المجموع : 46
المَوتُ نَومٌ طَويلٌ لا هُبوبَ لَهُ
المَوتُ نَومٌ طَويلٌ لا هُبوبَ لَهُ / وَالنَومُ مَوتٌ قَصيرٌ بَعثُهُ أَمَمُ
وَفي الخُمولِ حِمامٌ وَالفَتى قَبَلٌ / وَفي النَباهَةِ عَيشٌ وَالفَتى رِمَمُ
تَخالَفَ الشَكلُ عُصمٌ في جَماجِمِها / أَرواقُها وَنَعامٌ ما لَها لِمَمُ
وَحَيَّةٌ تَسمَعُ الأَصواتَ ظالِمَةٌ / مِن وَصفِها وَظَليمٌ ظَأنُهُ الصَمَمُ
لا يَخدَعَنَّكَ أُخرانا كَأَوَّلِنا / في نَحوِ ما نَحنُ فيهِ كانَتِ الأُمَمُ
مُقَلَّدينَ بِذَمٍّ لا يُضَيِّعُهُ / مِنهُم عَريبٌ وَلَكِن ضاعَتِ الذِمَمُ
أَجيدَ قَلبُكَ لَمّا جادَهُم مَطَرٌ / أَم فاضَ هَمُّكَ لَمّا غاضَتِ الهِمَمُ
لا تَشمَخِ الأُنُفُ الشُمُّ الَّتي رُزِقَت / ما لا يَدومُ فَما يَبقى لَها الشَمَمُ
لَولا بَدائِعُ دَلَّت أَنَّ خالِقَنا / أَدرى وَأَحكَمُ قُلنا خَلقُنا لَمَمُ
لا تُسدِيَنَّ قَبيحاً إِن هَمَمتَ بِهِ
لا تُسدِيَنَّ قَبيحاً إِن هَمَمتَ بِهِ / وَاِفعَل جَميلاً فَإِنَّ الخَيرَ يُغتَنَمُ
إِن فارَقَتني حَياتي خِلتُني صَنَماً / وَلا يُراعُ لِكَسرِ الهامَةِ الصَنَمُ
فَاِجعَل عِظامِيَ قِرى غَبراءَ مُظلِمَةٍ / أَو قوتَ حَمراءِ نارٍ ضَوءُها سَنِمُ
سَوّى عَلى الجِسمِ خُضُرٌ حَوَتها جَشِعٌ / بَعدَ المَماتِ وَخُضرٌ زُرقُها تَنِمُ
قَطعُ البَنانِ شَبَّهتُهُ عَنَماً / إِن ماتَ كَالقَطعِ في قُضبٍ هِيَ العَنَمُ
وَالغانِياتُ وَفي آذانِها دُرَرٌ / كَالضَأنِ تَرعى وَفي آذانِها زَنَمُ
يَكفيكَ أُدماً سَليطٌ ماأُريقَ لَهُ
يَكفيكَ أُدماً سَليطٌ ماأُريقَ لَهُ / دَمٌ وَلا مَسَّ رَوحاً إِذ جَرى أَلَمُ
لَهُ فَضائِلُ مِنها فَقدُ كُلفَتِهِ / وَأَنَّهُ بِسَناهُ تَنجَلي الظُلَمُ
قالوا تُقُسُّمَ مَقتولٌ عَلى حَنَقٍ / فَقُلتُ سِيّانِ كَلمُ المَيتِ وَالكَلِمُ
إِن وَدَّعوهُ فَما يَدري بِما صَنَعوا / أَو قَطَّعوهُ فَما يَنتابُهُ أَلَمُ
وَرُبَّ أَزهَرَ يُلقى هامُهُ هَدَراً / كَما يُقَطُّ لِأَدنى عِلَّةٍ قَلَمُ
إِنَّ اليَهودِيَّ خَلّى جَهلُهُ اِمرَأَةً
إِنَّ اليَهودِيَّ خَلّى جَهلُهُ اِمرَأَةً / كانَت عَقيماً وَخَيرُ النُسوَةِ العُقُمُ
ماذا أَرادَ لَحاهُ اللَهُ مِن وَلَدٍ / يُلقى مِنَ الدَهرِ ما يُردي وَما يَقِمُ
أَما تُحاوِلُ إِن طالَت تَجارِبُها / بُرءاً مِنَ السَقَمِ هَذي الأَنفُسُ السُقُمُ
