القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 18
أَلِم بِمَنزِلِ أَحبابٍ لَهُم ذِمَمُ
أَلِم بِمَنزِلِ أَحبابٍ لَهُم ذِمَمُ / سَحَّت عَلَيهِم سَحابٌ صَوبُها دِيَمُ
وَاِستَنشِقِ الريحَ مِن تِلقاءِ أَرضِهِمُ / شَوقاً لِتُخبِرَكَ الأَرواحُ أَينَ هُمُ
أَظُنُّهُم خَيَّموا بِالبانِ مِن إِضَمٍ / حَيثُ العَرّارُ وَحيثُ الشيحُ وَالكَتَمُ
لما بدا السرُّ في فؤادي
لما بدا السرُّ في فؤادي / فنى وجودي وغاب نجمي
وحال قلبي بسرِّ ربي / وغبتُ عن رسم حسِّ جسمي
وجئتُ منه به إليه / في مركب من سِنيّ عزمي
نشرتُ فيه قلاعَ فكري / في لُجةٍ من خفيِّ علمي
هَّبتْ عليه رياحُ شوقي / فمرّ في البحر مَرَّ سهم
فجزتُ بحرَ الدنوِّ حتى / أبصرت جهراً من لا اسمي
وقلتُ يا من رآه قلبي / أضربُ في حبكم بسهم
فأنت أُنسي ومهرجاني / وغايتي في الهوى وغُنمي
هذا الخليفة هذا السيدُ العلم
هذا الخليفة هذا السيدُ العلم / هذا المقام هذا الركن والحرمُ
ساد الأنامَ ولم تظهر سيادتُه / لما بدا العجل للأبصارِ والصنم
ما زال يروع قوماً همُّهم أبداً / في نيل ما ناله موسى وما علموا
إن العيان حرام كلما نظرتْ / عينُ البصيرةِ شيئاً أصله عدمُ
الفرج يحمل في الأنثى وفي الذكر
الفرج يحمل في الأنثى وفي الذكر / على حقيقةِ لوحِ العلم والقلمِ
فذا يخط حروف الجسم في ظلم / وذا يخط حروف العلم في همم
كلاهما بدلٌ من ذات صاحبه / عند الوجود فلا تنظر إلى العدم
النور يمنح أضواء ونوركم
النور يمنح أضواء ونوركم / لا يمنح الضوءَ لكنْ يمنح الظُّلَما
قد أفلح المؤمنون الصادقون بما
قد أفلح المؤمنون الصادقون بما / رأوه في صدقهم من كل معلومِ
هم الأعزَّاء لا جاهٌ ولا شرفٌ / إلا بشربهمُ من عينِ تَسنيم
إنْ قالوا قالوا به وقال قالوا به / فهم بما نعتوا بكل تقسيم
عينٌ له وهو عينٌ ثابتٌ لهم / فلا يصرِّفهم إلا بترسيم
بمثلِ ذا أثبت البرهان جبرهمُ / فلا اختيارٌ لهم من غير تتميم
تمّ الوجودُ بهم إذ كان ينقصه / أعيانهم وهو حالُ النونِ والميم
لذاك تبصرهم إذا تعاينهم / في زينة الله في أحوال تعظيم
الشعر ما بين محمودٍ ومذمومٍ
الشعر ما بين محمودٍ ومذمومٍ / لذا أتى ربُّنا فيه بتقسيم
في كلِّ وادٍ تراه جائلاً أبداً / يهيم فيه لإيصال وتعليم
فإنه يطلب التعريف من شبه / في عالم الخفض عن مزجٍ بتسنيمِ
فما تراه على نجدٍ لذاك أتى / بالوادِ في لغتهم بكلِّ مفهوم
فإن مدحتَ به من يستحقُّ علا / وإن مدحتَ به ضد التفهيم
هوى لذا قلت فيه ما سمعت به / الشعر ما بين محمودٍ ومذمومِ
كذا هو القول شعراً كان أو مثلاً / فلا يُقال تعالى الشربُ للهِيم
لو يعلم الناسُ ما القرآنُ جاء به / فيه لقالوا به في كلِّ منظوم
الخلف تحسن في الإيعاد صورته
الخلف تحسن في الإيعاد صورته / كقُبحها عند وعد الجودِ والكرمِ
إنَّ الكريمَ الذي يسقى الدواء لما / فيه من الكُرهِ كي يبرى من الأَلَمِ
وهي الحدود التي جاء الرسولُ بها / دنيا وآخرة لكلِّ ذي سَقَم
فلا يهولك ما يلقاه من غُصَصٍ / وإنْ تألم فالعقبى إلى نعم
الشرعُ شَرعان شَرْعُ الرسلِ والحكما
الشرعُ شَرعان شَرْعُ الرسلِ والحكما / وكله فهو مرعيّ لمن فهما
عند الإله فإن الله قرَّره / شرعاً قويماً لمن يدري إذا علما
