القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحسن أبو الحَبّ الكل
المجموع : 7
يا صاحِ دَع عنك ما تهواهُ مِن أمل
يا صاحِ دَع عنك ما تهواهُ مِن أمل / واِقصد إلى ما يُحبّ اللّه من عملِ
هذا المحرّم قَد لاحَت لوائحهُ / فَلا يَكُن لك غير النوح من شغلِ
فرضٌ علينا ثياب الحزن نلبسها / على الحُسين اِبن طه سيّد الرسلِ
ونَذرِفُ الدمعَ حزناً لاِبن فاطمة / منَ القلوبِ دماء لا منَ المُقَلِ
لَقَد بَكتهُ السما والأرض واِنبَجَست / بالدمعِ أعيُنها كالعارض الهطلِ
وكلّ شيءٍ على رزءِ الحسين بكى / وكلّ طرفٍ له بالدمع منهملِ
فأيّ قلبٍ له لم يَنصَدِع أسفاً / وأيّ عينٍ له بالدمع لم تسلِ
وكيفَ لا تحزن الدنيا وَساكنها / على مُصابِ الإمام السيّد البطلِ
في شهر عاشور دَع عنكَ السرور فذا / شعارُ مَن كان مِن أسلافِنا الأولِ
فالركنُ يبكيه والبيتُ الحرام ومن / سَعى وطافَ فمِن داعٍ ومبتهلِ
له الملائكُ والسبعُ الشداد بَكَت / ومَن على الأرضِ مِن حافٍ ومنتعلِ
هو العزيزُ الّذي جبريل لازمهُ / في مَهدهِ وكَساه فاخراً الحللِ
وفطرس لاذَ فيه وهوَ مُعتصمٌ / بهِ فنالَ الرِضى من واحد أزلِ
محمّد جدّه المُختار شافعنا / وإنّما أبواه فاطم وعلي
وَالمُرتضى حيدر الكرّار والده / ووالد الأوصياء السادة النبلِ
والمُتجبى الحسن الزاكي أخوهُ له / نور تَشَعشع في أفقِ الجلال جلي
هذا الحُسين وهل مثل الحسين فتى / سادَ الرجالَ أَلا أفديه من رجلِ
هو الكريمُ الّذي جادَت أناملهُ / على الأنام كبحرٍ مفعم خضلِ
أبوهُ ليثُ شرى والحرب عادتهُ / إن شلّ صارمه فالضرب للقللِ
تجمّعت آل حربٍ كي تقاتله / أو أن يُطيع لحكم الفاجر الرذلِ
فقالَ واللّه لا أعطيكمُ بيدي / حتّى أموت وثوبي بالفخار ملي
فكيفَ يحكم في الإسلام طاغيةٌ / ينمى إلى دوحةِ الأوغاد والسفلِ
لاقى الصلاةَ بأرض الطفّ مُنفرداً / وما له مِن معين ناصر وولي
أصحابه جاهدوا عنه وما نكلوا / حتّى قضَوا بين منحورٍ ومنجدلِ
واللّه منهم شرى قدماً نفوسهم / فقدّموها له طوعاً بلا مهلِ
عبّاد ليلٍ فهُم لا يَهجَعون به / فمِن مُصلٍّ ومن داعٍ ومنتفلِ
أماجد كان يوم الحَرب عيدهمُ / والموتُ عندهم أحلى من العسلِ
شدّوا على زمرِ الأعدا كأنّهم / أسد تشدّ على جمع من الهملِ
مِنهم أخوه أبو الفضل الّذي حَملت / يمينهُ السيف مأموناً من القللِ
مُذ حلّ في الطفّ أضحى الجيش في فزعٍ / ومنهُ أعداؤهُ باتت على وجلِ
بكاهُ لمّا على شاطي الفرات هَوى / موزّع جسمُه بالبيض والأسلِ
أخي وددتُ بأنّي قد فديتك لو / أنّ المنيّة ترضى عنك بالبدلِ
وشبله شابَهَ المختارَ في خلق / وقد حكى المُرتضى الكرّار أن يصلِ
كذلك القاسم العريس حين رَأَت / جبينه الشمس ردّت عنه من خجلِ
ولستُ أنسى حبيباً حين جاءَ إلى / نصر اِبن فاطمة يسعى على عجلِ