مِثلُ البَهائِمِ غَرَّتها سَلامَتُها / وَاللَهُ يُمهِلُ حيناً ثُمَّ يَنتَقِمُ
الجُلُّ مودٍ وَلا جُلمودَ يَترُكُهُ
الجُلُّ مودٍ وَلا جُلمودَ يَترُكُهُ / رَيبُ الزَمانِ فَأَنّى يخلُدُ القَزَمُ
شَدَّت عَلَيهُم مَناياهُم تُوَسِّطُهُم / كَالخَيلِ شُدَّت عَلى أَوساطِها الحُزُمُ
لا تَسأَلوا الناسَ وَاِغدوا آكِلي مَقِرٍ / إِنَّ النُفوسَ عَلى إِمساكِها عُزُمُ
لَعَلَّ أَربابَ أَيدٍ لِلنَدى بُسِطَت / يَومَ الحِسابِ عَلى أَيديهِمُ أُزُمُ
لا وِردَ لي وَالمَطايا في خَزائِمِها / وَكُلُّ صاحِبِ سِنٍّ حَبلُهُ خَزَمُ
ما لي أَرى حُزَماءَ الناسِ في شَرقٍ / كَأَنَّما الحَزمُ في أَحشائِهِم حَزَمُ
يا نِسوَةَ الحَيِّ إِن كُنتُنَّ أَظبِيَةً / فَكُلُّكُنَّ يَصيدُ الخادِرُ الرُزَمُ
كُثَيِّرٌ أَنا في حَرفي أَهَبتُ لَهُ / في التاءِ يَلزِمُ حَرفاً لَيسَ يَلتَزِمُ
وَالمَرءُ يَرفَعُ أَفعالاً فَتَخفِضُهُ / حَتّى إِذا ماتَ أَضحى وَهوَ مُنجَزِمُ
هَل أَلهَمَت يَثرِبٌ يَوماً مَثَرَّبَها
هَل أَلهَمَت يَثرِبٌ يَوماً مَثَرَّبَها / أَن لَيسَ يَخلَدُ مِن آطامِها أُطُمُ
كانَت تَضُمُّ رِجالاً تَحتَ أَعيُنِهِم / مَعاطِسٌ لَم تُذَلَّل عِزَّها الخُطُمُ
أَيدٍ إِذا بَسَطوها لِلعُلا وَصَلوا / وَأَوجُهٌ لا تُغادي مِثلَها اللُطَمُ
وَأَرضَعَ المَجدُ أَطفالاً وَأَمَّلَهُم / دَهرٌ فَماتوا أُلي شَيبٍ وَما فُطِموا
ضَراغِمٌ كَالقُطامِيّاتِ لَيسَ لَها / إِلى أَكيلٍ سِوى أَعدائِها قَطِمُ
وَالناسُ مِثلُ سَوامٍ لا حُلومَ لَهُم / يَسوقُهُ لِلمَنايا سائِقٌ حُطَمُ
المَرءُ كَالنارِ تَبدو عِندَ مَسقَطِها
المَرءُ كَالنارِ تَبدو عِندَ مَسقَطِها / صَغيرَةً ثُمَّ تَخبو حِنَ تَحتَدِمُ
وَالناسُ بِالناسِ مِن حَضرٍ وَبادِيَةٍ / بَعضٌ لِبَعضٍ وَإِن لَم يَشعُروا خَدَمُ
وَكُلُّ عُضوٍ لِأَمرٍ ما يُمارِسُهُ / لا مَشيَ لِلكَفِّ بَل تَمشي بِكَ القَدَمُ
وَعالَمٌ ظَلَّ فيهِ القَولُ مُختَلِفاً / وَمُحدَثٌ هُوَ مِن رَبٍّ لَهُ القِدَمُ
فَاِذخَر لِنَفسِكَ خَيراً كَي تُسَرَّ بِهِ / فَإِن فَعَلتَ وَإِلّا عادَكَ النَدَمُ
لَو يَترُكونَ وَهَذا اللُبَّ ما قَبِلوا
لَو يَترُكونَ وَهَذا اللُبَّ ما قَبِلوا / مَيناً يُقالُ وَلَكِن شالَتِ الجِذَمُ
أَتوهمُ بِأَحاديثٍ وَقيلَ لَهُم / قولوا صَدَقنا وَإِلّا أَروِيَ الخِذِمُ
