المجموع : 6
ما حُرِّكَتْ سَكَناتُ الأعيُنِ النُجُلِ
ما حُرِّكَتْ سَكَناتُ الأعيُنِ النُجُلِ / إلّا وقد رشقَتها أسهمُ الأجَلِ
رَنَتْ إلينا عُيونُ العِينِ من مُضَرٍ / فاِستهدَفَتنا رُماةُ النَّبْلِ من ثُعَلِ
وهزّتِ الخُرَّدُ الهيفُ الحِسانُ لَنا / قاماتهِنّ فخِفنا دولةَ الأسَلِ
بمُهجتي رَبْرَب السّربِ المُخيّم في / قلبي هِلالَ نُجومِ الحيّ من ذُهلِ
تاللَّهِ لم أنسَ بالزّوراءِ زَورتَه / والليلُ خامرَ عينَ الشمس بالكَحَلِ
أمَا وزَنْجِ لَيالينا الّتي سلَفتْ / والسادةِ الغُرِّ من أيّامنا الأُوَلِ
لولا هوى ثغرِه الدُرّيّ ما اِنتشرتْ / تلك اليواقيتُ من عيني على طلَلِ
ولا شجانِيَ برقٌ في تبسُّمه / ولا جَنَيْتُ بسمعي شهدَةَ الغزَلِ
إنّا لَقومٌ تقُدُّ البيضَ أنصُلُنا / وما لَنا في لقاءِ البيضِ من قِبَلِ
نَغشى النِصال من الأجْفانِ إن برزَتْ / ونَختَشيها إذا اِنسلّت من المُقَلِ
ويَصدرُ النّبْلُ عنّا ليس يَنفذُنا / إلّا إذا كان مطبوعاً من الكحَلِ
وشَمسِ خِدرٍ بأوجِ الحُسنِ مَطلِعُها / في دارةِ الأسدِ الضّرغامِ لا الحَمَلِ
شمسٍ من الذهب الروميّ قد حُرِست / بأنجُمٍ من حَديد الهِندِ لم تَحُلِ
مخمورةَ الجَفنِ لا تنفكّ مُقلَتُها / يردّدُ الغُنجُ فيها حيرةَ الثَمِلِ
تَحولُ من دونِها لجُّ النِصال فلو / رامَ الوصولَ إليها الطّرْفُ لم يصِلِ
خَرَقْتُ سَجْفَ الضِيا عنها وجُزتُ إلى / كِناسِها فوقَ هاماتِ القَنا الذُبُلِ
حتّى إذا ما لَثَمتُ الوردَ واِنفتحَتْ / من مُقلتَيْها جُفونُ النرجسِ الكَسَلِ
قامتْ فعانَقَني ظبيٌ فقبّلَني / برقٌ ومال عليّ الغُصنُ في الحُلَلِ
واِستقبلَتني ببِشرٍ وهيَ قائلةٌ / والذُعرُ يصبُغُ منها وردةَ الخجَلِ
أمَا خشيتَ المنايا من مَناصلِها / فقلتُ والقلبُ لا يُطوى على وَجلِ
لو أتّقي الرّجْمَ من شُهبِ النِصالِ لَما / في الليلِ نلتُ عِناقَ الشمسِ في الكُلَلِ
لا يُدرك الأملَ الأسنى سوى رجلٍ / يشقُّ بحرَ الرّدى عن جوهرِ الأملِ
ولا ينالُ المعالي الغُرَّ غيرُ فتًى / يدوسُ شوكَ العَوالي غيرَ مُنتعِلِ
يولي النُضارَ إذا ضنّ الحيا كرَماً / ويعصِمُ الرأيَ أن يُفضي إلى الزّلَلِ
متوَّجُ السُمْر عالي البيضِ مجتمعٌ / مفرَّقُ الطّعمِ بين الصّابِ والعسلِ
