المجموع : 3
هل من سبيلٍ إلى رِيقِ المُريقِ دَمي
هل من سبيلٍ إلى رِيقِ المُريقِ دَمي / فما يُزيل سِوى ذاك اللَّمى ألَمي
يَشْفِي به من يُهينُ الدُّرَّ مَنْطِقُها / نَظْمَاً ونثراً بدُرِّ الثَّغر والكِلَمِ
رَوْدٌ تَرودُ حِمى قَلْبِي وتشربُ من / دَمْعِي وتسكن من صدري إلى حَرم
نادتْ محاسِنها العُشّاقَ مُعلِنةً / أنّ المَنى والمُنى في مُقْلتي وفمي
فما احْتكمْتُ وعيْنَيْها إلى فَمِها / إلاّ شُغِلتُ عن الخَصْمين بالحَكَمِ
غَرّاءُ كالدُّرَّة البيضاء تَحْجُبُها / أستارُ بحرٍ بماء الموتِ مُلتَظِم
تُهْوى فَتَهْوي المُنى دون اللَّحاقِ بها / أَفْدِيك مِن أَمَمٍ أَعْيَا على الأُممِ
زارَتْ فَأَيْقَظتُ صَوْنِي في زيارتها / ليَقْظتي وَنَدَبتْ الحلْمَ للحُلُمِ
آليتُ أسألُ إلْمامَ الخيالِ ولي / عَينٌ وقد ظَعَنَ الأحباب لم تَنَمِ
كأنَّني بهمُ أَقْسَمتُ لا طَمِعت / طيبَ الكَرى فأبَرَّتْ مُقلَتي قَسَمي
وكيف لي يَوْمَ ساروا لو صَحِبْتُهمُ / مِن المطايا ورأسي مَوْضِعَ القَدِم
بانوا فَرَبْعُ اصطباري مُنذ بَيْنِهمُ / بالٍ كَرَبْعِهمُ البالي بذي سَلَم
وا وَحْشَتي إذ أُنادي في مَعالِمِهمْ / صُمّاً تُجيبُ بما يَشفي من الصَّممِ
يَشْكُو صَداها إلى عَيْنِي فَتَمْنَحُها / دَمْعَاً إذا فاض أَغْنَاها عن الدِّيَمِ
وكلّما قال صحبي طالَ مَوْقِفُنا / فارْحلْ بنا قالت الآثارُ بل أَقِم
مَنازِلٌ كلّما طال البِعاد عَفَتْ / كأنما تَسْتَمِدُّ السُّقْمَ من سَقَمي
قِفوا فَأَقْوى غَرامي ما يُجَدِّدُهُ / برَسْمِه طَلَلٌ أقوى على القِدَم
قُل للأُلى غَرَّهمْ حِلْمي ونَقَّصَهمْ / إيّاكمُ وطريقَ الضَّيْغَمِ اللَّحِم
فالحِلْمُ جَفْنٌ وإنْ سُلَّتَّ حَفيظتُه / فربّما كَشَفَتْ عن صارِمٍ خَذِمِ
سألتُه اللَّثْمَ يومَ البين فالْتَثما
سألتُه اللَّثْمَ يومَ البين فالْتَثما / وصَدَّه التِّيهُ أنْ يَثْنِي إليَّ فَما
فكيف أطلُب حِفظ الودّ من صَلِفٍ / سألتُه قُبلَةً يوم الوَداع فما
وليلةٍ أرشفتْني ظَلْمَ من ظَلَمَا
وليلةٍ أرشفتْني ظَلْمَ من ظَلَمَا / ونوَّلَتْني من الطَّيْف المُلِمّ لَمى
ولو درى أنني في النوم فُزتُ به / مِنْ بُخلِه ثم حاولتُ الرُّقاد لَما