المجموع : 7
يا صاحِ دَع عنك ما تهواهُ مِن أمل
يا صاحِ دَع عنك ما تهواهُ مِن أمل / واِقصد إلى ما يُحبّ اللّه من عملِ
هذا المحرّم قَد لاحَت لوائحهُ / فَلا يَكُن لك غير النوح من شغلِ
فرضٌ علينا ثياب الحزن نلبسها / على الحُسين اِبن طه سيّد الرسلِ
ونَذرِفُ الدمعَ حزناً لاِبن فاطمة / منَ القلوبِ دماء لا منَ المُقَلِ
لَقَد بَكتهُ السما والأرض واِنبَجَست / بالدمعِ أعيُنها كالعارض الهطلِ
وكلّ شيءٍ على رزءِ الحسين بكى / وكلّ طرفٍ له بالدمع منهملِ
فأيّ قلبٍ له لم يَنصَدِع أسفاً / وأيّ عينٍ له بالدمع لم تسلِ
وكيفَ لا تحزن الدنيا وَساكنها / على مُصابِ الإمام السيّد البطلِ
في شهر عاشور دَع عنكَ السرور فذا / شعارُ مَن كان مِن أسلافِنا الأولِ
فالركنُ يبكيه والبيتُ الحرام ومن / سَعى وطافَ فمِن داعٍ ومبتهلِ
له الملائكُ والسبعُ الشداد بَكَت / ومَن على الأرضِ مِن حافٍ ومنتعلِ
هو العزيزُ الّذي جبريل لازمهُ / في مَهدهِ وكَساه فاخراً الحللِ
وفطرس لاذَ فيه وهوَ مُعتصمٌ / بهِ فنالَ الرِضى من واحد أزلِ
محمّد جدّه المُختار شافعنا / وإنّما أبواه فاطم وعلي
وَالمُرتضى حيدر الكرّار والده / ووالد الأوصياء السادة النبلِ
والمُتجبى الحسن الزاكي أخوهُ له / نور تَشَعشع في أفقِ الجلال جلي
هذا الحُسين وهل مثل الحسين فتى / سادَ الرجالَ أَلا أفديه من رجلِ
هو الكريمُ الّذي جادَت أناملهُ / على الأنام كبحرٍ مفعم خضلِ
أبوهُ ليثُ شرى والحرب عادتهُ / إن شلّ صارمه فالضرب للقللِ
تجمّعت آل حربٍ كي تقاتله / أو أن يُطيع لحكم الفاجر الرذلِ
فقالَ واللّه لا أعطيكمُ بيدي / حتّى أموت وثوبي بالفخار ملي
فكيفَ يحكم في الإسلام طاغيةٌ / ينمى إلى دوحةِ الأوغاد والسفلِ
لاقى الصلاةَ بأرض الطفّ مُنفرداً / وما له مِن معين ناصر وولي
أصحابه جاهدوا عنه وما نكلوا / حتّى قضَوا بين منحورٍ ومنجدلِ
واللّه منهم شرى قدماً نفوسهم / فقدّموها له طوعاً بلا مهلِ
عبّاد ليلٍ فهُم لا يَهجَعون به / فمِن مُصلٍّ ومن داعٍ ومنتفلِ
أماجد كان يوم الحَرب عيدهمُ / والموتُ عندهم أحلى من العسلِ
شدّوا على زمرِ الأعدا كأنّهم / أسد تشدّ على جمع من الهملِ
مِنهم أخوه أبو الفضل الّذي حَملت / يمينهُ السيف مأموناً من القللِ
مُذ حلّ في الطفّ أضحى الجيش في فزعٍ / ومنهُ أعداؤهُ باتت على وجلِ
بكاهُ لمّا على شاطي الفرات هَوى / موزّع جسمُه بالبيض والأسلِ
أخي وددتُ بأنّي قد فديتك لو / أنّ المنيّة ترضى عنك بالبدلِ
وشبله شابَهَ المختارَ في خلق / وقد حكى المُرتضى الكرّار أن يصلِ
كذلك القاسم العريس حين رَأَت / جبينه الشمس ردّت عنه من خجلِ
ولستُ أنسى حبيباً حين جاءَ إلى / نصر اِبن فاطمة يسعى على عجلِ
ومسلماً وزهيراً والأطائب من / أنصاره قاتلوا شوقاً إلى الأجلِ
أضحَت جُسومهم صرعى وأرؤسهم / بها يُطافُ على العسّالة الذبلِ
أَضحى حفيدَ رسول اللّه مُنفرداً / ما بينَ أهل الخنا والمكر والحيلِ
وحينَ ظلّ وحيداً لا نصير له / ورحلهُ عاد من أهل الوفاء خلي
فآبَ والطفل مذبوحٌ ومنحره / يفيضُ بالدم صاد غير منتهلِ