قِرنٌ إذا ما اِكفهرّ الخطبُ سلَّ له / رأياً كمُنصُلِ منصورِ اللّوا البطلِ
قاني الصّوارمِ مُسودُّ الملاحمِ مُبْ / يَضُّ المَكارمِ مخضَرُّ الندى الخَضلِ
قُطبُ الفَخارِ شِهابُ الرّجم يوم وَغىً / بدرُ الممالك شمسُ الأرضِ والحللِ
الخائضُ الغَمراتِ السودِ حيثُ به / فَوقَ النواصي المواضي البيضُ كالظُّلَلِ
عِقدٌ تقلّدَ جيدُ الدّهرِ جوهرَهُ / فأصبحَ الدّهرُ فيه حاليَ العَطَلِ
قرّتْ به مُقَلُ الأيّامِ واِبتَسمتْ / به الثّغورُ وزانت أوجُهَ الدولِ
هو الجوابُ الّذي ردّ السؤالَ به / لسائلٍ مَن كعبدِ اللَّهِ أو كعَلي
معرَّفُ البأسِ لا ينفكّ يبرزُ في / ضميرِ جَفنٍ بقلبِ القِرن متّصلِ
يا مَنْ يشبَّهُ بالأمطار نائِلُهُ / أقصِرْ فما لُججُ الأبحارِ كالوَشَلِ
اِنظُرْ إليه ترى ليثاً وشمسَ عُلاً / وبحرَ جودٍ بَراها اللَّهُ في رجلِ
هيهاتَ يَلقى العُلا قِرناً يماثلُه / إلّا إذا غضَّ عينيهِ على حوَلِ
إذا أعدَّ قِسيُّ الجودِ يومَ ندىً / رمى بسهمِ العطايا مهجةَ البُخُلِ
منَ الألى المُكرِمي الجارِ الملمِّ بهمْ / والمُنزليهِ هِضابَ العزِّ والجَذَلِ
أمَا وبارقِ هنديٍّ وطلعتهِ / بعارِضٍ من نجيع القومِ منهمِلِ
لولاك حلّتْ بأرض الحَوزِ زلزلةٌ / ترمي دعائمَ دينِ اللّهِ بالخذَلِ
أتيتَها بعد أن كادتْ تَميدُ بنا / وكاد يُقرعُ سنُّ الأمرِ بالخبَلِ
قرّتْ بحُكمكَ حتّى قال قائلُها / قُدِّسْتَ يا عرَفات المجدِ من جبَلِ
ثقّفْتَ ميلَ قناةِ المُلكِ فاِعتدلتْ / قسراً وقوّمْتَ ما بالحقِّ من مَيَلِ
كم قد رمى إِذ نفى الأعرابُ مجدَك في / قوسِ الخِلاف سِهامَ الغيّ والجدَلِ
فلم تُصِبْكَ وما أشوَتْ سهامُهُمُ / بل أثخنَتهُمْ جِراحُ الخِزْيِ والفشَلِ
سلّوا من البغي سيفاً فانتضَيْتَ لهم / حِلماً أعادَ حُسامَ البغي في الخلَلِ
ألقيتَ فيهم عصا الرّأي المُسَدَّد إذ / ألقَوْا إليكَ حِبالَ المَكرِ والحِيَلِ
تاللّهِ لو لم يُردّوا عن ضَلالَتِهم / لأصبحَ الجيشُ فيهم أوّلَ السَّفَلِ
فاِصْلِحْ بتَدبيركَ السامي فسادَهمُ / واِسْدُدْ برأيكَ ما تَلقى من الخَلَلِ
أنت الرّجاءُ لرفعِ النازلاتِ بنا / إذ يَكشِرُ الدهرُ عن أنيابه العُضَلِ
قد خصّنا اللَّهُ من تقديس ذاتِك في / سَمحٍ يجلُّ عنِ الأندادِ والمثَلِ
مولايَ لا برِحتْ يُمناكَ هاميةً / على المُوالينَ في غَيثِ الندى الهَطِلِ
