القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ خاتِمة الأندَلُسِي الكل
المجموع : 4
أدِرْ كؤوسَ الرِّضا ناراً عَلى عَلَمِ
أدِرْ كؤوسَ الرِّضا ناراً عَلى عَلَمِ / لا خَيْرَ في لَذَّةٍ بتّاً لِمُكتَتمِ
ولْتَجْلُها بنتَ دَنٍّ عُمْرُها عُمُري / تَسْتَدرجُ العَقلَ فِعلَ الشَّيبِ باللَّمَمِ
مَشْمُولَةً نَسجَتْها للشَّمالِ يَدٌ / والطَفتها أكُفُّ اللُّطفِ في القِدَمِ
فَما لَها غيرَ رُوحِ الرُّوحِ من قَدَحٍ / ولا لَها غَيْرُ سِرِّ السِّر مِنْ فَدَمِ
بَيْنا تُرى في أكُفِّ الشَّاربينَ طِلاً / إذْ تَسْتحيلُ شُعاعاً في خُدودِهمِ
كَذاكَ من كَتَمتْ سِرّاً ضَمائِرُهُ / كَساهُ منه رداءٌ غيرُ مُنْكَتِمِ
قُم هاتِها فرياضُ الكونِ قد جُليت / وقامَ للْحُسن ترتيبٌ على قَدمِ
ولاحَتِ الشُّهبُ كالأكواسِ دائِرةً / تُغْريكَ بالسُّكر مِنْ صَهباءِ حُبِّهمِ
وساجَلَتْ أدْمعُ السُّحب الحمامَ بُكاً / عَلى الرِّياضِ فأضْحَى جدَّ مُبْتسِمِ
فَسَلْ أزاهيرَ رَوضِ الحُسن غِبَّ ندىً / هَلْ نَبَّهت وَقعاتُ الطَّلِّ عينَ عَمِ
في كُلِّ حُسنٍ لهُ مَعنىً تشاهدُه / عينُ الصَّفِيِّ وقلبُ الحاضرِ الفَهِمِ
يا لامعَ البَرْقِ بل بالناظرين عَشىً / وهو الصَّباحُ تَفرَّى عن دُجا الظُّلَمِ
أَعِدْ على مُقلتي لَمْحاً يؤنِّقُها / عسَى يَراكَ مُحِبٌّ عن سَناكَ عَمِ
ياواديَ الحَيِّ والأمْواهُ ثاعِبةٌ / واحرَّ قَلْبي لِذاكَ المَوردِ الشَّبمِ
بل هَلْ يُبَلِّغُني وَخْد المَطِيِّ عَلى / شَحْطِ المزارِ إلى رَبْعٍ بذي سَلَمِ
لِمَعْهدٍ طالَما حَلَّ القُلوبُ بهِ / مُخَيِّمينَ وبانُوا عَنْ جُسومِهمِ
لِعُمدةِ الدِّينِ والدُّنْيا وقُطبهما / ومُنْتهى الشَّرَفِ الأصليِّ والكَرمِ
لأَفضلِ النَّاسِ من حافٍ لمُنْتَعِلٍ / وأكرمِ الرُّسلِ من بادٍ لِمُخْتَتِمِ
لأحمدٍ سَيِّدِ الأرسال قاطِبةً / مُحَمَّدٍ خيرِ خَلْقِ اللهِ كُلِّهمِ
يا حاديَ العيس نَحْوَ القومِ مُرتَهناً / يرمي بهِ الشَّوقُ من غَوْرٍ إلى تَهمِ
رفقاً بنا في بقايا أنفُسٍ خَفِيَتْ / عَنِ المَنايا فلم تَمْتز من العَدمِ
لأُلحِفَ الجسمَ ثَوبَ السُّقْمِ مُمْتَهناً / وأذرفَ العَيْنَ صوبَ الأدْمُع السُّجمِ
وأُشربَ الوجدَ قَلبي والجوى كَبدي / والسُّهدَ جَفْني وأنواعَ الشجون دَمي
إن لم أَحُطّ ركابي في أبرِّ ثَرىً / حتَّى أُعفرِّ فيهِ وَجْنَتي وفَمي
ذُلّاً وخَوفاً وإشْفاقاً ومَنْدمَةً / عَلى مساوئَ قد زلَّتْ بها قَدمي
يا طَيْبَةَ الطَّيِّبين اللهَ أنشُدكم / أما سَرَتْ نسمةٌ من جانب العَلَم
عَساكُمُ أنْ تُوالُوها سَلامَكُمُ / حتَّى يَبينَ الرِّضا مِنْها لِمُنْتَسِمِ
وإنْ تَعُدْكُم فَحيُّوها فَعَوْدَتُها / مِنِّي بردِّ سلامٍ غَيْرِ مُنْصَرِمِ
أوْدَى بِقَلْبِكَ صَدْعٌ لَيْسَ يَلْتَئِمُ
أوْدَى بِقَلْبِكَ صَدْعٌ لَيْسَ يَلْتَئِمُ / وخانَ صَبْرَكَ دَمْعٌ ليسَ ينكَتِمُ
فصارَمُوكَ حِذاراً أنْ تَنِمَّ بِهمْ / وما انْتِفاعُكَ بالدُّنيا إذا صَرَمُوا
أحْبابَ قَلْبِيَ والأسْقامُ تُقْعِدُني / ولَستُ مِمَّن مَداهُ في الهَوى أَمَمُ
هَل تُستعادُ لَيالينا الَّتي سَلَفتْ / أو تُستَجدُّ بِكُمْ أيَّامُنا القُدمُ
إذْ مَعْطِفي للصِّبا لَدْنُ المهزَّةِ لا / يَزالُ تجذِبُهُ الآدابُ والكَرمُ
عُهودُ أُنسٍ تَقضَّاها الزَّمانُ رِضىً / كأنَّها في حَواشي بُرْدِهِ علَمُ
مرَّت كما السُّحْبُ لو لَمْ يَبْقَ في كَبِدي / مِنْ بارِقات أماني عَوْدِها ضَرَمُ
لَئِن نَسُوها عُهوداً كُرِّمَتْ لَهُمُ / حَديثُ سِرِّي وجَهْري في الأنامِ هُمُ
ما ضَرَّهْم وبِصَدْري للأسَى حُرَقٌ / لو أنهم بسرورٍ منهمُ رحموا
يا مَنْ غَدا يُنفقُ العُمْرَ الثَّمِيْنَ بِلا
يا مَنْ غَدا يُنفقُ العُمْرَ الثَّمِيْنَ بِلا / جَدْوَى سِوى جَمْعِ مالٍ خِيفَةَ العَدَمِ
اِرْجِعْ لِنَفْسِكَ وانظُرْ في تَخَلُّصِها / فقَدْ قَذفتَ بها في لُجَّةِ العَدَمِ
دَعِ التَّأنُّقَ في لُبْسِ الثِّيابِ وكُنْ
دَعِ التَّأنُّقَ في لُبْسِ الثِّيابِ وكُنْ / للهِ لاِبسَ ثَوْبِ الخَوْفِ والنَّدَمِ
لَو كانَ لِلْمَرءِ في أثوابِهِ شَرَفٌ / ما كانَ يَخْلَعُ أسْناهُنَّ فِي الحَرَمِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025