القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِيف اليازجي الكل
المجموع : 7
إنْ قُلتَ وَيحكَ فافعلْ أيُّها الرَجُلُ
إنْ قُلتَ وَيحكَ فافعلْ أيُّها الرَجُلُ / لا يَصدُقُ القَولُ حتَّى يشهَدَ العَمَلُ
تقولُ أسلُو الهَوَى والعينُ داميةٌ / وأترُكُ الشَّوقَ والأنفاسُ تَشتعِلُ
ما زِلتَ تَهوى الطُّلَى حتى أقامَ على / فَودَيكَ من لَونِها ما ليسَ يَرتحلُ
إذا كَساكَ بَياضُ الشَّيبِ رائعةً / تضاحَكَتْ من هَواك الأعيُنُ النُجُلُ
هيهاتِ ليسَ لأيَّامِ الصِّبا عِوَضٌ / حَتَّى يكُونَ لهُ من نفسهِ بَدَلُ
هيَ الحياةُ التي أبقت لنا طَرَفاً / كالدَّارِ يَبقَى لَنا من بَعدِها طَلَلُ
لِكُلِّ كأْسٍ شَرابٌ يُستَحَبُّ لها / وكلُّ عَصرٍ لهُ من أهلهِ دُوَلُ
أليَومَ قامَتْ فتاةُ المُلكِ بارزةً / وقامَ من قبلِها أسلافُها الأُوَلُ
فَرْعُ الأُصولِ التي مَرَّتْ وبَهجتُها / إنَّ الثِّمارَ منَ الأغصانِ تُبتَذلُ
يُستحسَنُ المُلكُ فيها والخُضوعُ لها / وليسَ يَحسُنُ فيها الجُبنُ والبَخَلُ
باهَى الرِّجالُ نِساءَ الدَّهرِ وافتخروا / حَتَّى أتَتْ فأصابَ المُدَّعي الخَجَلُ
إذا صَفا لكَ نُورُ الشَّمْس في فَلَكٍ / فما الذي تَفرُقُ الجَوْزاءُ والحَمَلُ
بَقيَّةٌ من مُلُوكِ الدَّهرِ قد ذُخرَت / وأفضَلُ الشَّيءِ ما يُخبَى فيُعتَزَلُ
في قلبِها خاتَمُ التَقْوَى وفي يَدِها / من خَاتَم المُلكِ ما يَجري بهِ المَثَلُ
تُدبِّرُ الأمرَ في أقطارِ مَملَكةٍ / كأنَّ أطرافها القُصوَى لها حِلَلُ
في كلِّ نَجْدٍ لها غَوْرٌ تُمهِّدُهُ / وكلُّ سَهلٍ بهِ من خَوفِها جَبَلُ
قد أدَّبَتْ كُلَّ نفسٍ في جَوانِبها / حَتَّى تأدَّبَ فيها الصَقْرُ والوَعِلُ
تَلوِي الرِّياحُ مثاني الرَّملِ عاصفةً / حتى تُصِيب أراضِيها فتَعْتَدِلُ
قدِ التَقَى الدِّينُ والدُّنيا بساحَتِها / كما الْتَقَى الكُحْلُ في الأجفانِ والكَحَلُ
في ظِلِّها لِلوَرَى من كلِّ طارقةٍ / أمنٌ وفي قلبِها من رَبِّها وَجَلُ
إذا انثَنَى صَوْلَجانُ المُلكِ في يَدِها / تَحطَّمَتْ منهُ بِيضُ الهِندِ والأسَلُ
تصمِي بأهدافِها الرَّامي ولو رَشَقَتْ / بأسْهُمِ الشُهْبِ عن قَوسِ الهَوَى ثُعَلُ
لها منَ الرأْي جَيشٌ تحتَ رايتِهِ / جيشٌ به تأمُرُ الدُنيا فتَمْتَثِلُ
يَظَلُّ في البحر من إطباقِهِ لُجَجٌ / تعلو وفي البَرِّ من إخفاقِهِ زَجَلُ
إذا سَقَى القومَ كأساً من وقائعهِ / كفاهمُ النَهْلُ أن يُستأنفَ العَلَلُ
افدِي التي لَبِست من مجدِ دَوْلتِها / تاجاً فهانَ عليها الحَلْيُ والحُلَلُ
