القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُسامَة بنُ مُنْقِذ الكل
المجموع : 18
وَلُوا فَلمّا رَجَوْنَا عدلَهم ظَلمُوا
وَلُوا فَلمّا رَجَوْنَا عدلَهم ظَلمُوا / فَليتَهُم حَكَمُوا فينا بما عَلِمُوا
ما مَرَّ يوماً بفكرِي ما يَرِيبهُمُ / ولا سَعَتْ بي إلى ما سَاءَهُم قَدمُ
ولا أَضعتُ لَهُم عهداً ولا اطَّلَعتْ / على وَدَائِعِهم في صَدْرِيَ التُّهَمُ
فليتَ شعري بما استوجبتُ هَجرَهُمُ / ملّوا فصدَّهُمُ عن وصْليَ السّأَمُ
حَفِظتُ ما ضيَّعوا أَغضْيتُ حينَ جَنَوْا / وفَيْتُ إذ غدَروا واصلتُ إذ صَرَمُوا
حُرِمتُ ما كنتُ أرجو من وِدَادِهِمُ / ما الرّزقُ إلاّ الّذِي تَجري بِهِ القِسَمُ
مَحاسِني منذُ مَلّونِي بأعيُنهِم / قَذىً وذِكريَ في آذانهمْ صَمَمُ
وبعدُ لو قيلَ لي ماذَا تُحبُّ ومَا / مُناكَ من زِينةِ الدّنيا لقلتُ هُمُ
همُ مجالُ الكَرى من مُقلَتَيَّ ومِن / قَلبي مَحلُّ المُنى جارُوا أَوِ اجْتَرَمُوا
تبدّلُوا بي ولا أَبْغِي بهم بَدَلاً / حسبي هُمُ أَنصفُوا في الحكْمِ أو ظَلَمُوا
يا نَاسياً عِشرةَ التّصافي
يا نَاسياً عِشرةَ التّصافي / وخَافِراً حُرمةَ الذّمَامِ
إلامَ أَغتَرُّ بالأَمَانِي / فِيكَ كمُستَمْطِرِ الجَهَامِ
كأَنّنِي في الذي أُرَجّي / بُلوغَهُ مِنكَ في المنَامِ
وطالبُ الوصلِ من مَلُولٍ / كَطالِب الماءِ في الضِّرامِ
يَريبُني ما أرى منكُم ويَعطِفُني
يَريبُني ما أرى منكُم ويَعطِفُني / إلى هواكُم وفاءٌ لستُ أسأَمُهُ
كأَنّنِي أمُّ بَوٍّ تَستريبُ بما / تَراهُ منْهُ ولا تَنفكُّ تَرأَمُهُ
أَجبْ دواعِي الهَوى بالأدمُعِ السُّجُمِ
أَجبْ دواعِي الهَوى بالأدمُعِ السُّجُمِ / وَبحُ فما الحبُّ في حالٍ بمُكْتَتَمِ
أسَمَعتَ يَا داعِيَ الأشواقِ ذَا كَلَفٍ / نَائي المَحلِّ وإن لم تدْعُ من أَمَمِ
للهِ أنتَ فما أعْراكَ من مَلَلٍ / يُنسِي العهودَ وما أَرعاكَ للذِّمَمِ
وقُل لِمَن لاَمَ ما السُّلوانُ من خُلُقِي / ولا مُلاءَمةُ اللوّامِ من شِيَمِي
أهَوى بلا مَلَلٍ يُسلى ولا طَمَعٍ / يُملى ولا ريبةٍ تُزري بذي كَرَمِ
فما وَفائِي برثِّ العَهدِ منتَكِثٍ / ولا هَوايَ بواهِي العَقْدِ مُنْصرِمِ
يَزيدُهُ كرَماً مرُّ السنينَ كَمَا / زادَ المُدامةَ إشراقاً مَدى القِدَمِ
قُل للّذينَ نأوْا والقلبُ دارُهُمُ
قُل للّذينَ نأوْا والقلبُ دارُهُمُ / وِجدَانُنا كُلّ شَيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ
جَهلتُ أُنْسِي بكُم والدارُ دَانيةٌ / حتّى إذا نَزَحَتْ أدْمَى يدِي النّدَمُ
وكيفَ أشكرُ مَن أسدَى إليّ يداً
