المجموع : 5
انظر إليَّ بصفحٍ منك عن زَلَلي
انظر إليَّ بصفحٍ منك عن زَلَلي / لا تتركَنِّيَ من ذنبي على وَجَلِ
روحي وروحُك مقرونان في قَرَنٍ / فكيف أهجر مَن في هجرِه أجَلي
وليس لي أمَلٌ إلا وصالكمُ / فكيف أقطع مَن في وصله أمَلي
هذا فؤاديَ لم يملِكه قبلكمُ / خلقٌ وحقِّ أمير المؤمنين علي
ما إن ذكرتُكمُ إلا بكيتُ دَماً
ما إن ذكرتُكمُ إلا بكيتُ دَماً / وما بكى كَبناتِ الثكل ناكلُها
يا ناصح الودِّ هذا ما أمرتَ به / إنَّ الدليلَ على الخيرات فاعِلُها
خذها مُحَبَّرةً يلتذُّ سامعُها / ولا يملُّ من الإطناب قائلُها
نَصرُ بن أحمد أنشاها وقال لها / كُوني فكانت ولم يعجزه عاملُها
كأنَّ بي عِلَلاً ممّا تعلَّلها
كأنَّ بي عِلَلاً ممّا تعلَّلها / بالوعد من كثرت في وعده العِلَلُ
كأن بي خجلاً منه لهيبته / إذا تورَّد لي في خدِّه الخَجَلُ
نعم أقول لو اَنَّ القول مقبولُ
نعم أقول لو اَنَّ القول مقبولُ / طالَ الهوى وتمادى القال والقِيلُ
ليس السلامُ بشافي القلب من دنفٍ / ما لم يكن معه لمسٌ وتقبيلُ
وليس يرضى محبٌّ عن أحبَّتِه / حتى يفوز بما ضمَّ السراوِيلُ
إقبالُ عامٍ بشكر الخير مقبولُ
إقبالُ عامٍ بشكر الخير مقبولُ / عيدُ الأمير بعيد البرِّ موصولُ
يوم العَرُوبة والنَّيروز قد جُمِعا / فاليومُ يومٌ له تاجٌ وإكليلُ
يومٌ من الجُمعة الغرّاء غُرَّتُه / وفيه من بهجة النيروز تحجيلُ
يومٌ تألَّف من عيدَينِ عيد تقىً / وعيد مُلكٍ فذا فضلٌ وتفضيلُ
فانعم بنيروزك الميمون طائره / وبالسعادة حبل الحظِّ مفتولُ
وعشتَ ما عشتَ فيما شئتَ من نعمٍ / فيها عليك لظلِّ العزِّ تظليلُ
فاليوم عظّمَهُ وبجَّلَهُ / فحظه منك تعظيم وتبجيل
يومٌ تُصاغ به التيجانُ من زَهَرٍ / لابن الملوكِ وللجيش الأكاليلُ
لقد تزيَّنت الدنيا بزخرفها / فالروض قد مُثِّلَت فيه التماثيلُ
فالغيم يبكي إذا ما الروض ضاحَكَهُ / وناظِرُ النبت بالأنداء مكحولُ
يومٌ له زَفَّت الدنيا عرائسَها / لهنَّ من سندسٍ خُضرٍ سرابيلُ
مُعَمَّمات بوَشيٍ من جواهرها / مرصَّعات وفي الترصيع تفصيلُ
هذا الربيع من الجنّات مُستَرَقٌّ / ففيه منهنَّ تَميِيلٌ وتمثيلُ
فالورد من وجنة المعشوق صبغتُه / والطِّيبُ من نكهة المعشوق معلولُ
وردُ الحبيب مصونٌ ليس يقطفه / إلا العيون وورد الروض مبذولُ
طيبوا فما طيب هذا اليوم مُدَّغَمٌ / يخفى ولا فضل هذا اليوم مجهولُ
أمّا النهار فلا حَرٌّ ولا خَصَرٌ / والليل لا قِصَرٌ فيه ولا طُولُ
فلا طلائع جيش القيظ طالعة / كذاك سابق جيش القرِّ مغلولُ
فيا لعيشٍ لفيض الروح رَعرَعَةٌ / وللنسيم مع الأشجار تطفيلُ
فلا البَنَانُ مع التجميش منقبِضٌ / ولا العناق لكُثر الحَرِّ مملولُ
طاب الهواءُ لتعديل النهارِ به / فللذاذات في الأرواح تعديلُ
فالنَّورُ يزهِر في خُضر الرياض كما / يُزهِرنَ في ظُلَم الليل القناديلُ
فشيِّعوا يومَكم واستقبلوا غدَه / فقسمة العيش تقديم وتأجيلُ
فما انتظاركمُ والعيشُ مقتبلٌ / والورد مبتسمٌ والروض معلولُ
لنا ربيعانِ من وقت ومن كرَمٍ / وسيدٌ ماجد الأخلاق بُهلول
هو الأمير ابن يزدادَ الذي سهلت / به الخطوبُ فللخيرات تسهيلُ
حُسناه راضت قلوبَ الناس كلِّهمُ / فودُّه في قلوب الناس مقبولُ
إحسانُه عَمَّ أهلَ الشرق كلَّهم / فرَبعُه أبداً بالشكر مأهولُ
إليه أقبلت الآمال أجمعُها / تصدى فما غيره في الناس مأمولُ
لو عُدَّ في الخَلق مَن يُغذى بنعمته / ما كان يُروِيهم جَيحَانُ والنِّيلُ
له دلائل إقبالٍ يوافقها / يمنٌ ورأي على التوفيق مدلولُ
والحاسب الشهم لا تجري أناملُه / بحَسب ما أنت مشكور ومسؤولُ
لم يبقَ طاغٍ وباغٍ لم يمسّهما / من بسط كفَّيك تكليلٌ وتنويلُ
فيا ابن يزدادَ مَن ولاك بانَ له / من بَدوِ أمرِك تكميلٌ وتكفيلُ
فالحمد لله لا حُسناك ضائعةٌ / كلا ولا عِقدُ شُكرِ اللَه محلولُ
فليس ما زاد فيه الشُّكر مُنتقَصاً / ولا لما أثبتَ الإحسانُ تحويلُ
من سُنَّة اللَه إمداد الشَّكور له / وما لسُنَّتِه في الخلق تبديلُ
إنّي أقول فإن أكثرتُ في مِدَحي / في جنب إحسانك التكثيرُ تقليلُ
يا غارساً شجر الإحسان كُلْ ثمراً / لكنَّه ثمر بالسمع مأكولُ
مدح يلذُّ من الأفواه مَرشفُه / كما يلذ من المعشوق تقبيلُ