المجموع : 11
قُل لِلمَلُول الذي أَعيا تَلَوُّنُهُ
قُل لِلمَلُول الذي أَعيا تَلَوُّنُهُ / تُرى مَلاَلَك هَذا غيرَ مَمْلُولِ
إذَا تَجاهلتُ عمّا ساءَ مِنهُ أتَى / من الصُّدودِ بذَنبٍ غيرِ مَجهولِ
وما جَنَى قطُّ إلاّ جئتُ مُعتَذِراً / إِليهِ لكنَّ عُذري غيرُ مقبولِ
كيفَ الخَلاصُ لقلبي من يَديْ قَمَرٍ
كيفَ الخَلاصُ لقلبي من يَديْ قَمَرٍ / أَسيرُ ناظِرِهِ بالوَجدِ مَغلُولُ
جُرحي لديهِ جُبارٌ لا قِصاصَ له / في حكمِه ودمي في الحبِّ مطلُولُ
نَفسِي الفداءُ لمن قبّلتُه عَجِلاً
نَفسِي الفداءُ لمن قبّلتُه عَجِلاً / والبينُ يَعجبُ من وجْدِي ومن عَجَلي
فمالَ عَنّي بِفيهِ ثُمّ عرّضَ لي / خدّا جَرى فيه ماءُ الحسنِ والخَجَلِ
فأخْضَلَتْ أدمُعِي توريدَ وجْنَتِهِ / فزادَ إشراقُ ذاكَ الوردِ بالبللِ
فارتاعَ من حرِّ أنفاسِي وحرْقةِ اح / شائِي ونَهْيِيَ فاهُ العذبَ بالقُبلِ
ورَابهُ ما رَأى من رَوْعَتي فبكى / وقالَ لا كانَ ذا توديعَ مُرْتَحِلِ
ونَازِحٍ في فُؤادِي من هواهُ صَدىً
ونَازِحٍ في فُؤادِي من هواهُ صَدىً / لم يَروِ غُلَّته بالعَلِّ والنَّهَلِ
فِي فِيهِ ما في جِنَانِ الخُلدِ من دُرَرٍ / ومن أقَاحٍ ومِن خَمرٍ ومن عَسَلِ
لو كُنتُ أعلَمُ أنّ البينَ يفجؤُني / روَّيتُ قَبل النّوَى قَلبي من القُبَلِ
وافى كتابُكَ مفتوحاً فبشّرنِي
وافى كتابُكَ مفتوحاً فبشّرنِي / بِفتحِ سبُلِ الّلقاءِ الزَّجرُ والفَالُ
فقلتُ أحبِبْ بِهَا بُشرى إليَّ وإِن / تَعَرّضَتْ دونَ ما نَرْجُوهُ أهوالُ
ثمّ اعتَرَتْنِيَ أشواقٌ تُجَهِّلُنِي / كيفَ اطمأنَّتْ بِقَلْبي بعدَك الحالُ
وكيفَ يَبقَى وما يَنفَكُّ ذَا وَجَلٍ / خوفاً عليكَ وفي الأوجالِ آجالُ
يا خيرَ مَن عَلِقَت كَفّي مودّتَه / وصُدَّقَتْ لِيَ في عَلْياهُ آمالُ
ماذا أقُولُ وقلبي قد تخلَّفَ عني / جِسْمِي وزُمّتْ لوشْكِ البين أجمالُ
وكم فُجِعتُ بروْعاتِ الفِراقِ ولا / كَهذه لم يُرْعِني قطُّ تَرحالُ
وقبلَ وشْكِ النّوَى قد كنتُ أحذَرُهَا / كأنَّ ذاكَ التّوقِّي قبلَها فَالُ
فإن تمادَتْ بِنا أيّامُ فُرقَتِنَا / وكلُّ ساعاتِ بُعدي عنك آجالُ
فاحفَظ فؤاداً مقيماً في ذُرَاك ولا / تُسْلِمْهُ للشَّوقِ إنَّ الشّوقَ قتَّالُ
أيْن سَمعِي عمّا يقولُ العذولُ / أنا بالهَجرِ والنّوى مَشغولُ
وسبيلُ السُّلوِّ بادٍ لِعَينيْ / يَ ولكنْ مالِي إليه سَبيلُ
مَا قَليلُ الغرامِ يا مستريحَ ال / قَلبِ ممَّا يلقَى المحبُّ قَليلُ
بِالهَوى هَامَ في الفَلاَ قيسُ ليلَى / وبه ماتَ عُروةٌ وجَميلُ
فَاعفِ من لَومكَ المحبَّ كفاهُ / مِن جَواهُ تَسهيدُهُ والنُّحولُ
لا تَظنَّنَ وجدَ مَن فارقَ الأظ / عانَ يحتَثُّهُنَّ حادٍ عَجولُ
تقطَعُ البيدَ حاملاتٍ شُموساً / ما لَها في سِوَى الخُدورِ أُفولُ
كلُّ شمسٍ تُنيرُ فَوق قَضيبٍ / يَتهادَى به كثيبٌ مَهيلُ
لاَ ولاَ وجْدَ نازِحٍ فارَق الأو / طانَ يَهتاجُه الضُّحَى والأصيلُ
كلّما لامَهُ العذولُ مَرَى دمْ / عاً تُبَاِريه زَفرةٌ وعَويلُ
مثلَ وجْدِي لِفُرقةِ الملِكِ الصا / لِحِ وهْو المرجُوُّ والمأمولُ
