المجموع : 4
خل الغَرام لصب دمعه دمه
خل الغَرام لصب دمعه دمه / حَيران توجده الذكرى وَتعدمه
فاقنع له بعلاقات علقن به / لَو اطلعت عليها كنت ترحمه
عذلته حين لم تنظر بناظره / وَلا علمت الَّذي في الحب يعلمه
وَذقت كأس الهَوى العذرى ما هجعت / عَيناكَ في جنح لَيل جن مظلمة
وَلا ثنيت عنان الشوق عَن طلل / بالَ عفت بيد الانواء أَرسمه
ما الحب الا لِقَوم يعرفون به / قدما رسوا الحب حَتّى هَانَ معظمه
عذابه عندهم عذب وَظلمته / نور وَمغرمه بالراء مغنمه
كلفت نفسك ان تقفو مآثرهم / وَالشيء صعب عَلى من لَيسَ يحكمه
اني أَورى لِغَيري حينَ يَسألني / بذكر زينَب عَن لَيلى فأوهمه
وَطالَما سجعت وَهنا بذي سلم / وَرقاء يعجم شَكواها فافهمه
وَتَنثَني نسمات الغور حاكية / علم الفَريق فادري ما نُتَرجمه
يا مَن أَذابَ فُؤادي في محبته / لَو شئت داويت قلبا أَنتَ مسقمه
سَقى الحيار بع صب سار منه إِلى / شعب المريحات هامى المزن يوهمه
وَبات يَرفض من سفح الخزام إِلى / وادى ادام وَما والى يلملمه
يَسوقه الرعد في تلك البطاح إِلى / أُمُّ القُرى وَالرياح البشر تقدمه
وَكلما كف أَوكلت ركائبه / ناداه بالرَحب مَسعاه وَزَمزَمه
لما ألب عَلى البَطحاء عارضه / عَلى المَدينة برق راق مبسمه
سَقى الرياض الَّتي من روضها طلعت / طَلائِع الدين حَتّى قام قيمه
حيث النبوّة مضروب سرادقها / وَالنور لا يَستَطيع اللَيل يكتمه
وَالشَمس تسطع من خلف الحجاز وَفي / ذاكَ الحِجاز أَعز الكَون اكرمه
محمد سيد السادات من مضر / سر النَبيين محي الدين مكرمه
فرد الجَلالة فرد الجود مكرمة / فرد الوجود أبر القَلب أَرحمه
نور الهُدى جوهو التَوحيد بدر سما / ء المَجد واصفه بالبَدر يظلمه
من نور ذي العرش معناه وَصورته / وَمُنشىء النور من نور يجسمه
وَمودع السر في ذات النبوة من / علم وحسن واحسان بقسمه
فَذاكَ من ثَمَرات الكَون أَطيَب ما / جاد الوجود به أَعلاه أَعلمه
قَما رأت مثله عين وَلا سَمِعَت / اذن كاحمد اين الاين تعلمه
أَمسَت لمولده الاصنام ناكِسَة / عَلى الرؤس وَذاكَ الخزى محرمه
واصبحت سبل التَوحيد واضِحة / وَالكفر يندبه بالوَيل مأتمه
والارض تبهج من نور ابن آمنة / وَالحق تصمى ثغور الجور اسهمه
وان يقم لاستراق السمع مسترق / فَعنده صادر الارجاء يرجمه
ان ابن عبد مُناف من جَلالَته / شمس لافق الهدى وَالرسل انجمه
العَدل سيرته وَالفَضل شيمَته / وَالرعب يقدمه وَالنَصر يخدمه
أَقامَ بالسَيف بنهج الحق معتَدِلا / سهل المَقاصِد يهدى من بيومه
وَكُلما طالَ ركن الشرك منتهيا / في الزيغ قام رَسول اللَه يهدمه
سارَت إِلى المَسجِد الأَقصى ركائبه / يزفه مسرج الاسرا وَملجمه
وَالسوق يهتف يا جِبريل زج به / في النور ذَلِكَ مرقاه وَسلمه
وَالعَرش يَهتَزُّ مِن تَعظيمِهِ طَرَبا / اذ شرف العرش وَالكرسي مقدمه
وَالحَقُّ سُبحانه في عز عِزته / من قاب قَوسين أَو أَدنى يكلمه
فَكَم هُنالِك من فَخر وَمِن شَرَف / لمن شَديد القوى رحيا يعلمه
حَتّى إِذا جاءَ بالتَنزيل معجزة / يَمحوا الشَرائِع وَالأَحكام تحكمه
