القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِحُ الدين الأَرَّجاني الكل
المجموع : 4
لَيسَ التَعَجّبُ إِلّا مِن بَني زَمَن
لَيسَ التَعَجّبُ إِلّا مِن بَني زَمَن / لَم يَنزَعِ المُلكُ عَنهُم بُردَةَ اللُوَّمِ
هُم عَلَّموا الدَهرَ غَدراً مِن شَمائِلِهِم / جَمَّ الطَرائِقِ مِن بادٍ وَمَكتومِ
حَتّى اِقتَدى بِهِمُ فيهِم فَأَهلَكَهُم / وَقَد يَبُذُّ إِماماً شَأوُ مَأمومِ
مِن كُلِّ لا راحِمٍ إِن كانَ ذا قُدَرٍ / وَلا إِذا نابَهُم خَطبٌ بِمَرحومِ
يَغُرُّهُ ظِلُّ مُلكٍ عَنهُ مُنتَقِلٌ / كَمُستَظِلٍّ بِبَيتٍ غَيرِ مَدعومِ
أَبدَوا سُروراً بِأَيّامٍ مُساعِدَةٍ / خِلالَ عَصرٍ بِنَفضِ العَهدِ مَوسومِ
وَالسَعدُ في النَحسِ مِقدارُ البَقاءِ لَهُ / مِقدارُ لَبثَةِ نَجمٍ عِندَ تَصميمِ
نُكدُ الخَلائِقِ تَلقى كُلَّ ذي نَظَرٍ / يَقضي بِقَطعٍ لَهُم مِن غَيرِ تَنجيمِ
مِن كُلِّ مُقتَسِمِ الرِجلَينِ مِن قَلَقٍ / في أَمرِهِ بَينَ تَأخيرٍ وَتَقديمِ
أَعمارُ دَولَتِهِم إِن أُمهِلَت سَنَةٌ / كَأَنَّما هِيَ أَعمارُ التَقاويمِ
لَمّا اِفتَحتُ كِتابي مُنشِئاً بِيَدي
لَمّا اِفتَحتُ كِتابي مُنشِئاً بِيَدي / ما بي إِلى وَجهِكَ المَأمولِ مِن قَرَمِ
وَدِدتُ لَو أَنَّني وَالدارُ نازِحَةٌ / أَسعى إِلَيكَ بِرَأسي حاكِياً قَلَمي
فَحينَ لَم أَحكِهِ مَشياً عَلى بَصَري / حَكاهُ شَوقاً بِدَمعٍ مِنهُ مُنسَجِمُ
فَلَو غَدَت هَذِهِ الأَقلامُ ناطِقَةً / شَهِدنَ لي بِالَّذي شاهَدنَ مِن ذِمَمي
وَكَيفَ أَنساكَ لا نُعماكَ واحِدَةً / عِندي وَلا بِالَّذي أَولَيتَ مِن قِدَمِ
إنْ قَصَرتْ بي عنِ الأغراضِ أيّامي
إنْ قَصَرتْ بي عنِ الأغراضِ أيّامي / فليُعذَرِ السّهمُ في أنْ يُخطئ الرَّامي
لو ساعدَ الدّهرُ ما قضَّيتُ لي نفَساً / إلاّ بخدمةِ هذا المجلسِ السّامي
لكنَّ تعويقَ إلمامِ الحوادثِ بي / يَصُدُّ عنه معَ الأشواقِ إلمامي
هذا على أنَّني أُهدي لحَضْرته / على المَغيبِ ثَناءً نَشْرُه نام
ومِدحْةً ما تزالُ الدّهرَ شاردةً / سَيّارةً بين إنجادٍ وإتْهام
للهِ من ماجدٍ تَعْلو به همَمٌ / مَقْسومةٌ في المعالي أيَّ إقْسام
مُنزَّهُ الخُلْقِ عن جُبْنٍ وعن بَخَلٍ / مُخلَّصُ العِرْضِ من ذَمّ ومن ذام
تَظلُّ منه رقابُ المالِ خاضعةً / لكفّ أبيضَ ماضي الحَدِّ صَمْصام
في كلِّ أَنمُلةٍ منه على حِدَةٍ / منَ السَّماحةِ بَحْرٌ طافحٌ طام
هُنِّئْتَها يا زكيَّ الدَّولتَيْنِ عُلاً / تَخْتالُ ما بَيْنَ إجْلالٍ وإعْظام
مُذْ جئْتَ جَيّاً وقد فارقْتَها أخَذَتْ / لها أمانَيْنِ من ظُلْمٍ وإظْلام
وكان سُودَ ليالٍ كُلُّها فَعُني / بها الزّمانُ فصارتْ بيضَ أيّام
أسلْتَ أوديةً للنّاسِ من ذَهَبٍ / جَرتْ بها من نداكَ الهاملِ الهامي
حَملْتَ مالاً حمَيتَ المجْدَ منكَ به / والسّيفُ حلْيةُ كفّ الحاملِ الحامي
هوَ الكمالُ فدامَتْ عَيْنُه أبداً / مَصْروفةً عنكَ يا أسمي بني سام
تمامُ نعمةِ دنْياكَ الدَّوامُ لها / فزانَ نُعماكَ مُوليها بإتْمام
لا تَفخرَنَّ بألقابٍ تُدِلُّ بها
لا تَفخرَنَّ بألقابٍ تُدِلُّ بها / فإنّ ذلك لم يُكسبْكَ تَفْخيما
شرَيْتَهنّ فما كانتْ مباركةً / بمالِ كلِّ يتيمٍ ظلَّ مَظْلوما
وإنّما سَخِرَ الكُتّابُ منك بها / وألّفوا لك ألقاباً مَياسيما
قُمْ فاحذِفِ الفاءَ من فَخْرٍ ومن شَرَفٍ / وخُذْ عماداً واجعلْ عَيْنَها جِيما

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025