القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الساعاتي الكل
المجموع : 6
سفح الدموع لذكر السَفح وَالعلمِ
سفح الدموع لذكر السَفح وَالعلمِ / أَبدى البَراعة في استهلاله بِدَمِ
وَكَم بَكيت عَقيقاً وَالبُكاء عَلى / بَدر وَتوريتي كانَت لبدرهم
وَذَيل الدَم دَمع العين حينَ جَرى / كَما سَرى لاحق الأَنواء في الظلم
تَسيل عَيني لتلميح البُروق لَها / بِما جَرى مِن حَديث السَيل وَالعَرم
وَرَبَّ ريم كَريم القَوم طَرّفني / بِسَهم لَحظ وَغَير القَلب لَم يَرُم
فَعطفه فاتن للسمر نسبته / وَطَرفه فاتك لِلباترات نَمي
مِن مَعشَر إِن نَضوا أَسيافَهُم وَرَنوا / راعوا نَظير المَواضي مِن جفونَهُم
أَقمار تَمّ تَعالوا في مَنازلهم / فَالصَبُّ مَدمعه صَبٌّ لَبعدهم
لا غاضَ إِذ غاظ يَوم البين شانئهم / دَمعي وَلا زَان لَفظي غَير ذكرهم
أَنا ابن أَوس بِمَدحي المَعنوي لَهُم / فَلَيت لي ابن عَطاءٍ مِن خَيالَهُم
أَريد بِالمَدح فيهُم نيل مَكرُمة / لِكَي تَجانس مَعنى حسن وَصفهم
وَيل اللوائم كَم لَجّوا فلمتهم / فَاِستَدرَكوا لومَهُم لَكن بِلُؤمَهُم
أَدمَجَت في مَعرَض المَدح الهجاء لَهُم / وَقُلت أَنتُم وَلا فَخر ذوو شَمم
إِني أَنزه قَولي عَن مَذَمَتِهم / وَالجَهر بِالسوءِ فاعلم لَيسَ مِن شِيَمي
قالوا تفننت في قَول بموجبه / فلوك قلت عَلى نيران حُبِّهم
دَعوا اِنتِقاد كَلامي إِنّ حبهم / لَو لَم يَكُن مَذهَبي بِالمَدح لَم أهم
قالوا اسلهم قُلت أَشواقي تَراجعني / قالوا اِرتَقب قُلت إِسعافاً بِقُربهم
إِن رمت تَلفيق أَعذاري وَهانَ دَمي / فَلَن يَلاموا عَلى قَتلي وَها نَدَمي
أَغاير الناس في بغض الحَياة إِذا / بانوا وَأَهوى حَمامي بَعدَ بعدهم
تَركي بِهِ قَول قاليهم يَهو عَلى / سَمعي لتركيبه مِن مُطلَق الكلم
لَم يَسلب الحُب إِيجاب الصُدود بَلى / قَد يَسلب النَوم مِن عَيني فَلَم أَنَم
تَخَيَروا لي الضَنى وَالسُقم إِذ هَجَروا / فَصُرت مِن حَرّ ما بي زائد الضَرم
أَن أَحرَقت نار وَجدي في الهَوى جلدي / عَلى استعارة ثَوب الصَبر لَم أَلَم
ما حيلة العَبد وَالأَقدار جارية / إِذا تَوارد دَمعي بَعدَهُم وَدَمي
يَستَطرد الدَمع شَوقي حينَ أَذكرهم / طَرد السَوابح في مَضمار سَبقهم
قَد طابَقوا صَحتي بِالسَقم حينَ نَأوا / وَلَو دَنوا لَشفوا ما بي مِن الأَلم
كَم اِكتَفَيت بِتَصدير الدُموع وَلَم / أبح بسر غَرام في الفُؤاد كَم
لَو لَم يَكُن ذكرَهُم يَشفي العَليل بِما / يَسليه ما طابَ تَعليلي بذكرهم
وَعارف كَنه حالي قَد تجاهله / وَقالَ لي بِكَ عشق أَم ضَنى سَقم
وَرَبّ لاحٍ عَلَيهُم لا التفات لَهُ / لا درّ درّك دَعني مِن أَذى الكلم
أَبهَمت قَولك للمضنى لترشده / قَد كدت لَكنه في حَيّز العَدَم
