المجموع : 7
إنْ قُلتَ وَيحكَ فافعلْ أيُّها الرَجُلُ
إنْ قُلتَ وَيحكَ فافعلْ أيُّها الرَجُلُ / لا يَصدُقُ القَولُ حتَّى يشهَدَ العَمَلُ
تقولُ أسلُو الهَوَى والعينُ داميةٌ / وأترُكُ الشَّوقَ والأنفاسُ تَشتعِلُ
ما زِلتَ تَهوى الطُّلَى حتى أقامَ على / فَودَيكَ من لَونِها ما ليسَ يَرتحلُ
إذا كَساكَ بَياضُ الشَّيبِ رائعةً / تضاحَكَتْ من هَواك الأعيُنُ النُجُلُ
هيهاتِ ليسَ لأيَّامِ الصِّبا عِوَضٌ / حَتَّى يكُونَ لهُ من نفسهِ بَدَلُ
هيَ الحياةُ التي أبقت لنا طَرَفاً / كالدَّارِ يَبقَى لَنا من بَعدِها طَلَلُ
لِكُلِّ كأْسٍ شَرابٌ يُستَحَبُّ لها / وكلُّ عَصرٍ لهُ من أهلهِ دُوَلُ
أليَومَ قامَتْ فتاةُ المُلكِ بارزةً / وقامَ من قبلِها أسلافُها الأُوَلُ
فَرْعُ الأُصولِ التي مَرَّتْ وبَهجتُها / إنَّ الثِّمارَ منَ الأغصانِ تُبتَذلُ
يُستحسَنُ المُلكُ فيها والخُضوعُ لها / وليسَ يَحسُنُ فيها الجُبنُ والبَخَلُ
باهَى الرِّجالُ نِساءَ الدَّهرِ وافتخروا / حَتَّى أتَتْ فأصابَ المُدَّعي الخَجَلُ
إذا صَفا لكَ نُورُ الشَّمْس في فَلَكٍ / فما الذي تَفرُقُ الجَوْزاءُ والحَمَلُ
بَقيَّةٌ من مُلُوكِ الدَّهرِ قد ذُخرَت / وأفضَلُ الشَّيءِ ما يُخبَى فيُعتَزَلُ
في قلبِها خاتَمُ التَقْوَى وفي يَدِها / من خَاتَم المُلكِ ما يَجري بهِ المَثَلُ
تُدبِّرُ الأمرَ في أقطارِ مَملَكةٍ / كأنَّ أطرافها القُصوَى لها حِلَلُ
في كلِّ نَجْدٍ لها غَوْرٌ تُمهِّدُهُ / وكلُّ سَهلٍ بهِ من خَوفِها جَبَلُ
قد أدَّبَتْ كُلَّ نفسٍ في جَوانِبها / حَتَّى تأدَّبَ فيها الصَقْرُ والوَعِلُ
تَلوِي الرِّياحُ مثاني الرَّملِ عاصفةً / حتى تُصِيب أراضِيها فتَعْتَدِلُ
قدِ التَقَى الدِّينُ والدُّنيا بساحَتِها / كما الْتَقَى الكُحْلُ في الأجفانِ والكَحَلُ
في ظِلِّها لِلوَرَى من كلِّ طارقةٍ / أمنٌ وفي قلبِها من رَبِّها وَجَلُ
إذا انثَنَى صَوْلَجانُ المُلكِ في يَدِها / تَحطَّمَتْ منهُ بِيضُ الهِندِ والأسَلُ
تصمِي بأهدافِها الرَّامي ولو رَشَقَتْ / بأسْهُمِ الشُهْبِ عن قَوسِ الهَوَى ثُعَلُ
لها منَ الرأْي جَيشٌ تحتَ رايتِهِ / جيشٌ به تأمُرُ الدُنيا فتَمْتَثِلُ
يَظَلُّ في البحر من إطباقِهِ لُجَجٌ / تعلو وفي البَرِّ من إخفاقِهِ زَجَلُ
إذا سَقَى القومَ كأساً من وقائعهِ / كفاهمُ النَهْلُ أن يُستأنفَ العَلَلُ
افدِي التي لَبِست من مجدِ دَوْلتِها / تاجاً فهانَ عليها الحَلْيُ والحُلَلُ