هانت صِفاتَ عَظيم القربتين وَما / يأتيه جهل أَبي جهل وَيزعمه
حالَ السها غير حال الشَمس لَو عَلِموا / بَل أَهل مَكَّة في طغيانهم عمهوا
فاصدع بأمرك يا ابن الشم من مضر / فَقَد بعثت لاهل الشرك ترغمه
لَك الجَميل من الذكر الجَميل وَمن / كل اسم حود عَظيم الجود أَعظمه
يا أَيُّها الآمل الراجي ليهنك ما / تَرجوه ذا كعبة الراجي وَموسمه
قبرا تساهد نوراً حين تبصره / عينى وانشق مَسكا حين ألثمه
كَم أَستَنيب رفاقا في زيارَته / عني وَما كل صب القَلب مغرمه
وَكَم يُصافحه مَن لا يدى يده / وَلا فَمي عند تَقبيل الثرى فمه
مَتى أُناديه من قرب وأنشده / قَصيدة فيه أَملاها خويدمه
مهاجرية اهتَزَت كمائمها / عَن نور درّ لسان الحال ينظمه
كَم يأَمَل الرَوضَة الغراء ذو شغف / يَرجو الزيارة والاقدار تحرمه
مستعد يا بحبيب الزائرين عَلى / دهر تنكر بالاهمال معجمه
فَقم بعبدك يا شمس الكَمال وَكن / حماه من كل خطب مرمطعمه
وارع الكَريم اذا ضاق الخناق به / ما خابَ من أَنتَ في الدارين ملزمه
يا سَيد العرب العرباء معذرة / لَنا دم القَلب لا يغني تندمه
أنطت ظَهري بأَوزار وَجئتك لا / قَلب سَليم وَلا شيء أقدمه
يا صاحِب الوحي وَالتَنزيل لطفك بي / لا زلت تَعفو عَن الجاني وَتكرمه
وَهاكَ جوهر أَبيات بك اِفتَخَرت / جاءَت بخط أَسير الذَنب برقمه
فاِنهض بقائلها عَبد الرَحيم ومن / يَليه ان هم صرف الدهر يدهمه
واجعله منك برأى العين مرحمة / اذا أَلم به من لَيسَ يَرحمه
وان دعا فأحبه واحم جانبه / يا خير من دفنت في القاع أَعظمه
فَكل من أَنتَ في الدارين ناصره / لَم تَستَطِع محن الايام تهضمه
عَلَيكَ مِن صَلوات اللَه كلها / يا ماجِدا عمت الدارين أَنعمه
يندى عَبير أَو مسكا صوب عارضها / وَيبدأ الذكر ذكراها وَيختمه
ما رَبح الريح أَغصان الاراك وَما / جابَت عَلى أبرق الحنان حوّمه
وَينثى فيعم الآل جانبه / بكل عارِض فضل فاضَ مسجمه
محدثي عَن فَريق فارَقوا العلما
محدثي عَن فَريق فارَقوا العلما / وأودعوني في تَوديعهم أَلَما
وَزوّدوا القلب هما لا اِنقطاع له / وَبدلوا جثَتي بالصحة السقما
هلا وَقَد عسفت هوج المطي بهم / سمعتهم يَذكرون العهد وَالذمما
باتوا وَفي القلب منهم نية عرضت / باتَت تقسمه للبين فاِنقسما
ما ضر سكان نجد قبل ما رَحَلوا / أَن لا يَكون زَما الوصل مغتنما
كنا وَكانوا وكان الشمل مجتمعا / وَالوصل متصلا وَالصرم منصرما
فصرت من بين اَهل البان ذا شجن / لا يرتضى الدمع الا أَن يكون دما
قالوا ندمت عَلى ما كانَ من زمن / فقلت مالي أَن لا أَظهر الندما
جاد الغمام عَلى سفح الشام إِلى / شعب الخزام فروى الضال وَالسلما
وَلا عدا الأثلات الخضر عارضه / حَتّى يحيى رسوم الحي وَالخيما
يا حادي العيس لا تَرتَع بذي سلم / وَلا بنجد وزم الانينق الرسما
واقصد ربا الخيفة الغراء مقتبسا / من نور أَبلج يَلقى الوفد مبتسما
ذاكَ المعلم عبد اللَه اجود من / اعطى واشرف من فوق الثرى سيما
الفاضل الكامِل المَحمود سيرته / سامي الفخار الاغر العالم العلما