دَع التَهَكُم وَاِنصَح ما اِستَطَعت وَقُل / إِني سَأَصغي لِنُصح مِنكَ مُتّهم
وَاربت في اللَوم عَن عُذر وَإِنَك ذو / حَزم هَديت لحبّ فيكَ مُلتَزم
هازلتي بِكَلام قَد أَرَدت بِهِ / جداً وَقُلت قَتيل العشق لَم يلم
سَدَدت قَولك أَم سَمعي إَلَيك فَدَع / تَسهيم لَومك إِني عَنكَ في صَمم
أَوجز أَطل أَرض أَغضَب عادِ والِ أَعَن / أُكتم أَذع وَشِّ فوف إِسع نم لَم
فَسَوفَ تَفحم مثلي في مَناقضة / إِن شَبَت أَو شَبَ ماءَ البَحر بِالضَرم
عدل المؤنب عَذل حينَ صَحفه / نَسَخَت تَحريفه في الحُكم بالحكم
يا حادي العيس ذرها في ترادفها / وَاِقصُد بِها مَهبَط التَنزيل مِن إِضَم
هلم إِن إِماماً ما نَأمله / وَعَكَسنا مُستَحيل بَعد أمهم
وَكَيفَ يَعكس مَن أَهدى لسادته / نَظم البَديع بَديع النَظم في الكَلم
عَج بي عَلى دارهم عليّ أَنال يَدا / فَلِلعَطاء اِتِساع في ديارهم
فَإِنَّهُم وَشَعوا فينا مَكارمهم / بِذاخر الوافرين الفَضل وَالكَرَم
إِذا تَمَكن منكَ الخَوف فادع بِهُم / لِكَي تَحل مِن التَأمين في حرم
وَلا يَكون رُجوع حينَ تَقدصدهم / بَلى يَكون عَن الأَوزار وَالجرم
يا نَفس حَتّى مَتى طالَ العِتاب أَما / قَد آن وَيحَك إِقلاع عَن اللَمم
لَقَد تَفَننت في اللَذات منطلقاً / لَكِنَّني الآن في قَيد النَدَم
إِن أَوثَقتَني ذُنوبي لَيسَ يَضمَن لي / حُسن التَخَلص إِلّا سَيد الأُمم
محمد ابن عَبد اللَه ابن أَبي الب / طحاء غَوث البَرايا في اطرادهم
إِذا جنيت فَزاوجت الرَجاء عَفى / عَني فَزاوَجت فيهِ المَدح للعظم
أَرجو تَعطفه يَوم المعاد كَما / تَرجوه كُل البَرايا يَوم حَشرِهم
مُؤمّل منعم يُرجى فَآمله / مَتى يصله يصله مِنهُ بِالنعم
عم العِباد بِمَعروف يوزعه / عَلَيهُم بِالعَطاء الواسع العمم
برّ رَؤف رَحيم للإِله دَعى / تَشريعه مُستَقيم واضح اللقم
لَم يَنف عَفواً بِايجاب العِقاب وَلَم / يُعاقب الفَضل وَالإِحسان بِالنَدم
أَلمُصطَفى صَفوة الرَحمن مِن لسنا / أَنواره اِنشَقَ بَدر التم في الظُلم
مُهَذَب رَبه في المَهد أَدّبه / مُذ كانَ طفلاً وَقَد آواه في اليتم
فَالشَمس طَلعته وَالنُور غرته / تَرشيحه في الضُحى وَاللَيل كالعلم
في كَفِهِ لَجج في وَجهِهِ بلج / في ثَغرِهِ فَلج تَسميط مُنتَظَم
شبهت شَيئين في الهادي بمثلهما / يَمينه وَالنَدى كَالبَحر وَالديم
مُؤلف معنييه في سَطا وَعَطا / فَهُوَ المَنى وَالمُنى في الحَرب وَالسلم
ذلّت لعزته الأَعداء حينَ رَأوا / مَحوَ الصَحيفة عُنواناً لِمحوهم
لَو أَنَّهُم فَعَلوا ما يوعظون بِهِ / في النور لاقتَبَسوا نور اِهتِدائهم
أَلظالمو النَفس عُدواناً وَما ظَلَموا / وَالظُلم لِلنَفس تَعريض إِلى النَقم
