المجموع : 4
أَشارَ لِحَظّي بِعَينٍ علم
أَشارَ لِحَظّي بِعَينٍ علم / بِخالِصٍ مِن خَفِيِّ وَهمِ
وَلائِحٌ لاحَ في ضَميري / أَدَقُّ مِن فَهمِ وَهم هَمّي
فَخُضتُ في لُجِّ بِحرِ فِكري / أَمُرُّ فيهِ كَمَرِّ سَهمِ
وَطارَ قَلبي بِريشِ شَوقٍ / مُرَكَّبٍ في جَناحِ عَزمي
إِلى الَّذي إِن سُئِلتُ عَنهُ / رَمَزتُ رَمزاً وَلَم أُسَمِّ
حَتّى إِذا جُزتُ كُلَّ حَدٍّ / في فَلَواتِ الدُنُوِّ أَهمي
نَظَرتُ إِذ ذاكَ في سِجِلٍ / فَما تَجوَزتُ حَدَّ رَسمي
فَجِئتُ مُستَلِماً إِلَيهِ / حَبلُ قِيادي بِكَفِّ سِلمي
قَد وَسَمَ الحُبُّ مِنهُ قَلبي / بِمَيسمِ الشَوقِ أَيَّ وَسمِ
وَغابَ عَنّي شُهودُ ذاتي / بِالقُربِ حَتّى نَسيتُ اِسمي
شَيءٌ بِقَلبي وَفيهِ مِنكَ أَسماءُ
شَيءٌ بِقَلبي وَفيهِ مِنكَ أَسماءُ / لا النورُ يُدري بِهِ كلا وَلا الظُلَمُ
وَنورُ وَجهِكَ سِرٌّ حينَ أَشهَدُهُ / هَذا هُوَ الجودُ وَالإِحسانُ وَالكَرَمُ
فَخُذ حَديثِيَ حِبّي أَنتَ تَعلَمُهُ / لا اللَوحُ يَعلَمُهُ حَقّاً وَلا القَلَمُ
إِنَّ الحَبيبَ الَّذي يُرضيهِ سَفك دَمي
إِنَّ الحَبيبَ الَّذي يُرضيهِ سَفك دَمي / دَمي حَلالٌ لَهُ في الحِلِّ وَالحَرمِ
إِن كانَ سَفكُ دَمي أَقصى مُرادِكُمُ / فَلا عَدَت نَظرَةٌ مِنكُم بِسَفكِ دَمي
وَاللَه لَو عَلِمَت روحي بِمَن عَلِقَت / قامَت عَلى رَأسِها فَضلاً عَنِ القَدَمِ
يا لائِمي لا تَلُمني في هَواهُ فَلَو / عايَنتَ مِنهُ الَّذي عايَنتُ لَم تَلُمِ
يَطوفُ بِالبَيتِ قَومٌ لا بِجارِحَةٍ / بِاللَهِ طافوا فَأَغناهُم عَنِ الحَرَمِ
ضحى الحَبيبُ بِنَفسٍ يَومَ عيدِهِمُ / وَالناسُ ضَحّوا بِمِثلِ الشاءِ وَالنِعَمِ
لِلناسِ حَجٌّ وَلي حَجٌّ إلى سَكَني / تُهدي الأَضاحي وَأُهدي مُهجَتي وَدَمي
أَنعى إِلَيكَ نُفوساً طاحَ شاهِدُها
أَنعى إِلَيكَ نُفوساً طاحَ شاهِدُها / فيما وَرا الحَيثُ يَلقى شاهِدَ القِدَمِ
أَنعى إِلَيكَ قُلوباً طالَما هَطَلَت / سَحائِبُ الوَحيِ فيها أَبحُرَ الحِكَمِ
أَنعى إِلَيكَ لِسانَ الحَق مُذ زَمَن / أَودى وَتَذكارُهُ في الوَهمِ كَالعَدَمِ
أنعي إليك بيانا تستكين له / أَقوالُ كُلِّ فَصيحٍ مِقوَلٍ فَهِمِ
أَنعى إِلَيكَ إِشاراتِ القُلوبِ مَعاً / لَم يَبقَ مِنهُنَّ إِلّا دارِسُ الرِمَمِ
أَنعى وَحَقِّكَ أَخلاقاً لِطائِفَةٍ / كانَت مَطاياهُمُ مِن مَكمَدِ الكَظمِ
مَضى الجَميعُ فلا عَينٌ وَلا أَثَرٌ / مُضِيَّ عادٍ وَفُقدانَ الأُلى إِرَمِ
وَخَلَّفوا مَعشَراً يُجرونَ لُبسَتَهُم / أَعيى مِنَ البَهمِ بَل أَعيى مِنَ النَعَمِ