أمطرْتَنا خِلَعاً حتّى ظننْتُ بِها / قد أمطرَتْنا عُيونُ الوَبْلِ بالبَدَلِ
شُكراً لِصُنعِكَ من غَيثٍ هَمى فَبدا / روضُ الحرير على الأجسامِ والمُقَلِ
لقد كفى العِيدَ فخراً أن يُقال به / هُنّيتَ يا سيّدَ الأيّامِ والأزَلِ
العيدُ في العامِ يومٌ عُمْرُ عودتِه / وأنت عيدٌ مدى الأيّام لم تزَلِ
إن كان يُدعى بعيدِ الفِطرِ تسميةً / فأنتَ تُدعى بعيدِ الجود والخَوَلِ
فلتَهْنَ غرّتُهُ من بِشرِ وجهكَ في / هِلال تِمٍّ بنورِ الفضل مكتَملِ
واِستَجْلِها حرّة الألفاظِ واحدةً / بالحُسن تَسمو جمال السّبعةِ الأُوَلِ
فلا بَرحْتَ بأوج العزّ مرتَفِعاً / تجرّ ذيلَ المعالي من على زُحَلِ
للّهِ قومٌ بأكنافِ الحِمى نزَلوا
للّهِ قومٌ بأكنافِ الحِمى نزَلوا / همُ الأحبّةُ إن صدّوا وإن وصَلوا
ودَرَّ درُّهُمُ من جيرةٍ معهم / لم يبرحِ القلبُ إن ساروا وإنْ نزَلوا
جعلْتُهُم لي وُلاةً واِرتَضَيْتُ بما / يقضون في الحُبِّ إن جاروا وإن عدَلوا
همُ همُ سادتي رقّوا قسَوا عطَفوا / جفَوْا وفَوْا خلّفوني أنجَزوا مطَلوا
ودّوا فلو هجَروا زاروا صفَوْا كدَروا / قد حسّنَ الحُبُّ عندي كلّما فعَلوا
رَعْياً لماضي زَمانٍ فُزْتُ فيه بهم / وحبّذا بالحِمى أيّامُنا الأُوَلُ
عصْرٌ كأنّ الليالي فيهِ بيضُ دُمىً / لُعْسُ الشِّفاهِ وأوقاتَ اللّقا قُبَلُ
إذا الرّواةُ روَوْا عنهُ لنا خبَراً / كأنّهم نقلونا بالّذي نقَلوا
كم في القِبابِ لديهم من محجّبةً / في الحُسنِ والعزِّ منها يُضرَبُ المثَلُ
بِكرٌ هي الشّمسُ في إشراقِ بهجَتِها / لو لم يُجِنَّ سَناها فرعُها الجَثِلُ
ودُميةُ القصر لولا سِمْطُ منطقِها / وظبيةُ القَفْرِ لولا الحَليُ والعطَلُ
سيّان بيضُ ثناياها إذا ضحِكَتْ / ومَبسَمُ البرْقِ لولا النّظمُ والرّتَلُ
يبدو الصّباحُ فيَستَحيي إذا سفرَتْ / عنِ المُحيّا فيعلو وجهَهُ الخَجَلُ
تختالُ في السّعي سُكراً وهْيَ صاحيةٌ / فتنقُضُ الصّبرَ منها وهْيَ تنتَقِلُ
تغزو القلوبَ بلَحظَيْها ومُقلَتها / لولا النُّعاسُ لقُلْنا جفنُها خلَلُ
أفديهِم من سَراةٍ في جواشِنِهم / وفي البراقعِ منهُم تلتَظي شُعَلُ
فُرسانُ طَعْنٍ وضرْبٍ غيرَ أنّهُمُ / أمضى سِلاحِهم القاماتُ والمُقَلُ
شُوسٌ على الشّوسِ بالبيضِ الرِّقاقِ سطَوا / وبالجُفونِ على أهلِ الهَوى حمَلوا
