القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 46
المَوتُ نَومٌ طَويلٌ لا هُبوبَ لَهُ
المَوتُ نَومٌ طَويلٌ لا هُبوبَ لَهُ / وَالنَومُ مَوتٌ قَصيرٌ بَعثُهُ أَمَمُ
وَفي الخُمولِ حِمامٌ وَالفَتى قَبَلٌ / وَفي النَباهَةِ عَيشٌ وَالفَتى رِمَمُ
تَخالَفَ الشَكلُ عُصمٌ في جَماجِمِها / أَرواقُها وَنَعامٌ ما لَها لِمَمُ
وَحَيَّةٌ تَسمَعُ الأَصواتَ ظالِمَةٌ / مِن وَصفِها وَظَليمٌ ظَأنُهُ الصَمَمُ
لا يَخدَعَنَّكَ أُخرانا كَأَوَّلِنا / في نَحوِ ما نَحنُ فيهِ كانَتِ الأُمَمُ
مُقَلَّدينَ بِذَمٍّ لا يُضَيِّعُهُ / مِنهُم عَريبٌ وَلَكِن ضاعَتِ الذِمَمُ
أَجيدَ قَلبُكَ لَمّا جادَهُم مَطَرٌ / أَم فاضَ هَمُّكَ لَمّا غاضَتِ الهِمَمُ
لا تَشمَخِ الأُنُفُ الشُمُّ الَّتي رُزِقَت / ما لا يَدومُ فَما يَبقى لَها الشَمَمُ
لَولا بَدائِعُ دَلَّت أَنَّ خالِقَنا / أَدرى وَأَحكَمُ قُلنا خَلقُنا لَمَمُ
لا تُسدِيَنَّ قَبيحاً إِن هَمَمتَ بِهِ
لا تُسدِيَنَّ قَبيحاً إِن هَمَمتَ بِهِ / وَاِفعَل جَميلاً فَإِنَّ الخَيرَ يُغتَنَمُ
إِن فارَقَتني حَياتي خِلتُني صَنَماً / وَلا يُراعُ لِكَسرِ الهامَةِ الصَنَمُ
فَاِجعَل عِظامِيَ قِرى غَبراءَ مُظلِمَةٍ / أَو قوتَ حَمراءِ نارٍ ضَوءُها سَنِمُ
سَوّى عَلى الجِسمِ خُضُرٌ حَوَتها جَشِعٌ / بَعدَ المَماتِ وَخُضرٌ زُرقُها تَنِمُ
قَطعُ البَنانِ شَبَّهتُهُ عَنَماً / إِن ماتَ كَالقَطعِ في قُضبٍ هِيَ العَنَمُ
وَالغانِياتُ وَفي آذانِها دُرَرٌ / كَالضَأنِ تَرعى وَفي آذانِها زَنَمُ
يَكفيكَ أُدماً سَليطٌ ماأُريقَ لَهُ
يَكفيكَ أُدماً سَليطٌ ماأُريقَ لَهُ / دَمٌ وَلا مَسَّ رَوحاً إِذ جَرى أَلَمُ
لَهُ فَضائِلُ مِنها فَقدُ كُلفَتِهِ / وَأَنَّهُ بِسَناهُ تَنجَلي الظُلَمُ
قالوا تُقُسُّمَ مَقتولٌ عَلى حَنَقٍ / فَقُلتُ سِيّانِ كَلمُ المَيتِ وَالكَلِمُ
إِن وَدَّعوهُ فَما يَدري بِما صَنَعوا / أَو قَطَّعوهُ فَما يَنتابُهُ أَلَمُ
وَرُبَّ أَزهَرَ يُلقى هامُهُ هَدَراً / كَما يُقَطُّ لِأَدنى عِلَّةٍ قَلَمُ
إِنَّ اليَهودِيَّ خَلّى جَهلُهُ اِمرَأَةً
إِنَّ اليَهودِيَّ خَلّى جَهلُهُ اِمرَأَةً / كانَت عَقيماً وَخَيرُ النُسوَةِ العُقُمُ
ماذا أَرادَ لَحاهُ اللَهُ مِن وَلَدٍ / يُلقى مِنَ الدَهرِ ما يُردي وَما يَقِمُ
أَما تُحاوِلُ إِن طالَت تَجارِبُها / بُرءاً مِنَ السَقَمِ هَذي الأَنفُسُ السُقُمُ