يا أميرَ الجيوشِ يا أعدلَ الحُك / كَامِ في فِعلِه وفيما يَقولُ
أنتَ تَقضِي بالحَقّ لستَ وإن زا / لَتْ جِبَالُ الأرضِينَ عنه تَزولُ
فَبِماذَا قضيتَ يا سيّدَ الحك / كَامِ طُرًّا عليَّ أنّي مَلُولُ
مَن يَملُّ الحياةَ أمْ مَنْ عَليهِ / مِن تَوالي أنفاسهِ تَثْقيلُ
لا تَرُعْني بالعَتْبِ فهو على قَطْ / عِ رسُومِ التّشريفِ عَنّي دليلُ
لي رسومٌ منها مواصلَةُ الكُتْ / بِ وأنتَ البَرُّ الكريمُ الوَصولُ
وسِواهَا أغْنَيْتَنِي عنه بالإنْ / عامِ حتّى لم يبقَ لي تَأميلُ
فَأَعذْنِي من قَطعِها فهي لي فخ / رٌ به أُدركُ العُلا وأطُولُ
فبِوُدّي لو اُطَّلعتَ على قلْ / بي فيبدُو لك الوَلاءُ الدخيلُ
وتَرى أنَّ ما زَرعتَ من الإنْ / عامِ لم يُحصِ رَيعَه التجميلُ
عابُوا هَوَى شادِنٍ في رجله قِصَرٌ
عابُوا هَوَى شادِنٍ في رجله قِصَرٌ / من سُكْرِ ألحَاظِه في مَشْيِه ثَمَلُ
وما هَوَى خُوطِ بانٍ مَاسَ من هَيَفٍ / عَيْبٌ وإنْ كان عيباً فهو مُحْتَمَلُ
يا مُستَقِلَّ الغِنَى فيما تجودُ بهِ
يا مُستَقِلَّ الغِنَى فيما تجودُ بهِ / ومَن مواهِبُهُ كالعَارِض الهَطِلِ
ومَن إذا جادَ بالدّنيا لآمِلِهِ / قالَت معارفُهُ حاشاكَ من بَخَلِ
ومَن إذا جرَّدَ البيضَ الصَّوارِمَ في ال / هَيجاءِ أسكَنَها في الهامِ والقُلَلِ
قد كنتُ أخضَعُ في الخطْبِ المُلِمِّ فمُذ / ولّيتَ يا نَصرُ عادَ الخطبُ يخضعُ لي
وبَعدُ لي فيكَ آمالٌ وظَنِّيَ في / عُلاكَ أنَّكَ تُوفي بي علَى أَمَلي
أُنظُر إلى صَرفِ دهري كيفَ عَوَّدَني
أُنظُر إلى صَرفِ دهري كيفَ عَوَّدَني / بعدَ المَشيبِ سِوى عاداتيَ الأوَلِ
وفي تَغايُرِ صرفِ الدّهرِ معتَبِرٌ / وأيُّ حالٍ على الأيام لم تَحُلِ
قد كنتُ مِسْعَر حَربٍ كلَّما خَمدَتْ / أضرمتُها باقتداحِ البيضِ في القُلَلِ
هَمِّي منازلةُ الأقرانِ أحسَبُهُم / فَرائسِي فَهُمُ منِّي على وَجَلِ
أمْضَى على الهَولِ من لَيلٍ وأهْجَمُ مِن / سَيْلٍ وأقدِمُ في الهيجاءِ مِن أجَلِ
فَصرتُ كالغَادةِ المِكسالِ مضجَعُها / على الحشَايا وراءَ السَّجفِ والكِلَلِ
قد كِدتُ أعْفَنُ من طُولِ الثَّواء كما / يُصدي المهنَّدَ طولُ المَكثِ في الخِلَلِ
أروحُ بعد دُروعِ الحربِ في حُللٍ / من الدَّبيقِي فبؤساً لي وللحُلَلِ
وما الرَّفاهَةُ من رأبِي ولا أرَبى / ولا التَّنعُّمُ من هَمِّي ولا شُغُلي
ولستُ أهْوى بلوغَ المجدِ في رَفَهٍ / ولا العُلاَ دُونَ حَطِمْ البيضِ والأَسَلِ
إنّيِ وثِقتُ بأمرٍ غَرَّنِي أمَلِي
إنّيِ وثِقتُ بأمرٍ غَرَّنِي أمَلِي / فيهِ وقد قِيل كم مِن واثِقٍ خَجِلِ
عادَت إليَّ الأمَانِي مِنهُ آيسَةً / فيا حيَاءَ المنى من خَيبَةِ الأملِ
يهون الخطب أن الدهر ذو غير
يهون الخطب أن الدهر ذو غير / وأن أيامه بين الورى دول
وأن ما سر أو ما ساء منتقل / عنا إلا فإنا عنه ننتقل
يا مؤيسي بتجنيه وهجرته
يا مؤيسي بتجنيه وهجرته / هل حرم الحب تسويفي وتعليلي
يبدي لي اليأس تصريحا فتكذبه / طماعتي وأرى الآمال تملي لي
وقد رضيت قليلا منك تبذله / فما احتيالي إذا استكثرت تقليلي