وكيفَ أشكرُ مَن أسدَى إليّ يداً / سرَتْ سُرَى الطّيفِ من مصرٍ إلى الشّامِ
رأى مكانِي علَى بُعدِي وقد عَشِيَتْ / عنّي عيونُ أخِلاَّئِي وأيَّامِي
مُحافِظاً لعُهودي حين أفردَنِي / ظِلّي وأعرَضَ عنّي طيفُ أحلاَمي
قَصّرْتَُ في خِدَمي تقصيرَ مُعترفٍ
قَصّرْتَُ في خِدَمي تقصيرَ مُعترفٍ / وما كذَا يَفعلُ الإِخوانُ والخَدمُ
حتّى تعصفَرَ لونُ الطِّرسِ من وجَلٍ / فإن صفحتَ جرَى في وجنَتَيْهِ دَمُ
ولو تجافتْ ليَ الأيّامُ عن وطَرِي / لنابَ عن قَلَمِي في سَعيِهِ القَدَمُ
وبعد عُذري فقد أقرحتُ من أسَفٍ / جفْني وأدمَى بنائي بعدكَ النّدمُ
أطعتُ حُكم الليالِي في فراقِيَ مَن / وِجدانُنا كُلَّ شيءٍ بعدَه عدَمُ
لِمْ لاَ تَصامَمتْ عن داعِي الفِراقِ ومَا / بَالِي صَلِيتُ لَظَاهُ وهو يَحتدِمُ
فإن تُقِلنِي اللّيالِي عَثْرتِي وأفُز / بالقُربِ منكَ فميعادُ اللّقا الرّدَمُ
يا راكباً تقطُع البيداءَ همّتُه
يا راكباً تقطُع البيداءَ همّتُه / والعِيسُ تعجِزُ عما تُدرِك الهِمَمُ
بلِّغ أميرِي مُعينَ الدّين مألُكَةً / مِن نازحِ الدّارِ لكن وُدُّه أَمَمُ
وقل له أنت خيرُ التّركِ فضَّلكَ ال / حياءُ والدّينُ والإِقدامُ والكرمُ
وأنت أعدلُ من يُشكَى إليه ولِي / شَكِيّةٌ أنت فيها الخَصم والحكمُ
هل في القضيّة يا من فضلُ دولتِه / وعدلُ سِيرتِه بين الورَى عَلَمُ
تَضييعُ واجبِ حقّي بعد ما شَهِدَتْ / به النّصيحةُ والإخلاصُ والخِدَمُ
وما ظننتُكَ تَنسى حقَّ معرفتِي / إنّ المعارفَ في أهلِ النُّهى ذِمَمُ
ولا اعتقدتُ الذي بيني وبينَك مِن / وُدٍّ وإنْ أجلبَ الأعداءُ ينصرِمُ
لكن ثِقاتُك ما زالوا بِغِشِّهِمُ / حتى استوتْ عندَكَ الأنوارُ والظُّلَمُ
باعُوكَ بالبَخِس يبغُون الغِنَى ولهُم / لو أنّهم عَدِمُوك الويلُ والعدَمُ
واللهِ ما نَصَحُوا لمَّا استَشرتَهُمُ / وكُلُّهم ذُو هوىً في الرّأْيِ مُتَّهَمُ
كم حرَّفُوا من مقالٍ في سِفَارَتهم / وكم سَعَوْا بفسادٍ ضَلَّ سعيَهمُ
أينَ الحميّةُ والنّفسُ الأبيّةُ إذ / سامُوك خُطّةَ خسْفٍ عارُها يَصِمُ
هلاّ أنِفْتَ حياءً أو محَافظَةً / مِن فعلِ ما أنكرَتْهُ العُرْبُ والعَجَمُ
أسلمتَنَا وسيوفُ الهندِ مُغمدةٌ / ولم يُروِّ سِنانَ السمهرِيِّ دَمُ
وكنتُ أحسَبُ مَن والاَك في حَرَمٍ / لا يَعترِيه به شيبٌ ولا هَرَمُ
وأنَّ جارَك جارٌ للسِّمَوءَلِ لا / يَخشَى الأعادِي ولا تَغتالُه النِّقَمُ
وما طُمانُ بأولى من أُسَامَةَ بال / وفاءِ لكنْ جرى بالكائِن القَلمُ
هَبنا جَنَيْنا ذُنوباً لا يُكَفِّرُها / عُذرٌ فماذَا جَنى الأطفالُ والحُرُمُ
