القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأَبِيوَرْدي الكل
المجموع : 8
مَنْ أغْفَلَ الحَزْمَ أدْمى كَفَّهُ نَدَما
مَنْ أغْفَلَ الحَزْمَ أدْمى كَفَّهُ نَدَما / واسْتَضْحَكَ النّصْرَ مَنْ أبْكى السّيوفَ دَما
فالرّأيُ يُدْرِكُ ما يَعْيَى الحُسامُ بهِ / إذا الزّمانُ بِذَيلِ الفِتْنَةِ الْتَثَما
هابَ العِدا غَمَراتِ المَوْتِ إذْ بَصُروا / بالأُسْدِ تَنْزِلُ مِنْ سُمْرِ القَنا أجَما
والخَيْلُ عابِسَةٌ يَعْتادُها مَرَحٌ / إذا امتَطاها نِظامُ الدّينِ مُبْتَسِما
في ساعَةٍ تَذَرُ الأرْماحَ راعِفةً / والمَشْرَفيَّ على الأرواحِ مُحْتَكِما
رَطْبُ الغِرارَيْنِ مأمونٌ على بَطَلٍ / يَخشى زَماناً على الأحرارِ مُتَّهَما
تَلوحُ غُرَّتُهُ والجُرْدُ نافِضَةٌ / على جَبينِ الضُّحى منْ نَقْعِها قَتَما
وللسّهامِ حَفيفٌ في مَسامِعِهمْ / كالنّحْلِ ألْقَيْتَ في أبْياتِهِ الضَّرَما
إذا اسْتَطارَتْ طِلاعَ الأُفْقِ أرْدَفَها / بالبيضِ عُوِّضْنَ عن أغْمادِها القِمَما
لمْ تَطْلُعِ الشّمسُ إلا استُقْبِلَتْ بِعَمىً / ولا بَدا النّجْمُ إلا اسْتَشْعَرَ الصّمَما
توقّفوا كارْتِدادِ الجَفْنِ وانصَرَفوا / كما طَرَدْتَ حِذارَ الغارَةِ النَّعَما
والأعْوَجِيّةُ كادَتْ مِنْ تَغَيُّظِها / على فَوارِسِها أنْ تَلْفِظَ اللُّجُما
منْ كُلِّ طِرْفٍ يَبُذُّ الطّرْفَ مُلتَهِباً / في حُضْرِهِ ولِشَأْوِ الرّيحِ مُلْتَهِما
رَدْعُ النّجيعِ مُبينٌ في حَوافِرِها / مِمّا يَطَأْنَ بِمُسْتَنِّ الرّدى بُهَما
كأنّ كُلَّ بَنانٍ منْ ولائِدِهِمْ / أهْدى إلَيْهِنّ إذْ نَجَّيْنَهُمْ عَنَما
باضَ النَّعامُ على هاماتِهمْ وهُمْ / أشْباهُهُ والوَغى يَستَرْجِفُ اللِّمَما
فَباتَ أرْحَبُهمْ في كُلِّ نائِبَةٍ / ذَرْعاً تَضيقُ عليهِ الأرضُ مُنْهَزما
وما التَفَتَّ احتِقاراً نحوَهُ وبِهِ / نَجلاءُ يَلْوي لَها حَيْزومَهُ ألَما
ولو أمَلْتَ إليه السّوطَ غادَرَهُ / شِلْواً بمُعتَرَكِ الأبطالِ مُقْتَسَما
وعُصبَةٍ مُلِئَتْ غَيظاً صُدورُهُمُ / منْ مُخفِرٍ ذِمّةً أو قاطِعٍ رَحِما
واستَوْطَؤوا ثَبَجَ البَغْضاءِ واجتَذَبوا / حَبْلاً أُمِرَّ على الشّحْناءِ فانْجذَما
والشَّعبُ إنْ دَبّ في تَفريقِهِ إحَنٌ / فلن يَعودَ طَوالَ الدّهرِ مُلْتَئِما