صانَ القريضَ عن الدَعوَى تفرُّدُها / بين الكرائمِ حتى ليسَ يُنتَحلُ
قد هاجَ إلاَّ عليها الخُلفُ غارقةً / فيهِ المُلوكُ ولم يَلحَقْ بها بَلَلُ
كالشَّمسِ بينَ بُدورٍ لا يُلِمُّ بها / نقصُ البدورِ ولا يغْتالُها الطَفَلُ
قريرةُ العينِ تَرعَى المُلكَ ساهرةً / على العِبادِ فنامَتْ حَوْلها المُقَلُ
لمُشكِلِ الرأيِ في أجفانِها قمرٌ / يَدنُو ولو أنَّه في بُعدِهِ زُحلُ
يا مَنْ دَعاني إلى صَوْغِ الثناءِ لها / من صِيتها قد دَعَتْني قَبْلَكَ الرُسُلُ
لا يَمنَعُ البعدُ جَدواها وشُهرتهَا / إنّ الدَرارِي إلينا ضَوْءها يَصِلُ
تَناقضَ الرَّأيُ بينَ النَّاسِ والعَمَلُ
تَناقضَ الرَّأيُ بينَ النَّاسِ والعَمَلُ / والكُلُّ يَرضَى بما فيهِ ويقَتبِلُ
إن كانَ ذلكَ مَقبُولاً بِرُمَّتِهِ / فليسَ بينَ الوَرى عَيبٌ ولا زَلَلُ
النَّاسُ في الأرضِ كالأشجارِ قامَ بها / حُلوٌ ومُرٌّ ومُعْوجٌّ ومُعتَدِلُ
وكُلُّ صِنفٍ لهُ وَقتٌ يُرادُ بهِ / فَلا يَصِحُّ لهُ من غَيرهِ بَدَلُ
مَن كانَ في النَّاسِ مولوداً على صِفَةٍ / فليسَ للنَّاسِ في تَغْييرها أمَلُ
إذا تَمكَّنَ خُلقُ السُّوءِ في رَجُلٍ / كما إذا استحَكَمَتْ في جِسِمهِ العِلَلُ
لا يستطيعُ بخيلٌ أنْ يجُودَ ولو / حَوَى من المالِ ما لا تَحمِلُ الإبِلُ
وكُلَّما رُمتَ تَشديدَ الجَبانِ على / شجاعةٍ زادَ فيهِ الجُبنُ والفَشَلُ
إنَّ الكريمَ الذي لا مالَ في يَدهِ / مِثلُ الشُّجاعِ الذي في كَفِّهِ شَلَلُ
والمالُ مِثلُ الحَصَى ما دَامَ في يَدِنا / فليسَ يَنفَعُ إلاّ حينَ يَنتقِلُ
إنَّ الذي قسَمَ الأخلاقَ قد قَسَمَ ال / أرزاقَ تجري إلى أن يُقسَمَ الأجَلُ
يا رُبَّ قومٍ سَعَوا بالجَهلِ فانتَصَروا / ورُبَّ قومٍ سَعَوا بالعَقلِ فانخَذلوا
وقَلَّ من طابَقَتْ دُنياهُ حِكمَتُهُ / مِثلَ الأمينِ الذي اعتزَّت بهِ الدُوَلُ
ذاك الذي يَجمعُ السَيفِينِ سَيفَ يدٍ / وسَيفَ رأيٍ وكُلٌّ به كَلَلُ
بالجِدِّ قَومٌ وقَومٌ بالجُدودِ لهُم / فخرٌ وهذا على الأمرَينِ يَشتَمِلُ
من آلِ رَسْلانَ من لَخْمٍ لهُ نسَبٌ / إلى تَنُوخَ إلى قَحْطانَ يتَّصِلُ
سَقَتْ شَقائقَ نُعمانٍ بِمَنْبِتِهِ / ماءُ السَّماءِ التي يَجري بها المَثَلُ
قُلْ للخَوَرنَقِ قد أنشا الزَّمانُ لنا / مَنْ رَبُّهُ اللهُ لا منْ رَبُّهُ الهُبَلُ
مَنْ يَقرَعُ الذِّكرُ والأورادُ مِسَمعَهُ / لا ناقةُ العَطَنِ الهَوجاءُ والجَمَلُ
تِلكَ المُلوكُ أساسٌ قامَ مُنتصِباً / عليهِ قَصرٌ بَناهُ الخالقُ الأزَلُ
