القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : سِبْط ابن التَّعاويذي الكل
المجموع : 2
لَولاكَ يا خَيرَ مَن يَمشي عَلى قَدَمِ
لَولاكَ يا خَيرَ مَن يَمشي عَلى قَدَمِ / خابَ الرَجاءُ وَماتَت سُنَّةُ الكَرَمِ
يا مَن رَأَينا عِياناً مِن مَكارِمِهِ / ما حَدَّثَ الناسُ عَن كَعبٍ وَعَن هَرِمِ
وَمَن إِذا اِستَصرَخَ العافونَ راحَتَهُ / لَبّاهُمُ جودُها المَأمولُ عَن أَمَمِ
إِذا سَمُحتَ لَنا وَالسُحبُ مُخلِفَةٌ / فَجودُ كَفِّكَ يُغنينا عَنِ الدِيَمِ
أَعادَ مُلكُكَ لِلدُنيا نَضارَتَها / وَما تَصَرَّمَ مِن أَيّامِها القُدُمِ
مِن بَعدِ ما غَبَرَت حيناً وَلَيسَ بِها / كَهفٌ لِراجٍ وَلا طَودٌ لِمُعتَصِمِ
فَالناسُ في جَنَّةٍ مِن عَدلِ سيرَتِكَ ال / حُسنى وَمِن بَئسِكَ المَرهوبِ في حَرَمِ
يامَن بِهِ نَشَرَ اللَهُ السَماحَ وَمَن / أَحيا بِهِ كَرَمَ الأَخلاقِ وَالشِيَمِ
خَيرُ البِلادِ مَكانٌ أَنتَ واطِئُهُ / وَأُمَّةٌ أَنتَ مِنها أَفضَلُ الأُمَمِ
بَنَيتَ داراً قَضى بِالسَعدِ طالِعُها / قامَت لِهَيبَتِها الدُنيا عَلى قَدَمِ
سَمَت عَلى كُلِّ دارٍ رِفعَةً وَعَلَت / عُلُوَّ هِمَّةِ بانيها عَلى الهِمَمِ
تَعنو الكَواكِبُ إِجلالاً لِعِزَّتِها / وَتَستَكينُ لَها الأَفلاكُ مِن عِظَمِ
تَوَدُّ لَو أَنَّها أَمسَت تُداسُ بِأَق / دامِ الوَلائِدِ في ناديكَ وَالخَدَمِ
كَأَنَّها إِرَمٌ ذاتُ العِمادِ وَإِن / زادَت بِمالِكِها فَخراً عَلى إِرَمِ
طُفنا بِأَركانِها طَوفَ الحَجيجِ فَمِن / مُسلِمٍ حَولَها مِنّا وَمُستَلِمِ
حَلَلتُموها فَيا لِلَّهِ كَيفَ حَوَت / تَيّارَ بَحرٍ بِمَوجِ الجودِ مُلتَطِمِ
يا دارُ لا زِلتِ بِالأَفراحِ آهِلَةَ ال / مَغنى وَمُليتِ ما أُلبِستِ مِن نِعَمِ
وَلا خَلا رَبعُكِ المَأهولُ مِن مَدحي / يَوماً وَلا بابُكِ المَعمورُ مِن خِدمي
وَأَلبَسَتكِ التَهاني مِن مَواسِمِها / قَلائِدَ الحَمدِ مِن نَظمي وَمِن كِلَمي
مَدائِحاً فيكَ لي تَبقى مُخَلَّدَةً / بَعدي إِذا بَلِيَت تَحتَ الثَرى رِمَمي
وَكَيفَ لا أَملَأُ الدُنيا بِمَدحِكُمُ / وَقَد فَتَقتُم لِساني بِالنَدى وَفَمي
قَد كانَ دَهري لي حَرباً وَمُنذُدَرى / أَنّي اِنتَصَرتُ بِكُم أَلقى يَدَ السَلَمِ
فَلَو سَكَتُّ وَلَم أَنطِق بِشُكرِكُمُ / أَثنَت عِظامي بِما أَولَيتُمُ وَدَمي
فَاليَومَ لا عودُ أَوراقي بِمُختَبَطٍ / مِنَ الخُطوبِ وَلا فَضلي بِمُهتَضَمِ
لَولاكُمُ يابَني العَباسِ ما طَلَعَت / شَمسُ النَهارِ وَلا ضاءَت عَلى الأُمَمِ
