المجموع : 4
عَوِّلْ على العَزْمِ إنّ العزْمَ منقطعٌ
عَوِّلْ على العَزْمِ إنّ العزْمَ منقطعٌ / عنه الخمولُ وموصولٌ به الأمَلُ
لو لم تُسَلّ سيوفُ الهندِ ما ضُرِبَتْ / يومَ القراعِ بها الأجيادُ والقُلَلُ
متى ينال لديكم ما يُؤمّلُهُ
متى ينال لديكم ما يُؤمّلُهُ / مُتيَّمٌ ذو تباريحٍ تُبَلبِلُهُ
ما ظَنَّ مَن قَبِلَ تَعذيبِ الهوى أسَدٌ / أَنَّ التَّدَلُّلَ من رئمٍ يُذَلّلُهُ
ولا درى أن سهم الخيف يقصدُهُ / حتَّى رَأَى ساحرَ الأَلحاظِ يُرْسِلُهُ
مُضنىً رَماهُ بِكَربٍ كُلُّ ذي فَرَحٍ / كَأَنَّما ناقِلٌ عَنهُ يُنَقِّلُهُ
فالطبّ يُسْقِمُهُ والماءُ يُعطشُهُ / والقربُ يبعدُهُ والصّوْنُ يَبذُلُهُ
مُلاعِبَ البيض بين البيض والأسَلِ
مُلاعِبَ البيض بين البيض والأسَلِ / تلاعبتْ بك حُورُ الأعينِ النُّجُلِ
فَخُذْ من الرّمْحِ في حرْبِ المها عِوَضاً / فالطعنُ بالسّمْرِ غيرُ الطّعْنِ بالمقلِ
كم للعلاقةِ من هيجا رأيتَ بها / ضراغمَ الغيل قَتْلى من مها الكللِ
وكم غزالةِ إنْسٍ أنْحلَتْ جسدي / بِالهجرِ حَتَّى حَكى ما رقّ من غَزَلِ
ممشوقةً ملْتُ عن حِلْمي إلى سَفَهي / منها بقدّ مقيمِ الحسن في المَيَلِ
تصدّ بالنفس عن سلوانها بهوى / عينٍ تكحّل فيها السحرُ بالكحلِ
خداعةُ الصبّ بالآمالِ مرسلةٌ / إليّ بالعضّ في التفّاحِ والقُبَلِ
وناطقُ الوجدِ منّي لا يكلِّمُهُ / منها إذا ما التقينا ساكتُ المللِ
يا هَذِهِ ونِدائي دُمْيَةً طَمَعٌ / في نطقها من فقيدِ اللبِّ مُخْتَبِلِ
أرى سِهامَ لحاظٍ منكِ تَرْشُقُني / أفي جُفونكِ رامٍ من بني ثُعَلِ
بل ضَعْفُ طرفك في سفكِ الدماءِ له / أضعافُ ما للظُّبا والنّبْلِ والأسَلِ
إِنِّي امرؤٌ في ودادي ذو محافظةٍ / فما يَرَى في وفائي الخلُّ من خلَلِ
وعارِضٍ مَدّ عَرْضَ الجوِّ وانسَبَلَتْ / في وجنةِ الأرضِ منه أدْمُعُ السَّبلِ
ثرِّ الشّآبيبِ أَصواتُ الرعودِ بِهِ / كَأَنَّهُنَّ هَديرُ الجُلَّةِ البُزُلِ
كَأَنَّما الأَرضُ تَجلو مِن حَدائِقها / عرائساً في ضُرُوبِ الحَلْي والحللِ
أَحيا الإِلهُ بها التربَ المَواتَ كما / أحيا سفاقسَ يحيى بالهمام علي
كفؤٌ كَفَى اللَّه في الدهرِ الغشيمِ به / خَطْباً يخاطبُ منه ألْسُنَ العُضَلِ
