلاَّ وهْوَ مَكْلُومُ
لأَصْبرنَّ على ما قد مُنِيتُ به / فالدَّهرُ يومانِ محمودٌ ومذْمُومُ
وأُصْبِحَنَّ ولي نَفْسٌ بِعزَّتها / مخطومةُ وفَمٌ بِالصَّمْتِ مَخْتُومُ
لا أَسْتزيدُك فيما قد مُنِيتُ به / ولا أَسومُكَ أَمراً فيه تَغْرِيمُ
ولا أَلومُك في برٍّ تقدِّمُه / فللمَقاديرِ تحليلٌ وتَحْريمُ
فَقَدْ بَسَطْتُ لِذَاكَ الفَعْلِ مَعْذِرةً / لما تيقَّنتُ أَنَّ الرزقَ مَقْسُومُ
لكنَّها نَفْثةُ المصدور جَادَ بها / فَتى من الدّهر مَصْدُوعٌ ومَصْدُومُ
عَادَانِيَ الدّهرُ لما رَاعَه أَدَبي / وسرَّ يومٌ عظيمٌ فيه مَكْتُومُ
وما يُصادِفُ مني غَيرَ مُصْطَبِرٍ / لَهُ على النَّفس تخييرٌ وتَحْكيمُ
للْبُلْه منه مبرَّاتٌ وتكرمةٌ / وللحَمِير مسرَّاتٌ وتَنْعِيمُ
فإِنْ كَسَاهُمْ وعرَّاني فلا عَجَباً / القِرْدُ يَضْحك والضِّرغَامُ مَهْمُومُ
وربما عاشَ هذا جائعاً أَبداً / وفاز بالرِّيِّ بعد الشِبْع عُلْجُومُ
هذي أَساطيرُ قد سَطَّرتُها سَقَماً / فهل علمتم بأَن الفِكْرَ مَحْمُومُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025