وَأَرهَبَتهُم جُفونٌ مِلؤها نُوَبٌ / وَأَرغَبَتهُم جِفانٌ لِلنَدى رُذُمُ
الناسُ إِن لَم تُنَبِّهُّم قِيامَتُهُم
الناسُ إِن لَم تُنَبِّهُّم قِيامَتُهُم / أَو نُبِّهوا فَتُرابٌ ما لَهُم قِيَمُ
يُؤَمَّلُ القَومُ عِندي شيمَةً حَسُنَت / وَشيمَةُ الدَهرِ أَن لا تَحسُنَ الشِيَمُ
مازالَ يَبخَلُ حَتّى ما يَصوبَ حَياً / فَهَل تَعَلَّمُ بُخلَ العالَمِ الدِيَمُ
يُقالُ أَن سَوفَ يَأتي بَعدَنا عَصرٌ
يُقالُ أَن سَوفَ يَأتي بَعدَنا عَصرٌ / يُرضى فَتَضبِطُ أُسدَ الغابَةِ الخُطَمُ
هَيهاتَ هَيهاتَ هَذا مَنطِقٌ كَذِبٌ / في كُلِّ صَقرِ زَمانٍ كائِنٌ قَطِمُ
ما دامَ في الفَلَكِ المِرّيخُ أَو زُحَلٌ / فَلا يَزالُ عُبابُ الشَرِّ يَلتَطِمُ
وَإِن تَغَيَّرَتِ الأَفلاكُ وَاِنعَكَسَت / بِالسَعدِ فَالوَهدُ يُبنى فَوقَهُ الأُطُمُ
هَبِ الفَتى نالَ أَقصى ما يُؤَمِّلُهُ / أَلَيسَ راعي المَنايا خَلفَهُ حُطَمُ
هَل تُمسِكُ الماءَ لي مَزادي
هَل تُمسِكُ الماءَ لي مَزادي / مِن بَعدَ ما فُرِّيَ الأَديمُ
تَمادَتِ الكَأسُ بِالنَدامى / وَحُقَّ أَن يَندَمَ النَديمُ
ما في بَني آدَمٍ غَنِيٌّ / بَل كُلُّهُم مُقَتِّرٌ عَديمُ
يَغنى الَّذي ما لَهُ فَناءٌ / وَذَلِكَ الواحِدُ القَديمُ
لَو كانَ يَدري أُوَيسُ ماجَنَت يَدُهُ
لَو كانَ يَدري أُوَيسُ ماجَنَت يَدُهُ / لَاِختارَ دونَ مُغارِ الثَلَّةِ العَدَما
فَإِنَّ مِن أَقبَحِ الأَشياءِ يَفعَلُهُ / شاكي المَجاعَةِ يَوماً أَن يُريقَ دَما
يا أَوسُ هَيهاتَ كَم قابَلتَ هاجِرَةً / أَذكَت عَلَيكَ وَقودَ الحَرِّ فَاِحتَدَما
وَكَم طَرَقتَ عَتوداً بَينَ أَعنِزَةٍ / يَوماً فَفَرَّيتَ من أَحشائِهِ الأَدَما
مُطَرَّداً بِتَّ لَم تَبنِ الخِيامَ ضُحىً / وَلا تُراعُ إِذا ما بَيتُكَ اِنهَدَما
وَما كَسَوتَ إِذا قَرٌ أَتى جَسَداً / وَلا حَذَوتَ حِذاراً لِلوَجى قَدَما
جَمَعتَ في كُلِّ رِيٍّ سَلَّةً وَرَدىً / نَفسٍ فَهَلّا سَرَقتَ القُرصَ وَالحَدَما
قَد يَقصُرُ النَفسَ إِعظاماً لِبارِئِهِ / عَلى القَفارِ مَنيبٌ طالَما اِئتَدَما
وَلا تَصومُ لِوَجهِ اللَهِ مُحتَسِباً / أَم غَيرَ صَومِكَ أَمسى الهَمَّ وَالسَدَما
أَتُضمِرُ التَوبَ مِن ضَأنٍ تُرَوِّعُها / أَم كانَ ذَلِكَ داءً فيكُمُ قُدُما
وَلَو ظَفِرتَ عَلى حالٍ بِحالِيَةٍ / جَزَّأتَها وَنَبَذتَ السورَ وَالخَدَما