أَقرَّ فيها أُناساً في مَواطِنِهم / لمّا تَنادَوْا لِتَوْديعٍ ومرتحلِ
وَأَثبَتَ اللَّه أَمْناً في قلوبِهِمُ / بَعدَ التقلُّبِ في الأحشاءِ من وجلِ
بِيُمْنِ أكبرَ لا عابٌ يُنَاطُ به / يُمنَاهُ منشأُ صوبِ العارضِ الهطِلِ
قومٌ تسوس رعاياه رعايتهُ / بالرّفْقِ والعدلِ لا بالجوْرِ والعَذَلِ
من يُتْبِعُ القولَ من إحسانه عملاً / والقولُ يورقُ والإثمارُ للعمَلِ
له رَجاحَةُ حِلْمٍ عند قُدْرَتِهِ / أرسَى إذا طاشتِ الأحلامُ من جَبَلِ
في دولةٍ في مقرِّ العزِّ ثابتةٍ / تُمْلي العلى من سجاياهُ على الدوَلِ
أغرّ كالبدر يعلو سرجَهُ أسَدٌ / أظفارُهُ حُمْرُ أطرافِ القَنَا الذبلِ
بادي التبسم والهيجاءُ كالحةٌ / لا يتّقي العضّ من أنيابها العصلِ
تَرى السلاهِبَ من حولَيهِ ساحبةً / ذيلَ العجاج على الأجسادِ والقلَلِ
مِن كلِّ ذي ميعةٍ كالبحرِ تَحسبُ منْ / أزبادِهِ سُرِدَتْ ماذيَّةُ البطلِ
تَنضو بِهِ مِلَّةُ الإِسلامِ مرهَفَةً / بِضَربِهِنَّ الطلى تَعلو على المللِ
قَديمةٌ طَبَعَتْهُنَّ القيونُ على / ماضي العزائم من آبائه الأولِ
من كلّ أبيضَ في يمناهُ سَلّتُهُ / كالبرقِ يخطفُ عُمْرِ القِرْن بالأجلِ
جداولٌ تَرِدُ الهيجا فهل وَرَدَتْ / ماءَ الطلى عن تباريحٍ من الغُلَلِ
نَدبٌ تُدَاوي مِنَ الأَقوامِ شيمتُهُ / بالبأس والجود داءَ الجُبنِ والبَخَلِ
مستهدَفُ الرَّبع بالقصّادِ تقصدُهُ / في البحرِ بالفُلكِ أو في البرِّ بالإبلِ
مُنَزَّهُ النّفسِ سمحٌ ما لَهُ أمَلٌ / إلّا مَكارِمُ يَحويها بنو الأملِ
أَطاعَني زَمَني لَمّا اعتَصَمتُ بِهِ / حَتّى حَسِبتُ زَماني عادَ مِنْ خولي
وما تيَقّنتُ أنّي قبل رُؤيَتِهِ / ألْقَى كرامَ البرايا منه في رجلِ
يا صاحبَ الحلمِ والسيفِ الَّذي خمدتْ / نارُ المنيّة فيه عن ذوي الزللِ
لو أنّ عزمك حدٌّ في الكَهَام لما / قدّ الضرائبَ إلّا وهوَ في الخللِ
كأنّ ذكرَكَ والدنْيا به عَبَقَتْ / في البأس والجودِ مخلوعٌ عَنِ المثَلِ
فَاسلَمْ لِمَدحِكَ واقنَ العزَّ ما سَجَعَتْ / سواجعُ الطير بالأسحارِ والأُصُلِ
حرِّر لمعناكَ لفظاً كي تُزَانَ به
حرِّر لمعناكَ لفظاً كي تُزَانَ به / وقلْ من الشعرِ سحراً أو فلا تَقُلِ
فالكحلُ لا يفتنُ الأبصارَ منظرُهُ / حتى يُصَيَّرَ حَشْوَ الأعينِ النُّجُلِ