وأنتَ أبعَدُ في فَضْلٍ ومَكْرُمةٍ / شأوأُ وأثْبَتُ منهمْ في الوَغى قدَمَا
وخَيْرُهُمْ حَسَباً ضخْماً وأغْزَرُهُمْ / سَيْباً وأضفى على مُسْتَرْفِدٍ نِعَما
تَعْفو وتَصْفَحُ عنْ عِزٍّ ومَقدِرَةٍ / ولا نَراكَ وقيذَ الحِلْمِ مُنْتَقِما
إذا أذابَ شَرارُ الحِقْدِ عاطفَةً / هَزَزْتَ للعَفْو عِطْفَيْ سُؤدَدٍ كَرَما
فوَدَّ كُلُّ بَريءٍ مُذْ عُرِفْتَ بهِ / دون البَريّةِ أنْ يَلْقاكَ مُجْتَرِما
ومِنْ مَساعيكَ فَتْحٌ إذ سَلَلْتَ لهُ / رَأياً فَلَلتَ به الصّمْصامَةَ الخَذِما
أضحى بهِ الدِّينُ مُفْتَرّاً مَباسِمُهُ / والمُلْكُ بعدَ شَتاتِ الشّملِ مُنتَظِما
فأشْرَقَ العَدْلُ والأيامُ داجِيةٌ / بَثّتْ يَدُ الظُّلْمِ في أرجائِها الظُّلَما
وقد رَمى بِكَ ركْنُ الدينِ مُعضلةً / يَهابُ كلُّ كَميٍّ دونَها قُحَما
فقُمْتُ بالخَطْبِ مَرْهوباً عَواقِبُهُ / للعَزْمِ مُحتَضِناً للحَزْمِ مُلتَزِما
كالبَحرِ مُتَلْطِماً والفَجْرِ مُبتَسِماً / والليثِ مُعتَزِماً والغَيثِ مُنسَجما
كَفَتْهُ كُتْبُكَ أن تُزْجى كتائِبُهُ / وأُلْهِمَ السّيفُ أن يَستنْجِدَ القَلَما
تَلْقى الشّدائِدَ في نَيْلِ العُلا وَلَها / يُعالِجُ الهَمَّ مَنْ يَستنْهِضُ الهِمَما
وإنْ أرابَكَ منْ دَهْرٍ تَكَدّرُهُ / كُنتُ المُصَفّى على أحْداثِهِ شِيَما
فابْسُطْ إِلى أمَدٍ تَسْمو إليهِ يَداً / تَكفي المُؤمِّلَ أنْ يَستَمْطِرَ الدِّيَما
ولا تُبَلْ سَخَطَ الأعداءِ إنّهمُ / يَرضَوْنَ منكَ بأن تَرضى بهِمْ خَدَما
وسَلْ بيَ المَجْدَ تعلمْ أيَّ ذي حَسَبٍ / في بُردَتَيَّ إذا ما حادِثٌ هَجَما
يُلينُ للخِلِّ في عزٍّ عَريكَتَهُ / مَحْضَ الهَوى ولهُ العُتْبى إذا ظُلِما
منْ مَعشَرٍ لا يُناجي الضّيمُ جارَهُمُ / نِضْوَ الهُمومِ غَضيضَ الطّرْفِ مُهْتَضَما
فصِحّةُ الوُدِّ تَأبى وهْيَ ظاهِرةٌ / أن تُخفيَ الحالُ في أيّامكُمْ سَقَما
والدّهْرُ يعلَمُ أنِّي لا أذِلُّ لهُ / فكيفَ أفتَحُ بالشّكوى إليكَ فما
نأى بجانِبِهِ والصُّبْحُ مُبْتَسِمُ
نأى بجانِبِهِ والصُّبْحُ مُبْتَسِمُ / طَيْفٌ تبلّجَ عنهُ مَوْهِناً حُلُمُ
فانْصاعَ يَتْبَعُهُ قَلبٌ لهُ شَجَنٌ / وضاعَ منْ بَعْدِهِ جِسمٌ بهِ سَقَمُ
قد كُنتُ آنَسُ بالأنوارِ آوِنةً / فما وَفَتْ وكَفَتْني غَدْرَها الظُّلَمُ