ومسلماً وزهيراً والأطائب من / أنصاره قاتلوا شوقاً إلى الأجلِ
أضحَت جُسومهم صرعى وأرؤسهم / بها يُطافُ على العسّالة الذبلِ
أَضحى حفيدَ رسول اللّه مُنفرداً / ما بينَ أهل الخنا والمكر والحيلِ
وحينَ ظلّ وحيداً لا نصير له / ورحلهُ عاد من أهل الوفاء خلي
فآبَ والطفل مذبوحٌ ومنحره / يفيضُ بالدم صاد غير منتهلِ
اللّه كَم حلّ بالإسلام من نوبٍ / وكَم أصاب الهدى من حادث جللِ
لَهفي لزينب إذ فرّت بإخوَتها / وهُم ضَحايا بلا دفن ولا غسلِ
والسبط ما بينهم عارٍ تكفنّهُ / نسج الرياح بأبراد من الشملِ
هَوَت عليه بلا لبّ تعانقه / فودّعت جسمهُ باللثم والقبلِ
نادَت بصوتٍ حزين وهي صارخة / وأعولت ودّعت بالويل والثكلِ
يا حرّ قلبي لآل اللّه قد حملت / بين الأجانب فوق الأنيق الهزلِ
وَبينها السيّد السجّاد مُمتحناً / قد أوثقوه على عجف من الإبلِ
يا زائراً بقعة فوق الضراحِ سَمَت / عزّاً ونالت فخاراً قطّ لم ينلِ
لكربلا تربة طابت وقد طَهُرت / فيها الشفاءُ منَ الأسقام والعللِ
ضمّت حُسيناً وقد حازَت به شرفاً / ورفعة ومقاماً من علاه علي
يا آلَ طهَ ومن فيهم قدِ اِعتَرفت / كلّ المَذاهب والأديان والنحلِ
أَنتُم رَجائي وأنتم عدّتي وبكم / أرجو النجاة فأنتم علّة العللِ
فمَن أحبَّ بني الهادي وعترته / هيهات مِن عثرةٍ يخشى ومن زللِ
وَمَن يُعاديهم يوماً وينههم / فذاك نطفتهُ لم تخل من خللِ
زُر بالغريّ أمير المؤمنين علي
زُر بالغريّ أمير المؤمنين علي / بيوم مولدِ طهَ سيّد الرسلِ
وطُف بقبرٍ بِه صنو النبيّ ثوى / طوعاً لتدرك فيه غاية الأملِ
وهنّي بالمُصطفى أبرار أمّته / فإنّهم فيه في بشر وفي جذلِ
نور النبوّة في أرض الحجاز بدا / والشمس منه اِختَفَت من شدّة الخجلِ
هذا محمّد خير المرسلين أتى / وفي سَنا وجههِ نور الجلال جلي
هو اِبن عدنان والشأن العظيم إلى ال / غرّ الأعاظمِ من آبائه الأولِ
محمّد رحمة للعالمينَ أتى / يهدي الأنامَ لدين واضح السبلِ
على الشرائعِ قد فاقت شريعته / وإنّ ملّته من أحسنِ المللِ
اِخلَع نِعالكَ يا هذا فإنّك بال
اِخلَع نِعالكَ يا هذا فإنّك بال / وادِ المُقدّس لا بالخوف والوجلِ
هذا مقام لمَن قال النبيّ له / أنتَ الإمام أمير المؤمنين علي
بُشراكَ في العيد يا بدر الكمال ولي
بُشراكَ في العيد يا بدر الكمال ولي / ودُم مَدى الدهر في أمنٍ بلا وجلِ
وفيك شفّعت الآمال بحر ندى / فهل يخيب رَجاها والشفيع علي
يا ذا اليسارةِ والثروات والمال
يا ذا اليسارةِ والثروات والمال / هلّا عَطَفتَ لأيتام وأطفالِ
أعطاكَ ربّك أموالاً لتوصِلَها / إلى مقلّ عديم سيّء الحالِ
أو ذات طفل صغير غاب قيّمُها / عنها فباتَت على شجو وإعوالِ
الطفلُ يبكي ولا شيء يعلّله / والدمعُ مِن عينهِ يجري بتهمالِ
يشكو منَ السقمِ إِذ لا شيء يُسعفه / منَ الدواءِ وأضحى كاسف البالِ
