يا أَيُّها المبتغي شَتمي لأشتمه
يا أَيُّها المبتغي شَتمي لأشتمه / إن كان أعمى فإنِّي عنك غيرُ عَمِ
ما أرضعَت مرضعٌ سَخلاً أعقَّ بها / في الناس لاعرب منها ولا عَجمِ
من ابن حنكلةٍ وإن عَربَت / مُذَالة لِقُدور الناس والحُرمِ
عَوى ليكسَبها شراً فقلتُ له / مَن يكسبِ الشر ثَديي أمِّه يُلمِ
ومن تَعرّضَ شتمي يلقَ معطِسُهُ / من النَّشُوق الذي يشفى من اللمَّمِ
متى أحبك وتسمع ما عُنيتَ به / تُطرق على قَذَع أو ترضَ بالسلمِ
أولا فحسبُك رهطاً أن يفيدهم / لا يَغدِرون ولا يوفون بالذمم
ليسوا كثعلبةَ المغبوطِ جارُهُم / كأنه في ذَرى تَهلانَ أو خِيمِ
يُشبهون قريشاَ من تكلمهم / وطولِ أنضية الأعناق والأمم
إذا غدا المِسك يجرى في مفارقهم / راحوا كأنهم مَرضى من الكرم
جزُّوا النواصيَ من عجل وقد وَطِئوا / بالخيل رهطَ أبي الصَّهباءِ والحُطَمِ
ويوم افلتهن الحوفزانُ وقد / شالت عليه أكفُّ القوم بالجِذَم
إني وإن كنتُ لا أنسى مُصابَهُم / لم أدفعِ الموتَ عن زيق ولا حكم
لا يَبعد فتيا جودٍ ومكرمةٍ / لدفع ضيمٍ وقتل الجوع والقَرم
والبعدُ غالهما عني بمنزلةٍ / فيها تَفرُّقُ أحياءٍ ومحترم
وما بناءٌ وإن سُدّت دعائمه / إلا سيصبح يوماً خاوي الدِّعَم
لئن نجوتَ من الأحداثِ أو سلمت / منهن نفسك لم تسلم من الهَرم