القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الخُبْز أَرْزي الكل
المجموع : 4
يومٌ أتى بنسيم الرِّيح موسوما
يومٌ أتى بنسيم الرِّيح موسوما / مباركٌ بزمام المُلك مزموما
المهرجان الذي كانت تبجِّله / ملوك تبجيلاً وتعظيما
فاليمن طائرُه والسعد طالعُه / تفاؤلاً يوجب الزلفى وتنجيما
جاءتك عافيةٌ فاز الأنامُ بها / فوزاً عظيماً فمخصوصاً ومعموما
من بعدما شَنَّقَ الإرهاقُ أنفسَهم / وضُرِّمَت جمراتُ الخوف تضريما
وَعكُ الأمير وقاه اللَه كلَّ أذىً / أنشا سحاباً من الأحزان مركوما
لم يبق في الأرض لا روحٌ ولا بدنٌ / إلا وقد كان من حُمّاك محوما
حُمّاك نغَّصتِ اللذات فانقلبت / من التنغُّص غِسليناً وزقُّوما
حتّى حسبنا نسيمَ الريح صار لظىً / يشوي القلوب وصار الظلُّ يحموما
قسمتَ حُسناك بين الناس كلِّهمِ / فصار وَعكُك بين الناس مقسوما
لقد أبارَت قلوبَ الناس من جزعٍ / أنفاسُ كربٍ يُفَكِّكنَ الحيازيما
فقد كفى اللَه ما خافوا وما حذروا / فعاد مستبشراً مَن كان مهموما
من بعدما اصفرَّ وجهُ العيش حين رأى / خدَّ السرور بكفِّ الحزن ملطوما
وأقبل الجودُ كالولهان حين بدا / دمعُ المكارم والإحسانِ مسجوما
كانت لعلَّتك الدنيا على وجلٍ / خوفاً وكان لك الإسلامُ مغموما
سبحان مَن كشف البلوى وفرَّجَها / من بعدما صمَّم المكروهُ تصميما
فنحمد اللَه في تجديد نعمته / حمداً يحقِّق للتجديد تتميما
هذا الأمير ابن يزدادَ الذي ملأت / آثارُه وأياديه الأقاليما
والناس قد علموا مقدارَ سيرته / منهم وزادهم الإشفاقُ تعليما
يا عصمة الدين والدنيا وزينتها / لا زلتَ من نكبات الدهر معصوما
وكيف لا يتمنّى الناسُ كلُّهم / حياةَ مَن قد أماتَ الجورَ واللُّوما
عدلُ الأمير وإحسانُ الأمير هما / رَدّا الزمانَ عن الأحرار مخصوما
لا تعد مَنَّك دنياً أنت واحدُها / إذ كان شبهُك في ذا الدهرِ معدوما
صارت بك البصرة المأوى وقد غَنِيَت / وصار معنومها في الناس معنوما
عهدي بها وهي إقليم الشقاق فقد / صَيَّرتَها أنت للتأليف إقليما
فزادك اللهُ تمكيناً ومقدرةً / وزاد أنفَ الذي عاداك ترغيما
صَيَّرتَ حُسناك حتماً منك مفتَرَضاً / فصار حبُّك مفروضاً ومحتوما
صنائعٌ لك في الدنيا مشهَّرةٌ / تكاد بالشكرِ أن يفُصِحنَ تكليما
زحزحت عن كلِّ مظلومٍ ظُلامَتَهُ / فصار مالُكَ للراجين مظلوما
فحين حُكِّمتَ في الدنيا وزخرفها / حَكَّمتَ دِينك في دنياك تحكيما
أقبلتَ تخدم تقوى اللَه مجتهداً / فصرت باليمن والإقبال مخدوما
يستنشق الناس طِيباً إن ذكِرتَ لهم / كأنَّ أسماعهم صارت خياشيما
يا مَن إذا ما رأى المحرومُ طلعتَه / فلن يُرى ذلك المحروم محروما
لا زال ركنك موطوداً تُشيِّده / ولم يزل ركنُ مَن ناواك مهدوما
من رام يبغيك لم يظفر ببغيته / حتّى يرى الزِّنج في ألوانهم رُوما
اني لأكتم حاجاتٍ تُثَقِّلني / وأثقلُ السقمِ سقمٌ كان مكتوما
ما حيلة العبد في إذكار سيِّدِه / بعد التغافلِ عمّا كانَ معلوما
بَينا أُؤمِّل أن أزداد نافلةً / حتّى مُنِعتُ الذي قد كان مرسوما
والموت أجمل بالإنسان منزلةً / من أن يُرى بخِطام الذلِّ مخطوما
لِم أخَّرَ الكاتبُ الإنجازَ في عِدَتي / وكيف لا يجعل التأخير تقديما
هذا على أنَّه المرضيُّ مذهبُه / في السرِّ والجهر تعديلاً وتقويما