أَوهامَهم خيّمت فيهُم وَقَد زَعَموا / ان لا يَحل الرَدى يَوماً بِحَيهم
فَجاءَهُم بِأَسوَد في سُيوفِهم / تَصريع ما نَظموه مِن صُفوفِهم
وَكُل طَرف إِلى الغايات حافرَهُ / يُسابق الطَرف مِنهُ في اِتبِاعَهُم
وَأَوجَز القَتل فيهُم بَعدَ ما ظَلَموا / بِحَد مُنتَهب الآجال مُخترم
كَالقَوس مِنهُ سِهام المَوت مُرسَلة / لَهُ اِختِراع بَدا في هام كُل كَمي
يَشكو الصَدى فيهِ ماء لا يَسيل وَقَد / عَماه طول البُكا مِن جفنه بَدَم
أَدارَ فيهم كُؤوس المَوت مُترعة / فَما اِهتدوا لِنَجاةٍ في مَجازهم
وَكَم لَهُم صَفقة في الشُرك خاسِرَة / في الشُرك بِاللَه لا في البَيع وَالسلم
كَم أَوغَلوا في السَرى مِن بَأسِهِ فرقاً / وَحدّهم كانَ حَدّ الصارم الخذم
لَو أَنَّهُم بَلَغوا نسر السَماء سَما / إَلَيهُم بِعِقاب صاحب العلم
وَكُلَما حَمَلت بِالخَيل طائِفَة / مِنهُم تَولد مِنها حَمل سَببهم
وَالضَرب يَمشق نوناً فَوقَ أَعيُنَهُم / وَنكتة الطَعن تَتَلون وَالقَلَم
وَالسَيف كَالسَيل في تَفريق ما جَمعوا / وَالخَيل كَالسَيل أَودى جريها بِهُم
فَكادَ يَغرَق مِن أَبقَت صَوارمه / لَولا السَوابح بَحرٌ مِن دمائَهُم
يقسم الجَمع مِن أَعداه يَوم وَغا / فَالهام لِلسَيف وَالأَجسام للرجم
كَم أَمهّم بِصَناديد صَوارمهم / كَالبَرق في عارض في الأُفق مُنسَجم
كَأَنَّهُم وَهُم لا شَيء يَشبَههم / كَواكب حَولَ بَدر في مَسيرَهُم
وَالكُل مُنتَسق الأَقوال مُتَسق ال / أَفعال مُستَبق الأَفضال ذو همم
يَطوي وَيَنشُر بِالتَجريد مُقتَضِباً / لِلبيد وَالخَيل وَالأَسياف وَالقمم
يَعلو بذي شَطب للهام مُقتَضب / تَشطير مُقتَسم بِالعَدل مُتّسم
بيض صَوارمهم حُمر مَدبجة / زُرق الأَسنة سود النَقع وَاللمم
ما قابلوا مُقبلاً في عز مُقتَحم / إِلّا اِنثَنى مُدبرا في ذُلّ مُنهَزم
كَم مثلوا بِالعدى في كُل مُعتَرك / وَالأَسد تَفتَرس الأَوعال في الأَجَم
وَقَسموا القَتل في الأَعداء حينَ بَغوا / رَمياً وَطَعناً وَضَرباً في رِقابهم
وَفَرَقوهم بِأَطراف الأَسنة إِذ / ضَلوا السَبيل وَداموا في اِشتِباههم
وَاِستَعرَضوا بِالقَنا وَالنَصر قائدهم / جَيش الَّذين تَصَدوا لِاعتراضهم
وَاِستَتَبعوا بِالمواضي مَن طَغى فَمَحوا / لَيل العَجاجة مَحو الظلم وَالظلم
يَجزون بِالبَغي مَن يَبغي مشاكلة / مِن غَير جور عَلَيهِ لاحتراسهم
عَرض بَذَم الأَعادي في المَديح لِمَن / لا عَيبَ فيهُم سِوى الإِيثار في العَدَم
وَاِجمَع لِمُؤتَلف فيهُم وَمُختَلف / مِن البَديع وَزد في مَدح شَيخَهُم
لَم يَحصر المَدح ما تَحوي شَمائلهم / بَل في المَديح إِشارات لِفَضلِهُم
كُل صَفي لعز الدين مُستَبق / أَحسَن بِتَوجيه مَدحي في تَقيهم
