القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ حَمْدِيس الكل
المجموع : 5
وكأسِ نشوانَ فيها الشمسُ بازغةٌ
وكأسِ نشوانَ فيها الشمسُ بازغةٌ / باتت تديمُ إلى الإصباحِ لثَمَ فَمِه
تخفّ مَلأى وتعطي الثقلَ فارغةً / كالجسم عند وجود الروح أو عدَمِه
أُعطيتَ حُكمكَ في الأيام فاحْتكمِ
أُعطيتَ حُكمكَ في الأيام فاحْتكمِ / وإن تملّكتَ رقّ المجد والكرمِ
وحالفتك سعودٌ لو يُخَصّ بها / عصرُ الشبابِ لما أفْضى إلى الهرمِ
إنّ الزّمانَ ليجري في تصرّفِهِ / على مُرادك منه غيرَ مُتّهمِ
فما هممتَ بأمْرٍ أو أشرتَ به / إلا وقامتْ له الدنيا على قدمِ
إنّ القسنطينة الكبرى مُمَلَّكُها / قد اتّقى منك حدّ السيفِ بالقلمِ
وخاف قَدْحَ زنادٍ أمره عجبٌ / يَرميه في الماءِ ذي التيّار بالضرمِ
ورام حَقْنَ دماءِ الرّومِ معتمداً / على وفاءِ وفيّ منك بالذممِ
فكفَّ عزم كفاة صدقُ بأسِهِمُ / مستأصلٌ نِعَمَ الأعداءِ بالنقمِ
وأقبلتْ مع رُسْلٍ منه مألكةٌ / تأسو كلومك في الأعلاج بالكلمِ
رآك بالقلب لا بالعين من جَزَعٍ / في دَسْتِ مُلْكِ عليه هَيْبةُ العِظَمِ
مُطَيَّبُ الذكرِ في الدنْيا مُوَاصِلُهُ / كأنّما عَرْفُهُ مسكٌ بكلّ فمِ
مشى إليك بتدريج على شفةٍ / من لثم أرضِ عظيم الملك ذي هممِ
مقدِّماً كلّ علقٍ من هديّته / كروضَةٍ فَوّفَتها راحةُ الدّيمِ
في زاخرٍ من بحورِ الروم عادتُهُ / ألا يزال مشوباً منهمُ بدمِ
لولا النواتي وأثقالٌ لها حُمِلَتْ / من البطاريق إجلالاً على القممِ
فعاد بالسلم من حرب سلاهبها / دُهْمٌ بأرجلها تَغْنَى عن اللجمِ
ومنشآتٌ إذا ريحٌ لها نشأتْ / جرين في زاخرٍ بالموت ملتطمِ
راحتْ من الشحْم فوق القار لابسةً / فيه تأزُّرَ أنوارٍ على ظُلَمِ
تبدي سواعدَ أكمامٍ تُريكَ بها / مَشْيَ العقارب في ألوانها السخمِ
من كلّ مدَّرعٍ بالحزْم ذي جَلَدٍ / لا يشتكي في أليم الضرب من أَلمِ
وما رأيْتُ أُسوداً قبلهم فَتَحَتْ / مدائناً نازَلَتْها وهي في الأجُمِ
سُدْتم وجدْتم فأوطان النجوم لكم / مراتبٌ من علوّ القدر والهممِ
وأرْضُ بُنْصُرَ قد أهْدى غرائبها / لملكهم مَلْكُهَا في سالف القدمِ
قل للعفاة أديموا قصد ساحته / إن نمتمُ عن نداه الغمرِ لم ينمِ
لولا مكارمُ يحيى والحياةُ بها / ما رُدّ روحُ الغنى في ميّتِ العدمِ
مَلْكٌ إذا جادَ جادَ الغيثُ من يده / فَمَسْقَطُ القطر منه مَنْبِتُ النعمِ
إذا أثار عجاجَ الحرب ألحفها / ليلاً بهيماً بكرّ الخيل بالبُهَمِ
أنسيتنا بأيادٍ منك نذكرها / خصيبَ مصرٍ وما أسداه للحكمي
وقد طويتَ من الطّائيّ ما نَشَرَتْ / من المفاخرِ عنه ألسنُ الأممِ
