القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 12
إذا خلوتَ بمحبوبٍ تُجمِّشُهُ
إذا خلوتَ بمحبوبٍ تُجمِّشُهُ / فاملأ محاسِنَ خَدَّيه من القُبَلِ
وأضحِك الوصل بالهِجران منه ومل / عن التحلّم للّذّاتِ والغزلِ
لا شيءَ أحسن من كفّ تُغَمِّزها / كَفٌّ ومن مُقلٍ ترنو إلى مُقَلِ
ومِن فم في فم عَذْبٍ مُقَبَّلُه / كأنّ رِيقتَه ضَرْبٌ منَ العسل
حتى إذا نلتَ ما تهوَى بلا كدرٍ / فاجعل منامك فوقَ المَتْن والكَفَل
وقل لمن لام في لهوٍ تُسرّ به / إليك عنّي فإنّي عنكَ في شُعُل
إنّ الثّقِيل هو المحرومُ لَذَتَه / لا بارك الله فيمن راح ذا ثِقل
صِدتَ المَهَا وظباءَ الوحشِ راغمةً
صِدتَ المَهَا وظباءَ الوحشِ راغمةً / والطيرَ في جوِّها واللهوَ والغَزلا
لازلتَ تصطادُ يا أَعلى الأَنامِ عُلاً / شُوسَ الرِجالِ وعِزّ الملكِ والدُّوَلاَ
يا مالك الأرضِ بعد المالِكين لها / ويا إماماً على الرحمان مُتَّكِلا
لا تَمَّم الله لِي في مدّتي أملاً / إن لَمْ تكن لِيَ فِيما أرتجِي أملا
إذا غدا كلُّ خَلقٍ عنك مشتغِلاً / غدا ودادك لي عن كلّهِم شُغُلاً
السعدُ معترِضٌ والدهرُ مُقْتَبِلُ
السعدُ معترِضٌ والدهرُ مُقْتَبِلُ / فانْعَمْ فقد نعِمَتْ عِزّاً بك الدّولُ
وأَطَيبُ العيشِ راحٌ مِن يدَيْ قمرٍ / مُهَفْهفٍ نُقْلُها التجْمِيش والقُبَل
أما ترى كيف نادى النايُ مِزهَرَهُ / وأَذّنَ الطَبلُ طاب اللهوُ والغَزلُ
أنت العزيزُ الذي عَزّتْ بدَولتِه / معالِمُ الدينِ واستعلَى به الأملُ
خذها أَلذّ من التجمِيش والقُبَلِ
خذها أَلذّ من التجمِيش والقُبَلِ / ودَعْ ملالَك إِن الدهرَ ذو مَلَلِ
ولا تُطِعْ في الصَّبا لَوْماً ولا عَذَلاً / لا باركَ الله في العُذّالِ والعَذَلِ
وغُدوةٍ حَطّ فِيها اللهوُ أرْحُلَهُ / بِنا على الراحِ والريحانِ والغَزل
والنايُ يشْكُو إلى المثنَى صبابَتَه / شكْوَى المحبّ إلى المحبوبِ في مَهلِ
كأن ضجّة صوتِ الطبلِ بينهما / ضجِيجُ عِزّ أبِي المنصورِ في الدولِ
لاحظتُه فرمتْ قلبِي لواحِظُه
لاحظتُه فرمتْ قلبِي لواحِظُه / بأسْهُمٍ ما لها رِيشٌ سِوى الكحَلِ
فبان في مُهْجَتي آلامُ أَسهُمِهِ / وبان لونُ دمِي في خَدِّه الخَجِلِ
فَلَيتَهُ إذ سقانِي سُمَّ مُقْلتِه / صِرفاً سقانِي مُدامَ الَّلحْظِ بالقُبَلِ
أَوليته صدَّ عن هَجْرِي ومَظْلمتِي / كمَا صَددتُ بقلبِي فيه عن عَذَلِ