قد هذَّبَته بتقويمٍ صرامَتُه / وزاده النصح تهذيباً وتصريما
ولا يُلام فتىً يحتاط منتصحاً / ليس احتياطُ الفتى في النصح مذموما
لكن أرى المطلَ داءً في تطاولِهِ / وبالعناية يُلقى الداءُ محسوما
هل غير إحسانِ فعلٍ أو إساءَته / يبقى جزاؤهما في الصُّحف مرقوما
لا خير في القول معسولاً مذاقَتُه / حتّى إذا اختبروه كان مسموما
لا بدَّ من نفثة المصدور ينفثها / لولا الكلام لكان القلب مكلوما
لا شيء أحسن من إلفَينِ قد قسما
لا شيء أحسن من إلفَينِ قد قسما / حسنَ الرعاية والإخلاص بينهما
تقاسما الحسن والإحسان فامتزجا / على الصفات فصارا في الهوى عَلَما
كأنَّما قلمٌ قد خطَّ شكلَهما / بل كان ذلك لطفَ اللَه لا قلما
ترى الفكاهة والآداب بينهما / حدائقاً ورياضاً تنبت الحِكَما
قد أُعطِيا من فنون الشكل ما اشتهيا / وحُكِّما في صروف الدهر فاحتكما
وحين يسلم هذا يزدهي فرحاً / لعِلمِه أنَّ مَن يهواه قد سلما
لو حُرِّكا انتثرا شكلاً وإن نطقا / تناثرا لؤلؤاً نظماً وما نُظِما
صار الحفاظُ لعين العيب مُتَّهِماً / فلن ترى منهما بالعَيب مُتَّهَما
تراضَعا بوفاءٍ كان عيشهما / منه ولو فُطِما ماتا وما انفطما
كأنَّ رُوحَيهما روح فأنت ترى / وهميهما واحداً في كلِّ ما وَهِما
وليس يحلم ذا حلماً برقدته / إلا وهذا بذاك الحلم قد حلما
أعجبْ بإلفَينِ لو بالنار عُذِّبَ ذا / وذاك في جنَّة الفردوس قد نعما
لكان ينعم هذا من تنعُّم ذا / وكان يألم هذا ذلك الألما
حُسن اتِّفاقٍ بظهر الغيب بينهما / في كلِّ حالٍ تراه الدهرَ ملتئما
لو مسَّ ذا سَقَمٌ قامت قيامتُه / لعِلمه أنَّ مَن يهواه قد سقما
كذا يكون وداد الأصفياء كذا / تصفو القلوبُ فيجلو نورُها الظُّلَما
سَقياً لإلفَين لو هَمّا بمَقلِيَةٍ / ما همَّ أن يبلغا من حيرةٍ نَدَما
تشاكلا في دوام العهد فائتلفا / والختل والغدر من هذا وذا عَدِما
استخلصا خلوات الأُنس بينهما / محضاً فلو أبصرا ظلَّيهما احتشما
لو خُلِّيا سرمدَ الدنيا قد انفردا / عند التغازل ما مَلّا وما بَرِما
ولا أرادا اعتزالاً طول عمرهما / كأنما شَرِبا من ذا وقد طَعِما
يلتذُّ هذا لشكوى ذا ويَعلَمه / وفي التذاذهما تصديق ما عُلِما
كلٌّ له حَرَمٌ من صون صاحبه / ولن يُصاد مصونٌ يألف الحَرَما
فكلُّ ما فعلا قبل اعتصامهما / بالودِّ قد طهرا منه مذ اعتصما
كالجاهليَّة بالإسلام قد غُسِلت / ذنوبُها ونفى الإسلامُ ما اجتُرِما
صار الهوى لهما دِيناً فصانهما / عن المساءة ما عِيبا ولا اتُّهِما
إنَّ المُحبين إن داما على ثقةٍ / تَهنَّيا العيشَ والدنيا صفت لهما
كُلٌّ لصاحبه تُبلى سرائرهُ / بكلِّ ما أظهرا من بعد ما كتما
فللمحبِّينَ في صفو الهوى نِعَمٌ / إن يشكروهنَّ يزدادوا بها نِعَما
يا ربّ إنَّ الهوى لا كاد يحمله / إلا الكرام فزِد أهلَ الهوى كرما
اجعل فؤادي دواةً والمدادَ دمي
اجعل فؤادي دواةً والمدادَ دمي / وهاك فابرِ عظامي موضعَ القَلَمِ
وامدد جفونيَ قرطاساً فإن ألِمَت / ممّا تخطُّ فزد في ذلك الألَمِ
ياذا الذي أضحك العُذّال بي وبكوا / ممّا بقلبي وعينيه من السَّقِمِ
ترى العواذل لم يدروا بمن دنفي / وأنت أشهرُ في الديوان من عَلَمِ
قد كان في حال محسودٍ فأبطره
قد كان في حال محسودٍ فأبطره / طغيانُه فاغتدى في حال مرحومِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025