ظُبى المَواضي وَأَطرافُ القَنا الذُبُلِ
ظُبى المَواضي وَأَطرافُ القَنا الذُبُلِ / ضَوامِنٌ لَكَ ما حازوهُ مِن نَفَلِ
وَكافِلٌ لَكَ كافٍ ما تُحاوِلُهُ / عِزٌّ وَعَزمٌ وَبأسٌ غير مُنتَحلِ
وَما يَعيبُكَ ما نالوهُ مِن سَلَبٍ / بالخَتلِ قَد توتَر الآسادُ بالحيَلِ
وَإِنَّما أَخلَدوا جُبناً الى خُدَع / إِذ لَم يَكُن لَهمُ بالجَيشِ مِن قِبَلِ
واِستَيقظوا وَأَرادَ اللَهُ غَفلَتُكُم / لِيَنفُذَ القَدرُ المَحتومُ في الأَزلِ
حَتّى أَتوكم وَلا الماذيُّ مِن أَمَمٍ / وَلا الظُبى كَثَبٌ من مُرهَقٍ عِجِلِ
قَناً لَقىً وقِسيٌّ غَيرُ موتَرَةٍ / وَالخَيلُ عازِبَةٌ تَرعى مَع الهَمَلِ
ما يَصنَعُ اللَيثُ لا نابٌ وَلا ظَفَرٌ / بِما حوالَيهِ مِن عُفرٍ وَمِن وَعُلِ
هَلا وَقَد رَكِبَ الأُسدُ الصُقورَ وَقَد / سلّوا الظُبى تَحتَ غاباتٍ مِن الأَسَلِ
مِن كُلِّ ضافيَةِ السِربالِ صافيَة القِذاف / بالنَبل فيها الخَذف بالنبلِ
وَأَصبَحوا فِرقاً في أَرضهم فَرَقاً / يَجوس أَدناهُم الأَقصى عَلى مَهَلِ
وانَّما هُم أَضاعوا حَزمَهُم ثِقَةً / بِجَمعِهِم وَلَكم مِن واثِقٍ خَجِل
بَني الأَصيفر ما نِلتُم بمكرِكُمُ / وَالمَكرُ في كُلِّ انسانٍ أَخو الفَشَلِ
وَما رَجعتُم بأَسرى خابَ سَعيُكَمُ / غير الأَصاغِر والأَتباع وَالسَفَلِ
سَلَبتُمُ الجُردَ مُعراةً بِلا لُجُمٍ / والسُمرَ مَركوزَةً وَالبيضَ في الخِلَلِ
هَل آخذٌ الخَيلِ قَد أَردى فَوارِسَها / مثالُ أَخذِها في الشَكلِ وَالطوَلِ
أَم سالِبُ الرُمحِ مَكوزا كَسالِبِهِ / وَالحَربُ دائِرَةٌ مِن كَفِّ مُعتَقِلِ
جَيشٌ أَصابَتهُمُ عينُ الكَمالِ وَما / يَخلو مِن العَينِ الّا غَيرُ مُكتَمِلِ
لهم بِيَومِ حُنَينٍ أُسوَةٌ وَهُمَ / خَيرُ الأَنام وَفيهم خاتمُ الرُسُل
سَيَتَضيكُم بِضَربٍ عِند أَهوَنِه / أَلبيضُ كالبيضِ والأدراع كالحُلَلِ
مَلِكٌ بَعيدٌ مِن الأَدناس ذو كَلَفٍ / بِالصِدق في القَول والاخلاص في العمل
فالسمر ما أَصبحت وَالشَمسُ ما أَفلَتِ / وَالسَيفُ ما فُلّ وَالأَطواد لَم تَزُلِ
كَم قَد تَجَلَّت بِنورِ الدينِ مِن ظُلَمٍ / لِلظُلم واِنجابَ للاظلالِ مِن ظُلَلِ
وَكَم لِعُمري كفّوا الطَرف مِن جُبُنٍ / عِندَ اللِقاء وَغضّوا الطَرف مِن خَجلِ
وَبَلدةٍ ما يُرى فيها سِوى بَطَلٍ / فَأَصبحت ما يُرى فيها سِوى طَلَلِ
قُل للمُولّين كُفّوا الطَرفَ مِن جُبُنٍ / عِندَ اللِقاء وَغضّوا الطَرف مِن خَجلِ
طَلَبتُم السَهلَ تَبغونَ النَجاةَ وَلَو / لُذتُم بِمَلكِكُم لُذتم إِلى الجَبَل
أَسلَمتُموهُ وَوَلَّيتُم فَسَلَّمَكُم / بِرِفقَةٍ لَو بَغاها الطَودُ لَم يَنَلِ
مُسارِعين وَلَم تُنثل كَنائنُكم / وَالسُمر لَم تُبتَذَل وَالبيض لَم تُذلِ
وَلا طَرَقتُم بوَبلِ النَبلِ طارِقَةً / وَلا تَغَلغَلَت الأَسيافُ في القُلَلِ
فَقامَ فَرداً وَقَد دَلَّت عَساكِرُهُ / فَكانَ مِن نَفسه في جَحفَلٍ زَجِلِ
في مَشهَدٍ لَو لُيوثُ الغيل تَشدهُ / خَرَّت لأذقانها مِن شِدَّةِ الوَجلِ
وسطَ العِدى وَحدَه ثبت الجِنان وَقَد / طارَت قُلوبٌ عَلى بُعدٍ مِن الوَهَلِ
يَعودُ فيهم روَيداً غَيرَ مُكتَرِثٍ / بِهِم وَقَد كَرَّ فيهم غَيرَ مُحتَفِلِ
يَزدادُ قُدماً اليهم مِن تَيقُّنِهِ / أَنَّ التأخر لا يَحمي مِن الأَجَلِ
ما كانَ أَقربَهُم مِن أَسرِ أَبعدِكُم / لَو أَنَّهُم لَم يَكونوا عنه في شُغُلِ
ثَباته في صُدورِ الخَيلِ أَنقَذَكُم / لا تَحسَبوا وَثَباتِ الضُمَّرِ الذُلَلِ
ما كل حينٍ تُصابُ الأُسدُ غافِلَةً / وَلا يُصيبُ الشَديدَ البَطشِ ذو الشَلَلِ
وَاللَه عَونكَ فيما أَنتَ مُزمِعُهُ / كَما أَعانَكَ في أَيّامِكَ الأَوَلِ
كَم قَد ملكت لهم مُلكاً بِلا عِوَضٍ / وَحُزتَ مِن بَلَدٍ مِنها بِلا بَدَلِ
وَكَم سَقَيتَ العَوالي مِن طُلى مَلِكٍ / وَكَم قَرَيتَ العَوافي مِن قَرا بَطل
وَأَسمَرٍ مِن وَريد النَحرِ مورِدُهُ / وَأَجَدلَ أَكلهُ مِن لَحمِ مُنجَدِلِ
حَصيدُ سَيفك قَد أَعفَيته زَمَناً / لَو لَم يَطُل عَهدُه بالسَيفِ لَم يَطُلِ
لانكَبَّت سَهمكَ الأَقدارُ عَن غَرَضٍ / وَلا ثَنَت يَدَكَ الأَيّامُ عَن أَمَلِ