صانَ القريضَ عن الدَعوَى تفرُّدُها / بين الكرائمِ حتى ليسَ يُنتَحلُ
قد هاجَ إلاَّ عليها الخُلفُ غارقةً / فيهِ المُلوكُ ولم يَلحَقْ بها بَلَلُ
كالشَّمسِ بينَ بُدورٍ لا يُلِمُّ بها / نقصُ البدورِ ولا يغْتالُها الطَفَلُ
قريرةُ العينِ تَرعَى المُلكَ ساهرةً / على العِبادِ فنامَتْ حَوْلها المُقَلُ
لمُشكِلِ الرأيِ في أجفانِها قمرٌ / يَدنُو ولو أنَّه في بُعدِهِ زُحلُ
يا مَنْ دَعاني إلى صَوْغِ الثناءِ لها / من صِيتها قد دَعَتْني قَبْلَكَ الرُسُلُ
لا يَمنَعُ البعدُ جَدواها وشُهرتهَا / إنّ الدَرارِي إلينا ضَوْءها يَصِلُ
تَناقضَ الرَّأيُ بينَ النَّاسِ والعَمَلُ
تَناقضَ الرَّأيُ بينَ النَّاسِ والعَمَلُ / والكُلُّ يَرضَى بما فيهِ ويقَتبِلُ
إن كانَ ذلكَ مَقبُولاً بِرُمَّتِهِ / فليسَ بينَ الوَرى عَيبٌ ولا زَلَلُ
النَّاسُ في الأرضِ كالأشجارِ قامَ بها / حُلوٌ ومُرٌّ ومُعْوجٌّ ومُعتَدِلُ
وكُلُّ صِنفٍ لهُ وَقتٌ يُرادُ بهِ / فَلا يَصِحُّ لهُ من غَيرهِ بَدَلُ
مَن كانَ في النَّاسِ مولوداً على صِفَةٍ / فليسَ للنَّاسِ في تَغْييرها أمَلُ
إذا تَمكَّنَ خُلقُ السُّوءِ في رَجُلٍ / كما إذا استحَكَمَتْ في جِسِمهِ العِلَلُ
لا يستطيعُ بخيلٌ أنْ يجُودَ ولو / حَوَى من المالِ ما لا تَحمِلُ الإبِلُ
وكُلَّما رُمتَ تَشديدَ الجَبانِ على / شجاعةٍ زادَ فيهِ الجُبنُ والفَشَلُ
إنَّ الكريمَ الذي لا مالَ في يَدهِ / مِثلُ الشُّجاعِ الذي في كَفِّهِ شَلَلُ
والمالُ مِثلُ الحَصَى ما دَامَ في يَدِنا / فليسَ يَنفَعُ إلاّ حينَ يَنتقِلُ
إنَّ الذي قسَمَ الأخلاقَ قد قَسَمَ ال / أرزاقَ تجري إلى أن يُقسَمَ الأجَلُ
يا رُبَّ قومٍ سَعَوا بالجَهلِ فانتَصَروا / ورُبَّ قومٍ سَعَوا بالعَقلِ فانخَذلوا
وقَلَّ من طابَقَتْ دُنياهُ حِكمَتُهُ / مِثلَ الأمينِ الذي اعتزَّت بهِ الدُوَلُ
ذاك الذي يَجمعُ السَيفِينِ سَيفَ يدٍ / وسَيفَ رأيٍ وكُلٌّ به كَلَلُ
بالجِدِّ قَومٌ وقَومٌ بالجُدودِ لهُم / فخرٌ وهذا على الأمرَينِ يَشتَمِلُ
من آلِ رَسْلانَ من لَخْمٍ لهُ نسَبٌ / إلى تَنُوخَ إلى قَحْطانَ يتَّصِلُ
سَقَتْ شَقائقَ نُعمانٍ بِمَنْبِتِهِ / ماءُ السَّماءِ التي يَجري بها المَثَلُ
قُلْ للخَوَرنَقِ قد أنشا الزَّمانُ لنا / مَنْ رَبُّهُ اللهُ لا منْ رَبُّهُ الهُبَلُ
مَنْ يَقرَعُ الذِّكرُ والأورادُ مِسَمعَهُ / لا ناقةُ العَطَنِ الهَوجاءُ والجَمَلُ
تِلكَ المُلوكُ أساسٌ قامَ مُنتصِباً / عليهِ قَصرٌ بَناهُ الخالقُ الأزَلُ