وَهَل نَدِمتَ عَلى طِفلٍ فَجِعتَ بِهِ / أُماً وَمِثلُكَ لا يَستَشعِرُ النَدَما
وَلا يُوارى إِذا حَلَّت مَنِيَّتُهُ / وَلا إِذا ماتَ في غارٍ لَهُ رُدِما
وَكَم ثَوى لَكَ جَدٌّ ما دَرى فَطِنٌ / مِنكُم عَلى أَيِّ أَمرٍ إِذ مَضى قَدِما
يَدعو الغُرابَ أُناسٌ حاتِماً سَفَهاً
يَدعو الغُرابَ أُناسٌ حاتِماً سَفَهاً / لِأَنَّهُ بِفِراقٍ عِندَهُم حَتَما
هَذا التَكَذُّبُ ما لِلجَونِ مَّعرِفَةٌ / وَلا يُبالي أَنالَ المَدحَ أَم شَتُما
السَيِّدُ البَرُّ مَن لا يَستَجيزُ أَذىً / وَلا يَبوحُ بِسِرٍّ عِندَهُ كُتِما
الغامِرُ الطارِقُ المُحتاجَ نائِلُهُ / أَو اِبنَ مِريَةَ مِن أُمّاتِهِ يَتِما
لا يَرفَعُ الصَوتَ بِالقَولِ الهَراءِ ضُحىً / وَلا يَدِبُّ إِلا جاراتِهِ عَتَما
وَالعُمرُ كَالذابِلِ الخَطِّيِّ قَد بُسِطَت / لَهُ كُعوبٌ وَلَكِن بِالرَدى خُتِما
جارانِ شاكٍ وَمَسرورٌ بِحالَتِهِ
جارانِ شاكٍ وَمَسرورٌ بِحالَتِهِ / كَالغَيثِ يَبكي وَفيهِ بارِقٌ بَسَما
مالُ الدَفينِ أَتى الُورّاثَ فَاِقتَسَموا / وَلَم يُراعوهُ في ثُلثٍ لَهُ قَسَما
لا أَطعَموا مِنهُ مِسكيناً وَلا بَذَلوا / عُرفاً وَلا كَفَّروا في حِنثِهِ قَسَما
أَوصى فَلَم يَقبَلوا مِنهُ وَعاهَدَهُم / فَقابَلوا بِخِلافٍ كُلَّ ما رَسَما
وَالعَيشُ داءٌ وَمَوتُ المَرءِ عافِيَةٌ / إِن داؤُهُ بِتَواري شَخصِهِ حُسِما
أَنفاسُهُ كَخُطاهُ وَالبَقاءُ لَهُ / مَسافَةٌ فَهوَ يَفنى كُلَّما اِنتَسَما
مَنازِلُ الأَنفُسِ الأَجسادُ يُظعِنُها / وَفدُ الحِمامِ فَكَم مِن مَنزِلٍ طَسَما
لَم يَكفِها نورُ خَدَّيها وَنورُ نَقاً
لَم يَكفِها نورُ خَدَّيها وَنورُ نَقاً / في ثَغرِها فَأَصارَت عَشرَها عَنَما
كانَت أَضَرَّ لِأَهلِ النُسكِ مِن صَنَمٍ / فَلِيُبعِدِ اللَهُ تِلكَ الحَودَ وَالصَنَما
لَم يَغنَمِ القَيلُ عُدَّت في الإِماءِ لَهُ / بَل مُظهِرُ الزُهدِ في أَمثالِها غَنِما
الجِسمُ وَالرَوحُ مِن قَبلِ اِجتِماعِهِما
الجِسمُ وَالرَوحُ مِن قَبلِ اِجتِماعِهِما / كانا وَديعَينِ لا هَمّاً وَلا سَقَما
تَفَرُّدُ الشَيءِ خَيرٌ مِن تَأَلُّفِهِ / بِغَيرِهِ وَتَجُرُّ الأُلفَةُ النِقَما
نَفَضتُ عَنّي تُراباً وَهوَ لي نَسَبٌ
نَفَضتُ عَنّي تُراباً وَهوَ لي نَسَبٌ / وَذاكَ يُحسَبُ مِن قَطعِ الفَتى الرَحِما