بَعَثْتُها قَهْوةً صَفْرا مُعَتَّقَةً
بَعَثْتُها قَهْوةً صَفْرا مُعَتَّقَةً / حمراء تُنْبِت وَرْدَ الحُسْنِ للقُبَلِ
فاشربْ مُهَنًّا على رَغْم الحَسودِ لنا / واطْرَبْ مُغَنّىً فهذا أَحْسَنُ العَملِ
غَيْري رَمَيْنَ ذواتُ الأَعْين النُّجُل
غَيْري رَمَيْنَ ذواتُ الأَعْين النُّجُل / إِذْ رِشْنَ نَبلَ فُتورِ اللّحظ بالْكَحَلِ
مَن راحَ صَبّاً بحبّ الغانياتِ فلي / قَلْبٌ بحبِّ المعالِي راحَ في شُغُل
وكم صبوتُ إلى وَرْدِ الخدود ولم / أَرْضِ العذولَ الذِي قد لجّ في العَذَل
لم يَحْم مَنِّيَ خَدّاً لَدْغُ عَقْرَبهِ / ولا ثَنَتْنِي سهامُ اللّحظِ عن مُقِل
ولا نَهْتني حُلَى ألفاظِ غانيةٍ / عن رَشْفِ ما في ثَناياها من العَسَل
ولا قَنِعتُ بزور الْوَعْدِ من رَشَإٍ / دون التّعانُقِ والتَّجميش والقُبَلِ
ما زلتُ أَخلع في رَبْعِ الصِّبا رَسَنِي / لَهْواً وأسحبُ فيه رَيْطةَ الغَزَلِ
فالآن لمّا قَضَتْ نَفْسي مآربهَا / ونِلتُ من كلّ شيءٍ غايةَ الأَملِ
أَقصرتُ يا سَلْمَ عمّا تَعلمِين فما / أَصْبُو لَربْع ولا أَبْكي على طَلَل
لمّا بَلغتُ أشُدِّي بعدما انْقَرَضَتْ / بعد الثّلاثين خَمْسٌ مِن زمانِيَ لي
راجعتُ حِلمي وآثرتُ الوَقَار وَمن / يَحْلُمْ يُوَقَّرْ ومَنْ يَسْتَحْي يُنتضلِ
كما أطعتُ شبابي في الصِّبا فكذا / أُطيع في صالح الأعمال مُكْتَهلي
يا شهْرَ مُفْترضِ الصَّوْمِ الذي خَلَصَتْ / فيه الضمائُر بالإخلاصِ في العمل
أَرْمَضْتَ يا رمضانُ السِّيئاتِ لنا / بُشْر بِنا للتُّقَى عَلاَّ على نَهَلِ
صَومٌ وبِرٌّ ونُسْكٌ فِيك مُتّصِلٌ / بِصالحٍ وخشوعٍ غيرِ منفصِل
يا ليت شهركَ حَوْلٌ غيرُ مُنْقَطِع / وليت ظِلِّك عنّا غيرُ مُنْتقِل
ما أنت في أشهرِ الحَوْلِ الّتِي سَلفتْ / إلاّ كمثِلِ نِزارٍ في بني الرُّسُلِ
مَلْكٌ إذا سِيلَ أَغْنَى السائِلين له / وإن هُمُ سكَنوا أعْطَى ولم يُسَل
تَلقاه في الحربِ كَرَّاراً إذا اسْتَعَرتْ / وحامَ طيرُ الرَّدَى بالمعشِر النُّزُلِ
حَسّام ما مِنْ عِظماتِ الأُمور أَبَيْ / نَ الحَسْمَ وَصَّالُ ما مِنهنّ لم يَصِل
لا بالضعيف قُوَي الآراءِ عن حَدَثٍ / يُرْدِي الأنامَ ولا الهِّيابةِ الوْكَلِ
يَنال بالسيف ما تَعْيا السيوفُ به / وبالنَّباهة ما يُعِيي ذوِي الحِيَلِ
يقظانُ حِين ينامُ الحزمُ مُحْتَرِسٌ / مُتَرَّفٌ شَرِسٌ عَجْلانُ ذُو مَهَلِ