ما السُحب جادَت بِتَفريع النَدى سحراً / عَلى الرِياض بِأَندى مِن أَكفهم
عَلوا مَحلا كَما سادوا عَلا وَسموا / هام السماك وَحَلّوا عاطل الهمم
وَاللَه أَكمَل إِذ أَوفوا العُقود لَهُم / ديناً وَأَحسَن بِالتَتَميم للنعم
وَالنَظم وَالنَثر وَالآيات بينة / ملءُ المَسامع في تَرتيب مَدحهم
لِلّه مِنهُم سُيوف حينَ جَرّدها / لِنَصرة الدين أَفنَت كُل مُجتَرم
يَرون صَعب العلا سَهلاً لِأَنَّهُم / أَنصار خَير نَبيّ ثابت القَدَم
باكي السِنان ضَحوك السن آمله / تَغنيه كَنيته عَن إسمه العلم
أَردى البُغاة وَأَرضى المُبتَغين بِما / أَبدى وَأَبدَع مِن حُكم وَمَن حِكم
وَاِستَخدَم الشُهب في الأَعداء مُسَرَجة / تَرمي الشَياطين رَدّاً لاستراقهم
فَالسابِقات وَبيض الباترات وَسم / ر الخَط جَمعاً لَهُ مِن جُملة الخَدَم
قالوا هُوَ الدَهر قُلت الفَرق مُتَضح / في الدَهر غَدر وَهَذا حافظ الذمم
ساوى النَبيين تَشريعاً وَسادَهُم / بِمحكم ناسخ أَحكام شَرعهم
ذو البَينات الَّتي تَفسير معجزها / نور البَصائر وَالكشاف للغَمم
لا تَطلُبوا مَثَلاً في المُرسلين لَهُ / هَيهات ما الشَمس في الإِشراق كَالنَجم
فَهوَ العَزيز عَلى اللَه العَزيز وَفي ال / ذكر العَزيز لَهُ التَرديد بِالعَظم
كَم أَودَع اللَه مِن أَسرار ملته / في غَير أُمته مِن سالف الأُمم
وَهُوَ الَّذي لَم يَفه في حَل مُشكلة / إِلّا وَأَوضح مِنها كُل منبهم
قَد وافق الإِسم مِنهُ وَصف أُمته / فَكُلَهُم شاهد لِلّه ذي القدم
لا مَكَنتَني المَعاني مِن شَواردها / إِن لَم أَبَرّ بِمَدح المُصطَفى قَسمي
مَن لَم يَكُن مَدح خَير الخَلق همته / فَجمعه القَول لَم يَنسب إِلى الهمم
جَمَعت في مَدح طَه كُل نادرة / يَبدي لَها كُل سَمع ثَغر مُبتَسم
أَضرَبت عَن كُل مَمدوح بِمَدحي خَي / ر الرُسل بَل خَير خَلق اللَه كُلَهم
أَرجو بِحُسن بَياني في مَدائحه / تَخَلُصاً مِن عَذاب دائم الأَلَم
عَدَدت وَصف نَبيّ لا شَبيه لَهُ / في العَزم وَالحَزم وَالإِقدام وَالقَدَم
كَرَرت مَدحاً لَهُ تَحلو مَذاقته / تَحلو مَذاقته في مَسمَعي وَفَمي
جاريت بِالمَدح فيهِ كُلُ مُلتَزم / مُستَعصم بِبَديع النَظم مُعتَزم
وَشَحتُ نَظمي بدُرّ المَدح في قَمَر / بِالحُسن مُشتَمل بِالنور مُلتَثم
مُرَصع لِبَديع النَطق مُحتَشم / مشفع في جَميع الخَلق محتكم
أَهديت من كلم كَالدُرّ مُنتَظم / تَسجيع مُلتَزم لِلمَدح مُغتنم
أَوزان قَولي وَمَعناه قَد اِئتَلفا / كَما تَأَلَفت الأَرواح في القدم
وَاللَفظ مُؤتلف بِاللَفظ مُنتَظم / مِن جَوهر النطق في سلك مِن الحكم
وَالوَزن يَألف أَلفاظاً قَد اِنسَجَمَت / في مَدح سَيّد أَهل الحلّ وَالحَرَم
قولي وَتَطريزه وَالمَدح مُنتَظم / في حسن مُنتَظَم في حسن مُنتَظم
