بالملكِ النَاصرِ استنارتْ
بالملكِ النَاصرِ استنارتْ / في عصرنا أَوجهُ الفضائلْ
عليَّ من حقِّهِ فروضٌ / شكراً لما جادَ من نوافلْ
يوسفُ مصرَ الذي إليهِ / تشدُّ آمالنا الرَّواحْ
أَجريتَ نيلينِ في ثراها / نيلَ نجيعٍ ونيلَ نائلْ
رأيكَ في الدَّهرِ عن رزايا / جلا مهماته الجلائلْ
كم كرمٍ من نداكَ حارٍ / وكم دمٍ من عداك سائلْ
وكم معادٍ بلا معادٍ / ومستطيلٍ بغيرِ طائلْ
وحاسدٍ كاسدِ المساعي / وسائدٍ ناطقِ الوسائلْ
أَقررتَ عين الإسلام حتى / لم يبقَ فيها قذىً لباطلْ
وكيف يزهى بملكِ مصر / من يستقل ذنباً لنائلْ
وما نفيتَ السُّودانَ حتى / حُكمِّتِ البيضُ في المقاتلْ
صيرتَ رحبَ الفضاءِ ضيقاً / عليهمُ كفة لحابلْ
وكلُّ رأي منهم كراءٍ / وأرضُ مصر كلام واصلْ
وقد خَلتْ منهمُ المغاني / وأَقفرتْ منهمُ المنازلْ
وما أُصيبوا إلاّ بطلٍّ / فكيف لو أُمطروا بوابلْ
وقد تجلّى بالحقِّ ما بال / باطل في مصر كان عاجلْ
والسُّودُ بالبيضِ قد أُبيحوا / فهي بَوَازٍ بهم نوازلْ
مؤتمنُ القومِ خانَ حتى / غالتْهُ من شرِّه غوائلْ
عاملكُمْ بالخنا فأضحى / ورأْسُه فوقَ رأْسِ عاملْ
وحالف الذُّل بعد عزٍّ / والدَّهرُ أحواله حوائلْ
يا مخجلَ البحرِ بالأيادي / قد آن أن تُفتحَ السواحلْ
فَقدِّس القدسَ من خباثٍ / أرجاس كفر غُتم أراذل