الصائم القائم التالي اذا هجعت / عنه العيون وجن اللَيل وادهما
تقر عينك منه عند رؤيته / كانه البدر في جو السَماء سما
اتى به اللَه نورا لاخفاء به / وَكان سرا من الاسرار منكتما
باللَه باللَه ان شاهدت طلعته / لا تلثم الكف حَتّى تلثم القدما
واجعل زيارته لِلَّه خالصة / وكن به بعد حبل اللَه معتصما
اللَه أَكبَر هَذا خير من فخرت / به المَذاهب هَذا سيد العلما
هَذا الَّذي تظهر الاشيا فراسته / كانه يَخفي الغيب قد علما
راحَ الزَمان وَلا علم عَن العلم
راحَ الزَمان وَلا علم عَن العلم / وَلا سَلام عَلى سَلمى بذي سلم
باتَت تقسم قَلبي نية وقفت / قَلبي عَلى الجيرة الغادين عَن اضم
فبت أندب وصلا غير متصل / بالمنجدين لصرم غير منصرم
رضيت حكم الهَوى العذرى لي وَلهم / فَما اِرتَضوا سفح دَمعي دون سفك دَمي
أَدرج القَلب من شهر إِلى سنة / عنهم وأرضيه دون الوصل بالحلم
يا نازِلا بر بانجد أعد خبرا / عَن معهد بعقيق الرمل منهدم
وَدمنة قسمت بالبين أَربعها / بين الزَمان وبين الريح والديم
لَم يَبقَ منها سوى الاطلال خامدة / أو الجآذر والآرام في الاطم
وَما رعيت هَواها اذ مررت بها / الا بدمع عَلى الخدين منسجم
أَطارح الدار تَسليمي وَلَو عقلت / لا خبرتني عَن عاد وعن أرم
يا لائمي دع فؤادي للهموم فَلضو / لاقيت بعض الَّذي لاقيت لم تلم
وَخل قَلبي لنار الوجد محرقة / وَالجفن للدمع والاعضاء للسقم
كَم حول الدهر حالاتي وَها أَناذا / أَلقاه حين لقاني غير مهتضم
وَكَم تغيرت الايام وَالتبست / فَما تغيرت اخلاقي وَلا شيَمي
لا أَشرب المر موثوقاً به طمعا / وَلا أَقول عَلى ما فاتَ واندمي
وَلا يخوفني دهر يحول وَلا / هول يهول وَلا تهديد مصطلم
وَفي قعار جناب ما نزلت به / الا أَممنت أَمان الصيد في الحرم
أَلوذ بالمشهد المَحروس منتصرا / كأَنَّني منه في ركن وَملتزم
حيث الجَلالَة مضروب سرادقها / وَالنور مبتسم بجلود حي الظلم
اللَه أَكبر ذا الطود المنيف ذرأ / ذا العالم العلم ابن العالم العلم
هَذا النهارى الَّذي في ضمن تربته / حج وَمُعتَمِر للأَنيق الرسم
ذا البدر ذا القطر ذا البحر المحيط غني / زاكي المناصب سامي القدر والهمم
هَذا محمد السامي فَتى عمر / لب اللباب ابن أم الجود وَالكرم
ذا الكامل الفاضل الفياض ناثله / غوث العَشائر غيث الخير وَالنعم
ذا الابلج المتقى من أمة وسط / مخاطبين بكنتم خير في القدم
أَغر كالشمس لا يَخفى عَلى أَحد / الاعلى أَحد عما يَراه عمى
لَو صور الخلق من قول ومن كلم / لكان معنى لمعنى القول وَالكلم
وان يكن بشرا من قوم اِشتَبَهوا / خلقا فَما صفر كالاشهر الحرم
لَم تلهه بهجة الدنيا وَزخرفها / وَلا التفاخر بالاتباع وَالخدم
له الكَرامات والاحوال ظاهرة / في الشرق وَالغرب بين العرب وَالعجم
فالكائنات لديه غير غائبة / والارض بين يديه خطوة القدم
وَالحجب وَالعرش وَالكرسي بارزة / في عينه في رموز اللوح وَالقَلَم
يَدعو الفَتى باسمه حقا وَينسبه / صدقا عَلى بعده وَالبعد كالامم