أَنشَأت مِن كلمي ما شئت مِن حكمي / جَزّأت منتظمي أنبأت عَن لَزمي
جَزءيّ مَدحي بالكلي ملتحقض / في واحد هُوَ كُل الخَلق في العَظم
لَفظي وَمَعناه في مَدحي لَهُ اِئتَلَفا / مِن لُؤلؤ لِوَصف في سَمط من الشِيَم
وَما تَغاليت في مَدح يَكاد إِذا / تَلوته أَن يَقيني صَولة العَدَم
أَحكَمت نظم القَوافي وَاِنتَخَبت لَها / فَرائِداً تَزدَري في النَظم باليتم
عَمَت فَواضله جَلت فَضائله / مَن ذا يُماثله في العُرب وَالعَجَم
يا شامل الجَمع مِن جود وَمِن كَرَم / تَفصيل مجمله بالوصف لَم يرم
ذيّلت ما طالَ في مَدحي إَلَيكَ بِما / أَرجوه مِنكَ وَمَن يَرجوك لَم يَضم
لَم أَئنِ عَنك عنان القَصد مُلتَجِئاً / إلا إَلَيكَ لِكَي أَنجو مِن الضَرم
وَإِن مِثلك تِغنية بَراعته / يا مُنتَهى طَلَبي عَن ذكره بِفَم
وَفي مَديحك أَدمَجت المَرام عَسى / أَرى بِجاهك دَهري مُلقى السلم
فَاِبسط إِلى أَمل الفَضل العَميم يَدا / تَفيض بِالجود فيض الوابل الرَزم
فَما اِستَهَل بِإِخلاص براعته / إِلا وَأَمّل فيها حسن مُختتم
بُشرى فَقَد لاحَ في أَوج العُلا علم
بُشرى فَقَد لاحَ في أَوج العُلا علم / لِلوافِدين بَناه مفرد علم
بيت بِهِ أَضحَت الآمال طائفة / تَسعى إِلى رُكنِهِ طَوعاً وَتَستلم
عالي الدَعائم قَد شادَت قَواعده / عَزائم الملك المَيمون وَالهمم
أَلعبدَليّ الَّذي بَينَ النُجوم بِنا / بِالمُكرَمات بيوتاً دونَها إِرم
شادَ المَعالي الَّتي مِن قَبل أَسَسَها / عَلى العَوالي وَسادَ الناسَ كُلَهُم
ملك لَهُ مِن مُتون العاديات بِهِ / ملك كَبير وَمِن سُمر القَنا خَدَم
كَم مِن سَماء غبار قَد بَنى فَبَدَت / فيها السُمر العَوالي وَالظبا نَجم
تيدي المَواضي بُروقاً في جَوانبها / فَتَستَهلّ غَواد قطرهنَّ دَم
يولي العِدى نعماً حَتّى إِذا كَفَروا / بِها اِستحالَت وَحالَت دونَها نقم
وَقَد رَأتها الأَعادي حينَ أَخلَصَهُم / محض النَصيحة لَكن مُذ عَصوه عَموا
لَو أَنَّهُم فَعَلوا ما يُوعَظون بِهِ / لَكانَ خَيراً لَهُم لَو أَنَّهُم عَلِموا
أَو أَنَّهُم دَخَلوا في السلم ما خَرَجَت / عَن حدّها فيهُم المَصقولة الخَدم
ظَنوا الأَناة عَلَيهُم وَالمَكارم عَن / عَجز فيا وَيح قَوم ساءَ ظَنَهُم
لَقَد أَفاضَ عَلَيهُم مِن مَكارمه / سَحائِباً بِنَدى كَفيه تَنسَجم
إِن كانَ غَرّهُم مِنهُ تَبسمه / إِن الصَوارم تَسطو وَهِيَ تَبتَسم
ما زالَ بِالعادل الخَطي يَطعنهم / حَتّى اِنجَلى بِسَناه الظُلم وَالظلم
فسلموا حينَ صلّت في مَفارقهم / بيض السُيوف وَأَضحَت تَسجد القمم
يَرضى فينعم إِحساناً وَيوسعهم / جوداً وَيَغضَب أَحياناً فَينتَقم
كَالبَحر يَرغب في تَحصيل جَوهره / عِندَ السُكون وَيَخشى حينَ يَلتَطم
