المجموع : 39
من كان يبطش بالرحمنِ فهو فتى
من كان يبطش بالرحمنِ فهو فتى / كان التكرُّم هجيراً له فعلا
فاسأله إذ يقبض الدنيا ويبسطها / يداك تفعل كما ربكم فعلا
من صحبَ الحقَّ لا يبالي
من صحبَ الحقَّ لا يبالي / من ذلة المنعِ والسؤالِ
من طعم الهجر في هواه / أذاقه لذةَ الوصالِ
جميلة ما لها عديلُ
جميلة ما لها عديلُ / مَلبسها الملبسُ الجليلُ
ألبستُها خرقةَ المعاني / إذ علمت أنني الوكيلُ
مذ صحبتْ حضرتي تحلَّتْ / فكلُّ أفعالها جميلُ
ونسبتي ما لها حدوث / أو نلبي ربي الكفيل
لما نظرت إلى مجموعِ أحوالي
لما نظرت إلى مجموعِ أحوالي / علمتُ ما لم يكن يخطر على بالي
مني علمتُ الذي في الكون من صور / وما به صور فالكلُّ أمثالي
يران بي مثلَ ما أنى أراه به / نصّاً بنصِّ وأشكالاً بأشكالِ
فكلما قمتُ في شيءٍ يقومُ به / كأنه في الذي يبدو من أشكالي
علمي صحيح وحالي قد يكذبه / فانظر إلى العلم لا تنظر إلى الحال
الحقُ عيني بلا شك ولست أرى / إلا الذي هو في قيدٍ وأغلال
والحق ليس له مثلٌ فكيف يرى / هذا الذي جاء في سمعي من التالي
إذا يرانا فلا شكَّ يداخلنا / إني أراه فإني النائبُ الوالي
ليس إلى العلم بي سبيل
ليس إلى العلم بي سبيل / ما لي إلى العلم بي دليلُ
والله إني عجزت عني / فلا نبيُّ ولا رسولُ
ولا العقولُ التي فرضتم / تدركُ أعيانها فقولوا
ما يصنع العالم الذي قد / قيلَ له اعلم وما يقول
إن كان في العجز عينُ علمي / به فقد هانتِ السبيل
قد حِرتُ والله في وجودي / فإنه جودة الأثيل
إن قلت إن الظهورَ فيه / والحكم لي حارت العقول
أو قلت إنَّ الظهور فينا / به فما لي بذا دليل
حرنا وحار الوجودُ فينا / فما لنا نحوه وصول
فما لنا بالإله علم / إلا الذي أثبت الخليل
أعطاه علماً به جلياً / مراتب النورِ والقبول
ثم نفى عنه ما رآه / ربّاً ببرهانه الأفول
أثبته حجة على من / أشرك من قومه الجليل
فوحَّد العين لا تثنى / فالنسب الغرُّ ما تحيل
توحيدُه للذي تراه / من نسب كلها أصول
لا تفرحنَّ ببشرى الوقت إن لها
لا تفرحنَّ ببشرى الوقت إن لها / شرطاً تعينه الأحكام بالحال
فإن علمت بأنَّ الحالَ دائمةٌ / إلى انفصالِك عن اصر وأغلال
فتلك بشرى لكم من عندِ ربكم / وما تقدَّم بشرى الحال في الحالِ
فقد يقالُ لنا وعد نسرُّ به / ولا يقيد في شَرطٍ بإخلال
فتأخذنه وعين الشرطِ تجهله / لأنَّ حرصَك لم يخطره بالبالِ
المكر يصحبه لو كنتَ تعقله / وليس يحذره إلا كأمثالي
لذا طلبتُ من الله النصوصَ ولم / أفرح بما ضمنه تفصيلُ أحوال
النصُّ بالدونِ أولى بي وأحسنُ لي / في مجمل القولِ بالبشرى من العالي
إنَّ الرجالَ الذين الله يعصُمهم / قد عاينوا فضله في عين اجمال
إذا تجرَّد لي عن مثل صورتِه / جوداً ولقبني بالنائب الوالي
فكيف يبخل من هذي سجيَّتُه / برحمةٍ تجمعُ الأعلى مع التالي
وذاك ظني فإن العلمَ منقصةٌ / هنا فلا تصغين للقيلِ والقال
الحقُّ ما بين معلومٍ ومجهول
الحقُّ ما بين معلومٍ ومجهول / برهانه بين معقولٍ ومنقول
فمن يكون بنا حقاً فنعلمه
فمن يكون بنا حقاً فنعلمه / ومن يكونُ به حقاً فمجهول
والنقلُ يأخذه بالعقلِ فهو به / فقد ترجَّح بالتفصيلِ معقول
وقد تردّدتِ الألبابُ حائرة
وقد تردّدتِ الألبابُ حائرة / في موجد بين مشروطٍ ومعلول
فما لنا علَّة في الحكمِ ثابتةٌ
فما لنا علَّة في الحكمِ ثابتةٌ / إلا بنا وهو شرطٌ فيه تفصيل
وانظر إلى خلفه في كل آونة
وانظر إلى خلفه في كل آونة / تجده ما بين منصور ومخذول
النصر في الخَلق إيمان يقومُ بهم
النصر في الخَلق إيمان يقومُ بهم / ولا أقولُ بمن ففيه تضليلُ
قد جاءك القول يا موسى على قدر
قد جاءك القول يا موسى على قدر / والقولُ ما بين متروكٍ ومقبول
ما يقبل القول إلا أن ترى نسب
ما يقبل القول إلا أن ترى نسب / تقول للخلق في أعيانها حولوا
ولتنظر الأمر فيما قد تشاهده
ولتنظر الأمر فيما قد تشاهده / فالأمر من حامل يبدو ومحمول
وخذ من الأمر ما يعطيك حامله
وخذ من الأمر ما يعطيك حامله / فإنه من حامل يبدو ومحمول
وخذ من الأمر ما يعطيك حامله
وخذ من الأمر ما يعطيك حامله / فإنه قابل في الحسِّ مقبولُ
قد أفصح الشان فيما قد أتاك به
قد أفصح الشان فيما قد أتاك به / فإنه بينَ موصولٍ ومفصول
مَن شانه الفصل لم توصل حقيقته
مَن شانه الفصل لم توصل حقيقته / فإنَّ عينَ الهوى بالوصل مملول
هذا الثبوت الذي ما فيه تعطيل
هذا الثبوت الذي ما فيه تعطيل / الروضُ منها إذا استنشقت مطلول
لذاك يخرج ما فيه على صور / شتى تراها فتبديل وتحويل
لا تسكننّ إلى صور تشاهده / فيه فغايته في الحسِّ تبديل
واثبت على الجوهر الأصليّ تخط به / عِلماً أتاكَ به من صدقه القيل
الله أعظمُ قدراً أن يحاط به / عِلماً فما هو للبرهانِ مدلول
إنَّ استنادي إليه لا أكيفه / فكيف أعلمه والعلمُ تحصيل
وليس عندي منه ما أعينه / إلا افتقاري إليه فهو محصول
كما علمت غناه عن خليقته / من اسمها عالماً أعطاه تنزيل
كفى يسرِّح ما عقلي يقيده / فبيت عقلك بالأفكار معقول
فصاحبُ الفكر بالأوهام في جهة / وصاحب الكشف بالتنزيل مقبول