في غِمد كلِّ هزَبْرٍ من ضَراغِمهم / وعَينِ كلِّ مَهاةٍ كامنٌ أجَلُ
لم أدْرِ من قَبلِ ألقى سُودَ أعيُنِهم / أنّ المنيّةَ من أسمائِها الكَحَلُ
كلّا ولا خِلْتُ لولا حَليُ خُرَّدِهم / أنّ الدّنانيرَ ممّا يُثمِرُ الأسَلُ
بالبيضِ قد كلّلوا أقمارَهُم وعلى / شُموسِهم بالدّياجي تُضرَبُ الكُلَلُ
صباحُهُم من وُجوهِ البيضِ منفَلِقٌ / ولَيلُهُم من قُرونِ العِينِ مُنسدِلُ
صانوا من الدُّرِّ ما حازَتْ مباسِمُهُم / وما حوَوا منه في راحاتِهم بذَلوا
سُودُ الذّوائِبِ والأحداقِ تحسَبُهم / تعمّموا بسوادِ الليلِ واِكتَحَلوا
يَروقُ في أُسْدِهم نَظمُ القَريضِ وفي / غِزلانِهم يَحسُنُ التّشبيبُ والغزَلُ
تُمْسي القُلوبُ ضُيوفاً في منازلِهم / ولا لهُنّ سِوى نيْرانِهم نُزُلُ
همُ الأكارمُ إلّا أنّهم عرَبٌ / عندَ الكرائمِ منهُم يحسُنُ البُخُلُ
أمَا وَلُدْنٍ تثنّتْ في مناطقِهم / تحت الحَديدِ وقُضْبٍ فوقَها حُلَلُ
وبِيضِ حبّاتِ دُرٍّ بعضها لفَظوا / وبعضهُنّ لأعناقِ الدُّمى جعَلوا
لولا عُيونٌ وقاماتٌ بنا فتكَتْ / لم نَخْشَ من وقْعِ ما سَلّوا وما قتَلوا
لا أطْلَعَ اللَّهُ فجراً في مَفارقِهم / ولا اِنجَلى ليلُها عنهُم ولا أفَلوا
ولا صحَتْ من سُلافِ الدَّلِّ أعيُنُهم / ولا سَرى في سِواها منهُمُ الكَسَلُ
لولا هَواهُم لما أبلى الضّنى جسَدي / ولا شجَتْني رُسومُ الدّارِ والطّلَلُ
ولا تفرّقَ قلبي بالرّسومِ كما / تفرّقتْ من عَليٍّ في الوَرى الخَوَلُ
المُوسَويُّ الّذي مِشكاةُ نِسبتِه / أرحامُها بشِهابِ الطّورِ تتّصِلُ
كريمُ نَفْسٍ تُزانُ المَكرُماتُ به / ومنهُ تنشأُ بالدُّنيا وتنتقِلُ
طَوْدٌ لوَ اِنّ سَرَنْدِيباً تبدّلُه / لساكِني الحَوْزِ بالرّاهونِ ما قَبِلوا
ولو إلى أرضه يهوي الهِلالُ دُجىً / لم ترضَهُ أنّه من نَعلِها بدَلُ
قِرنٌ يَميلُ إلى نَحوِ الظُّبا شغَفاً / كأنّهُنّ لديهِ أعيُنٌ نُجُلُ
يغشى العِدا مثلَ ماضيهِ وعاملُه / يهتزُّ بِشراً ويَثني عِطفَهُ الجذَلُ
في طرْفِ هِنديّه من ضَربه رَمَدٌ / وفي عَواليهِ من خَمْرِ الطُّلا ثمَلُ
له سُيوفٌ إذا ما النّصرُ أضحكَها / تَبكي الرِّقابُ وتَنعى نفسَها الظُّلَلُ
جِراحُها وعُيونُ الصّبِّ واحدةٌ / لا تِلْكَ تَرْقا ولا هاتِيكَ تَندَمِلُ