ألقيتَهُم في يَد الإفرِنج مُتَّبِعاً / رِضَا عِدىً يُسخِطُ الرحمنَ فِعلُهُمُ
هُمُ الأعادي وقَاكَ اللُهُ شَرَهُمُ / وهُم بِزعْمهِمُ الأعوانُ والخدَمُ
إذا نهضْتَ إلى مجدٍ تؤثِّلُه / تقاعَدُوا فإذا شيَّدْتَهُ هَدَمُوا
وإن عَرَتْكَ من الأيامِ نائبةٌ / فكلّهمْ للّذي يُبكِيكَ مُبْتَسِمُ
حتّى إذا ما انجلَتْ عنهم غَيابَتُها / بحدِّ عزمِكَ وهو الصّارِمُ الخَذِمُ
رشَفْتَ آجِنَ عيشٍ كلُّه كَدَرٌ / ووِردُهم من نَداك السَلسلُ الشّبِمُ
وإن أتاهُم بقولٍ عنك مُختَلَقٍ / واشٍ فذاكَ الذي يُحْبَى ويُحتَرمُ
وكلُّ من مِلْتَ عنهُ قرّبُوه ومَن / والاَكَ فهو الذي يُقْصَى ويُهْتَضَمُ
بغياً وكفراً لِمَا أوليتَ من منَنٍ / ومرتَعُ البغِي لولا جهلُهم وَخِمُ
جرِّبْهمُ مِثلَ تَجريبِي لِتَخبرُهُم / فللرّجالِ إذا ما جُرِّبُوا قِيَمُ
هل فيهِمُ رجلٌ يُغني غَنَاي إذَا / جَلاَ الحوادثَ حدُّ السّيفِ والقَلَمُ
أم فيهمُ مَن له في الخطْبِ ضَاقَ به / ذَرعُ الرجالِ يَدٌ يَسطو بها وفَمُ
لكنَّ رأيَكَ أدنَاهُم وأبْعَدَني / فليتَ أنَّا بِقَدْرِ الحبِّ نَقْتَسِمُ
وما سَخِطتُ بِعادِي إذ رضِيتَ به / وما لِجُرحٍ إذا أرضاكُمُ أَلَمُ
ولست آسَى على التَّرحالِ عن بلَدٍ / شُهْبُ البزاةِ سواءٌ فيه والرِّخَمُ
تعلّقَتْ بحبالِ الشمسِ منه يَدِي / ثمّ انثَنَت وهي صِفرٌ ملؤُها ندَمُ
لكنْ فراقُكَ آسانِي وآسَفَنِي / ففي الجوانحِ نارٌ منه تَضطرمُ
فاسْلم فما عشتَ لِي فالدهرُ طوعُ يدي / وكلُّ ما نالنِي من بؤسه نِعَمُ
يا ناصرَ الدّينِ يا بنَ الأكرمين ومَن
يا ناصرَ الدّينِ يا بنَ الأكرمين ومَن / يُغني نَدَى كفّه عن وابِل الدّيَمِ
ومَن حوَى السّبْقَ في فضلٍ وفي ورَعٍ / وفي عفافٍ وفي دينٍ وفي كَرَمِ
أنت العَيِيُّ على مَا فيكَ من لَسَنٍ / عَن لاَ وأفصحُ خلقِ اللهِ في نَعَمِ
تُولي الجميلَ بِلا مَنٍّ تكدِّرُهُ / لا كدَّرَ اللهُ ما أولاكَ من نِعَمِ
هذا ابنُ عمِّكَ في أسرِ الفِرَنجِ له / حولٌ تجرَّم في الأغْلاَلِ والظُّلَمِ
يدعُوكَ لا بل أنا الدّاعِي نداكَ له / يا خيرَ من عَلِقَتْهُ كفُّ معتصمِ
وأنت أكرمُ مَن تَثْنَيه عاطفةُ ال / قُربَى ويرجوه للجُلَّى ذُوَو الرَّحِمِ
ومَن تكنْ أنتَ مولاهُ وناصرَهُ / فكيف تسطو عليه كفُّ مهتضِمِ
لا تُحْوِجَنِّي إلى منِّ الرجال فما / حمْلُ الأيادِي وإن أعسرْتُ من شِيمِي
ولا تظنَّنِي أدعو سِواك ولا / يفوهُ مجتدِياً إلا إليكَ فَمِي
علامَ أرتشفُ الرّنْقَ الأُجَاجَ وقد / رَوَّيتَ كلَّ صدٍ من بحرِك الشَّبِمِ