ساداتُ مَكَّةَ وَالأَشرافُ مِن مُضَرٍ / أَنتُم وَجيرانُ بَيتِ اللَهِ وَالحَرَمِ
المانِعونَ حَريمَ الجارِ إِن نَزَلَت / بِهِ الحَوادِثُ وَالوافونَ بِالذِمَمِ
فَليَهنِكُم شَرَفٌ ثانٍ إِلى شَرَفٍ / طُلتُم بِهِ الناسَ مِن عُربٍ وَمِن عَجَمِ
بِالقائِمِ المُستَضيءِ المُستَضاءِ بِهِ / إِذا اِدلَهَمَّت دِياجي الظُلمِ وَالظُلَمِ
خَليفَةِ اللَهِ في الدُنيا وَمَن خَضَعَت / لَهُ أَقاليمُها بِالسَيفِ وَالقَلَمِ
بَقيتُمُ في نَعيمٍ لا اِنقِضاءَ لَهُ / عُمرَ الزَمانِ وَمُلكٍ غَيرَ مُنصَرِمِ
مُهَنَّئينَ بِشَملٍ غَيرِ مُنصَدِعٍ / في خَفضِ عَيشٍ وَحَبلٍ غَيرَ مُنفَصِمِ
ما أَومَضَت بِاِبتِسامِ البَرقِ سارِيَةٌ / تَحتَ الدُجا وَبَدَت نارٌ عَلى عَلَمِ
إِلامَ أَكتُمُ فَضلاً لَيسَ يَنكَتِمُ
إِلامَ أَكتُمُ فَضلاً لَيسَ يَنكَتِمُ / وَكَم أَذودُ القَوافي وَهِيَ تَزدَحِمُ
وَكَم أُداري اللَيالي وَهِيَ عاتِبَةٌ / وَكَم تُعَبِّسُ أَيّامي وَأَبتَسِمُ
ما لِلحَوادِثِ تُصميني بِأَسهُمِها / رَمياً وَلَكِنَّها تُصمي وَلا تَصِمُ
شَيَّبنَ فَودي وَإِن راقَتكَ صَبغَتُهُ / إِنَّ الشَبيبَةَ في غَيرِ العُلى هَرَمُ
لِكُلِّ يَومٍ خَليلٌ لا أُفارِقُهُ / وَعَزمَةٌ مِن حَبيبٍ دارُهُ أَمَمُ
يا قَلبُ ما لَكَ لا تَسلو الغَرامَ وَلا / يُنسيكَ عَهدَ الهَوى بُعدٌ وَلا قِدَمُ
قَد كُنتَ تَبكي وَشَعبُ الحَيِّ مُنصِدَعٌ / فيمَ البُكاءُ وَهَذا الشَعبُ مُلتَئِمُ
وَحُلوَةِ الريقِ ما زالَت تُجِنِّبُني / عَن رَشفِهِ وَشِفائي ماؤُهُ الشَبِمُ
وَلَّت تُشيرُ بِأَطرافٍ مُخَضَّبَةٍ / يَظُنُّ مَن فَتَنَتهُ أَنَّها عَنَمُ
تَروقُهُ وَهُوَ لا يَدري لِشَقوَتِهِ / أَنَّ الخَضابَ عَلى ذاكَ الَبَنانِ دَمُ
ضَنَّت عَلَيَّ بِزورٍ مِن مَواعِدِها / فَجادَ مِن غَيرِ ميعادٍ بِها الحُلمُ
فَبِتُّ أَشكو رَسيسَ الشَوقِ تُظهِرُني ال / شَكوى وَيَستُرُني عَن طَيفِها السَقَمُ
فَنِلتُ مِن وَصلِها ما كُنتُ آمُلُهُ / بَعِدتَ مِن زَمَنٍ لَذّاتُهُ حُلُمُ
يا طالِبَ الجودِ يَشكو بُعدَ مَطلِبِهِ / وَتَشتَكيهِ سُراها الأَينُقُ الرُسُمُ
عُج بِالمَطِيِّ عَلى الزَوراءِ تَلقَ بِها / مُبارَكَ الوَجهِ في عِرنينِهِ شَمَمُ
مُؤَيَّدَ العَزمِ مِن آلِ المُظَفَّرِ مَح / مودُ الخَلائِقِ تُرعى عِندَهُ الذِمَمُ
رَحبُ الذِراعِ طَويلُ الباعِ لا حَرِجٌ / يَوماً إِذا سُئِلَ الجَدوى وَلا سَئِمُ
بِكُلِّ حَيٍّ لَهُ آثارُ مَكرُمَةٍ / وَكُلُّ أَرضٍ بِها مِن جودِهِ عَلَمُ
