حامي الشريعة قد ضاقت بنا السبل
حامي الشريعة قد ضاقت بنا السبل / فلا رجاء ولا قصد ولا أمل
قد كنت ظلا على الإسلام منسدلا / واليوم أنت برغم منه منتقل
ومرهفاً من سيوف الله جرّده / لمقتل الشرك ما في متنه خلل
تقطع الليل والأجفان هاجعة / ذكراً وطرفك من فيض البكا خضل
حتى رمتك صروف الدهر صائبة / باسهم راشها المقدور لا ثعل
ما كنت احسب والأقدار جارية / بأن مثلك يخطو نحو الأجل
فقوض الصبر لا يلوي على احد / ومثل رزئك عنه الصبر يرتحل
وقطعت بك اسباب الرجا فبمن / من بعد ما غبت عنا اليوم تتصل
لم ينقطع منك حبل العمر منبتلا / لكن حبل وريد الدين منبتل
فاي واقعة للدين فاجعة / تزول منها الجبال الشم والقلل
اقوت بها عرصات العلم واندرست / منها المدارس إلا الرسم والطلل
قد قلت إذ حملوا أعواده ومشوا / بنعشه والحيامن فوقه هطل
الله اكبر ليس الغيث منسكباً / لكنها ادمع الأملاك تنهمل
لو شيعوه بمقدار الذي حملوا / من المكارم ضاق السهل والجبل
عزم وحزم وفكر ثاقب وحجى / حكم وحلم وعلم زانه عمل
بفضله ومساعيه ونائله / زهده وتقاه يضرب المثل
نور النبوة لمّاع بغرته / كانه قبس أو بارق عجل
يا ابن النبي غضضت الطرف منصرفاً / عنا فلا طرف بالتهويم يكتحل
من للأرامل والأيتام يكفلها / إذا اطل عليها الحادث الجلل
من للخطوب وللدهياء يكشفها / إذا نبت في لقاها البيض والاسل
من للوفود إذا ما قطعت بهم / وعر الفلاة إليك الأنيق البزل
يا طالب العرف قد غاضت زواخره / وليس تعطى وان الحفت ما تسل
كانت بطلعته الأيام آنسة / فأصبحت ولها عن أنسها شغل
كانت به روضة التوحيد مونقة / فصوحت مذ جفاها العارض الهطل
يا حلية زان جيد العلم جوهرها / اما ترى كيف قد ازرى به العطل
وراحلا بالعلوم الغر يحملها / ضاقت بطلابها من بعدك السبل
فاذهب عليك سلام الله ما سجعت / ورق الغصون وطابت بالصبا الأصل