مِثلُ البَهائِمِ غَرَّتها سَلامَتُها / وَاللَهُ يُمهِلُ حيناً ثُمَّ يَنتَقِمُ
الجُلُّ مودٍ وَلا جُلمودَ يَترُكُهُ
الجُلُّ مودٍ وَلا جُلمودَ يَترُكُهُ / رَيبُ الزَمانِ فَأَنّى يخلُدُ القَزَمُ
شَدَّت عَلَيهُم مَناياهُم تُوَسِّطُهُم / كَالخَيلِ شُدَّت عَلى أَوساطِها الحُزُمُ
لا تَسأَلوا الناسَ وَاِغدوا آكِلي مَقِرٍ / إِنَّ النُفوسَ عَلى إِمساكِها عُزُمُ
لَعَلَّ أَربابَ أَيدٍ لِلنَدى بُسِطَت / يَومَ الحِسابِ عَلى أَيديهِمُ أُزُمُ
لا وِردَ لي وَالمَطايا في خَزائِمِها / وَكُلُّ صاحِبِ سِنٍّ حَبلُهُ خَزَمُ
ما لي أَرى حُزَماءَ الناسِ في شَرقٍ / كَأَنَّما الحَزمُ في أَحشائِهِم حَزَمُ
يا نِسوَةَ الحَيِّ إِن كُنتُنَّ أَظبِيَةً / فَكُلُّكُنَّ يَصيدُ الخادِرُ الرُزَمُ
كُثَيِّرٌ أَنا في حَرفي أَهَبتُ لَهُ / في التاءِ يَلزِمُ حَرفاً لَيسَ يَلتَزِمُ
وَالمَرءُ يَرفَعُ أَفعالاً فَتَخفِضُهُ / حَتّى إِذا ماتَ أَضحى وَهوَ مُنجَزِمُ
هَل أَلهَمَت يَثرِبٌ يَوماً مَثَرَّبَها
هَل أَلهَمَت يَثرِبٌ يَوماً مَثَرَّبَها / أَن لَيسَ يَخلَدُ مِن آطامِها أُطُمُ
كانَت تَضُمُّ رِجالاً تَحتَ أَعيُنِهِم / مَعاطِسٌ لَم تُذَلَّل عِزَّها الخُطُمُ
أَيدٍ إِذا بَسَطوها لِلعُلا وَصَلوا / وَأَوجُهٌ لا تُغادي مِثلَها اللُطَمُ
وَأَرضَعَ المَجدُ أَطفالاً وَأَمَّلَهُم / دَهرٌ فَماتوا أُلي شَيبٍ وَما فُطِموا
ضَراغِمٌ كَالقُطامِيّاتِ لَيسَ لَها / إِلى أَكيلٍ سِوى أَعدائِها قَطِمُ
وَالناسُ مِثلُ سَوامٍ لا حُلومَ لَهُم / يَسوقُهُ لِلمَنايا سائِقٌ حُطَمُ
المَرءُ كَالنارِ تَبدو عِندَ مَسقَطِها
المَرءُ كَالنارِ تَبدو عِندَ مَسقَطِها / صَغيرَةً ثُمَّ تَخبو حِنَ تَحتَدِمُ
وَالناسُ بِالناسِ مِن حَضرٍ وَبادِيَةٍ / بَعضٌ لِبَعضٍ وَإِن لَم يَشعُروا خَدَمُ
وَكُلُّ عُضوٍ لِأَمرٍ ما يُمارِسُهُ / لا مَشيَ لِلكَفِّ بَل تَمشي بِكَ القَدَمُ
وَعالَمٌ ظَلَّ فيهِ القَولُ مُختَلِفاً / وَمُحدَثٌ هُوَ مِن رَبٍّ لَهُ القِدَمُ
فَاِذخَر لِنَفسِكَ خَيراً كَي تُسَرَّ بِهِ / فَإِن فَعَلتَ وَإِلّا عادَكَ النَدَمُ
لَو يَترُكونَ وَهَذا اللُبَّ ما قَبِلوا
لَو يَترُكونَ وَهَذا اللُبَّ ما قَبِلوا / مَيناً يُقالُ وَلَكِن شالَتِ الجِذَمُ
أَتوهمُ بِأَحاديثٍ وَقيلَ لَهُم / قولوا صَدَقنا وَإِلّا أَروِيَ الخِذِمُ