يا هونَ ما أَوعَدَ اللَهُ العِبادَ بِهِ / إِن صارَ جِسمِيَ في تَحريقِهِ فَحَما
وَإِنَّما هُوَ تَخليدٌ بِلا أَمَدٍ / تَمضي الدُهورُ وَصالي النارِ ما رُحِما
إِسمَع مَقالَةَ ذي لُبٍّ وَتَجرُبَةٍ
إِسمَع مَقالَةَ ذي لُبٍّ وَتَجرُبَةٍ / يُفِدكَ في اليَومِ ما في دَهرِهِ عَلِما
إِذا أَصابَ الفَتى خَطبٌ يَضِرُّ بِهِ / فَلا يَظَنُّ جَهولٌ أَنَّهُ ظُلِما
قَد طالَ عُمرِيَ طولَ الظُفرِ فَاِتَّصَلَت / بِهِ الأَذاةُ وَكانَ الحَظُّ لَو قُلِما
أَما حَياتي فَما لي عِندَها فَرَجٌ
أَما حَياتي فَما لي عِندَها فَرَجٌ / فَلَيتَ شِعرِيَ عَن مَوتي إِذا قَدِما
صَحَبتُ عَيشاً أُعانيهِ وَيَغلِبُني / مِثلَ الوَليدِ يَقودُ المُصعَبَ السَدِما
وَقَد مَلَلتُ زَماناً شَرُّهُ لَهَبٌ / إِذا انا لِخُبُوٍّ عادَ فَاِحتَدَما
مَن باعَني بِحَياتي ميتَةً سُرُحاً / بايَعتُهُ وَأَهانَ اللَهُ مَن نَدِما
إِذا أَظَلَّت مِنَ الأَهواءِ مَهلَكَةٌ / فَلا تَهابَن رَداها وَاِمضِيَن قُدُما
وَالنَفسُ تَسمو فَإِن تَسغَب فَبُغيَتُها / قوتٌ مَتى أَعطَيتَهُ حاوَلت أُدُما
في طَبعِها حُبُّها الدُنيا وَقَد عَلِمَت / أَنَّ المَنِيَّةَ فينا حادِثٌ قُدُما
وَالخَيرُ أَجمَعُ في غَبراءَ تَأدُمُ بي / هَذا التُرابَ وَيَفري الجِسمَ وَالأُدُما
فَالآنَ شارَفتُ جَيشَ الحَتفِ وَاِقتَرَبَت / دارٌ أَكادُ إِلَيها أَرفَعُ القَدَما
حُمَّ القَضاءُ فَما يَرثي لِباكِيَةٍ / وَلَو أَفاضَت عَلى إِثرِ الدُموعِ دَما
مَن يَغنَ يَخدُمهُ أَقوامٌ عَلى طَمَعٍ / وَلا يَرَونَ لِمَن أَخطا الغِنى خَدَما
وَاللَهُ صَوَّرَ أَشباحاً لَها خَبَرٌ / وَالشَخصُ بَعدَ وُجودٍ يَقتَضي عَدَما
وَشادَ إيوانَ كِسرى مَعشَرٌ طَلَبوا / ثَباتَهُ وَتَمادى الوَقتُ فَاِنهَدَما
إِن شِئتِ أَن تَحفَظي مِن أَنتِ صاحِبَةٌ
إِن شِئتِ أَن تَحفَظي مِن أَنتِ صاحِبَةٌ / لَهُ فَلا تَدخُلي في المِصرِ حَمّاما
وَإِن بَدَوتِ فَلا يُؤنِسكِ شَقَةٌ / ضُحىً تُناجينَ سَوّاراً وَزَمّاما
فَكَم عَصَيتُنَّ مِن ناهٍ وَناهِيَةٍ / وَكَم فَضَحتُنَّ أَخوالاً وَأعماما
ما صانَكُنَّ سِوى الأَزواجِ مِن أَحَدٍ / وَأَوَّل الدَهرِ أَعيَيتُنَّ هَمّاما
وَما بَكَيتُ رَميماً وَهيَ نائِيَةٌ / وَإِن عَلِمتُ حِبالَ الوَصلِ أَرماما
إِذا تَوَلَّت عَلى هَجرٍ وَمَقلِيَةٍ / فَلا تَعَرَّضَ لَها في النَومِ إِلماما