ساس الأَقاليم مِن شَرق إِلى يَمن / بِعَدله الصارم الهندي لا القَلم
إِن الشَريف بِن عَون لَم يَزَل أَبَداً / في كُلِ أَمر بِحَبل اللَه يَعتَصم
يا ابن الَّذينَ بِهُم تَسمو أَرومتهم / إِلى النَبيّ وَهُم في سَلكِهِ اِنتَظموا
مَن ذا الَّذي في مُلوك الأَرض قاطبة / يَحكيهم وَمُلوك الأَبطحين هُم
الحائزو قَصَبات السَبق مَقتَحِمو / بَحر الهياج وَنار الحَرب تَضطَرم
وَبالغو الغاية القُصوى الَّتي عَجَزَت / عَن الوصول إِلَيها العَرَب وَالعَجَم
ما زلت تَرغَب في بَذل النَوال لَنا / حَتّى أَناخَت عَلى أَعتابك الأُمم
وَجَدَت بِالمال حَتّى لَم تَدَع أَمَلاً / لِلسائِلين وَلا منٌّ وَلا سَأم
شيدَت بَعد العُلا بَيتاً عَلا وَسَما / عَلى السَماكين مُمتَداً لَهُ شمم
حَجَت إَلَيهِ ذوو الحاجات واثقة / مِنهُ بِأَن حَماه لِلنَدا حَرَم
لَما دَعوكَ وَلَباهُم نِداك سَعَت / بِهُم إِلى الطائف الوخادة الرَسم
طابَ المَقام بِناديه لَهُم وَصفت / أَيامَهُم بِكَ فَهِيَ الأَشهُر الحُرم
فَلا بَرَحَت بِهِ جَذلان تَرفل في / عز وَلا زالَ دَوماً آهلاً بِكُم
أَهنا المَنازل ما كانَت طَوالعه / سَعيدة وَعَلَيهِ الوَفد يَزدَحم
بِتاج برك راجيه يُؤرخه / بَنيت بِالحَزم بَيتاً بابه الكَرَم
ستر سَما بِسَنا القَبر الشَريف عَلا
ستر سَما بِسَنا القَبر الشَريف عَلا / قَد طَرَزت وَشيهُ أَيدي النَدى الهامي
يَشف مِن نور أُمّ المُؤمنين بِما / يَعلو عَلى مَنكَب الجَوزاء وَالهام
قَد أَلهَم اللَهُ مَن كانَت لَهُ سَبباً / بِكُل خَير فَبُشرى أَمَّ إَلهامي
أَرَحت نَفسك مِن عشق فَلَم تَهُم
أَرَحت نَفسك مِن عشق فَلَم تَهُم / لِأَن دَعوى الهَوى تَدعو إِلى التُهَم
وَكُل قَولك جَزل ما بِهِ غَزَل / وَلا اِرتياح لِمثل الوَرد وَالعنم
وَلا نَسيب وَلا شَكوى لِغانية / وَلا لِرَسم المَغاني بَعدَ بَعدَهُم
كَلا وَلَكِنَّني حال الشَبيبة لَم / أَبرَح عَن العَذل وَالتَأنيب في صَمم
حَتّى مُنيتُ بِها شَمطاء فانية / وَخلقها قَبل خَلق الشَيب وَالهَرم
باتَت تَحدثني لَما خَلَوت بِها / عَما بَرا اللَه بَعدَ اللَوح وَالقَلَم
كَآدم وَاِبنِهِ شيثٍ وَبَعدَهُما / مِمَن هَداه لَهُ أَو ضَل بِالصَنَم
وَرُبَما أَخبَرتَني وَهِيَ صادِقة / عَن قَوم نوح وَعَن سام وَعِن إِرم
وَعَن جَميع مُلوك العالمين وَعَن / وَقائع العَرَب العَرباء وَالعَجَم
فَقُلتُ هَذا حَديث الأَقدَمين فَمَن / خَير الجَميع فَقالَت آخر الأُمم
فَقُلتُ مَن هُوَ مَولاهُم وَسَيدَهُم / بَعدَ النَبي فَقالَت صاحب العلم
نَجل الأَكارم وَهاب المَكارم مر / هوب الصَوارم عَبد اللَه ذو الكَرَم
قُلت اِبن عَون فَقالَت عَون قاصِدَه / أَلباسط الأَمن في حلّ وَفي حَرَم