خُلاصةٌ قد تَصَفَّت من عَشائِرِها / كما تَصفَّى لنا من شَهدِهِ العَسَلُ
لَقد وَجدنا بني رَسلانَ طائفةً / مثلَ الأهلَّةِ بالتَّدريجِ تَكتَمِلُ
أليومَ نالت كمالَ البدرِ فاقتصَرَتْ / إذ لا كمالَ إلى ما فَوقَهُ يَصِلُ
كُنَّا نُعظِّمُ إسماعيلَ من قِدَمٍ / فصَغَّرَ الدَّهرُ ما تَستعظِمُ الأُوَلُ
قد كانَ ذلكَ فوقَ الغَربِ رابيةً / واليومَ هذا على كُلِّ الرُّبَى جَبَلُ
هُوَ الكريمُ الذي تُملى القُلوبُ بهِ / أُنساً وتُجلَى بمَرأى وَجههِ المُقَلُ
لا تَسبِقُ الفعلَ من إنجازِهِ عِدَةٌ / ويَسبِقُ السَّيفَ من إنصافِهِ العَذَلُ
رَحيبُ صَدرٍ تَضيعُ النَّائِباتُ بهِ / ولا تَضيقُ على آرائهِ السُبُلُ
تَخفَى على مِثلِنا أسرارُ حِكمتِهِ / كما تَحجَّبَ عن أبصارِنا زُحَلُ
ألبستُهُ من مديحي خاتَماً نَقَشَتْ / فيهِ شَهادَتَها الأملاكُ والرُسُلُ
نَقشٌ إلى الدَّهرِ لا يُمحَى لهُ أثَرٌ / حتى تَزُول وتُمحَى السَّبعَةُ الطُوَلُ
قُلْ للأميرِ الذي من نَقدِهِ وَجَلٌ / يَغشَى القَوافي ومن تَقصيرِها خَجَلُ
عارٌ علينا مديحٌ فيكَ مُنتحَلٌ / وأنتَ في النَّاسِ بِدْعٌ ليسَ تنتَحِلُ
يا سيفَ دولةِ قَيْسٍ تَقتَضي رَجُلاً / كابنِ الحُسَينِ وإنِّي ذلكَ الرَجُلُ
سَهَّلْتَ لي الشِّعرَ حتَّى لو نَطقَتُ بهِ / في النَّومِ جاءَ صحيحاً ما بهِ خَلَلُ
رَوضٌ تَقلَّبتُ فيهِ من شمائِلِكم / فكَيفَما مِلْتُ يَملا راحتي النَفَلُ
دَعِ النَسيبَ وجانِبْ جانبَ الغَزَلِ
دَعِ النَسيبَ وجانِبْ جانبَ الغَزَلِ / فإنَّنا بالتَّهاني اليومَ في شُغُلِ
بشارةٌ طَفَحَتْ من أَرضِ مِصرَ على / جوانبِ الشَّام فوقَ السَّهلِ والجَبَلِ
قامَ المُظَفَّرُ إسماعيلُ مُنتَصِباً / في عرشها كقِيامِ الشَّمسِ في الحَمَلِ
لاحَتْ طوالعُهُ فيها فقلتُ لَها / يا أَسعَدَ الأرضِ هذهِ أَسعَدُ الدُوَلِ
هذا العزيزُ ابنُ إِبراهيمَ نِسبتُهُ / تُصاغُ من أَولياءِ اللهِ والرُسُلِ
فيها الخليلُ واسماعيلُ قَبلُهما / مُحَمَّدٌ جاءَ مضموماً إليهِ عَلِي
هذا ابنُ مَن صِيتُهُ قد طارَ مُنتشِراً / في الشَرقِ والغَربِ مِثلَ السَبعةِ الطُوَلِ
لو كان في أَرضنا طُرْقٌ إلى زُحَلٍ / كانَ انتهى صِيتُهُ منها إلى زُحَلِ
واليومَ قد قامَ اسماعيلُ يخلُفُهُ / في الحَزمِ والعَزمِ بينَ القولِ والعَمَلِ
كانَتْ شَمائلُهُ كالزَّهرِ نافحةً / فأُنتِجَتْ من جَناها صُفوةُ العَسَلِ
خَليفةُ اللهِ رأسٌ والعزيزُ لهُ / يَدٌ تُساعِدهُ بالمالِ والخَوَلِ
