خلَّصت من خدعات الأعين النجل
خلَّصت من خدعات الأعين النجل / ونبت من تبعات اللهو والغزل
وقام عندي لوم الخائنين إذا / خانوا الوداد مقام اللوم والعذلِ
فما بكيت لناس استريح به / من العناء ولم أضحك إلى أمل
ولو سوى هذه الدنيا غدا وطني / لقلت أني لم أربع على طلل
إذا تناكر أفعال الرجال بها / فحومة الحرب والمحراب تشهد لي
أنفت في خلواتي أن يرى لفمي / من غيرتي لهباً إلا على القتل
وعفت ما في قدود السمر إن خطرت / من اعتدال لما في السمر من خطل
وزرقة النصل في طرف القناة أبت / ان يستبين بما بالطرف من كحل
وتحل اثارها في كل معركة / قامت لدي مقام الأعين النجل
حتى كأن أسيلان الخدود وقد / أعرضت عنها أحالتني على الأسل
وإن جوهر سيفي لو قربت به / جواهر التحلي صار الحلي كالعطل
ترفعت همتي حتى وطيت على / كواكب الجو بالمهرية الذلل
فما المجدة في افق السماء سرى / محجة دستها بالخيل والابل
ولا الأهلة مع مر الشهور سوى / اثار خيلي من حاف ومنتعل
ما ثار الا وراء الثور عثيرها / قدماً ولا حملت الا على الحمل
وأخلف الشهب في ليل العجاج إذا / غابت بشهب على الأرماح لم تفل
فليس تبقي غداة الحرب إن فتكت / أعمال فتك لمريخ ولا زحل
وبعد هذا فإن الموت مدركنا / وليس يسبق في ريث ولا عجل
ولا الحول ينفع فيه حين يحضرنا / داعي المنايا ولا يرتد بالحيل
وليس يصحبنا ما نسر به / في هذه الدار الا صالح العمل
ولا يؤمننا في الحشر من وجل / الا ولاء أمير المؤمنين علي
شرعت عرفي إلى حوض النبي به / ولم أعرج على طرق ولا وشل
ومال ودي إلى القربى التي ظهرت / أعراقها لا إلى ود ولا هبل
آل النبي الأُلى آوي إلى سبب / منهم وحبل بحبل اللّه متصل
وما قصدت وقد صيرتهم درجا / إلى نجاتي الا أقرب السبل
بانت طريقهم المثلى لسالكها / فلست عنها بذي زيغ ولا ميل
ما كنت أبغي اعتصاماً بالنزول إلى / خفض الوهاد عن الانجاد والقلل
باللّه لو لم تجد عن نهج مسلكهم / عمى القلوب بقوم لا عمى المقل
ما كان يشكل عن ذي اللب فضلهم / في واضح الصبح ما يغني عن الطفل
من كالامام الذي الزهراء ثاوية / في بيته وأخوه خاتم الرسل
الباذل النفس من دون النبي وقد / فر الجبانان من عجز ومن فشل
في يوم خيبر والأجناد شاهدة / بنص ذلك منذ الأعصر الأول
ومطعم السائل البادي بخاتمه / عند الركوع اوان الفرض والنفل
والخاشع المتجرى في تواضعه / كأنه لم يصل يوماً ولم يصل
وقابض الكف عما لا يحل له / كأنها لم تطل يوماً ولم تطل
ومن يرد عن الدنيا بنان يد / كأنها لم تنل يوماً ولم تنل
سأل به ليلة الأحزاب إذ دلفت / خيل العدى وهي ملء السهل والجبل
وجاء أعداء دين اللّه في رهج / تزلزل الأرض من علو ومن سفل
وساء ظن الألى صارت قلوبهم / إلى الحناجر من خوف ومن وجل
وجردوا حين اطغى القردُّ نارهم / بيضاً توقد في الايمان كالشعل
وجاء عمر بن ود في أوائلهم / من شدة التيه لا يلوي على بطل
حتى توغل صف المسلمين على / نهد إذا زالت الأجبال لم يزل
هل كان غير أمير المؤمنين له / قرناً فرواه من مهل ومن وهل
ويوم بدر وقد ماد القليب دماً / يغص وارده في العل واليهل
شابت بضربته رأس الوليد ضحى / شيباً يضر لغير الفاحم الرجل
وكم وليد سواه في حروبهم / قد ظل يسبق منه الشيب بالأجل
وكل من لعبت أيدي الضلال به / هناك يأوي إلى الأكتاف والطلل
ولم يجز ذاك الا للنبي وما / في غيره حجة يوماً لذي جدل
قد آمر اللّه أن يلقى بمعتزم / من الرجال ولم يأمر بمعتزل
ولو أجاز نكوصا أو محاجزة / في ساعة الزحف للرعديدة الوكل
ما قال قدماً أعدوا ما استطاع له / اولاء للقوم من خيل ومن خول
ولو تولاهم الادبار إن زحفوا / يوماً فراراً إلى الأستار والكلل
ويوم احد غداة البأس حين ثوى / أهل اللواء بسيف الفارس البطل
ما كان في السهل من بعض النعام وفي / الأوعاد لما التقى الجمعان كالوعل
وجاء بعد بليث يستقيل فلم / يقل لدى عذره صدقاً ولم يقل
وفي حنين وللبيض الرقاق به / حنين بيض تنادت فيه بالثكل
من قال قد بطل اليوم الذي عقدوا / فينا من السحر إن الدهر ذو دول
وبعد مثوى رسول اللّه إذ نصبوا / له العداوة من أنثى ومن رجل
ما سد رأي التي كانت صلاتهم / برأيها خوف ذاك العارض الجلل
وبالعراق أراق البغي مِن دم مَن / أحالها مثل صوب العارض الهطل
بني أمية اني لست ذاكركم / إذ لي بذكر سواكم أكبر الشغل
كفى الذي دخل الاسلام إذ فتكت / ايمانكم ببني الزهراء من خلل
منعتم من لذيذ الماء شاربهم / ظُلما وكم فيكمُ من شارب ثمل
أبكيهم بدموع لو بها شربوا / في كربلاء كفتهم سورة الغلل
أنا ابن رزيك يزري ما أقول وان / طال الزمان بما قد قال كل ولي
ما ارتعت مذ كنت للاواء إن طرقت / رجلي ولا ارتحت للسراء والجذل
القلب ينجدني والعزم يصحبني / دون المصاحب في حل ومرتحل
والصبر ينشدني والخطب محتفل / لا تلق دهرك الا غير محتفل