وَأَرهَبَتهُم جُفونٌ مِلؤها نُوَبٌ / وَأَرغَبَتهُم جِفانٌ لِلنَدى رُذُمُ
الناسُ إِن لَم تُنَبِّهُّم قِيامَتُهُم
الناسُ إِن لَم تُنَبِّهُّم قِيامَتُهُم / أَو نُبِّهوا فَتُرابٌ ما لَهُم قِيَمُ
يُؤَمَّلُ القَومُ عِندي شيمَةً حَسُنَت / وَشيمَةُ الدَهرِ أَن لا تَحسُنَ الشِيَمُ
مازالَ يَبخَلُ حَتّى ما يَصوبَ حَياً / فَهَل تَعَلَّمُ بُخلَ العالَمِ الدِيَمُ
يُقالُ أَن سَوفَ يَأتي بَعدَنا عَصرٌ
يُقالُ أَن سَوفَ يَأتي بَعدَنا عَصرٌ / يُرضى فَتَضبِطُ أُسدَ الغابَةِ الخُطَمُ
هَيهاتَ هَيهاتَ هَذا مَنطِقٌ كَذِبٌ / في كُلِّ صَقرِ زَمانٍ كائِنٌ قَطِمُ
ما دامَ في الفَلَكِ المِرّيخُ أَو زُحَلٌ / فَلا يَزالُ عُبابُ الشَرِّ يَلتَطِمُ
وَإِن تَغَيَّرَتِ الأَفلاكُ وَاِنعَكَسَت / بِالسَعدِ فَالوَهدُ يُبنى فَوقَهُ الأُطُمُ
هَبِ الفَتى نالَ أَقصى ما يُؤَمِّلُهُ / أَلَيسَ راعي المَنايا خَلفَهُ حُطَمُ
هَل تُمسِكُ الماءَ لي مَزادي
هَل تُمسِكُ الماءَ لي مَزادي / مِن بَعدَ ما فُرِّيَ الأَديمُ
تَمادَتِ الكَأسُ بِالنَدامى / وَحُقَّ أَن يَندَمَ النَديمُ
ما في بَني آدَمٍ غَنِيٌّ / بَل كُلُّهُم مُقَتِّرٌ عَديمُ
يَغنى الَّذي ما لَهُ فَناءٌ / وَذَلِكَ الواحِدُ القَديمُ
لَو كانَ يَدري أُوَيسُ ماجَنَت يَدُهُ
لَو كانَ يَدري أُوَيسُ ماجَنَت يَدُهُ / لَاِختارَ دونَ مُغارِ الثَلَّةِ العَدَما
فَإِنَّ مِن أَقبَحِ الأَشياءِ يَفعَلُهُ / شاكي المَجاعَةِ يَوماً أَن يُريقَ دَما
يا أَوسُ هَيهاتَ كَم قابَلتَ هاجِرَةً / أَذكَت عَلَيكَ وَقودَ الحَرِّ فَاِحتَدَما
وَكَم طَرَقتَ عَتوداً بَينَ أَعنِزَةٍ / يَوماً فَفَرَّيتَ من أَحشائِهِ الأَدَما
مُطَرَّداً بِتَّ لَم تَبنِ الخِيامَ ضُحىً / وَلا تُراعُ إِذا ما بَيتُكَ اِنهَدَما
وَما كَسَوتَ إِذا قَرٌ أَتى جَسَداً / وَلا حَذَوتَ حِذاراً لِلوَجى قَدَما
جَمَعتَ في كُلِّ رِيٍّ سَلَّةً وَرَدىً / نَفسٍ فَهَلّا سَرَقتَ القُرصَ وَالحَدَما
قَد يَقصُرُ النَفسَ إِعظاماً لِبارِئِهِ / عَلى القَفارِ مَنيبٌ طالَما اِئتَدَما
وَلا تَصومُ لِوَجهِ اللَهِ مُحتَسِباً / أَم غَيرَ صَومِكَ أَمسى الهَمَّ وَالسَدَما
أَتُضمِرُ التَوبَ مِن ضَأنٍ تُرَوِّعُها / أَم كانَ ذَلِكَ داءً فيكُمُ قُدُما
وَلَو ظَفِرتَ عَلى حالٍ بِحالِيَةٍ / جَزَّأتَها وَنَبَذتَ السورَ وَالخَدَما