إذا تَداعَتْ خُطوبُ الدَّهرِ بادَرَها / كالنَّارِ عندَ هُبوبِ الرِّيحِ في القُلَلِ
قد كانَ في مِصرَ نيلٌ واحدٌ قِدَماً / فزادَها اللهُ نيلاً مُطفِئَ الغُلَلِ
في كلِّ عامٍ لنا عيدٌ نُسَرُّ بهِ / وعيدُها كلَّ يومٍ منهُ لم يَزَلِ
يامِصْرُ قاهرةَ الدُّنيا بسَطوَتِها / قد جَدَّدَ اللهُ من أَيامِكِ الأُوَلِ
دارُ الخلافةِ عادت فيكِ قائِمَةً / كما اقتَضَت حِكمَةُ الرَحمنِ في الأَزَلِ
لكِ الهنا بعزيزٍ عَزَّ جانِبُهُ / كأَنهُ مَلَكٌ في صُورةِ الرَّجُلِ
وليَغْتَنمَ رَبْعُكِ المسعودُ حينَ مَشى / عليهِ من قَدَمَيهِ فُرصةَ القُبَلِ
إن فاتكَ الهَطَلُ المُحيي برحمتهِ / فإن راحَتَهُ تُغنِي عن الهَطَلِ
وإن تأخَرَ فَيضُ النِّيلِ عنكِ فلا / تَرِدْ عليكِ دَواعي الهَمِّ والوَجَلِ
من صامَ فيكِ وصَلَّى فَلْيَقُمْ سَحَراً / يدعو لهُ بامتدادِ الجاهِ والأَجَلِ
لازالَ مُعتَصِماً باللهِ وَهْوَ لدى / مُؤَرِّخيهِ سعيدٌ بالِغُ الأَمَلِ
ماذا التعلُّلُ في دُنياكَ بالأملِ
ماذا التعلُّلُ في دُنياكَ بالأملِ / هل في يمينكَ مِيثاقٌ من الأجَلِ
إن كُنتَ تعلَمُ أنَّ النَّفسَ خادِعةٌ / فحَّبذا لو قَرَنتَ العِلمَ بالعَملِ
من كانَ يجهلُ ما يأتي عليهِ غداً / يَستخبرُ الأمسَ عن أسلافهِ الأُوَلِ
كلٌّ على قَدَمِ الأسفارِ مرتحلٌ / في إثرِ مُرتَحِلٍ في إثر مُرتحِلِ
يا طالباً لَذَّةَ الدُّنيا وبَهجتَها / ما لَذَّةُ العَيشِ في الدُّنيا مع الوَجَلِ
لا يُغمِضُ المرءُ عيناً ثمَّ يفتَحُها / إلاّ على خوفِ موتٍ مُغمِضِ المُقَلِ
أمسى الخليلُ كغُصنِ البان مُعتدِلاً / والصُّبحُ صارَ هَشيماً غيرَ مُعتدِلِ
وباتَ كالبدرِ في إشراقِهِ فغَدا / في القبرِ أخفَى عن الأبصارِ من زُحَلِ
قد سارَ من حِضْنِ إبراهيمَ والدِهِ / وحلَّ في حِضْنِ إبراهيمَ بالعَجَلِ
فكان قد طابَ في الدَّارَين مَضجَعُهُ / إذ كانَ في حِضنِ إبراهيمَ لم يَزَلِ
في عمرِ إحدى وعشرينَ انقضتْ أسَفاً / أيَّامُهُ فَمَضى من أقربِ السُّبُلِ
لمَّا دعا اللهُ لبَّى صوتَهُ عَجَلاً / إذ لمْ يكنْ مِن ذوي الإهمالِ والكَسَلِ
بني مُسَدِّيةٍ أسدَى الإلهُ لكمْ / صبراً على هَوْلِ هذا الحادثِ الجَلَلِ
عَزُّوا المحابرَ والأقلامَ عن يدهِ / كما تُعَزُّونَ عنهُ خِدمَةَ الدُّولِ
كُنْ يا أباهُ كإبراهيمَ حينَ سَخا / لرَبِّهِ بابنهِ في ذلكَ الجَبَلِ
يا ليتَ هذا بنفسٍ مِن أحبَّتِهِ / يُفدَى كما قد فُدِيَ إسحاقُ بالحَملِ