خُلاصةٌ قد تَصَفَّت من عَشائِرِها / كما تَصفَّى لنا من شَهدِهِ العَسَلُ
لَقد وَجدنا بني رَسلانَ طائفةً / مثلَ الأهلَّةِ بالتَّدريجِ تَكتَمِلُ
أليومَ نالت كمالَ البدرِ فاقتصَرَتْ / إذ لا كمالَ إلى ما فَوقَهُ يَصِلُ
كُنَّا نُعظِّمُ إسماعيلَ من قِدَمٍ / فصَغَّرَ الدَّهرُ ما تَستعظِمُ الأُوَلُ
قد كانَ ذلكَ فوقَ الغَربِ رابيةً / واليومَ هذا على كُلِّ الرُّبَى جَبَلُ
هُوَ الكريمُ الذي تُملى القُلوبُ بهِ / أُنساً وتُجلَى بمَرأى وَجههِ المُقَلُ
لا تَسبِقُ الفعلَ من إنجازِهِ عِدَةٌ / ويَسبِقُ السَّيفَ من إنصافِهِ العَذَلُ
رَحيبُ صَدرٍ تَضيعُ النَّائِباتُ بهِ / ولا تَضيقُ على آرائهِ السُبُلُ
تَخفَى على مِثلِنا أسرارُ حِكمتِهِ / كما تَحجَّبَ عن أبصارِنا زُحَلُ
ألبستُهُ من مديحي خاتَماً نَقَشَتْ / فيهِ شَهادَتَها الأملاكُ والرُسُلُ
نَقشٌ إلى الدَّهرِ لا يُمحَى لهُ أثَرٌ / حتى تَزُول وتُمحَى السَّبعَةُ الطُوَلُ
قُلْ للأميرِ الذي من نَقدِهِ وَجَلٌ / يَغشَى القَوافي ومن تَقصيرِها خَجَلُ
عارٌ علينا مديحٌ فيكَ مُنتحَلٌ / وأنتَ في النَّاسِ بِدْعٌ ليسَ تنتَحِلُ
يا سيفَ دولةِ قَيْسٍ تَقتَضي رَجُلاً / كابنِ الحُسَينِ وإنِّي ذلكَ الرَجُلُ
سَهَّلْتَ لي الشِّعرَ حتَّى لو نَطقَتُ بهِ / في النَّومِ جاءَ صحيحاً ما بهِ خَلَلُ
رَوضٌ تَقلَّبتُ فيهِ من شمائِلِكم / فكَيفَما مِلْتُ يَملا راحتي النَفَلُ
دَعِ النَسيبَ وجانِبْ جانبَ الغَزَلِ
دَعِ النَسيبَ وجانِبْ جانبَ الغَزَلِ / فإنَّنا بالتَّهاني اليومَ في شُغُلِ
بشارةٌ طَفَحَتْ من أَرضِ مِصرَ على / جوانبِ الشَّام فوقَ السَّهلِ والجَبَلِ
قامَ المُظَفَّرُ إسماعيلُ مُنتَصِباً / في عرشها كقِيامِ الشَّمسِ في الحَمَلِ
لاحَتْ طوالعُهُ فيها فقلتُ لَها / يا أَسعَدَ الأرضِ هذهِ أَسعَدُ الدُوَلِ
هذا العزيزُ ابنُ إِبراهيمَ نِسبتُهُ / تُصاغُ من أَولياءِ اللهِ والرُسُلِ
فيها الخليلُ واسماعيلُ قَبلُهما / مُحَمَّدٌ جاءَ مضموماً إليهِ عَلِي
هذا ابنُ مَن صِيتُهُ قد طارَ مُنتشِراً / في الشَرقِ والغَربِ مِثلَ السَبعةِ الطُوَلِ
لو كان في أَرضنا طُرْقٌ إلى زُحَلٍ / كانَ انتهى صِيتُهُ منها إلى زُحَلِ
واليومَ قد قامَ اسماعيلُ يخلُفُهُ / في الحَزمِ والعَزمِ بينَ القولِ والعَمَلِ
كانَتْ شَمائلُهُ كالزَّهرِ نافحةً / فأُنتِجَتْ من جَناها صُفوةُ العَسَلِ
خَليفةُ اللهِ رأسٌ والعزيزُ لهُ / يَدٌ تُساعِدهُ بالمالِ والخَوَلِ