زِنْت الخلافةَ مذ أُلْبِسْتَ خِلْعَتَها / وزدْت دَوْلَتَها عِزّاً على الدُّوَل
لولاكَ كانتْ بِلا جِيد ولا جَيَد / ولا جفونٍ ولا كُحْلٍ ولا كَحَلِ
نَظَمتَ بالعدلِ تيجانَ البهاءِ لها / وبالسماحةِ وَشْيَ الْحَلْي والحُلَلِ
فالدِّينُ غيرُ مهِيض إذ نهضتَ به / وَفَيْلَقُ الجودِ منصورٌ على البَخَلِ
والكفرُ في شَظَفٍ والدينُ في شَرَف / والجودُ في سَرَفٍ والناس في جَذَلِ
فانْعَمْ بعيدٍ تركتَ المسلِمينَ به / سِلْماً وغادرتَ أَهل الكفِر في جَدَلِ
نصرتَ مِلّةَ جَدَّيك الَّلذَيْ سلَفا / حتى غدتْ بك تَسْتَعلي على المِلل
لئن أتى العِيد مِن لُقياكَ في فَرحٍ / لقد مَضَى الصومُ مِن منآك في ثَكل
برزتَ فيه بروزَ الشمسِ طالعةً / وقد أَعاد الضُّحاءَ النَّقْعُ كالطَّفَل
والبيضُ تَزْهَرُ والأَعلامُ خافقةٌ / والأرضُ في رَهَج والجوُّ في زَجَلِ
فليس يَصْرِف لحظَ العين مُرْسِلُه / إِلاّ إلى سابحٍ في الأرِض أو بطلِ
والشمسُ فوقَ مَدارِ الجِيشِ قد حُجِبتْ / في جَوِّها بمُتون البِيضِ والأَسَلِ
حتى بلغتَ المُصَلّى خاشعاً نَسِكاً / خشوعَ جَدِّك في أَزمانِه الأُولِ
فقمتَ فيهم خطيباً مِصْقعاً لَسِناً / بكلّ مُنْفَصِلٍ نَثْراً ومُتَّصِل
فَأيُّ قلبٍ جلِيدٍ لَم يرِقَّ لهمْ / وأيُّ موعِظَةٍ غَرَّاءَ لَم تُقَلِ
بلاغَةٌ نبوِيٌ النَّظمِ مُحْكَمُها / وخُطْبَةٌ لم يَنْلها مُهْمَلُ الخَطَلِ
أَبنْتَ بالحقِّ ما قد كان مُشْتَبِهاً / من الهُدَى فَتَجَلَّى كُلُّ مُشْتَكِل
برهانُ صِدْقٍ شَفَيتَ الأَولياءَ بِه / وسُقْتُه بين رَيْثِ القَول والعَجَلِ
نالوا بما سمِعوا الزُّلفَى فما افْترقُوا / إلاّ وهُمْ من رِضا الرّحمانِ في جُمَلِ
صلَّوا وراءَك والأَملاكُ خلفَهُمُ / مُبَلَّغين لأَعَلى السُّؤْلِ والأَملِ
ومَحَّصَ الله ما كانوا قد اقْترفوا / حتى تَبَّروا من الآثام والزَللِ
وما تَأخرّتُ من زهد خسرتُ به / أجري ولا غبت عن رؤياك من مَلَلِ
ومَن يبيعُ نهاراً مُشْرِقاً بدُجىً / ومن يَخُوصُ ضُحَى الإِصباح للطَّفَل
لكن تخلّفتُ من سُقْمٍ ومِن أَلمٍ / طِفقْتُ بينهما كالهائِم الخَبِل
داءٌ يذودُ عن العينين نومَهُما / وعِلَّةٌ بِيَ قد زادَتْ على العِلل
فإن تكن قَصَّرتْ بِي عنك إذ سَقِمَتْ / رِجلِي فإنّي صحيحُ الودّ والعملِ
لا وجُه نُصْحي وطاعاتي بمُنْصَرِفٍ / عَمّا عهِدتَ ولا قلبي بمُنْتَقِل
