المجموع : 8
يا لَيْلةً قَدْ كَساها النُّورُ سِربالا
يا لَيْلةً قَدْ كَساها النُّورُ سِربالا / جَرَرْتُ فِيها لِبُرْدِ الأُنْسِ أذْيالا
إذ مَعْطفي للصِّبا لَدْنُ المَهزَّةِ إنْ / هَبَّت صَباً هبَّ أو مالَ الصِّبا مَالا
وإذْ رياضُ المُنَى تُجْلَى زَواهِرُها / قد أُلْبِسَتْ مِن حُلى أزهارها خَالا
بحيثُ أجْري مَعَ اللَّذّاتِ في طَلَقٍ / وأنْثني في بُرُودِ اللَّهوِ مُخْتالا
يالَيلةً ما رأتْها عَيْنُ شائِبةٍ / قد أشْكَلَتْ لِصُروفِ الدَّهرِ إشْكالا
تَخَلّصَتْ عن قَذى شَوْبٍ خُلاصَتُها / تَخالُها في مُحيَّا دَهرِها خَالا
راقَتْ محاسِنُ إذْ رقَّت شمائلُنا / والحالُ تَحْسُنُ إمَّا ناسَبَتْ حَالا
ليل أعار شعور الغيد حلكته / وزرَّ من وَضَحِ الوَجنات سربالا
باتت لِحاظُ الأماني فيهِ تَلْحَظُنا / أمْناً وأغْفى رقيبُ الدَّهرِ إغْفالا
بِتْنا مِنَ الأُنسِ في نَعْماءَ تَشْمَلُنا / في صُحْبَةٍ سَحَبَتْ لِلْحُسنِ أذْيالا
في فِتْيَةٍ حُلوةِ الأخْلاقِ حالِيَةٍ / ذَوي حَواشٍ رِقاقٍ رُقْنَ أحْوالا
نُديرُ للوُدِّ كاساتٍ مُمَحَّضةً / بِحَيثُ نَجْني جَنى الأسْمار أنْقالا
وباتَ ساقِي الحُمَيَّا طَوْعَ سَلْوَتِنا / يُديرُ بالرَّاحِ راحاً دَرُّها سَالا
قد سَلَّ صارِمَ رُمْحٍ مِنْ سُلافَتِهِ / بهِ على حَبَشيِّ اللَّيلِ قَدْ صالا
صَفْراءُ رقَّتْ وراقَتْ جَوْهراً وَسناً / قَدْ راضَ أحْوالَها التَّثقيفُ أحْوالا
إمَّا هَتَكْنا بِكَفِّ المَزجِ سُتْرَتَها / أرْخَتْ لَنا دُونَ صَرْفِ الهَمِّ أحْجالا
بِتْنا بِها من رِياضِ الأنسِ في دَعَةٍ / نَجْني قُطوفَ الأماني مِنُه آمَالا
إلى أنِ أسْتدبرَ الشَّرْقَ الهِلالُ سُرىً / عنهُ ولبَّى دُعاءَ الغَربِ إهْلالا
وأقْبلَ الصُّبحُ في جَيْشِ الصّبا مَلِكاً / عَنَتْ لَهُ سُرْبَةُ الظَّلماءِ إجْلالا
كأنَّما اللَّيلُ زنجِيٌّ غَدا نَهِلاً / في حُمْرَةٍ مِنْ سَنا الإصْباحِ فاخْتالا
كأنَّما الأُفْقُ كأسٌ لِلدُّجا جَمَدتْ / بِحَيثُ ذابَ ضِياءُ الصُّبحِ جِريالا
يا حُسْنَها لَيْلَةً للأنْسِ قَدْ ثَمِلَتْ / مِنْ عِشْقِها اصْفَرَّتِ الأيَّامُ آصالا
يا مَنْ بِأوْصافِهِ الحَوالي
يا مَنْ بِأوْصافِهِ الحَوالي / رِقِّيَ في الحُبِّ قَدْ حَوى لِي
أنْوارُ وَجْناتِكَ الجَوالي / جَلَبْنَ ذا الوَجْدَ والجَوى لي
وفي لَمَى ثغْرِكَ الدَّوا لي / لَوْ عَلَّني بِابنَةِ الدَّوالي
هَلّا جَعَلْتَ الرِّضى نَوالي / بَدِيْلَ إيلائكَ النَّوى لي
فَغايةُ السؤل والمُنى لِي / لَوْ كانَ مِنْكَ الرِّضى مَنالِي
بِحَقِّ فَضْلِ الرَّسولِ سُوْلِي
بِحَقِّ فَضْلِ الرَّسولِ سُوْلِي / بَرِّدْ بِرُوحِ الوِصالِ صَالي
سَبَى سَنا حُسْنِكُمْ فؤادي / مالي وما لِلْجَمالِ مَالِي
يا ظَبْيُ هَبْ لي رِضاكَ عَلِّي / أبْرا بِهِ مِنْ خَبالِ بالِي
أيْأسْتُ فيكَ العَذُولَ مِنّي / تَرَفُّعاً عَنْ مَقالِ قالي
هَلْ أقْتَفي في المِلاحِ لاحِ / وأهْيَفي في العَوالِ والِي
كنتُ أظُنُّ البعادَ يُسْلِي
كنتُ أظُنُّ البعادَ يُسْلِي / والحَقُّ أنَّ البعادَ يُصْلي
ما خَلَقَ اللهُ شَرَّ خَطْبٍ / مِنْ فُرقَةٍ في زَمانِ وَصْلِ
يا فائقاً في عُلومِ الكَمِّ أجْمَعِها
يا فائقاً في عُلومِ الكَمِّ أجْمَعِها / مِنْ مُوسِقَى وارْتَماطيقي وأشكالِ
قلْ أيُّ شيءٍ يُساوي النصفُ منْهُ لِثُل / ثِ العشر من ثُمنه من غير إشكالِ
وهو إذا زِيدَ ثانيهِ وخامِسُهُ / لِعَدِّ أوَّل شَطْرَيْهِ بإجمالِ
أضْحى دَلِيلاً على شَكْلٍ مَقاطِعُهُ / ضَرْبٌ من المُوسِقى مُسْتَظْرَفُ الحالِ
حَدَّاهُ من جِهَتَيْهِ نِصْفُ دائِرةٍ / وخَطٌّ اكْتَنَفاهُ دُونَ إهمالِ
إذا وَجَدْتَ فَجُد للنَّاسِ قاطِبةً
إذا وَجَدْتَ فَجُد للنَّاسِ قاطِبةً / فالحالُ تَفنى ويَبْقى الذِّكْرُ أحوالا
لا سِيَّما ورسُولُ اللهِ ضامِنُهُ / أنْفِقْ ولا تَخْشَ من ذِي العَرْشِ إقْلالا
قاتِلْ عِداكَ وضارِبْهُمْ بِمَكْرُمَةٍ
قاتِلْ عِداكَ وضارِبْهُمْ بِمَكْرُمَةٍ / تَسمُو لَها لا بِبِيْضِ الهِنْدِ والأسَلِ
فَلِلفَضائلِ طَعْنٌ في صُدورِهِمُ / مِن دُونِ مَوْقِعِهِ طعنُ القَنا الذُّبُلِ
سَفَّهني عاذلي عَلَيْهِ
سَفَّهني عاذلي عَلَيْهِ / وقَالَ لي وُدُّه عَلِيْلُ
فَقُلْتُ مُعتلٌ اَو صَحِيْحٌ / يُودِعُه عَيْنَهُ الخليلُ