أنا ابنُ عمِّكَ فاجعلني بفكِّ أخي / من أسرِه لك عبداً ما مشتْ قَدَمِي
فمِلكُ مثليَ لا يغلُو بما بَذَلَ ال / مبتاعُ فيه ولا يُستام بالقِيَمِ
لَوِ استطعتُ ولو مُلِّكْتُ أمرِيَ في
لَوِ استطعتُ ولو مُلِّكْتُ أمرِيَ في / قضاءِ فرضِكَ عما فَاتَ من خِدَمِي
مشَيْتُ أحملُ أثقالَ الثّناءِ إلى / جنابِك الخَضِلِ الأكنافِ كالقَلَمِ
خُلْقٌ تحلّى به سَلمانُ بينِك من / أخلاقِكَ الغُرِّ يا ذا البأسِ والنِّعَمِ
مَولَى عُلاكَ وكم قد عَاد شائِهُهُ / بيأسِه من ملوكِ العُرْبِ والعَجَمِ
يُقرُّ بالمُلْكِ للمَلْكِ الذي نَشَر الرْ / رَحمنُ أيّامَه ظِلاًّ على الأُمَمِ
للصّالِحِ الملِكِ الميمونِ طائرُهُ / بِجِيدِهِ طوقُ مَنٍّ غيرُ منفَصِمِ
حمَى ذَوِيه وكم من بَاسطٍ ليدٍ / لولا حماهُ وكم من فاغِرٍ لِفَمِ
وذادَ عنهُم صروفَ الدّهرِ إذ كَلِبَت / عليهِمُ وهُمُ لحمٌ على وَضَمِ
ونالَهم من تَوالِي سُحْبِ نائِلهِ / ما نال نبتَ الثّرَى من وابِلِ الدِّيَمِ
يا حاسدِيهِ اكظِمُوا جِرَّاتِكم فأنا النْ / نَذيرُ مِن أخذِه إن همَّ بالكَظَمِ
إياكُمُ عَثراتِ البغيِ إنَّ لِمن / يبغيهِ يوماً يُواري الشّمسَ بالظُّلَمِ
حَذَارِ من مصرَعِ الباغِينَ قبلكُمُ / فالسّيفُ منصلِتٌ في كفِّ مُصْطَلِمِ
وفِي تَميمٍ ومَن والاه موعظةٌ / إنذارُها يُسمع الأمواتَ في الرَّجَمِ
توهّموا أنَّ ضَارِي الأُسْدِ يَنفِرُ عن / عَرينِه لحشُودِ البُومِ والرَّخَمِ
وما دَرَوْا أنّه في جَحفَلٍ لَجِبٍ / من بأسِه غيرُ هيّابٍ ولا بَرِمِ
مُغامِرٌ ترهبُ الآجالُ سطوتَه / وتَفرَق الأسدُ منه في حِمَى الأجَمِ
يستقبلُ الحربَ بسّاماً وقد كشَرتْ / بها المنيَّةُ عن أنيابها الأُرُمِ
يلقَى الأُلوفَ ويَحبُوها ففي يَدِه / من العَطا والسّطا بحرَا ندىً ودَمِ
ما غرَّكُم بصَدوقِ الظَّنِّ يُخبرُهُ الرْ / رَأْيُ الصحيحُ بما في الصدْرِ من سَقَمِ
يرى الضّغائِنَ في قلبِ الحسودِ له / تدبُّ مثلَ دبيبِ النَّارِ في الفَحَمِ
فإن سطَا عن يقينٍ أو عفا كَرَماً / فإنّه خيرُ ذي عَفوٍ ومنتقِمِ
أدناكُمُ فاعتليتُم عن ذَوي رَحِمٍ / وحاطكُم فاغتديتم منه في حَرَمِ
وعمَّكم سيبُ جودٍ منهُ نبَّهَ ذا ال / خُمولِ منكم وأغنَى كلّ ذِي عُدُمِ
كم غُمَّةٍ كشَفَتْ عنكم صوارمُه / ولم يزل كاشفَ اللأْواءِ والغُمَمِ
لولاه لا زالَ عنكُم ظلُّه أبداً / علمتُمُ كيف تأتي فجأةُ النِّقَمِ
إن رابهُ منكُمُ أمرٌ فلا وَزَرٌ / لكُم ولا عاصِمٌ من سيلِهِ العَرِمِ
يا مالكاً مالكاً رِقِّي بأنعُمِهِ / ومِلْكُ مثلِيَ لا يُبتاعُ بِالقِيَمِ