وإلامَ ترعاهُ منها العين باكية / وقلبُها ذابَ من خوف وزلزالِ
يا حابسَ المال حِرصاً ليس ينفعهُ / فاِبذُله لا تخشَ مِن عدم وإقلالِ
فالمالُ ليسَ بباقٍ والبخيل به / يوم الحسابِ سَيلقى شرّ أهوالِ
تَحيا البلاد إذا جار الغنيّ بها / على العبادِ ولم يُشغل بإهمالِ
رِفقاً بأطفالكم كَي تُحرزوا بهم / للشعبِ خيراً وفيهم نيل آمالِ
لهم أعدّوا أطبّاء ذوي شرفٍ / لهم حنانٌ على الأبناءِ والآلِ
وشيّدوا لذوي الأمراض أبنيةً / مِن كلّ بيت منيف شامخ عالِ
تقيمُ فيها بنوكم كي يزولَ بِها / عنها السقام وتَستشفي بإبلالِ
مستشفيات ترجّى فيهم راحتهم / تصحّ أبدانهم مِن غير إشكالِ
إنّ الطبيب إذا طابت أرومتهُ / يكونُ ذا رأفة بالبائس الحالِ
ويصبحُ الطفل مِن أبنائِهِ وله / قلب عطوف ويلقى حسن إِقبالِ
هو الطبيبُ الذي ترجو البلادُ به / فوزاً وذاك لعمري خير تمثالِ
يا معشرَ الحفل إنّ الصحّة اِعتمدت / على الرئيس العظيم الماجد الغالي
عبد المجيد وعن عبد المجيد أتى / ينوبُ فالحفل فيه زاهر حالي
كَما حَلا بزعيم من بني حسنٍ / آباؤهُ خيرُ فرسان وأبطالِ
لسيّد من لهُ مِن هاشم نسب / أكرِم بآلِ رسول اللّه من آلِ
وفارس صامد في الحرب من شَهِدَت / له العِدى خير فتّاك وقتّالِ
للعرب أرجو البقا في كلّ آونة / ففي غدوّ لهم أَدعو وآصالِ
وآل صهيون يُفني اللّه جمعهمُ / والعرب تحيا بإعزاز وإجلالِ
وللشبيرية الأمجاد إذ شرعت / مشروع خيرٍ بإتمام وإكمالِ
اللّه أكبر ما ذا الحادث الجللُ
اللّه أكبر ما ذا الحادث الجللُ / فقَد تزلزلَ سهلُ الأرض والجبلُ
ما هذهِ الزفرات الصاعدات أسىً / كأنّها شُعل يَرمي بها شعلُ
ما للعيونُ عيون الدمع جارية / منها تخرّ خدوداً حين تنهملُ
ما ذا النواح الّذي حطّ القلوب وما / هذا الضجيج وذي الضوضاء والزجلُ
كأنّ نفحةَ صدر الحشر قد فُجِئت / فالناسُ سَكرى ولا سكر ولا ثملُ
وإنّ عاشور لو عمّ الهلال بهِ / كأنّما هو من شؤمٍ به زحلُ
قامَت قيامة أهل البيت واِنكَسَرت / سفنُ النجاة وفيها العلم والعملُ
واِرتجّت الأرضُ والسبع الشداد وقد / أصابَ أهل السماوات العلى الأجلُ
واِهتزّ مِن دهشٍ عرش الجليل فلو / لا أنّه ماسك أوهى به الميلُ
جلّ الإلهُ فليس الحزن بالغه / لكنّ قلباً حواه حزنه جللُ
قَضى المصابُ بأن تقضي النفوس به / لكن قَضى اللّه أن لا سبّق الأجلُ
قوم دُعوا لجوارِ اللّه فاِمتثلوا
قوم دُعوا لجوارِ اللّه فاِمتثلوا / وَللنفوسُ بأرضِ الطفّ قد بَذلوا
يا سائِلي عن كرامٍ ههنا نَزَلوا / بالأمسِ كانوا معي واليوم قد رحلوا
وَخلّفوا بِسوَيدا القلب نيرانا /
بدور تمٍّ ولكن بالدِما سَطَعوا / عنّي عنوا وفُؤادي بالأَسى ترعوا
فقلتُ مُذ غربوا من بعدما طلعوا / نذرٌ عليّ لئِن عادوا وإن رجعوا
لأزرعنّ طريقَ الطفّ رَيحانا /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025