إنِّي بحبّك ممزوجٌ كما مَزَجَتْ / أيِدي السُّقاة مِزاجَ الماء بالعَسلِ
صلّى عليك وأعطاك السعادةَ مَنْ / حَباك بالنّصرِ والتأخيرِ في الأَجل
لَجُّوا فَلَجَّ غرامي فيكَ إذْ عَذَلوا
لَجُّوا فَلَجَّ غرامي فيكَ إذْ عَذَلوا / ولِلمُحِبّ لَجاجُ يَغْلِبُ العَذَلاَ
قالوا سلاَ عنكَ فاسْلُ عن مَحَبَّته / فقلتُ مَنْ لي بأَنْ أَسْلُوه حينَ سَلاَ
أَبَرْقَ مَبْسِمِه أَنْسَى ولُؤْلُؤَهُ / أم قَدّه مائلاً طَوْراً ومُعْتَدِلا
أَمْ لَفْظهُ عَجِلاً أَم خدّهُ خَجِلاً / أمْ طَرْفَه كَحِلاً أَم لَحْظَهُ ثَمِلا
أَمْ صدَّه وجِلاً أَمْ دَمْعَه خَضِلاً / أَمْ شَعْرُه رَجِلاً أمْ خَطْوَه كَسِلاَ
أمْ كِبْرَه صَلفاً أم لِينَهُ تَرَفاً / أم خَصْرَه هَيفاً أم رِدفَهُ ثِقَلا
ظَبْيٌ غدا الحسنُ بين الناسِ مُفْتَرِقا / وراح فيه وفي أعطافه جُمَلا
من لي بتَقْبِيلِ خَدّيْه وَوَرْدُهُما / مِن لُطْفِ رِقَتِهِ لا يَحْمِل القُبَلا
ما اسْتُحسِنَ الحُبُّ حتى اسْتُقْبِحَ الْعَذَلُ
ما اسْتُحسِنَ الحُبُّ حتى اسْتُقْبِحَ الْعَذَلُ / فاكْفُفْ فَلُوْمُك كُحْلٌ والهَوَى كَحَلُ
إنّ اللّواتي غَدَا حِنَّاؤُهن دَمِي / هُنّ الّلواتي عليهنّ الحشَا كِلَلُ
كَأَنَ كلَّ فَتيقٍ يومَ بَيْنِهِم / بأَسوِد القلبِ والعينينِ مُنْتَعِل
أَتْبَعْتُهُمْ من دُموعي كُلِّ مُنهمِر / يُرْضي الغَرامَ وإنْ لَمْ تَرْضَهُ المُقَلُ
حتّى سَقَى دارَهُمْ من صَوْبِه دِيَماً / فِيها لغُلَّةِ أكبادِ الثَّرَى عَلَلُ
ما في الخُدورِ سِوى الأَقمارِ طالعة / من البراقِعِ والأَغْصانِ تَنْتَقِل
أَبْدَيْنَ بْرقَ ثُغورٍ دُون مَلْثِمَها / لحظٌ جِراحٌ ظُباهُ لَيْسَ تَنْدَمِلُ
ولُثْنَ أَردِيَةَ الْوَشِي الرِّقاقَ علَى / قَناً تَمِيلُ بِكُثْبانٍ وتَعْتَدِلُ
أَثقَلْنهنّ فلا الأَرْدَاف مائدةٌ / ولا الخُصُورُ من التَّهْييفِ تَنْخزِل
تَضادد الحُسْنُ في أَبْشَارهنّ بما / تَمَّتْ لهنّ بِه الأَوصاف والجُمَل
فلا العيونُ من التّفْتِير فاترةٌ / ولا الخدودُ من التَّضْرِيج تَشْتَعِل
أَلْثَمْننا بَرَداً زادَ الجوى لَهَباً / كَأّنما بَرْدُه في حَرّه شُعَلُ
فما ارْتَشَفنا شِفاهاً قَبْلها كَشَرَتْ / عن لُؤْلُؤٍ يُجْتَنَى من لَثْمِه عَسَلُ
ولا رأَينا رِماحَ الخَطّ تُثْمِرُ ما / يصبو إلى قَطْفِهِ التَّجْمِيشُ والقُبَل