مكاشف بخفيات الامور فَما / غيب بخاف ولا سر بمكتتم
تبدي فراسته أَنوار حكمته / وَما أَمين عَلى غيب بمتهم
مَولاي مَولاي كَم أَدعوك مفتقرا / وَكَم اشافهك الشكوى فَما لفم
فاسمع ولب ندائي بالاجابة يا / منزه السمع عَن وقر وَعَن صمم
ان الفَقير الحرازي صاحبي عثرت / به كَبائره فضلا عَن اللمم
وَقَد وصلت إِلى هذا الجناب وَلي / فيك الظنون ومن وافى حماك حمى
مستنجدا بك من هول المعاد فخذ / بذمة منك لي يا وافي الذمم
ان لم تقم بي نهوضا كلما اِعترضت / لي الحَوادث لم أَنهض وَلَم أقم
وَكَيفَ حيلة من عسى وَيصبح في / بحر محيط من الاوزار ملتطم
فانظر إِلى بعين اللطف منك لكي / يَلقاني الخطب نحوي ملقى السلم
واكف السناجي عليا طول غربته / وَصنعه من جور دهر خائن خصم
وَكن لقائلها عَبد الرَحيم اذا / ضاق الخناق له من أَمنع العصم
فَلَم يَزَل بك في أمن وَفي دعة / وَفي جناب عَزيز القدر محترم
فأَنتَ يا موسم الزوّار ملجؤنا / عما نحاذر في الدارين من نقم
قل أَنتما من اصيحاني وَحاشيَتي / وَمن خصائص اتباعي وَمن حشمي
وَعم بالخير أَهلينا وَجيرتنا / ومن يَلينا من الاصحاب وَالرحم
مني السَلام عَلى أَنوار قبرك ما / تحاوبت ساجعات الايك بالنغم
وَجاد مشهدك المَيمون منسجم / بخص مستودع الاحكام وَالحكم
هَل عرس الظاعن المشيم
هَل عرس الظاعن المشيم / بالابرق الفرد يا نَسيم
أَم راح في الركب يوم راحوا / لهم لرسم الحمى رَسيم
فَلَيتَني كنت في المَطايا / أَو خلف آثارهم أهيم
فَكَ دَعا البين من قلوب / في ركبهم ما لها جسوم
يا نازلين اللوى اليماني / هَل عَن أَحبابنا علوم
ما حال ربع الفَريق بعدي / وَكَيفَ الاطلال وَالرسوم
لَيتَ الصبا الحاجري حيا / أَرضا فؤادي بها مقيم
وَلَيتَ عيني تَرى بنجدي / روضا تَناغَت به الغيوم
وَحيت ماء العذيب عذب / عليه ورق الحمى تَحوم
أذا دعت بالسجوع قَلبي / أَجابها وَمَعي السجوم
أَحباب قَلبي مضى زَماني / وَنغصت عيشي الهموم
وَفرق الموت أَهل عصري / فَلا صَديق وَلا حَميم
وَخلف الدهر خلف سوء / كأَنَّني بينهم يتيم
والآن حان الرَحيل مني / وَهذه الدار لا تَدوم
وَما تزودت غير ذنب / عذابه دائم أَليم
يصرح الوعظ بي وَقَلبي / كأنَّه صخرة صميم
أبارز اللَه بالخَطايا / واللَه سبحانه حليم
فَكَ خلعت العذار جهلا / وَلمت في الغي من يلوم
وَكَم تعاميت عَن رشادي / وَمتهج الحق مُستَقيم
لا اِنتَهى عَن قبيح فعلي / وَلا أَصلي وَلا أَصوام
عصيت طفلا وَصرت أَعصى / وَالشيب في مفرقي يحوم
شيب وَعيب وَحمل ذنب / وَالذَنب بعد المشيب شوم
يا جامع المال من حَرام / سيقتَضي مالك الغَريم
وَتَقتَضي وزره وَتلقى / في النار يغلي بك الحَميم
وَكَيف يهنيك صفو عيش / ختامه علقم عَقيم
يا وسع اللطف جد بفضل / وَرحمة منك يا كَريم
ان قال عَبد الرَحيم ذَنبي / فقل أَنا المشفق الرَحيم
وان شكا من خصوم سوء / فحل ما تعقد الخصوم
وَسامح الكل في ذنوب / أَنتَ يا سيدي عَليم
وَصل يا ذا العلا وَسلم / عَلى الَّذي فضله عَميم
محمد سيد البَرايا / وآله السادة النجوم