ما الشكرُ كُفءٌ لِمَا أوليتَ مِن مِنَنٍ / وإن تسهَّلَ لي مستوعِرُ الكَلِمِ
وإن أكُنْ كزُهيرٍ في الثّناء فقَد / علوتَ مجداً وجُوداً عن مدَى هَرِمِ
وإن تكُن مِدَحِي وقفاً عليكَ فلا / تظنَّ أنَّ ثَنائي منتهَى هِمَمِي
ففي يمينِك منّي صارمٌ خَذِمٌ / يَفْرِي إذا كَلَّ حدُّ الصَّارمِ الخَذِمِ
في حدِّه حتفُ من ناوَاكَ وهْو لِمَن / والاَك مُنبجسٌ بالبارِدِ الشَّبِمِ
فمُرْ بما شئتَ ألقَى الأمرَ ممتثلاً / بِهمَّةٍ ما اعترتها فَترةُ الهِمَمِ
مجرّباً طاعتِي تجريبَ مُختبِرٍ / إنّ التّجاربَ تجلو شُبهةَ التُّهَمِ
فبذلُ نفسِيَ عندِي في رضاكَ فلا / حُرِمتُهُ بعضُ ما أنويه من خِدَمِي
وحَقَّ ذاكَ لِمَن أنشَرْتَ أسرَتَه / من بعدِ ما عدّهُم من نَاخِر الرَّمَمِ
صرفتَ صَرفَ اللّيالِي دون غَشْمِهِمُ / وكفّ بأسُك عنهم كفّ مُهتَضِمِ
وأوصلْتُهم صلاتٌ من نَداك إلى / أرضِ الشّآمِ لقد أغربْتَ في الكَرَمِ
وما الذي نِلُت من نعمَاكَ غايةُ آ / مالي ولا منتَهى حظّي ولا قِسَمِي
نيلُ العُلا دونَ ما أرجوهُ مِنك كما / أنّ الغِنَى دون ما تحبوهُ من نِعَمِ
شرّفتَنِي فاعتلَى قدري وأصحَبَ لي / دَهري وأصبحَ فيما رُمتُ من خَدَمِي
وطُلْتُ عَمّن يُسامِيني ففخرُهُم / أن يبلغوا إن سمَتْ هِمَّاتُهم قَدَمي
للهِ درُّ طُروسٍ ضُمِّنتْ دُرَراً / أكْرِمْ بمنتثرٍ منها ومُنتظِمِ
أضحت على مَفرِقي تاجاً وفي عُنُقِي
أضحت على مَفرِقي تاجاً وفي عُنُقِي / تميمةً من عَوادِي الخطْبِ والعُدُمِ
لفظٌ أرقُّ من الشكوى وألطفُ مِلْ / عُتبى وأشْهى من الإِبلال في الأَلَمِ
جرت لطافَتُهُ من قلبِ سامِعهِ / مجرَى الهَوى من فُؤادِ المغرَمِ السَّدِمِ
فصاحةٌ أسمعَتْ مَن كانَ ذا صَمَمٍ / وحُسنُ معنىً أفاد الفَهمَ ذا اللَّمَمِ
ووشيُ خَطٍ حكى زهرَ الربيع سَرَتْ / أكمامُه عن بديعِ الفضلِ والحِكَمِ
لو كان حالِكُه لونَ الشّبابِ لَمَا / حالَت نَضارَتُه بالشَّيبِ والهَرَمِ
يزيدُ سامِعَها تكرارُها شغَفاً / بها وكم جَلَبَ التّكريرُ من سَأَمِ
يا مُوجدَ الفضلِ والإفضالِ إذ عُدِمَا / حتى لقد أصبحَا نارين في عَلَمِ
مملوكُكَ الأصغرُ القِنُّ المبالِغُ في ال / إخلاصِ والسّيرُ مقدودٌ من الأَدَمِ
لو نَال ما يتَمنى مِن مشيئتِه / مشَى إليك خُضوعاً مِشيةَ القَلمِ
سلوْتُ عن كلِّ حالٍ كنتُ ذا شَغفٍ
سلوْتُ عن كلِّ حالٍ كنتُ ذا شَغفٍ / بها ولم أسلُ في حالٍ عن الكَرَمِ
ما غالَ دهريَ وفْرِي في تقلُّبِهِ / إلاّ جعلتُ النَّدى سِتْراً على العَدَمِ
ماذا الوُقوفُ على دارٍ بِذي سَلَمَ
ماذا الوُقوفُ على دارٍ بِذي سَلَمَ / عجماءَ أو قد عَراها عارِضُ البَكَمِ