تُصمي قُلوبَ العِدى بِالرُعبِ سَطوَتُهُ / وَتَقشَعِرُّ إِذا سُمّي لَها الصِمَمُ
ما ضي العَزيمَةِ لا تَثنيهِ عَن أَرَبٍ / سُمرُ العَوالي وَلا الهِندِيَّةِ الحُذُمُ
يُستَلُّ مِن عَزمِهِ في الرَوعِ ذو شُطَبٍ / ماضي الغِرارَينِ لا نابٍ وَلا فَصِمُ
إِذا عَصَتهُ قُلوبُ الناكِثينَ أَطا / عَت سَيفَهُ مِنهُمُ الأَعناقُ وَاللِمَمُ
أَمسى يُحَمِّلُ عِزُّ الدينِ هِمَّتَهُ / عِبئاً إِذا حَمَلَتهُ تَظلَعُ الهِمَمُ
لا تَستَميلُ هَواهُ الغانِياتُ وَلا / تَشغَلُ هِمَّتَهُ الأَوتارُ وَالنَغَمُ
ما رَوضَةٌ أُنُفٌ بِكرٌ بِمَحنِيَةٍ / نَدٍ ثَراها بِجودِ نَبتِها سِنَمُ
خَطَّ الرَبيعُ لَها مِن نورِ بَهجَتِهِ / رَقماً وَحَطَّت بِها أَثقالَها الديمُ
تُضحي ثُغورُ الأَقاحي في جَوانِبِها / ضَواحِكاً وَدُموعُ المُزنِ تَنسَجِمُ
يَوماً بِأَطيَبَ نَشراً مِن خَلائِقِهِ ا / لحُسنى وَأَحسَنَ مِنهُ حينَ يَبتَسِمُ
يَكادُ يَقطُرُ مِن نادي أَسِرَّتِهِ / ماءُ الحَياةِ وَمِن أَعطافِهِ الكَرَمُ
بَني الرَقيلِ لَكُم في كُلِّ مَكرُمَةٍ / يَدٌ وَفي كُلِّ مَجدٍ باذِخٍ قَدَمُ
عَصائِبُ المُلكِ مِن كِسرى وَخاتِمُهُ / لَكُم وَتيجانُهُ وَالسَيفُ وَالقَلَمُ
حَلَلتُ فيكُم بِآمالي عَلى ثِقَةٍ / بِالنُجحِ لَمّا بَلَوتُ الناسَ كُلَّهُمُ
وَكَم بُليتُ بِأَغمارٍ وُجودُهُم / لَمّا بَلَوتُهُم سِيّانِ وَالعَدَمُ
تَأبى عَلَيَّ القَوافي إِن أَرَدتُ لَهُم / مَدحاً وَتَنقادُ لي فيكُم وَتَنتَظِمُ
أَبا الفُتوحِ اِجتَلِ البِكرَ العَقيلَةَ لَم / يُفتَح بِمِثلٍ لَها عِندَ المُلوكِ فَمُ
لَيسَت كِفاءً لِما تولي يَداكَ عَلى / أَنَّ الخَواطِرَ في أَمثالِها عُقُمُ
وَكَيفَ يَبلُغُ فيكَ المَدحُ غايَتَهُ / ما دونَ ما رُمتُ مِنهُ تَنفَدُ الكَلِمُ
أَم كَيفَ أَشكُرُ ما أَولَيتَ مِن نِعَمٍ / قُبولُ شُكري عَلى إِسدائِها نِعَمُ
ما لي ظَمِئتُ وَهَذا البَحرُ مُعتَرِضاً / دوني وَتَيّارُهُ بِالمَوجِ يَلتَطِمُ
تُذادُ عَنهُ السَراحيبُ الجِيادُ وَتَغ / شاهُ فَتَنهَلُ مِنهُ الشاءُ وَالنَعَمُ
يا مَن لَنا عارِضٌ مِن جودِهِ هَيِنٌ / مُجَلجِلٌ بِالعَطايا صَيِّبٌ رَذِمُ
أَما لِأَرضٍ غَدَت حَصباءَ مُجدِبَةً / سِحابَةٌ ثَرَّةٌ أَو مَطرَةٌ شَبِمُ
لَقَد رَعَيتُ المُنى دَهراً وَمَربَعُها / كَما عَلِمتُ وَبيلٌ رَعيُهُ وَخِمُ
فَإِن ظَفِرتُ فَعُقبى الصَبرِ صالِحَةٌ / أَو أَخفَقَ السَعيُ قُلتُ الرِزقُ مُقتَسَمُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025