وَهَل نَدِمتَ عَلى طِفلٍ فَجِعتَ بِهِ / أُماً وَمِثلُكَ لا يَستَشعِرُ النَدَما
وَلا يُوارى إِذا حَلَّت مَنِيَّتُهُ / وَلا إِذا ماتَ في غارٍ لَهُ رُدِما
وَكَم ثَوى لَكَ جَدٌّ ما دَرى فَطِنٌ / مِنكُم عَلى أَيِّ أَمرٍ إِذ مَضى قَدِما
يَدعو الغُرابَ أُناسٌ حاتِماً سَفَهاً
يَدعو الغُرابَ أُناسٌ حاتِماً سَفَهاً / لِأَنَّهُ بِفِراقٍ عِندَهُم حَتَما
هَذا التَكَذُّبُ ما لِلجَونِ مَّعرِفَةٌ / وَلا يُبالي أَنالَ المَدحَ أَم شَتُما
السَيِّدُ البَرُّ مَن لا يَستَجيزُ أَذىً / وَلا يَبوحُ بِسِرٍّ عِندَهُ كُتِما
الغامِرُ الطارِقُ المُحتاجَ نائِلُهُ / أَو اِبنَ مِريَةَ مِن أُمّاتِهِ يَتِما
لا يَرفَعُ الصَوتَ بِالقَولِ الهَراءِ ضُحىً / وَلا يَدِبُّ إِلا جاراتِهِ عَتَما
وَالعُمرُ كَالذابِلِ الخَطِّيِّ قَد بُسِطَت / لَهُ كُعوبٌ وَلَكِن بِالرَدى خُتِما
جارانِ شاكٍ وَمَسرورٌ بِحالَتِهِ
جارانِ شاكٍ وَمَسرورٌ بِحالَتِهِ / كَالغَيثِ يَبكي وَفيهِ بارِقٌ بَسَما
مالُ الدَفينِ أَتى الُورّاثَ فَاِقتَسَموا / وَلَم يُراعوهُ في ثُلثٍ لَهُ قَسَما
لا أَطعَموا مِنهُ مِسكيناً وَلا بَذَلوا / عُرفاً وَلا كَفَّروا في حِنثِهِ قَسَما
أَوصى فَلَم يَقبَلوا مِنهُ وَعاهَدَهُم / فَقابَلوا بِخِلافٍ كُلَّ ما رَسَما
وَالعَيشُ داءٌ وَمَوتُ المَرءِ عافِيَةٌ / إِن داؤُهُ بِتَواري شَخصِهِ حُسِما
أَنفاسُهُ كَخُطاهُ وَالبَقاءُ لَهُ / مَسافَةٌ فَهوَ يَفنى كُلَّما اِنتَسَما
مَنازِلُ الأَنفُسِ الأَجسادُ يُظعِنُها / وَفدُ الحِمامِ فَكَم مِن مَنزِلٍ طَسَما
لَم يَكفِها نورُ خَدَّيها وَنورُ نَقاً
لَم يَكفِها نورُ خَدَّيها وَنورُ نَقاً / في ثَغرِها فَأَصارَت عَشرَها عَنَما
كانَت أَضَرَّ لِأَهلِ النُسكِ مِن صَنَمٍ / فَلِيُبعِدِ اللَهُ تِلكَ الحَودَ وَالصَنَما
لَم يَغنَمِ القَيلُ عُدَّت في الإِماءِ لَهُ / بَل مُظهِرُ الزُهدِ في أَمثالِها غَنِما
الجِسمُ وَالرَوحُ مِن قَبلِ اِجتِماعِهِما
الجِسمُ وَالرَوحُ مِن قَبلِ اِجتِماعِهِما / كانا وَديعَينِ لا هَمّاً وَلا سَقَما
تَفَرُّدُ الشَيءِ خَيرٌ مِن تَأَلُّفِهِ / بِغَيرِهِ وَتَجُرُّ الأُلفَةُ النِقَما
نَفَضتُ عَنّي تُراباً وَهوَ لي نَسَبٌ
نَفَضتُ عَنّي تُراباً وَهوَ لي نَسَبٌ / وَذاكَ يُحسَبُ مِن قَطعِ الفَتى الرَحِما
يا هونَ ما أَوعَدَ اللَهُ العِبادَ بِهِ / إِن صارَ جِسمِيَ في تَحريقِهِ فَحَما