مالِي وللِدّهر يَهْوَى ما أُساءُ به / فكلّ يومٍ لِمن أَهواه مُرْتَحَل
وأَعظُم الُّرزْءِ عِندي أَن أُصاب بما / ينأَى بِه عنِّيَ الخُلاّن والخلل
تالله لا لُمُت أَيّاماً وآونةً / حَسَدنَها فِي العزيزِ الأَعصُرُ الأُوَل
ألقتْ مَقاليدَها الدُّنيا لراحتِه / وأَمَّهُ المجدُ واستَعْلَى به الأَمل
إنّ الخلافةَ مُذْ لاذت بحَوْزَته / لم يطمع النقصُ فيها لا ولا الزَّلَل
نِيطَت بَأَحزَمِ مَن يُرْجَى لنائبةٍ / رأْياً وأَكرم من يعفو ومن يَصِلُ
أَلْفَتْهُ كُفْؤاً وأَلفاها مُشَرَّدةً / إذْ عَزّها عَدَمُ الأَكفاءِ والعضَلُ
عادَتْ بلُقْيَاهما الدّنيا لرَوْنقِها / كالشمس لمّا تَلَقّى نورَها الحَمَلُ
جَلاَ الزمانَ فما في ليلةِ غَسَقٌ / ولا لِشمسِ الضُّحى في أُفقْهِا طَفَل
ورَدَّ للدِّين والدّنيا شَبابَهُما / فالدِّين مستأْسِدٌ والدهرُ مُقْتَبِل
كأَنّما مُلْكُه في جِيده جَيَدٌ / وحُسْنُ سِيرتِهِ في عَيْنهِ كَحَلُ
خلافةٌ يُعْضُدُ القولَ الفَعالُ بها / ويسبِق الوعدَ للمستْصِرخ العَجَل
فإن تكن هاشِمٌ سادتْ وسادَهُمُ / آباؤك الخلفاءُ القادةُ الفُضُل
فأنت آخِرُهُم عَصْراً وَأفضلُهم / وبالأَواخِر يزكو القولُ والعملُ
سادُوا ولم يَبلُغوا ما أنتَ بالغُه / كذلِك الأرَض فيها السهل والجبل
فقل لمن رام منهم نَيْلَ خُطّتِهِ / متى حوى ما حوتْ شمسُ الضّحى زُحَلُ
لا يُبْطِرَنَّكُمُ أَنْ كان جَدُّكمُ / وَجَدُّهُ خَيْرَ من تَسْمُو به الرُّسُلُ
فما ثُغورُ العَذَارى كُلُّها عَطِرٌ / ولا عيونُ الغوانِي كُلُّها نُجُلُ
خليفةَ الله سُدْ واشْرُفْ وَجُدْ كَرماً / وافْخَر وصِل واعْلُ واظْفرْ إنك البطلُ
فكم سَرَيْت إلى الأَعداءِ إذْ جَنَبُوا / وكم غدوتَ رَبيطَ الجَأشِ إذ فَشِلوا
وكم سبقتَهُمُ للمجد إذ فَتَروا / وكم هَدَيْتَهُمُ للحقّ إذ جهلوا
وكم نهضتَ إلى العَلْياءِ إذ عَجَزُوا / وكم أَفضْتَ بِحارَ الجُودِ إذْ بَخلوا
لولاك ما جَرَّدُوا البِيضَ التِي اشْتَمَلوا / ولا أَطالوا قَنَا الخَطّ التي اعْتَقَلوا
بك استردَّ بنوا الزَّهراءِ حَقَّهُمُ / بعد اغْتِصابٍ وأُعطوا كُلَّ ما سأَلوا
حتى مَشَوا فوقَ قَرْنِ الشمسِ فاهتبلوا / من العِدا فوق ما كان العِدا اهْتَبَلوا
ما ضَرَّهمْ مِنْ عَلِيٍّ جدّهِمْ بعَدٌ / لما رَأَوك فأنت الجِدُّ لا الهَزَل
إن لم يكن رجلاً من أنت سابِقُه / فليس إلاّك في هذا الورى رَجُل
