المجموع : 5
دع المكابر مهما قال أو لاما
دع المكابر مهما قال أو لاما / ةانشر من الحق فوق الخلق أعلاما
أظهرت آيات فضل أنت مالئها / وعظا وأحكمتها للقوم إحكاما
كتبت عن فكر حر لا ينكبه / عن الحقيقة شيء كان إيهاما
ذكر عسى تنفع الذكرى لناشئة / بروا لمدحك طول الدهر أقلاما
واكتب عن النيل تاريخاً تدبجه / واذكر ولاة به للشعب ظُلَّاما
قلت الحقيقة لا ترجو بها رتبا / ولا تعدُّ لها الالقاب إنعاما
فان يندرر دعاة طاش ظنهمُ / فعُدَّهم في مجال القول أحلاما
كم سبَّ عن نزق طفل للعبته / أباهٌ والأب يغضي عنه إكراما
قوم تربوا بمهد الظلم من صغر / فالحقُّ يؤلمهم إن قيل إيلاما
لو بالبهائم قيسوا أصبحوا نفرا / أحق منهن إسراجا وإلجاما
يرجو مداك صغار لو نقدرهم / كانت رؤوسهم في النعل أقداما
قلَّ الحياء إذا قارنت بينكمُ / من ذا يقارن بالأصفار أرقاما
ما للذئاب بلا خوف ولا حذر / أضحت تشن على الآساد آجاما
تاللَه ما صنت شعري عن حقيقتهم / ولا رغبت عن التشهير إحجاما
بل قدر مدحة إسماعيل يرهبني / فأمسك القول إجلالاً وإعظاما
أبا عليٍّ وما في مصر من رجل / سواك نرجوه أياماً وأعواما
أنت الخطيب الذي إن قال أفحمهم / يوم النضال وأجثى القوم إن قاما
وإن نطقت بقول كنت أبلغهم / وإن شهرت يراعا كان صمصاما
نشأت يا خادم الاسلام في بلد
نشأت يا خادم الاسلام في بلد / لولاك فيه لكان الدين معدوما
ما زلت تبدع في التفسير مبتكرا / حتى جمعت كتاباً فيه مرقوما
يا ناشرين لواء العدل في الأمم
يا ناشرين لواء العدل في الأمم / اللَه في أمة أنّت من الألم
مدوا إلينا يدا بيضاءَ نشكرها / عند التحدث شكر الروض للديم
إذا سكتنا يكاد الغيظ يقتلنا / وإن نطقنا رعينا وادي النقم
إنا منينا بأقوام جبابرة / ما بين مغتصب منهم ومحتكم
لو استطاعوا لساقونا أمامهمُ / ما بين متهم منا ومجترم
قد ساءَهم اذ أحسوا اننا نفر / نبغي الحياة فساقونا الى العدم
جاؤوا إلينا وفي أيمانهم شرف / يموهون به في العهد والقسم
قالوا لنا اننا جئنا بلادكمُ / نبني لكم ركن مجد غير منهدم
كذ لكم ننصف المظلوم من فئة / رنت اليكم بطرف الطامع النهم
وقال ذو أمرهم لا ظلم يفجعكم / لمستبد ولا عسف لمنتقم
حتى تخدرت الاعصاب وانسدلت / على العقول سجوف البطل والوهم
ولم يزالوا على هذا الدهاء وهم / لا يقصدون سوى الاخماد للهمم
حتى اذا انتبهت منا جوارحنا / وأدرك الحال فهم الحاذق الفهم
حكوا القلوب فأذكوها وربمّا / أدى الى النار حك البارد الشبم
وأوهموا اننا جئنا نطالبهم / شأن الجحود بحق غير مهتضم
ولو اردنا جزيناهم بما اكتسبوا / شر الجزاء ولكنا ذوو كرم
وما دروا اننا قوم اذا اجتمعوا / للذود سدوا طريق العارض العرم
فلا تغرنّهم منا ملاينة / فالنار قد تنتضي من ناضر السلم
ما نحن الا كسرّ الزند مكتمم / ان أحرجونا حكينا النار في الضرم
فلا عهود لهم ترعى ولا ذمم / كما استباحوا لدينا النكث في الذمم