إن الإله هو الموحي بذاك إلى / قلوبهم وهمُ لا يشعرون بما
ألقاه في القلبِ من حكمٍ ومن حكمٍ / لأنهم زعموا بأنهم عُلما
وليس يدرون أنَّ الله أعلمهم / كذا أتتنا به مقالة القدما
لأنهم جهلوا ما نحن نعلمه / من الإله الذي بالحق قد حكما
فنحن أسعد منهم في قيامتِنا / ويزعمون غداً بأنهم زُعما
روحاً وقد غدرتْ بهم مواكبهم / فهم وإنْ سعدوا لم يفقدوا ندما
فنحن أعلم ما قالوه واعتقدوا / وما رأينا لهم في علمنا قدما
ونحن أهل شهود في طريقتنا / وهم بأفكارهم في حيرة وعمى
لولا مطالبتي لم يثقل اليومَ
لولا مطالبتي لم يثقل اليومَ / ولا أحسَّ به للخفة القومُ
يومُ الصيامِ له ثقلٌ يحسُّ به / من صامه والذي لربنا الصوم
لأنه نعتُ تنزيهٍ وليس لنا / نعم ويعضده في ذلك الشيم
وليس يدري بشيء من فضيلته / إلا إمامٌ له من دهرِه يومُ
وليس في حضراتِ الكون أكمل من / وجود حضرة ما يأتي به النوم
من يدَّرعْ يطلعْ صوناً على الحرمِ
من يدَّرعْ يطلعْ صوناً على الحرمِ / وليس يدري به إلا أولوا الكرمِ
قوم تراهم إذا الرحمن فاجأهم / سكرى حيارى به في مجمعِ الهممِ
لا يعبدون سوى الرحمن ربهمُ / في صورةِ النون لا بل صورة القلم
لذاك يجمله وقتاً فيبهمه / وثم يوضحه التفصيلُ في الأمم
إذا تسطره في اللوح تعرفه / أهل التلاوة من عُرْبٍ ومن عَجَمِ
لكلِّ صنفٍ من الأصنافِ دينهمُ / ولي أنا دينُ شَرعِ الله في القدم
إذا عملتُ به ربِّي يميزني / في أهله أهل هذا الذكر والحكم
هذا الوجودُ الذي بالعرف نعرفه
هذا الوجودُ الذي بالعرف نعرفه / ليس الوجودُ الذي بالكشف نعلمه
العقلُ يجهله والفكر ينكره / والذكر يظهره والسرُّ يكتمه
هو الإله ولا تدري مظاهره / بأنه عينها والحقُّ يبهمه
على العقول التي العادات تحجبها / لذاك تنكر ما الأسرار تفهمه
إلا على واحد من كل طائفة / فإنّ ربك بالتعريف يكرمه
يا ربّ غفراً وعفواً إنني رجلٌ / من يطلب الأمر مني لست أعلمه
إلا بأمرك إن العبد ليس له / تصرُّفٌ دون أمر منك يعلمه
وهبتني كرماً سرّاً فبحت به / ولم يكن أدباً ما قاله فمه
عتبتَ عبدك فيه ثم قمت به / عنه لتحفظه إذ أنت تلهمه
محوته من صدورٍ أنت تعرفها / بسِنَةٍ أو نُعاسٍ فاحتمى دمه
ما كنتُ أعلم أن الأمر فيه كذا / عند الإله وأن العتب يلزمه
لولا محبتُه فينا لعذبنا / ولا يُهانُ من الرحمن مكرمه
إنّ الذي شاء ربي أنْ أدخره / أريد أعربه والحالُ يعجمه
إلا على قلبِ من قد شاء خالقنا / يدري به فلسانُ الوقتِ يبرمه
كالتونسيّ ومن يجري بحلبته / من القلوبِ التي تعطي وتكتمه
أعطيتُ كلَّ محل ما يليق به / وقلت فيه مقالا لا أججمه
يقول للقول كن حتى يكون به / من بعد ذلك يأتيه يندّمه
لو لم يكوّنه لم تظهر حقيقته / لكنه العلم بالمعلوم يحكمه
يقضى عليه به فالحقُّ بايعه / لكنه بحدوث العين يوهمه
الله يجعلني عبداً ويعصمني
الله يجعلني عبداً ويعصمني / من السيادةِ حالاً إنها شومُ
ما دمتُفي حالِ تكاليفٍ وفي حُجُبٍ / والنور منكشفٌ والسرّ مكتومُ
أقصى السيادة إني منه صورته / وإنني حاكمٌ والخلقُ محكوم
وكون خلقا هو المطلوب من خلقي / والحق خالقه والأمر مفهوم
إن قمت قام به أو كنت له / هذا المرادُ الذي في الشرع معلوم
فالله يرزقني مما يليق به / من المعارفِ مما فيه تقسيم
