المجموع : 8
يا وجهَ أحسنِ من يمشي على قدمِ
يا وجهَ أحسنِ من يمشي على قدمِ / بحُرمةِ الحُسنِ قُل لي كيفَ حلَّ دَمي
أما وخدَّينِ يسقي الوردَ ماؤُهما / في نسبةٍ تمنعُ الدنيا من الظلمِ
ومُقلةٍ كلما دارَت رأيتُ بها / من جَوهرِ اللحظِ أسقاماً بِلا ألمِ
مريضةِ الجفنِ تعدي وهي مصبيةُ / اللحظِ الذي ناءَ بالأوصابِ والسقمِ
ما إن دعوتُكَ إلا حينَ أسلمني / صبري ولم أبكِ إلا حينَ لم أنَمِ
وما لحسنِكَ أنصارٌ رُميتَ بها / في الشبهِ حسناً عن التمثيلِ والصنمِ
وماجدٍ من بني وهبٍ له خُلُقٌ / سمحٌ ينوءُ بغيرِ الفَضلِ والكرمِ
مذهبٌ في لبابِ الملكِ أسرتهُ / أهلُ الكِتابة والألبابِ والحلمِ
من بيتِ دَهقنةِ الأشرافِ في شرفٍ / أوفى على مَطلع العيُّوقِ في الشممِ
في ذروةٍ من بناء العزِّ باذخةٍ / علياءَ طالت عن الأوعالِ والعُصُمِ
أمضَى البريةِ في خطبٍ وأصوبُها / عُرفاً وأكتبُ من أملى على قلمِ
كأنهُ صارمٌ عدنٌ صريمَتُهُ / لم يؤتَ من طَبعٍ فيه ولا ثلَمِ
فتىً تحلَّت به الآدابُ وانصرفَت / منه العلومُ إلى ذي هِمَّةٍ فهمِ
نعمَ أخُو المرءِ في أحوالِ عيشتهِ / في الأمنِ والبأسِ والإيراء والعَدَمِ
فتىً معاني اسمه تأتيكَ واضحةً / في الفِعل من كثرةِ الآلاء والنعمِ
مبذلُ المالِ محمودٌ شمائلُهُ / صافي الوَفاء بِعَقدِ الوَعدِ والذِّمَمِ
من اسمُهُ حسنٌ وفعلُهُ حَسَنٌ / به استقلَّ بحُسن الذكرِ والكلمِ
لمَّا وقفتُ على حُسنِ الظنونِ بهِ / نَفسي تيقَّنتُ أنِّي لم تمُت هِمَمي
وفاضَحتني من الأنواءِ صائفةٌ / تجري بمنسَجمٍ في إثرِ منسجمِ
فضَحكت بابتسامِ المُزنِ عن زَهَرٍ / وإنما اجتُلِبت من أعيُنِ الدِّيَمِ
يا واسِع الباعِ بالمعروفِ شاهدُهُ / عتقُ البحارِ ومحمودٌ من الشيمِ
إن ترعَ ودِّي تخلصني بمن قسَمت / بالودِّ منكَ له المتليُّ بالقسمِ
أليس كلكَ حمداً لا كفاءَ له / سامٍ على الدهرِ من سلمى ومن إضَمِ
ما لي أرانيَ من جَدواكَ مَحروما
ما لي أرانيَ من جَدواكَ مَحروما / وفي الهَوى لكَ مَعذولاً ومَذموما
يا من رأى العينَ تذرِي من تذكرهِ / دَمعاً يَسيلُ على الخدينِ مَسجوما
ومن تضَّمنَ قلبي من هواهُ لهُ / وجداً إذا بُحتُ بالأسرارِ مَكتوما
ما إِن رأتكَ عيونٌ أو بدأتَ لها / إلا رأت لك إجلالاً وتَعظيما
حُبُّكَ بينَ الحَشَا مُقيمُ
حُبُّكَ بينَ الحَشَا مُقيمُ / يا أيُّها الشَّادِنُ الرخيمُ
ألا وخدٍّ علاهُ وَردٌ / أحسنَ في صبغهِ النعيمُ
لقد تمكَّنتَ من فؤادٍ / أسقَمهُ طَرفكَ السقيمُ
يا حسنَ الوَجهِ إن تَبدَّى / بِكَ التصابي فَمُستقيمُ
كانَ له من يحبُّ سلما
كانَ له من يحبُّ سلما / لم يجترم في الوصالِ جرما
فلم يدَعهُ الوشاةُ حتَّى / جاهرَهُ بالصدودِ ظُلما
فغرَّهُ الوجدُ والتصابي / فهام حزناً وذابَ سقما
واشتاقَ حتَّى له أنينٌ / من كبدٍ لا تزالُ تدمى
كيفَ استدلَّ على أنِّي بُليتُ بهِ
كيفَ استدلَّ على أنِّي بُليتُ بهِ / رأى دُموعي وَما بالجِسمِ من سَقمِ
أما وَحبيهِ لو وَجدي يكونُ بهِ / كَما ينامُ وطَرفي منه لم ينَمِ
إذاً لرقَّ فكانَ الوصلُ متصلاً / لا ينقلُ القلبَ من شوقٍ إلى ألمِ
يا حسنَهُ لم تدَع صَبراً أعيشُ به / ومقلةً حملت حتفي إلى قدمي
حلَّ مِن القلبِ في الصَّميمِ
حلَّ مِن القلبِ في الصَّميمِ / محلَّ مستوطنٍ مُقيمِ
حيثُ اشتكى سهمَ مقلتهِ / بالسقمِ من لحظهِ السقيمِ
مَن حلَّ حسناً بِدون حتى / دقّ عن الحسنِ والنسيمِ
تعرفُ في صبغِ وجنتيهِ / ووجههِ نضرةٌ النعيمِ
قل لمَن نَاله ملامه
قل لمَن نَاله ملامه / واشتاقَ حتَّى بَدا سَقامُه
فطالَ من عاذليهِ لما / رَأوهُ لا يَرعَوي ملامُه
يا حَسنَ الوَجهِ ذُق ذِماماً / لم يقضَ من حبِّكم حِمامُه
يا مَن رَماني بمقلتيهِ / فلم يطِش إذ رَمى سِهامُه
راعى النجومَ فقَد كادَت تكلمهُ
راعى النجومَ فقَد كادَت تكلمهُ / وانهلَّ بعدَ دموعٍ يا لها دَمُهُ
أشفى على سقمٍ يُشفى الرقيبُ بهِ / لو كان أسقمَهُ من كان يَرحمُهُ
يا من تجاهلَ عمَّا كانَ يعلمُهُ / عَمداً وباحَ بِسّرٍ كانَ يكتمُهُ
هذا خليلُكَ فِضواً لا حراكَ بهِ / لم يبقَ من جسمهِ إلا توهمُّهُ