المجموع : 5
أَوصي غَنيّاً فَما أَنفكُّ أَذمرُهُ
أَوصي غَنيّاً فَما أَنفكُّ أَذمرُهُ / أَخشى عليه أُموراً ذاتَ عقّالِ
إِمّا هللتَ وَلَم تنظر إِلى نَشبٍ / كَما تَعَطَّلَ بَعد الخلقةِ الحالي
فَقَد فَتَحتُ لَك الأَبوابَ مغلقَةً / فاِدخُل عَلى كُلِّ ذي تاجينِ مِفضالِ
دار المُلوكِ تَعِش في غمرِ مجدِهِمُ / واِرفَع رَجاءَك عَن عَمٍّ وَعَن خالِ
إِلقِ الرِجالَ بِما لاقوكَ مِن كَثَبٍ / ضرّاً بضرٍّ وَإِبهالاً بابهالِ
داود داودُ لا تفلت حَبائله / واِشدد يديك بِباقي للودّ وَصّالِ
فَما نسيت فداكَ الناسُ كلُّهُمُ / وَما أَثمَرُ من أَهلٍ وَمِن مالِ
يَومَ الرويثةِ وَالأَعداءُ قَد حضروا / إِذ جئتُ أَمشي عَلى خَوفٍ وَأَهوالِ
وَالناسُ يَرمونَ عَن شَرٍّ بِأَعيُنِهِم / كالصَقرِ أَصبحَ فَوقَ المَرقبِ العالي
لا يَرفعونَ إِلَيهِ الطرفَ خشيَتهُ / لا خَوفَ فُحشٍ وَلكن خَوفَ إِجلالِ
حَتّى تَلافَيتَ حاجاتي فَسؤتَهُمُ / فَقَد تبرّا أُولو الشَحناءِ أَحوالي
ثُمَّ استَقَلَّ بهم ضَخمٌ حمالتُهُ / أَلقى أَشطّةَ ظَهري بَعد إِثقالِ
خفضتَ جأشاً وَقَد رامَ النشوزُ وَقَد / جاءَت لتلحقَ بالمِصرَينِ أَحمالي
أَرَسمُ سَودَةَ مَحل دارِسُ الطَلَلِ
أَرَسمُ سَودَةَ مَحل دارِسُ الطَلَلِ / مُعَطَّلٌ رَدّهُ الأَحوالُ كالحَلَلِ
لَمّا رأى أَهلَها سَدّوا مَطالِعَها / رامَ الصُدودَ وَعادَ الوَدُّ كالمَهَلِ
وَعادَ ودُّكَ داءً لا دَواءَ لَهُ / وَلَو دَعاكَ طوالَ الدَهرِ للرحَلِ
ما وَصلُ سَودَةَ إِلّا وَصلُ صارِمَةٍ / أَحَلَّها الدَهرُ داراً مأكلَ الوَعَلِ
وَعادَ أَمواهُها سَدماً وَطارَ لَها / سَهمٌ دَعا أَهلَها للصّرمِ وَالعِلَلِ
صَدّوا وَصَدَّ وَساءَ المَرءَ صَدُّهُمُ / وَحامَ لِلوِردِ رَدهاً حَومَةَ العَلَلِ
وَحَلّؤُهُ رِداهاً ماؤُها عَسَلٌ / ما ماءُ رَدهٍ لَعَمرُ اللَهِ كالعَسَلِ
دَعا الحَمامُ حَماماً سَدَّ مَسمَعَهُ / لَمّا دَعاهُ رآهُ طامِحَ الأَمَلِ
طُموحَ سارِحَةٍ حَوم مُلَمَّعَةٍ / وَمُمرعُ السِرِّ سَهلٌ ماكِدُ السَهَلِ
وَحاوَلوا رَدَّ أَمرٍ لا مَرَدَّ لَهُ / وَالصُرمُ داءٌ لأهلِ اللَوعَةِ الوُصُلِ
أَحَلَّكَ اللَهُ أَعلى كُلِّ مَكرُمَةٍ / وَاللَهُ أَعطاكَ أَعلى صالحِ العَمَلِ
سَهلٌ مَوارِدُهُ سَمحٌ مَواعِدُهُ / مُسَوَّدٌ لِكِرامِ سادَةٍ حُمُلِ
أَغذو تِلاداً مِن الأَشعارِ أُصلِحُها
أَغذو تِلاداً مِن الأَشعارِ أُصلِحُها / صَلاحَ ذي الحَزمِ لِلحاجاتِ وَالرِتَلِ
أَحذو قَصائِدَ للراوينَ باقيَةً / كَأَنَّها بَينهُم موشِيَةُ الحُلَلِ
إِمّا نَسيباً وَإِمّا مَدحَ ذي فَخَرٍ / يَبقى وَإِمّا ادّخاراً مِن ذَوي خَطَلِ
حَتّى إِذا اِمتَلأت أَسماعُهُم عَجَباً / وَاِستوقِفَت في قُلوبِ القَومِ كالعَسَلِ
أَهوَوا اليها لغَوصٍ في مَسارحِها / لَم يَقرَعوا أُمَّهاتِ الشَولِ لِلحَبَلِ
فاِستَطلَعوا عُقُلاً لا يَعقِلونَ بِها / وَأَوضَعوا قَعدَ المَجموعِ في الهَمَلِ
وَما أُشارِكُهُم في طَرقِ فَحلِهُمُ / وَلا بسَهلٍ أُراعيهِم وَلا جَبَلِ
ما إِن أَزالُ أَرى وَسمي فأعرِفُهُ / في ذَودِ آخرَ مَوسوماً عَلى قُبُلِ
وَما وَسَمتُ قِلاصاً وَهيَ راتِعَةٌ / حَتّى أَتَت رَغمَ الأَقيادِ وَالعُقُلِ
لا يَرفَعونَ إِلَيهِ الطَرفَ خِشيَتَهُ
لا يَرفَعونَ إِلَيهِ الطَرفَ خِشيَتَهُ / لا خَوفَ بأسٍ وَلَكِن خَوفَ إِجلالِ
اللَهُ جارُ عِتيٍّ دعوةً شَفَقاً
اللَهُ جارُ عِتيٍّ دعوةً شَفَقاً / مِن الزَمانِ وَشَرُّ الأَقرَبِ الوالي
مِن كُلِّ أَحيَدَ عَنهُ لا يُقَرِّبُهُ / وَسطَ النَجيِّ وَلا في المَجلِسِ الخالي