صبوا على مصر سوطا من تعنتهم / وأججوا في حشاها جمر بغيهم
هم أحرجونا بهذا الضيم من زمن / فان هممنا بدفع الضيم لم نلم
ولو حكمنا على رغم بلادهمُ / لمزقونا بحد الصارم الخذم
هنالك الحقد يطغيهم فيخرجهم / خوف الهوان خروج الاسد من أجم
هنالك الموت لا تزجى سفائنه / الا الى زاخر بالموت ملتطم
هنالك البيض تحكي البرق ساطعة / اذا سنا البرق لم يسطع ولم يشم
هنالك السيف لا يملى شكايته / الا على الهام في طرس من اللمم
هنالك الشعب لا ترضيه معذرة / في طي جملتها من بلا نعم
ان اقتحام خطوب الدهر علمهم / ان لن تقاد العلى الا لمقتحم
طوبى لقوم اذا سلوا الظبا بلغوا / ما ليس يبلغ بالقرطاس والقلم
يا قائمين بأمر النيل حسبكم / ما أحرج القوم من ظلم وم غشم
ناموا هنيئا قريري العين ان لنا / عينا من الشعب لم تغفل ولم تنم
وأنت يا شعب وادي النيل كن حكما / فليس غيرك من مستنصف حكم
كم امة حكمت في مصر وارتحلت / عنها حليفة جد بعد لم يقم
سل امة الروم هل ابقت لنا اثرا / يبقى على الدهر او سل امة العجم
مضوا ولم يتركوا في مصر مأثرة / ينبيك عنها لسان النيل والهرم
هذي عجائب هذا القطر من زمن / وتلك حالات وادي النيل من قدم
فلا تفكوا عرى القربى ولو رجعت / عنكم شفار الظبا مخضوبة بدم
ولا تضيعوا من الدستور فرصته / فتقرعوا السن من ذل ومن ندم
إن تيأسوا فانتهاء اليأس مسكنة / او تسأموا فاحتمال الذل في السأم
ما نال قط المعالي وهي دانية / قوم نيام وشعب غير ملتئم
خير لنا الموت من عيش نكابده / مع الهوان اذا كنتم ذوي شمم
إنا لنكبر إن تسعى لنا قدم
إنا لنكبر إن تسعى لنا قدم / إلى سواك وفيك العرف والكرم
وعدتنا ووعود الحر منجزة / يقضى الوفاء بها والعهد والذمم
إنا عرضنا عليكم من حوائجنا / ما رده عن سواك الكبر والشمم
ولو شكونا الى الاعداء حرقتنا / لسار منا اليهم ذلك الألم
فاعذر فتاك اذا زمت ركائبه / وأبعدت في خطاها الاينق الرسم
ناء الى الشام عليّ بالغ وطرا / به تزول حقود الدهر والنقم
اذا نأيت ففي قلبي لكم شغف / وان رحلت ففي نفسي لكم ندم
وان قضيت فلا جاد الحيا جدثى / ولا سقته غوادي السحب والديم
ويشهد اللَه اني ما قلوتكم / وفي فؤادي سعير الحب يضطرم
اني أرى الدهر يدنينا ويبعدنا / والدهر يفعل ما يهوى ويحتكم
في كل ارض تبوأنا مقاعدها / لكم مديح كعقد الدر منتظم
قالوا انقسمنا فقلنا فتنة عَمَ
قالوا انقسمنا فقلنا فتنة عَمَ / بها تُفلّ مواضي العزم والهمم
ولم نكن غير جيش راكب طرفا / شتى المسالك من سهل ومن أكم
حتى يرفَّ لواء الفوز منعقداً / على الزمان بحق غير مهتضم
وكيف تُقسَم والتاريخ ينبئنا / أن الفلاح لشعب غير منقسم
فحاذروا أن تحلوا عقد شملكم / فتقرعوا السن من حزن ومن ندم
ونظموا ما استطعتم من صفوفكم / فالجيش إن يَعرُه الإخلال ينهزم
ولا أحدثكم عن إرثكم عجباً / فمنه كان بزوغ المجد والكرم
والمجد يدرك بالأعمال منجزة / لا يدرك المجد بالألفاظ والكَلِم