إذا تَداعَتْ خُطوبُ الدَّهرِ بادَرَها / كالنَّارِ عندَ هُبوبِ الرِّيحِ في القُلَلِ
قد كانَ في مِصرَ نيلٌ واحدٌ قِدَماً / فزادَها اللهُ نيلاً مُطفِئَ الغُلَلِ
في كلِّ عامٍ لنا عيدٌ نُسَرُّ بهِ / وعيدُها كلَّ يومٍ منهُ لم يَزَلِ
يامِصْرُ قاهرةَ الدُّنيا بسَطوَتِها / قد جَدَّدَ اللهُ من أَيامِكِ الأُوَلِ
دارُ الخلافةِ عادت فيكِ قائِمَةً / كما اقتَضَت حِكمَةُ الرَحمنِ في الأَزَلِ
لكِ الهنا بعزيزٍ عَزَّ جانِبُهُ / كأَنهُ مَلَكٌ في صُورةِ الرَّجُلِ
وليَغْتَنمَ رَبْعُكِ المسعودُ حينَ مَشى / عليهِ من قَدَمَيهِ فُرصةَ القُبَلِ
إن فاتكَ الهَطَلُ المُحيي برحمتهِ / فإن راحَتَهُ تُغنِي عن الهَطَلِ
وإن تأخَرَ فَيضُ النِّيلِ عنكِ فلا / تَرِدْ عليكِ دَواعي الهَمِّ والوَجَلِ
من صامَ فيكِ وصَلَّى فَلْيَقُمْ سَحَراً / يدعو لهُ بامتدادِ الجاهِ والأَجَلِ
لازالَ مُعتَصِماً باللهِ وَهْوَ لدى / مُؤَرِّخيهِ سعيدٌ بالِغُ الأَمَلِ
ماذا التعلُّلُ في دُنياكَ بالأملِ
ماذا التعلُّلُ في دُنياكَ بالأملِ / هل في يمينكَ مِيثاقٌ من الأجَلِ
إن كُنتَ تعلَمُ أنَّ النَّفسَ خادِعةٌ / فحَّبذا لو قَرَنتَ العِلمَ بالعَملِ
من كانَ يجهلُ ما يأتي عليهِ غداً / يَستخبرُ الأمسَ عن أسلافهِ الأُوَلِ
كلٌّ على قَدَمِ الأسفارِ مرتحلٌ / في إثرِ مُرتَحِلٍ في إثر مُرتحِلِ
يا طالباً لَذَّةَ الدُّنيا وبَهجتَها / ما لَذَّةُ العَيشِ في الدُّنيا مع الوَجَلِ
لا يُغمِضُ المرءُ عيناً ثمَّ يفتَحُها / إلاّ على خوفِ موتٍ مُغمِضِ المُقَلِ
أمسى الخليلُ كغُصنِ البان مُعتدِلاً / والصُّبحُ صارَ هَشيماً غيرَ مُعتدِلِ
وباتَ كالبدرِ في إشراقِهِ فغَدا / في القبرِ أخفَى عن الأبصارِ من زُحَلِ
قد سارَ من حِضْنِ إبراهيمَ والدِهِ / وحلَّ في حِضْنِ إبراهيمَ بالعَجَلِ
فكان قد طابَ في الدَّارَين مَضجَعُهُ / إذ كانَ في حِضنِ إبراهيمَ لم يَزَلِ
في عمرِ إحدى وعشرينَ انقضتْ أسَفاً / أيَّامُهُ فَمَضى من أقربِ السُّبُلِ
لمَّا دعا اللهُ لبَّى صوتَهُ عَجَلاً / إذ لمْ يكنْ مِن ذوي الإهمالِ والكَسَلِ
بني مُسَدِّيةٍ أسدَى الإلهُ لكمْ / صبراً على هَوْلِ هذا الحادثِ الجَلَلِ
عَزُّوا المحابرَ والأقلامَ عن يدهِ / كما تُعَزُّونَ عنهُ خِدمَةَ الدُّولِ
كُنْ يا أباهُ كإبراهيمَ حينَ سَخا / لرَبِّهِ بابنهِ في ذلكَ الجَبَلِ
يا ليتَ هذا بنفسٍ مِن أحبَّتِهِ / يُفدَى كما قد فُدِيَ إسحاقُ بالحَملِ