لَسنا نُعزِّيكَ يا مَن لا عَزاءَ لَهُ / وإنْ سكتْنَا وَقَفْنا مَوْقِفَ الخَجلِ
إن الحزينَ إذا هوَّنتَ فجعتَهُ / زادتْ فكنتَ كمُطفي النارِ بالشَّعَلِ
فاعذِرهُ في ما تراهُ منهُ وادعُ لهُ / بالصَّبرِ فهوَ لهُ من أنفعِ الحِيَلِ
دَعوتُ جِنحَ الدُّجَى مولايَ مُبتَهِلا
دَعوتُ جِنحَ الدُّجَى مولايَ مُبتَهِلا / وَهْوَ المجيبُ لمن نادَى ومَن سألا
يا أرحمَ الراحمينَ المستغاثُ بهِ / عندَ البلاءِ الذي قد ضَيَّقَ السُّبُلا
إنِّي على جودِكَ الطَّامي اتكَّلتُ وهل / يخيبُ عبدٌ على ألطافِكَ اتَّكَلا
أنت القديرُ الذي تُخشَى مَهابتُهُ / وتَرجُفُ الأرضُ منهُ والسَّما وجَلا
مَن ذا الذي ليسَ يخشَى منكَ مرتعِداً / خوفاً ولو كانَ يحكي قلبُهُ الجَبَلا
ومَن يحُلُّ أُموراً أنتَ عاقدُها / ومَن يرُدُّ قضاءً مِنكَ قد نَزلا
أنت الكريمُ الذي من فضلِ نِعمتِهِ / يُرجَى العطاءُ وأمَّا مِن سِواكَ فلا
أنت الحليمُ الذي يُرجى تجاوُزُهُ / عن جهل عبدٍ أساءَ القولَ والعَمَلا
مَن رامَ أن يَبتَنِي قصراً يدومُ لهُ / فلْيَبْنِ عِندَكَ قصراً في السَّماءِ عَلا
ومَن أرادَ الغِنَى الباقي لهُ أبداً / يَطلُبْ غِناكَ ولا يَبغي بهِ بَدَلا
عليكَ بالعلمِ فاطلُبْهُ بلا كَسَلِ
عليكَ بالعلمِ فاطلُبْهُ بلا كَسَلِ / واعمَلْ فإنَّ حياةَ العِلمِ بالعَمَلِ
عِلمٌ بلا عَمَلٍ لا تستفيدُ بهِ / ولا تُفيدُ فتَمضي خائِبَ الأمَلِ
ما أشرَفَ العِلمَ في الدُّنيا وأجمَلَهُ / فذاكَ خيرٌ مِن الأملاكِ والخَوَلِ
النَّاسُ تحتاجُ أهلَ العلمِ قاطبةً / وأكثرُ النَّاسِ تَستغني عنِ الدُّوَلِ
كم من غنيٍّ جميعُ النَّاسِ تَجهَلُهُ / وعالمٍ صِيتهُ في السَّهلِ والجَبَلِ
وكم مُلوكٍ تقَضَّى ذِكرُها ومَضَى / وذِكرُ ذي العِلمِ بينَ النَّاسِ لم يَزَلِ
قُلْ للذي باتَ في الأموالِ مُشتغِلاً / إنِّي عنِ الشُّغلِ بالأموالِ في شُغُلِ
لا يَطلبُ المرْءُ عِلماً للغِنَى فإذا / طلبتَ علماً فعنْ دُنياكَ لا تَسَلِ
ما يَصنَعُ القومُ بالمالِ الذي جَمَعوا / بعدَ الحُصولِ على الأقواتِ والحُلَلِ
لا تجزَعوا يا بني الضَبَّاطِ واصطبِروا
لا تجزَعوا يا بني الضَبَّاطِ واصطبِروا / لفَقْدِ شخصٍ جميلِ القولِ والعَملِ
قد كانَ غُصناً نضيراً في شَبيبَتِهِ / فخانَهُ البينُ في قصفٍ على عجَلِ
مضَى إلى ربِّهِ الغفَّار مُبتهِجاً / فنالَ ما كانَ يرجوهُ مِن الأمَلِ
هُناكَ أقلامُ ذي التَّاريخِ قد رَقَمتْ / إنَّ اُنْدَراوُسَ قد أُحصِي مَعَ الرُسُلِ