قد قلت حقاً ولا أدري طريقته / وهو القؤولُ وإني فيه موهوم
بالوهم كان لنا مما قلت كان له / فيه لناظره أمر وتحكيم
الحكم حكم صلاتي لو تحققه / بيني وبين الإله الحق مقسوم
فمن يكون ملكياً في تصرّفه / فذلك الشخصُ بين الناسِ محروم
أعمى جهولٌ ضعيقُ الرأي مختبط / وهو الظلوم وفي التحقيق مظلوم
ومن يكون عبيداً في تقلبه / فذلك الشخصُ مشكورٌ ومرحوم
هذا المقام الذي أبغيه فزتُ به / وإنني فيه محفوظٌ ومعصوم
من طلبَ الدينَ بالكلامِ
من طلبَ الدينَ بالكلامِ / زندقه الشرعُ والسلامُ
فاعدل إلى الشرعِ لا تزده / فإنه كله حرام
فإنَّ علمَ الكلامِ جهلٌ / يرمي به الحالُ والمقامُ
ما الدينُ إلا ما قال ربي / أو قاله السيِّد الإمام
رسوله المصطفى المرجّى / عليه من ربِّه السَّلام
الله أكبر لكن لا بأفعل من
الله أكبر لكن لا بأفعل من / إلا إذا كان عينُ الخلقِ كلهمْ
وقد يكون ولكن عند طائفةٍ / ما قال أهل النُّهى فيهم بفضلهم
هم الأكابر لا تدري مقاصدهم / ولا يعاين منهم غيرَ ظِلِّهم
أفناهم الحقُّ عنه عندما فنيت / به النفوسُ فعز وأبعد ذلهم
لو أنهم نظروا بعينه عبدوا / منهم لكنهمُ في غير شكلهم
ما يعبد القومُ نفساً غيرَ واحدةٍ / تنزهت أن يراها غير مثلهم
عز المساعد إذ عز الذي قصدوا
عز المساعد إذ عز الذي قصدوا / علماً به وهو المشهودُ لو علموا
هم الحيارى وعين العلم عندهمُ / فنعم ما شهدوا وبئس ماحكموا
العقلُ خوّفهم والشرعُ آمنهم / إنَّ النجاة لهم إنْ شرعهم لزموا
هم الحيارى السكارى في معارفهم / ومنا لهم خبر بأنهم قدموا
عليه من غير علمٍ قام عندهمُ / به ولو علموا بعلمهم ندموا
عجبت للجهلِ في علمٍ أحققه / لديهمُ وهم الجهلا كما زعموا
ما جنة الخلد غير قلبي
ما جنة الخلد غير قلبي / لأنه بيتُ من يدومُ
قمتُ له بالهوى ويدري / من قام فيه ممن يقوم
عنه إلى غيره فترمي / إليه أنوارَها الرجوم
لو أن قلبي يراه قلبي / قلت أنا الرائح المقيم
إنّ العذاب الذي تراه / منه بنا ذلك النعيم
قال لي الحق من وجودي / وقوله الصادقُ القويمُ
نبىء عبادي عني بأني / أنا هو الغافر الرحيم
وإن أيضاً عذابُ حجبى / عذابنا المؤلم الأليم
قلتُ وأيّ الكلامِ أولى / أذكر والذاكرون هِيْمُ
فقال لي من صفا فؤادي / كلامه الحادثُ القديم
قلت له من يقول هذا / فقال لي ربك العليم
قلتُ لعلي أقتصر فقل لي / أولى بنا أيّها الحكيم
فإنه ذو المعالي فينا / وإنه المحسنُ الكريمُ
فسلِّم الأمر لا تبالي / فالقولُ ما قاله القيم
فعلمه في الوجودِ سار / ما دام كوني به يقيم
النورُ ستر الذي الأظلام تحجبه
النورُ ستر الذي الأظلام تحجبه / عنا وترفعه مفاتِح الكرمِ
وقل به كرماً إنْ كنتَ ذا كرم / فإنما الكشفُ بين النورِ والظلم
ما أسدل الستر إلا أنْ يصون به / وجه الكيانِ من الإحراق والعدم
إذا أردت ترى ما لا تراه فكن / به على قدمٍ علياءَ من قدم
له الإحاطة ليست لي فأطلبها / فإنها قد تؤذيني إلى الندم
لا شيء أعلم بعد الله منه سوى / نون الدِواةِ فرأسُ السيد القلم
هو المفصل ما في النون أجمله / ربّ العباد بمنشورٍ ومنتظم
فهذه حكمٌ جاءتك من حكمٍ / له التحكم في الألباب بالحكم
فالعلم في عالم الأنوار والظلم / أقوى ظهوراً من العرفانِ في الكلم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025