بيضُ الجوانبِ كالأنهارِ من لبَنٍ / تظنّها بالوَفا يَجري بها العسَلُ
حَليفُ بأسٍ إذا اِشتدّتْ حميّتُه / لولا نَدى راحتَيْهِ كادَ يشتعِلُ
يغزو العدوَّ على بُعْدٍ فيُدرِكُه / كالنّجمِ يَسري إليه والدُّجى جمَلُ
يكادُ كلُّ مكانٍ حلَّ ساحتَهُ / يَقفوهُ شَوقاً إليهِ حينَ يرتَحِلُ
تَلقى مراقِدَ نُورٍ في مَواطِئِه / كأنّه بأديمِ الشّمسِ مُنتَعِلُ
لا يُطْمعُ الخصمَ فيه لِينُ جانبِه / فقد تَلينُ الأفاعي والقَنا الذُّبُلُ
ولا يغُرُّ العِدا ما فيهِ من كرَمٍ / فمُحْدِثُ الصّاعِقاتِ العارضُ الهَطِلُ
يمدُّ نحو العُلا والمَكْرُماتِ يَداً / خُطوطُها للمَنايا والمُنى سبُلُ
يدٌ إلى كلِّ مِصْرٍ من أنامِلِها / تَسري الأيادي وفيها ينزِلُ الأملُ
كأنّ خاتَمَهُ يومَ النّوالِ بها / قوسُ السّحابِ الغَوادي حينَ ينهَمِلُ
حازَ الكَمالَ صبيّاً منذُ مولدِه / وقام بالفَضْلِ طِفلاً قبلَ ينفصِلُ
نفْسٌ من القُدْسِ في ذاتٍ مجرّدةٍ / بالعُرْفِ جازَ عليها يصدُقُ الرّجُلُ
ما لاحَ فوقَ سريرٍ مثلَهُ قمرٌ / ولا تمطّى جواداً قبلَهُ جَبَلُ
ولا تنسّكَ زُهْداً غيرَهُ أسَدٌ / ولا تديّن في دينِ الظّبا بَطَلُ
هل عانقَ الشّمسَ إلّا سيفَهُ فلَقٌ / واِستغرَقَ البحرَ إلّا دِرعهُ وشَلُ
باهَتْ مناقبهُ الدُّنيا به فعَلا / قدْراً على سائِر الأيّام واِستفَلوا
حكَوهُ خَلْقاً وما حازوا خلائِقَهُ / والناسُ كالوحْشِ منها الليثُ والوَعلُ
أنّى يحاوِلُ فيه مدّعٍ صفةً / وهل يُحصِّلُ طِيبَ النّرجسِ البصلُ
ما كلُّ ذي كرَمٍ تحوي مكارمُه / والدّرُّ في كلِّ بحرٍ ليسَ يحتَمِلُ
لديه أغلى لِباسِ المرءِ أخشنُه / وأحسَنُ الخزِّ والدّيباجِ مُبتذَلُ
لو باللّباسِ بدونِ البأسِ مفتخَرٌ / فاقَ البُزاةَ بحُسْنِ الملْبسِ الحَجَلُ
يا اِبْنَ الأُسودِ الألى يوماً إذا حملَتْ / بالأفْقِ يُشفِقُ منها الثَّوْرُ والجمَلُ
زانَتْ بأبنائِكَ الدُّنيا وفيكَ ولو / لم يُولَدوا لم تَجِدْ كُفْؤاً لها الدّوَلُ
أنتم شُموسُ ضُحاها بل وأنجُمُها / لَيلاً وأوقاتُها الأسْحارُ والأُصُلُ
عنكم ومنكم رُواةُ المجدِ قد أخذوا / عِلمَ المَعالي ولولاكم به جهِلوا
يدرونَ أنّكُم حقّاً أئِمّتُهُم / ويعلَمون يَقيناً أنّكُم قُبُلُ
إذا العَياءُ كَساكُم فضْلَ ملْبَسِه / فأيُّ فخرٍ عليكُم ليسَ يشتمِلُ