أحالَها الدهرُ عمّا كنتَ تَعهَدُهُ / وغالَ مستوطِنيها غائلُ الأُممِ
حتى لقد أظلمَتْ من بَعدِهم ولقد / غَنوا بها وهمُ الأقمارُ في الظُّلَمِ
بَلُوا كما بَلِيَتْ آثارُهم ولَكَم / أبْلى دياراً وأهلاً سالِفُ القِدَمِ
أملى الزَّمانُ لهم حيناً وغرَّهُمُ / ما خُوَّلوهُ من الدّنيا فلم يَدُمِ
مضَوْا وما استصحبُوا مالاً ولا نِعَماً / ونوقِشوا عن حساب المالِ والنِّعَمِ
لم يحْصُلوا حين وافاهُم حِمامُهُمُ / مِن كلِّ ما حَصَّلوا إلاّ عَلى النَّدَمِ
وصبوةُ النَّاسِ بِالدّنيا وشُغلهم / عمَّا سيَبقى بِما يَفنى من اللَّمَمِ
يا عاتبين عتاب المستريب لنا
يا عاتبين عتاب المستريب لنا / لا تسمعوا في الهوى ما تدعي التهم
من لي بأن بسيط الأرض دونكم / طرس وأني في أرجائه قلم
نسعى إليكم على رأسي ويمنعني / إجلالي الحب أن يسعى بي القدم
يا دار أنت التي كان الجميع بها
يا دار أنت التي كان الجميع بها / وكان في ربعك الولدان والحشم
وكنت للضيف والعافين مرتبعا / يقتادهم نحوك الأكرام والكرم
أصبحت قفرا وأضحى أهلك افترقوا / أيدي سبا وانثنت عن قصدك الهمم
ما أعجب الدهر عيش الناس أجمعهم / إن سرهم صرفه أو ساءهم حلم
الناصر الملك الموفى بذمته
الناصر الملك الموفى بذمته / ومن ندى كفه يغني عن الديم
ومن إذا جرد البيض الصوارم في ال / هيجاء أغمدها في البيض والقمم
ومن حوى الملك من بعد الطماعة في ان / تزاعه بشبا الهندية الخدم
ورد طاغية الإفرنج يحسب ما / رجاه من ملك مصر كان في الحلم
ولى وراحته صفر وقد ملئت / بعد الطماعة من يأس ومن ندم
يصعدون على ما فاتهم نفسا / لو لافح البحر أضحى الموج كالحمم
وفي السلامة لولا جهلهم ظفر / لمن أراد نزال الأسد في الأجم
وهم أسود الشرى لكن أذلهم / ملك لديه الأسود الغلب كالغنم
أبا الفوارس إن أنكرت قبض يدي
أبا الفوارس إن أنكرت قبض يدي / من بعد بسطتها بالجود والكرم
فالذنب للموت أرجاني إلى زمن / غلت أكف الندى بؤساه بالعدم
يا منزلا كان فيه العز مقترنا
يا منزلا كان فيه العز مقترنا / بالسيف والمال مقرونا إلى الكرم
من خاف جورا وعدما ثم لاذ به / لاقى الأمانين من جور ومن عدم
أفنت حماتك أحداث الزمان فيا / لله من فتكها بالأسد في الأجم
أعيت مناواتهم غلب الملوك إلى / أن جاءهم قدر قد خط بالقلم
فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم / كأن ما خولوه كان في الحلم
ولم تدع منهم إلا حديثهم / كما تحدث عن عاد وعن إرم
فيا لقلبي لأحزان أكاتمها / عليهم ولدمع غير مكتتم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025