وَإِنَّما هُوَ تَخليدٌ بِلا أَمَدٍ / تَمضي الدُهورُ وَصالي النارِ ما رُحِما
إِسمَع مَقالَةَ ذي لُبٍّ وَتَجرُبَةٍ
إِسمَع مَقالَةَ ذي لُبٍّ وَتَجرُبَةٍ / يُفِدكَ في اليَومِ ما في دَهرِهِ عَلِما
إِذا أَصابَ الفَتى خَطبٌ يَضِرُّ بِهِ / فَلا يَظَنُّ جَهولٌ أَنَّهُ ظُلِما
قَد طالَ عُمرِيَ طولَ الظُفرِ فَاِتَّصَلَت / بِهِ الأَذاةُ وَكانَ الحَظُّ لَو قُلِما
أَما حَياتي فَما لي عِندَها فَرَجٌ
أَما حَياتي فَما لي عِندَها فَرَجٌ / فَلَيتَ شِعرِيَ عَن مَوتي إِذا قَدِما
صَحَبتُ عَيشاً أُعانيهِ وَيَغلِبُني / مِثلَ الوَليدِ يَقودُ المُصعَبَ السَدِما
وَقَد مَلَلتُ زَماناً شَرُّهُ لَهَبٌ / إِذا انا لِخُبُوٍّ عادَ فَاِحتَدَما
مَن باعَني بِحَياتي ميتَةً سُرُحاً / بايَعتُهُ وَأَهانَ اللَهُ مَن نَدِما
إِذا أَظَلَّت مِنَ الأَهواءِ مَهلَكَةٌ / فَلا تَهابَن رَداها وَاِمضِيَن قُدُما
وَالنَفسُ تَسمو فَإِن تَسغَب فَبُغيَتُها / قوتٌ مَتى أَعطَيتَهُ حاوَلت أُدُما
في طَبعِها حُبُّها الدُنيا وَقَد عَلِمَت / أَنَّ المَنِيَّةَ فينا حادِثٌ قُدُما
وَالخَيرُ أَجمَعُ في غَبراءَ تَأدُمُ بي / هَذا التُرابَ وَيَفري الجِسمَ وَالأُدُما
فَالآنَ شارَفتُ جَيشَ الحَتفِ وَاِقتَرَبَت / دارٌ أَكادُ إِلَيها أَرفَعُ القَدَما
حُمَّ القَضاءُ فَما يَرثي لِباكِيَةٍ / وَلَو أَفاضَت عَلى إِثرِ الدُموعِ دَما
مَن يَغنَ يَخدُمهُ أَقوامٌ عَلى طَمَعٍ / وَلا يَرَونَ لِمَن أَخطا الغِنى خَدَما
وَاللَهُ صَوَّرَ أَشباحاً لَها خَبَرٌ / وَالشَخصُ بَعدَ وُجودٍ يَقتَضي عَدَما
وَشادَ إيوانَ كِسرى مَعشَرٌ طَلَبوا / ثَباتَهُ وَتَمادى الوَقتُ فَاِنهَدَما
إِن شِئتِ أَن تَحفَظي مِن أَنتِ صاحِبَةٌ
إِن شِئتِ أَن تَحفَظي مِن أَنتِ صاحِبَةٌ / لَهُ فَلا تَدخُلي في المِصرِ حَمّاما
وَإِن بَدَوتِ فَلا يُؤنِسكِ شَقَةٌ / ضُحىً تُناجينَ سَوّاراً وَزَمّاما
فَكَم عَصَيتُنَّ مِن ناهٍ وَناهِيَةٍ / وَكَم فَضَحتُنَّ أَخوالاً وَأعماما
ما صانَكُنَّ سِوى الأَزواجِ مِن أَحَدٍ / وَأَوَّل الدَهرِ أَعيَيتُنَّ هَمّاما
وَما بَكَيتُ رَميماً وَهيَ نائِيَةٌ / وَإِن عَلِمتُ حِبالَ الوَصلِ أَرماما
إِذا تَوَلَّت عَلى هَجرٍ وَمَقلِيَةٍ / فَلا تَعَرَّضَ لَها في النَومِ إِلماما

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025