خاضَتْ دُجى الليلِ سَلْمى وهْيَ تَخْفِرُها / والدّارُ لا صَقَبٌ مِنّا ولا أَمَمُ
تَطوي الفَلا وجَناحُ الليلِ مُنتَشِرٌ / إليَّ حَيثُ يُنَهّي سَيلَهُ إضَمُ
والرَّكْبُ بالقاعِ يَسْري في عُيونِهمُ / كَرىً يَدِبُّ على آثارِهِ السّأَمُ
فناعِسٌ عُقَبُ المَسْرى تَهُبُّ بهِ / ومائِلُ لنواحي الرَّحْلِ مُلْتَزِمُ
وبي من الشّوقِ ما أعْصي الغَيورَ بهِ / كما يُطيعُ هَوايَ المَدْمَعُ السّجِمُ
وحَنّةٌ بِتُّ أسْتَبكي الخَليَّ بها / وقد بَدا منْ حِفافَيْ تُوضِحٍ عَلَمُ
أصْبو إلَيهِ وقد جَرَّ الرّبيعُ بهِ / ذُيولَهُ وتولّتْ وَشْيَهُ الدِّيَمُ
وما بيَ الرّبْعُ لكنْ مَنْ يَحِلُّ بهِ / وإنّما لسُلَيْمى يُكْرَمُ السَّلَمُ
والدّهْرُ يُغري نَواها بي وعَنْ كَثَبٍ / منْ صَرْفِها بأبي عُثْمانَ أنْتَقِمُ
أغَرُّ يَستَمْطِرُ العافونَ راحَتَهُ / فيَسْتَهِلُّ كِفاءَ المُنْيَةِ النِّعَمُ
إذا بَدا اخْتَلَسَ الأبْصارُ نَظرَتَها / إليهِ منْ هَيْبةٍ في طَيّها كَرَمُ
واسْتَنْفَضَ القَلْبَ طَرْفٌ في لَواحِظِهِ / تيهُ المُلوكِ وأنْفٌ كلُّهُ شَمَمُ
ذو راحةٍ ألِفَتْها في سَماحَتِها / مَكارِمٌ تتقاضاهُ بِها الشِّيَمُ
يمُدُّ للمَجْدِ باعاً ما بهِ قِصَرٌ / ولا تَخونُ خُطاهُ نحوَهُ القَدَمُ
ويَنْتَضي كأبيهِ في مَقاصِدِهِ / عَزْماً يُفَلُّ بهِ الصّمْصامَةُ الخَذِمُ
لمّا اقْشعرَّ أديمُ الفِتْنَةِ اعْتَرَكَتْ / فيها المغاويرُ والأرْواحُ تُخْتَرَمُ
فكَفَّ منْ غَرْبِها لمّا اسْتَقامَ بهِ / زَيْغُ الخُطوبِ وأجْلى العارِضُ الهَزِمُ
بالخَيْلِ مُسْتَبِقاتٍ في أعِنَّتِها / فُرْسانُها الأُسْدُ والخَطّيّةُ الأجَمُ
أنِسْنَ بالحَرْبِ حتى كادَ يحْفِزُها / حُبُّ اللّقاءِ إذا ما قَعْقَعَ اللُّجُمُ
فما تُمَدُّ إِلى غَيْرِ الدُّعاءِ يَدٌ / وليسَ يُفْتَحُ إلا بالثّناءِ فَمُ
تَعْساً لشِرْذِمَةٍ دبّوا الضّرَاءَ لهُ / أدْمى الشّحيحَةَ من أيْديهِمُ النّدَمُ
وغادَرَ ابْنَ عَديٍّ في المَكَرِّ لَقًى / يَجري على مُلْتَقى الأوداجِ منهُ دَمُ
فاسْلَمْ ولا تَصْطَنِعْ إلا أخَا ثِقَةٍ / نَدْباً إذا نُفِضَتْ للحادِثِ اللِّمَمُ
يُغْضي حَياءً وفي جِلبابِهِ أسَدٌ / أكْدَتْ مَباغِيهِ فهْوَ المُحْرَجُ الضَّرِمُ
واسْعَدْ بيومِكَ فالإقبالُ مُؤْتَنَفٌ / والشّمْلُ مُجتمِعٌ والشّعبُ مُلْتَئِمُ