فَبت أَنظُر فيما قَد سَمَعت بِهِ / مِن الحَديث وَما أَبدَت مِن الكلم
حَتّى اِهتَديت إِلى النور المُبين وَقَد / لاحَ الصَباح وَأَبدى ثَغر مُبتَسم
إِذ أَظهَر اللَهُ مِن مَكنون حكمَتِهِ / ما شاءَ مِن حكم عَدل وَمِن حِكم
خَير المُلوك وَأَتقاهُم وَأَشرَفَهُم / أَصلاً وَفرعاً وَأَزكى الكُل في الشِيَم
سَل عَنهُ نَجداً وَأَقَطار الحِجاز وَسَل / قَحطان عَن سَيل خَيل اللَه لا العرم
وَعَين زَمزَم وَالبَيت المُحَرَم مَن / يَرعى الأَنعام بِعَين مِنهُ لَم تَنَم
هَل غَير خَير بَني السَبط الكَريم تَرى / بَينَ الوَرى وَهُوَ مثل الشَمس في النجم
مِن آل بَيت تعالى مَجدَهُم فَسَما / وَأَذهب الرَجس عَنهُم باريء النسم
أَلواهب المنن الغَراء يَصحَبَها / عُذر الكِرام بِلا مَنّ وَلا سَأم
يَكاد يُعطي المَعالي في مَواهبه / لَو كانَ يُدركها العاني بِلا هَمم
تَرى السَحائب تَروي عَن مكارمه / دَوماً فَتَسحَب أَذيالاً مِن الديم
لَهُ أَيادي إِياد في بَني مُضَر / تَهمي فَتَنشُر طَيّاً بَعدَ طَيهم
إِن جَرَّد البيض في الهَيجاء باسِمَةً / أَبكى الجُفون عَلى أَعدائِهِ بِدَم
وَلَو تَثلم مِنها حَد مَضرِبِها / سَطا القَضاء بِسَيف غَير مُنثَلم
يَرمي الرِجال بِأَمثال الجِبال لَدى / بَحر مُحيط بِنار الحَرب مُضطَرم
وَيُرسل الخَيل لِلأَعداء سابِقَةً / جُند المَنية قَد حَلَّت بِحَيهم
يا اِبنَ الَّذي كانَ صُبحاً وَاِنتماك لَهُ / نورٌ جَلا كُل ما لاقى مِن الظلم
نَظمت حالي وَلَولا سلك فَضلكم / ما كانَ قَولي وَلا فعلي بِمُنتَظم
علمتني الحَمد وَالشُكر الجَزيل عَلى / فَعل الجَميل بِما توليه مِن نعم
ما كُنتُ لَولاكُم أَبغي الفَوائد مِن / نَظم الفَرائد في إِسم وَلا علم
رَفَعتُ ذكري بِآلاءٍ بِدَأَت بِها / عَبداً يُؤمل دَوماً حُسن مختتم
في جَبهة الدَهر سَطر لَو نَظَرت لَهُ
في جَبهة الدَهر سَطر لَو نَظَرت لَهُ / وَجَدتَ ما رقمت أَيامه حكما
مِن كُلِ لَفظ بِهِ وَعظ لمعتبر / يَبكيك مَضمونه مِن مقلتيك دَما
ما سلم الدَهر باليمنى عَلى أحد / وَسرّ مِنهُ وَمَن بَأسائِهِ سلما
فَما تَروّيه يُمناه عَلى ظَمإٍ / إِلا وَيُسراه تَسقيهِ الرَدى كظما
قُل لِلذين هَجوا شيخ الزَمان وَمَن
قُل لِلذين هَجوا شيخ الزَمان وَمَن / يَهجو امرءاً مثله في الناس مَعدوم
أَني لَكُم مثل عَقل الأَزهري وَما / يَحويه مِن شَرف وَالعَقل مَفهوم
هَجَوتم رَجُلاً لا شَيءَ يَشبهه / وَالحرّ مَمتدح وَالعَبد مذموم
وَالشَيخ أَحسَنكم وَجهاً وَأَطهَرَكُم / قَلباً وَأَكرَمَكُم وَالقَدر مَعلوم
قَصدتم قَلب وَضع الشَيء في رَجل / يسن حسبكم وَالحَشر وَالروم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025