أدواكُمُ لسَقيمِ المجدِ عافيةٌ / لكنّهُنّ لأبحارِ الثّنا عِلَلُ
كأنّما خُلِطَتْ بالطّينِ طينَتُكُم / فنَبْتُها ليس إلّا الوردُ والنّفَلُ
مولايَ ذا الصّومُ أبقى أجرَهُ ومضى / لديكَ والفِطْرُ والإقْبالُ مُقتَبَلُ
واِسعَد بعودةِ عيدٍ عاد فيه لَنا / فيكَ السّرورُ وزال الهمّ والوجَلُ
عيدٌ تشرّفَ يا اِبْنَ الطّاهرينَ بكُم / لِذا به ملّةُ الإسلامِ تحتفِلُ
فاقَ الزّمانَ كما فُقْتَ الملوكَ فَما / كِلاكُما سيّدٌ في قومِه جلَلُ
واِسْتَجْلِ طلعةَ فِطْرٍ فوقَ غُرّتِه / هِلالُ سَعْدٍ سَناهُ منكَ مُنتَحِلُ
شيخاً تأتّاكَ كالعُرْجونِ مُنحنياً / وأنت كالرّمحِ رَطْبُ العودِ مُعتدِلُ
رآكَ بعدَ النّوى ليلاً فعادلَهُ / عُمرُ الشّبيبةِ غضّاً وهْوَ مُكتَحِلُ
ولا برِحْتَ مُطاعَ الأمرِ مقتدِراً / يجري القضاءُ بما تَقْضي ويمتثِلُ
فخرُ الوَرى حيدريٌّ عمَّ نائِلُهُ
فخرُ الوَرى حيدريٌّ عمَّ نائِلُهُ / فجرُ الهُدى ذو المَعالي الباهراتِ علي
نجمُ السُّهى فلكيّاتٌ مراتِبُه / بادي السّنا نيّرٌ يسمو على زُحَلِ
ليثُ الثّرى قبَسٌ تَهمي أنامِلُه / غيثُ النّدى مورِدٌ أشهى من العسَلِ
بدْرُ البَها أفُقٌ تَبدو كواكِبُه / شمسُ الدُّنا صُبْحُ ليلِ الحادِثِ الجَلَلِ
سامي الذَرى صاعدٌ تُخشى نوازِلُه / حتفُ العِدا ضارِبُ الهاماتِ والقُللِ
طودُ النُّهى عندَ بيتِ المالِ صاحِبُه / سِمطُ الثّنا زينةُ الأجيادِ والدُّولِ
طِبُّ القِرى كفُّ يُمنِ الدّهرِ كاهِلُهُ / نابُ الرّدى أجلٌ في صورةِ الرَّجُلِ
روضٌ زَها منهلٌ طابَتْ مشارِبُه / روحُ المُنى منبعُ الآلاءِ والخَوَلِ
بحرٌ جَرى علقَميٌّ مُجَّ عاسِلُه / مُروي الصّدى مورِدِ العسّالةِ الذُّبُلِ
مُعطي اللّهى نبويّاتٌ مناقبُه / رحبُ الفنا نجلُ خيرِ الخلْقِ والرُسُلِ
مَقْنى الثّرى فاضلٌ عمّت فواضِلُه / عفُّ الرِّدا علَويٌّ طاهرُ الخُلَلِ
دهرٌ دَها قدَرٌ دارَتْ نوائِبُه / كنزُ الغِنى كهفُ أمْنِ الخائِفِ الوجِلِ
فَخرُ الوَرَى ذو المَعَالي البَاهِرَاتِ عَلِي
فَخرُ الوَرَى ذو المَعَالي البَاهِرَاتِ عَلِي / نَجمُ السُّهَى نَيّرٌ يَسمُو عَلَى زُحَلِ
لَيثُ الثَّرَى مَورِدٌ أَشهَى مِنَ العَسَلِ / بَدرُ البَهَا صُبحُ لَيلِ الحَادِثِ الجَلَلِ
سَامِي الذرَى ضَارِبُ الهَامَاتِ والقُلَلِ / طَودُ النُّهَى زِينَةُ الأَجيَادِ وَالدُّوَلِ