هدَيْتَ من ضلّ عن مجدٍ وعن كرَمٍ / بما تجاوَزَ قَدْرَ النار والعلمِ
خُصِصْتَ بالجود والبأس المنوط به / والجودُ والبأسُ مولودان في الشيمِ
ولو رآك زهيرٌ في العلى لثنى / لسانَهُ في كريمِ المدح عن هرمِ
فاشرَبْ خبيئةَ دنّ أظْهَرَتْ حبباً / للثم منه ثغر مبتسمِ
لها تألقُ برقٍ كيف قَيّدَهُ / في الكأسِ ساقٍ يُنيلُ الوَرْدَ في عنَمِ
وكيف تُسْمِعُ في هامٍ تُفَلّقها / صهيلَ صمصامك الماضي لذي الصممِ
يُمضي لك السيفُ ما تَنْويهِ والقلمُ
يُمضي لك السيفُ ما تَنْويهِ والقلمُ / وَيَسْتَقِلّ برضوَى هَمُّكَ الجَمَمُ
لو شئتَ أغناك جدّ عن محجَّلةٍ / شعارُ فرسانها الإقدام والقحمُ
تحطّمُ السمرَ في الأبطال إن طَعنَتْ / وساقَها للمنايا سائقٌ حُطَمُ
لكنّ عزمك عن حزم يثورُ به / بالقَدْحِ يَظْهَرُ ما في الزندِ ينْكتِمُ
وليس يدرك نفساً منك صابرةً / فيما يسوم العدا منه الرّدى سأمُ
وإن أرْضَكَ لو ألقى تعزّزها / منها رغاماً على أرض العدا رَغمُوا
هذا الأجمّ رَمَتْهُ حَمّةٌ بشبا / عزمٍ أباحَ حِماهُ فهو مُهتَضمُ
ووجّهت نحوه بالنصرِ جيشَ وغى / ببحره ظلّ وجهُ الأرض يلتطمُ
طِرْفٌ جموحٌ على الرُّوّاض من قِدَمٍ / فلا الشكائمُ راضَتْهُ ولا الخزُمُ
أضحتْ سيوفك في تجريدها عوضاً / عَليه من حَكَماتٍ فيه تحتكمُ
أجدتَ بالقهرِ عن علمٍ رياضتَهُ / ففعلُهُ ما تُريكَ الكفُّ والقدمُ
أحلّ منك ركوباً ذلُّ شِرّتِهِ / وكلُّ مَلْكٍ عليه ظهرُهُ حَرَمُ
حصنٌ بَنَتْهُ لِصَوْنِ الملك كاهنةٌ / وأُفْرِغَتْ فيه من تدبيرها الحِكَمُ
على الحُصُونِ مُطلّ في مهابته / تلك البُغاثُ وهذا الأجدلُ القَرِمُ
كأنّهُ من بروجِ الجوّ منفرِدٌ / فنظرَةٌ منه فوق الأرض تُغتَنَمُ
وأعينُ الخلقِ منه كلما نَظَرَتْ / على العجائب بالألحاظ تَزْدحِمُ
كالأبْلقِ الفردِ لم يَرْكَنْ إلى طَمَعٍ / لفتحه قبلها عُرْبٌ ولا عَجَمُ
أو ماردٍ في غرامٍ من تَمَرّدِهِ / بمثله العُصْمُ في الأطواد تعتصمُ
يشمّ زَهْرَ الدراري الزُّهرِ من كَثَبٍ / بين البروج بعرنينٍ له شممُ
وهو الأجمّ ولكن لو يُناطِحُهُ / طَوْدٌ لَنَكّبَ عنه وهو مُنثلمُ
كانت مغانيه في صَدْرِ الزمان لكمْ / وللأسودِ الضواري تَرْجِعُ الأجمُ
زارَتْ روادة فيه كلُّ داهيةً / بمثلها من عُداةِ الحقّ تنتقمُ
ذاقوا به كلّ ضيقٍ لا انفساحَ له / تصافنوا فيه طَرْقَ الماء واقتسموا
جَهّزْتَ حزْماً إليهم كلَّ ذي لجبٍ / تُحَمّ بالضرب هنديّاتُهُ الخذمُ
عَرَمْرَمٌ مُقْدم الفرسانِ تحْسَبُهُ / سَيْلاً يُحَدّثُ عمّا فَجّرَ العَرِمُ
تعلو الأسودُ رياحاً يطَّرِدْنَ به / تنهى وتؤمر في أفواهها اللجمُ
