المجموع : 3
دارِ الهوى فلسلطان الظُّبا دول
دارِ الهوى فلسلطان الظُّبا دول / وللغرام وغى فرسانها المقل
إذا أدارت ظباءُ الأنسِ أعينَها / حُمَّ الحمامُ وخام المُحْرَبُ البطل
كأنما لحظاتُ البيضِ خُرَّدِها / بين الجوانح بيضُ الهندِ والأسل
بانوا وما عهدت نفسي شموسَ ضحىً / أضحتْ مطالعهن الأينق الذلل
حتى رأيتُ قبابَ الحيِّ قد رُفِعتْ / وقد تراختْ على لبّاتها الكلل
حَلُّوا بساحاتِ أجراع الحمى ونأوا / فما لنا غيرُ أنفاسِ الصِّبا رسل
يا فتيةَ الحيِّ كفوا الأعين النجلا
يا فتيةَ الحيِّ كفوا الأعين النجلا / عنا وشأنكم والبيضَ والأسلا
إنَّا نهاب وسمر الخط مشرعة / قناً نواعمَ منكم لا قنا ذبلا
ونستجير ببيض وُشِّحَتْ خللاً / من مرهفات لبيض وشحت حللا
أين السيوف التي قد أُلبست زَرَقَاً / من السيوف التي قد أُلبست كَحَلا
آرامكم كانساتٌ في الضلوع وإن / قالوا دعا السرب داعي البين فاحتملا
يا ظبية الغورِ لا نهوى النجادَ ولا / نبغي من العيش في أطلالكم حِوَلا
ما بال طيفكمُ يغشى منازلكم / فلا تعدّ له جنَّاتكم نزلا
كم تبخلون وما زالت عشيرتكم / تدعو لمشتاتها في الأزمة الجفلى
وتغدرون وهذا بيت عزّكم / يحالف المجدَ سمكاً والعلا طولا
أما العزاءُ وقد سارت جمالكم / لا ناقةً أدَّعي فيه ولا جملا
وقفت في عرصات الدارِ أسألها / بالقومِ ما فعلوا والعهدِ ما فعلا
وقد ذكرنا حمول الحيِّ فاحتملت / منَّا الضلوع غراماً أثقل الإبلا
وربَّ دهر وصلنا الأنس فيه فلا / أدري أرقَّ لنا أم نام أم غفلا
وَطَفْلَةٍ أَشرقت شمساً فما سفرت / إلاَّ أعارت رداءَ الجونة الطفلا
عدنية وهي من عدنان إن نسبت / إذا رمت فحسبنا قومَها ثعلا
باتت تعلِّلني صهباءَ ريقتها / والنجم ينظر منها نظرة قبلا
حتى بدا ذنبُ السرحانِ يُعْجِلنا / برفعهِ من ظلامِ الليل ما انسدلا
فيا لبدرِ تمامٍ بات في عضدي / حتى إذا طلعتْ شمسُ الضحى أَفلا
ويا لغصنِ نقا لدنٍ معاطفُهُ / سقيته الدمعَ حتى أثمر القبلا
تبريّةُ اللونِ مثل الغصن قد لبستْ
تبريّةُ اللونِ مثل الغصن قد لبستْ / ثوبَ الردى معرضاً في موقف الجذلِ
طرت عزاء تطرب إلى أمل / من السرور تفرق من الوجل
تشدو وقد مسحت عنها مدامِعَها / أنا الغريق فما خوفي من البلل