لَسنا نُعزِّيكَ يا مَن لا عَزاءَ لَهُ / وإنْ سكتْنَا وَقَفْنا مَوْقِفَ الخَجلِ
إن الحزينَ إذا هوَّنتَ فجعتَهُ / زادتْ فكنتَ كمُطفي النارِ بالشَّعَلِ
فاعذِرهُ في ما تراهُ منهُ وادعُ لهُ / بالصَّبرِ فهوَ لهُ من أنفعِ الحِيَلِ
دَعوتُ جِنحَ الدُّجَى مولايَ مُبتَهِلا
دَعوتُ جِنحَ الدُّجَى مولايَ مُبتَهِلا / وَهْوَ المجيبُ لمن نادَى ومَن سألا
يا أرحمَ الراحمينَ المستغاثُ بهِ / عندَ البلاءِ الذي قد ضَيَّقَ السُّبُلا
إنِّي على جودِكَ الطَّامي اتكَّلتُ وهل / يخيبُ عبدٌ على ألطافِكَ اتَّكَلا
أنت القديرُ الذي تُخشَى مَهابتُهُ / وتَرجُفُ الأرضُ منهُ والسَّما وجَلا
مَن ذا الذي ليسَ يخشَى منكَ مرتعِداً / خوفاً ولو كانَ يحكي قلبُهُ الجَبَلا
ومَن يحُلُّ أُموراً أنتَ عاقدُها / ومَن يرُدُّ قضاءً مِنكَ قد نَزلا
أنت الكريمُ الذي من فضلِ نِعمتِهِ / يُرجَى العطاءُ وأمَّا مِن سِواكَ فلا
أنت الحليمُ الذي يُرجى تجاوُزُهُ / عن جهل عبدٍ أساءَ القولَ والعَمَلا
مَن رامَ أن يَبتَنِي قصراً يدومُ لهُ / فلْيَبْنِ عِندَكَ قصراً في السَّماءِ عَلا
ومَن أرادَ الغِنَى الباقي لهُ أبداً / يَطلُبْ غِناكَ ولا يَبغي بهِ بَدَلا
عليكَ بالعلمِ فاطلُبْهُ بلا كَسَلِ
عليكَ بالعلمِ فاطلُبْهُ بلا كَسَلِ / واعمَلْ فإنَّ حياةَ العِلمِ بالعَمَلِ
عِلمٌ بلا عَمَلٍ لا تستفيدُ بهِ / ولا تُفيدُ فتَمضي خائِبَ الأمَلِ
ما أشرَفَ العِلمَ في الدُّنيا وأجمَلَهُ / فذاكَ خيرٌ مِن الأملاكِ والخَوَلِ
النَّاسُ تحتاجُ أهلَ العلمِ قاطبةً / وأكثرُ النَّاسِ تَستغني عنِ الدُّوَلِ
كم من غنيٍّ جميعُ النَّاسِ تَجهَلُهُ / وعالمٍ صِيتهُ في السَّهلِ والجَبَلِ
وكم مُلوكٍ تقَضَّى ذِكرُها ومَضَى / وذِكرُ ذي العِلمِ بينَ النَّاسِ لم يَزَلِ
قُلْ للذي باتَ في الأموالِ مُشتغِلاً / إنِّي عنِ الشُّغلِ بالأموالِ في شُغُلِ
لا يَطلبُ المرْءُ عِلماً للغِنَى فإذا / طلبتَ علماً فعنْ دُنياكَ لا تَسَلِ
ما يَصنَعُ القومُ بالمالِ الذي جَمَعوا / بعدَ الحُصولِ على الأقواتِ والحُلَلِ
لا تجزَعوا يا بني الضَبَّاطِ واصطبِروا
لا تجزَعوا يا بني الضَبَّاطِ واصطبِروا / لفَقْدِ شخصٍ جميلِ القولِ والعَملِ
قد كانَ غُصناً نضيراً في شَبيبَتِهِ / فخانَهُ البينُ في قصفٍ على عجَلِ
مضَى إلى ربِّهِ الغفَّار مُبتهِجاً / فنالَ ما كانَ يرجوهُ مِن الأمَلِ
هُناكَ أقلامُ ذي التَّاريخِ قد رَقَمتْ / إنَّ اُنْدَراوُسَ قد أُحصِي مَعَ الرُسُلِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025