طِبُّ القِرَى أَجلٌ فِي صُورَةِ الرَّجُلِ / رَوضٌ زَهَا مَنبَعُ الآلاءِ والخَوَلِ
بَحرٌ جَرَى مَورِدِ العَسَّالَةِ الذُّبُلِ / مُعطِي اللّهَى نَجلُ خَيرِ الخَلقِ والرُّسُلِ
مَقنَى الثَّرَى عَلَوِيٌّ طَاهِرُ الخُلَلِ / دَهرٌ دَهَا كَهفُ أَمنِ الخَائِفِ الوَجِلِ
دَهرٌ دَهَا قَدَرٌ دَارَت نَوَائِبُهُ
دَهرٌ دَهَا قَدَرٌ دَارَت نَوَائِبُهُ / مَقنَى الثَّرَى فَاضِلٌ عَمَّت فَوَاضِلُه
مُعطِي اللَّهَى نَبَوِيَّاتٌ مَنَاقِبُهُ / بَحرٌ جَرَى عَلقَمِيٌّ مُجَّ عَاسِلُهُ
رَوضٌ زَهَا مَنهَلٌ طَابَت مَشَارِبُهُ / طِبُّ القِرَى كَفُّ يُمنِ الدَّهرِ كَاهِلُهُ
طَودُ النُّهَى عِندَ بَيتِ المَالِ صَاحِبُهُ / سَامِي الذَرَى صَاعِدٌ تُخشَى نَوَازِلُهُ
بَدرُ البَهَا أُفُقٌ تَبدُو كَوَاكِبُهُ / لَيثُ الثَّرَى قَبَسٌ تَهمِي أَنَامِلُهُ
نَجمُ السُّهَى فَلَكِيَّاتٌ مَرَاتِبهُ / فَخرُ الوَرَى حَيدَرِيٌّ عَمَّ نائِلُهُ
فَخرُ الوَرَى حَيدَرِيٌّ عَمَّ نائِلُهُ
فَخرُ الوَرَى حَيدَرِيٌّ عَمَّ نائِلُهُ / كَنزُ الغِنَى كَهفُ أَمنِ الخائِفِ الوَجلِ
نَجمُ السُّهَى فَلَكِيَّاتٌ مَرَاتِبهُ / عَفُّ الرِّدا عَلَوِيٌّ طَاهِرُ الخُلَلِ
لَيثُ الثَّرَى قَبَسٌ تَهمِي أَنَامِلُهُ / رَحبُ الفَنَا نَجلُ خَيرِ الخَلقِ والرُّسُلِ
بَدرُ البَهَا أُفُقٌ تَبدُو كَوَاكِبُهُ / مُروِي الصّدَى مَورِدِ العَسَّالَةِ الذُّبُلِ
سَامِي الذَرَى صَاعِدٌ تُخشَى نَوَازِلُهُ / رُوحُ المُنَى مَنبَعُ الآلاءِ والخَوَلِ
طَودُ النُّهَى عِندَ بَيتِ المَالِ صَاحِبُهُ / نابُ الرَّدَى أَجلٌ في صُورَةِ الرَّجُلِ
طِبُّ القِرَى كَفُّ يُمنِ الدَّهرِ كَاهِلُهُ / سِمطُ الثَّنَا زِينَةُ الأَجيَادِ وَالدُّوَلِ
رَوضٌ زَهَا مَنهَلٌ طَابَت مَشَارِبُهُ / حَتفُ العِدَا ضَارِبُ الهَامَاتِ والقُلَلِ
بَحرٌ جَرَى عَلقَمِيٌّ مُجَّ عَاسِلُهُ / شَمسُ الدُّنا صُبح لَيلِ الحادِثِ الجَلَلِ
مُعطِي اللَّهَى نَبَوِيَّاتٌ مَنَاقِبُهُ / غَيثُ النَّدَى مَورِدٌ أَشهَى مِنَ العَسَلِ
مَقنَى الثَّرَى فَاضِلٌ عَمَّت فَوَاضِلُهُ / بَادِي السَّنَا نَيّرٌ يَسمُو عَلَى زُحَلِ
دَهرٌ دَهَا قَدَرٌ دَارَت نَوَائِبُهُ / فَجرُ الهُدَى ذُو المَعالِي البَاهِرَاتِ عَلِي