إنّ الأُلَى من ذوِي التَفْضِيل لو نُشِروا / وعايَنوا مِنكَ هذا الفضلَ ما فَضَلوا
رُعْتَ الحوادثَ حتى لم تَرُعْ أحداً / واعتلتَها فهي سِلمٌ ما لها غِيَل
وحُطْتَ مُلكَك حتى اشتدّ مَعقِلُه / عِزّا وطالت به في عصرِك الطِوَل
خلافٌ قد أذلّت من يخالفها / ودولةٌ عَبَّدتْ أَيَّامَها الدُّوَل
فبأسُ يُسْراك للأرواح محْترِمٌ / وجودُ يُمناك للأموال مبتذل
رِضىً وسخط إذا دَرَّا لمُحْتَلِبٍ / تَخالَفا فاسْتُدِرّ الصاب والعسل
جيشاك إمّا القنا والبِيضُ مُشْرَعَة / يومَ اللقاءِ وإِما الرأيُ والحِيَل
كم نِلتَ بالمَهْلِ ما تعيا السيوفُ به / ونلت بالسيف ما يَعيْا به المَهَلُ
فليس إلاّ على جَدْواك مُتَّكَلٌ / وليس إلاّ إلى مَغناك مرتحَل
سأَلْتُه قُبْلَةً يوما على عَجَلِ
سأَلْتُه قُبْلَةً يوما على عَجَلِ / فاحمرّ مِن خَجَلٍ واصفرّ مِن وَجَلِ
واعتلّ ما بين إسعافٍ يُرَقِّقه / وبين مَنْعٍ تَمادَى فِيه بالعِلل
وقال وجهِيَ بدرٌ لا خَفاءَ به / ومُبْصِر البدرِ لا يدعوه للقُبَلِ
كَلَّلْتَ ودَّك لي بالبِرّ والنَّفَلِ
كَلَّلْتَ ودَّك لي بالبِرّ والنَّفَلِ / لما بَعَثْتَ بما أَهْوَى مِن الكِللِ
وكنتَ تنزِل من قلبي بمنزِلةٍ / مَصونةٍ ما لها في القلب مِن مَثَلِ
فقد غَدا لك قلبي اليومَ أَجمعُه / يُصْفيك ودّا مقيما غيرَ مُنْتَقِل
وما أُكافِيك إلاّ عن هَوىً رَسَخَتْ / أصولُه فيك لم يَنْقُصْ ولم يَحُل
فأنت نِعم الوليُّ المُستعانُ بِه / وخيرُ من وَلَدت حَوَّاءُ مِن رجل
لا زال قلبيَ مشتاقاً إليك كما / يشتاق قلبُ الهوى لِلأَعينِ النُّجُل
خُذْها وعُذْرِي في التقصير أنّي قد / كتبتُها وأنا فِيها على عَجَلِ
دعوتُه لِوصالي فانَثَنى خجِلاً
دعوتُه لِوصالي فانَثَنى خجِلاً / واعتّل عِلَّةَ من لا يَعرِف العِللاَ
خاف الرقيبَ فقالت عَيْنُه نَعَماً / ثم اْلتَوَى لفظُه عن مُقْلَتَيه بلاَ
يا حَّبذا عينُه بالوعدِ مُسْعِفةً / وحبَّذا لفظُه بالمنعِ مُبْتَهِلا
أشكو إليه فَتَرْثي لي لواحظُه / حتّى بدا الدمعُ من عينيه مُنْهمِلا
كذا القلوبُ إذا رقَّتْ فآيَتُها / أَنْ تُضعِف اللفظَ أو أن تُحدِثَ الخَجَلا
فَدَيْتُ من لَم يَزلْ إِن لاحَ شَمْسَ ضُحىً / وَصَيَّرَ الغصنَ قَدّاً والنقا كَفَلا
رَمَى الرقيبَ بعينَيه فأسكَرَه / عنّا ولم نَخْشَ تَنْغيصا ولا وجَلا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025