والحربُ تحرق حوليه نواجذها / ناشَتْهُ بالعضّ حتى كاد يُلْتَهمُ
من كلّ ماضي شبا الكفّين قسورةٍ / بالعيشِ في لهواتِ الموت يقتحمُ
ما جاء في درعه يعدو بحدّته / إلا وأشْبَهَ منه لبدةً غممُ
ولا مجانيقَ إلا ضُمّرٌ جُعِلَتْ / صخورها حولها الأبطال والبهمُ
تَرْمي قلوبَهُمُ بالرّعبِ رؤيتُها / كما يَرُوعُ نياماً بالردى الحلمُ
كأنّما الحصنُ من خوفٍ أحَاطَ بهم / عليهم وَهُوَ المبنيّ مُنْهَدِمُ
ومعلماتِ طَلُوعِ النّبْعِ حيثُ لها / في نَزْعِهِن بألحانِ الردى نَغَمُ
كأنّما تسمُ الأعداءَ أسهمها / من الردى بسماتٍ وَيْحَ مَن تَسِمُ
تطيرُ بالرّيش والفولاذ واردةً / من النحور حياضاً ماؤهنّ دمُ
فإن خَشوا غَرَقاً عُنْوانُهُ بَلَلٌ / هلّا خشوا راجمات حَشْوُها ديمُ
من كلّ عارض نَبلٍ غيرِ منقشعٍ / في القَطْرِ منه شرارُ الموت يضطرمُ
حتى إذا أصبحوا جرْحى وقد طمعتْ / في أكلِ قتلاهمُ العقبانُ والرخمُ
نادَوْا بعفوك عنهم فاستجابَ لهمْ / على إساءتِهم من فِعلِكَ الكرمُ
أفَضْتَ طَوْلاً عليهم بالنّدى نِعَماً / من بعد ما واقعَتْهُمْ بالرّدى نقمُ
ولو تمادَوْا على الرأي الذميمِ ولم / يُسَلّموا لك أمْرَ الحصن ما سلموا
إنّ الصوارمَ في فتح الحصون لها / ضربٌ به تُخْتَلى الأجياد والقممُ
إنّ ابن يحيى عليّاً بدرُ مملكةٍ / لِصِيدِ آبائِهِ الإقدامُ والقدمُ
ساسَ الأمورَ فشِعبُ الكفرِ مفترقٌ / بالبأس منه وشعبُ الدينِ ملتئمُ
محاولٌ في كميّ الرّوع طعنته / نجلاء يشهق منها بالحمام فمُ
معظَّمُ الجود في الأملاك لَذّتُهُ / في بذل مالٍ لهم من بذله ألمُ
لا يتّقي العُدْمَ في وِرْدٍ ولا صَدَرٍ / مَنْ صافَحَتْ كفَّه من كفّه ذِمَمُ
وليس يشكو حَرُوراً لَذْعُهُ وَهَجٌ / مَنْ مَدّ ظلّاً عليه بارداً عَلَمُ
وما وَجَدْتُ عليلاً عنده أملي / فهو الكريمُ على العلّات لا هرمُ
وقد أشربَ اللّهُ في قلبي محبّتَهُ / فشبّ في مدحه طبعي وبي هَرَمُ
يا واحدَ الجود والبأس الذي اتفقتْ / بلا اختلافٍ على تفضيله الأممُ
زدْ زادك اللّه في صَوْن الهدى نَظَراً / إنّ الصليبَ ليشقى منك والصنمُ
ولي عصا من طريق الذمّ أحْمَدُها
ولي عصا من طريق الذمّ أحْمَدُها / بها أُقدّمُ في تأخيرها قدمي
كأنّها وهي في كفّي أهشّ بها / على الثمانين عاماً لا على غنمي
كأنّني قوسُ رامٍ وهي لي وترٌ / أرمي عليها رميَّ الشيب والهرمِ
لهمْ رياضُ حتوفٍ فالذبابُ بها
لهمْ رياضُ حتوفٍ فالذبابُ بها / تشدوهمُ في الهوادي كلما اقتحموا
بيضٌ تصفّ المنايا السودَ صارخةً / وهي الذكورُ التي انقضتْ بها القممُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025