قد سَنّتِ الفُرْسُ للنّيروزِ ما طَفِقَتْ / تَجري إليهِ على آثارِها الأُمَمُ
وكمْ تطلّبْتُ ما أُهدي فما اقْتَصَرَتْ / على الذي بَلَغَتْهُ الطّاقةُ الهِمَمُ
وإنّ في كَلِماتِ العُرْبِ شاردَةً / أداءَ ما شَرَطَتْهُ قَبْلَنا العَجَمُ
فأرْعِ سَمعَكَ شِعْراً كادَ من طَرَبٍ / إِلى مَعاليكَ قبلَ النَّظْمِ يَنتَظِمُ
إنّ الهَدايا وخَيْرُ القولِ أصْدقُهُ / تَفْنى بَقِيتَ وتَبْقى هذهِ الكَلِمُ
وَلَيْلَةٍ مِنْ لَيالي الدَّهْرِ صَالِحَةٍ
وَلَيْلَةٍ مِنْ لَيالي الدَّهْرِ صَالِحَةٍ / فَهُنَّ وَهْيَ الشِّفاهُ اللُّعْسُ وَالرَّثَم
جَعَلْتُ يُمنايَ فَيها طَوْقَ غَانِيَةٍ / حُوُرٌ مَدامِعُها في كَشْحِها هَضَمُ
فَارْفَضَّ شَمْلُ الكَرى وَالطَّلُ يُخْضِلُنا / سَقيطُهُ وَثُغُورُ الصُّبْحِ تَبْتَسِمُ
نَمْشِي بِمُنْعَرَجِ الوادِي عَلى وَجَلٍ / وَالنَّوْمُ مِنْ أَعْيُنِ الواشِينَ يَنْتَقِمُ
ثُمَّ افْتَرَقْنا وَبُرْدِي في مَعاطِفِهِ / تُقىً يُعانِقُ فيهِ العِفَّةَ الكَرَمُ
النَّاسُ مِنْ خَوَلي وَالدَّهْرُ مِنْ خَدَمي
النَّاسُ مِنْ خَوَلي وَالدَّهْرُ مِنْ خَدَمي / وَقِمةُ النَّجْمِ عِنْدِي مَوْطِئُ القَدَمِ
وَلِلْبَيان لِساني وَالنَّدى خَضِلٌ / بِهِ يَدي وَالعُلا يُخْلَقْنَ مِنْ شِيَمي
فَأَيْنَ مِثْلُ أَبي في العُرْبِ قاطِبَةً / وَمَنْ كَخاليَ في صُيّابَةِ الَعَجِم
وَالنَّسْرُ يَتْبَعُ سَيْفِي حِينَ يَلْحَظُهُ / وَالدَّهْرُ يُنْشِدُ ما يَهْمي بِهِ قَلَمي
لَوْ صِيَغتِ الأَرْضُ لي دُونَ الوَرى ذَهَباً / لَمْ تَرْضَها لِمُرَجِّي نائِلي هِمَمِي
وَعَنْ قَليلٍ أُرَى في مَأْزِقٍ حَرِجٍ / بِهِ تُشامُ السُّرَيْجيّاتُ في القِمَمِ
وَالبيضُ مُرْدَفَةٌ تَبْدو خَلاخِلُها / في مَسْلَكِ وَحِلٍ مِنْ عَبْرَةٍ وَدَمِ
فَالمَجْدُ في صَهَواتِ الخَيْلِ مَطلَبُهُ / وَالعِزُّ في ظُبَةِ الصَّمْصامَةِ الخَذِمِ
لَولا أُميمَةُ لَمْ أَجزَعْ مِنَ العَدَمِ
لَولا أُميمَةُ لَمْ أَجزَعْ مِنَ العَدَمِ / وَلَمْ أُقاسِ الدُّجى في حِنْدِسِ الظُّلَمِ
أُحاذِرُ الفُقْرَ يَوماً أَنْ يُلِمَّ بها / فَيهْتِكَ السِّتْرَ عن لَحْمٍ على وَضَمِ
تَهْوى حَياتِي وَأَهوى مَوْتَها شَفَقاً / وَالمَوْتُ أَكْرَمُ نَزّالٍ على الحُرَمِ
أَبناءُ طَلحَةَ طابوا بالنَّدى مُهَجاً
أَبناءُ طَلحَةَ طابوا بالنَّدى مُهَجاً / إِذ طَيَّبَ المَجدُ وَالعَلياءُ محتِدَهُم
فَأَمسُهُم قاصِرٌ عَن يَومِهم شَرَفاً / وَيَومُهُم حاسِدٌ في فَضلِهِم غَدَهُمْ
صَغيرُهُم كَكَبيرٍ في اِقتِناء عُلا / مَن تَلقَ مِنهُم تَقلْ لا قَيتُ سَيِّدَهُمْ
وَقَد سَئِمتُ مُقامِي بَينَ شِرذِمَةٍ
وَقَد سَئِمتُ مُقامِي بَينَ شِرذِمَةٍ / إِذا نَظَرتُ إِلَيهِم قَطَّبَتْ هِمَمي
أَراذِلٌ مَلَكوا الدُّنيا وَأَوجُهُهُم / لَم يَكشِفِ الفَقرَ عَنها بَهجَةُ النِّعَمِ
وَلَوعَةٍ بِتُّ أُخفيها وَأُظهِرُها
وَلَوعَةٍ بِتُّ أُخفيها وَأُظهِرُها / بِمَنزِلِ الحَيِّ بَينَ الضَّالِ وَالسَلَمِ
وَالدَّمعُ يَغلِبُني طَوراً وأَغلِبُهُ / وَمَن يُطيقُ غِلابَ المَدمَعِ السَجِمِ
حَتَّى تَبَيَّنَ صَحبي ما اتُّهِمتُ بِهِ / فَقُلتُ لِلطَّرْفِ هَذا مَوضِعُ التُهَمِ
ظَلَلتَ تُذرِي دُموعاً ما يُنَهْنِهُها / عَذلُ الصَّديقِ فَسرِّي غَيرُ مُكتَتِمِ
هَبني أُغَيِّضُها مالَم تُشَبْ بِدَمٍ / فَكَيفَ أَستُرُها مَمزوجَةً بِدَمِ
وَهَكَذا كُنتَ تَبكي يَومَ ذي بَقَرٍ / وَلَيلَةَ الجِزعِ وَالمَثوى عَلى إِضَمِ
فَأَنتَ أَمنَعُ لي مِمّا أُحاوِلُهُ / مِنَ الوُشاةِ فَدَعني وَالهَوى وَنَمِ
وَيحَ العَذولِ أَما يُبقي عَلى دَنِفٍ / طَوى الحَيازيمَ مِن وَجدٍ عَلى أَلَمِ
يَمشي بِعِرضي إِلى ظَمياءَ يَثلِمُهُ / وَقَد دَرى أَنَّ مِن أَلحاظِها سَقَمي
إِن أَعرَضَت وَنأَتْ أَو أَقبَلَتْ وَدَنَتْ / فَهيَ المُنى وَالهَوى النَجديُّ مِن شيَمِي
وَرُبَّ لَيلٍ طَليحِ النَّجمِ قَصَّرَهُ / بِها الشِّفاءَانِ مِن لَثمٍ وَمُلتَزِمِ
تَقَبيلَةٌ كانِنتهازِ الصَّقرِ فُرصَتَهُ / بِها التَقى في عِناقٍ خَدُّها وَفَمي
وَلَم يَكُن بَعدَها إِلّا التُّقَى وَطَرٌ / وَهَل خَطَتْ بي إِلى ما شانَني قَدَمي
ثُمَّ اِفتَرَقنا فأَغنَتنا مَباسِمُها / عَنِ البُروقِ وَأَجفاني عَنِ الديَمِ
وَالثَّغرُ مِنها كَعِقدٍ وَهوَ مُنتَظِمٌ / والدَّمعُ مِنّي كَعِقدٍ غَيرِ مُنتَظِمِ
وَاللَيلُ يَنفي ضياءَ الصُّبحِ ظُلمَتُهُ / كَعابِسٍ ما بِهِ أُنسٌ لِمُبتَسِمِ
إِن شاعَ عَن أُزرِها مِن عِفَّتي خَبَرٌ / فَإِنَّ شاهِدَها فيما حَكَت كَرَمي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025