اللّه كَم حلّ بالإسلام من نوبٍ / وكَم أصاب الهدى من حادث جللِ
لَهفي لزينب إذ فرّت بإخوَتها / وهُم ضَحايا بلا دفن ولا غسلِ
والسبط ما بينهم عارٍ تكفنّهُ / نسج الرياح بأبراد من الشملِ
هَوَت عليه بلا لبّ تعانقه / فودّعت جسمهُ باللثم والقبلِ
نادَت بصوتٍ حزين وهي صارخة / وأعولت ودّعت بالويل والثكلِ
يا حرّ قلبي لآل اللّه قد حملت / بين الأجانب فوق الأنيق الهزلِ
وَبينها السيّد السجّاد مُمتحناً / قد أوثقوه على عجف من الإبلِ
يا زائراً بقعة فوق الضراحِ سَمَت / عزّاً ونالت فخاراً قطّ لم ينلِ
لكربلا تربة طابت وقد طَهُرت / فيها الشفاءُ منَ الأسقام والعللِ
ضمّت حُسيناً وقد حازَت به شرفاً / ورفعة ومقاماً من علاه علي
يا آلَ طهَ ومن فيهم قدِ اِعتَرفت / كلّ المَذاهب والأديان والنحلِ
أَنتُم رَجائي وأنتم عدّتي وبكم / أرجو النجاة فأنتم علّة العللِ
فمَن أحبَّ بني الهادي وعترته / هيهات مِن عثرةٍ يخشى ومن زللِ
وَمَن يُعاديهم يوماً وينههم / فذاك نطفتهُ لم تخل من خللِ
زُر بالغريّ أمير المؤمنين علي
زُر بالغريّ أمير المؤمنين علي / بيوم مولدِ طهَ سيّد الرسلِ
وطُف بقبرٍ بِه صنو النبيّ ثوى / طوعاً لتدرك فيه غاية الأملِ
وهنّي بالمُصطفى أبرار أمّته / فإنّهم فيه في بشر وفي جذلِ
نور النبوّة في أرض الحجاز بدا / والشمس منه اِختَفَت من شدّة الخجلِ
هذا محمّد خير المرسلين أتى / وفي سَنا وجههِ نور الجلال جلي
هو اِبن عدنان والشأن العظيم إلى ال / غرّ الأعاظمِ من آبائه الأولِ
محمّد رحمة للعالمينَ أتى / يهدي الأنامَ لدين واضح السبلِ
على الشرائعِ قد فاقت شريعته / وإنّ ملّته من أحسنِ المللِ
اِخلَع نِعالكَ يا هذا فإنّك بال
اِخلَع نِعالكَ يا هذا فإنّك بال / وادِ المُقدّس لا بالخوف والوجلِ
هذا مقام لمَن قال النبيّ له / أنتَ الإمام أمير المؤمنين علي
بُشراكَ في العيد يا بدر الكمال ولي
بُشراكَ في العيد يا بدر الكمال ولي / ودُم مَدى الدهر في أمنٍ بلا وجلِ
وفيك شفّعت الآمال بحر ندى / فهل يخيب رَجاها والشفيع علي
يا ذا اليسارةِ والثروات والمال
يا ذا اليسارةِ والثروات والمال / هلّا عَطَفتَ لأيتام وأطفالِ
أعطاكَ ربّك أموالاً لتوصِلَها / إلى مقلّ عديم سيّء الحالِ
أو ذات طفل صغير غاب قيّمُها / عنها فباتَت على شجو وإعوالِ
الطفلُ يبكي ولا شيء يعلّله / والدمعُ مِن عينهِ يجري بتهمالِ
يشكو منَ السقمِ إِذ لا شيء يُسعفه / منَ الدواءِ وأضحى كاسف البالِ
وإلامَ ترعاهُ منها العين باكية / وقلبُها ذابَ من خوف وزلزالِ
يا حابسَ المال حِرصاً ليس ينفعهُ / فاِبذُله لا تخشَ مِن عدم وإقلالِ
فالمالُ ليسَ بباقٍ والبخيل به / يوم الحسابِ سَيلقى شرّ أهوالِ
تَحيا البلاد إذا جار الغنيّ بها / على العبادِ ولم يُشغل بإهمالِ
رِفقاً بأطفالكم كَي تُحرزوا بهم / للشعبِ خيراً وفيهم نيل آمالِ
لهم أعدّوا أطبّاء ذوي شرفٍ / لهم حنانٌ على الأبناءِ والآلِ
وشيّدوا لذوي الأمراض أبنيةً / مِن كلّ بيت منيف شامخ عالِ
تقيمُ فيها بنوكم كي يزولَ بِها / عنها السقام وتَستشفي بإبلالِ
مستشفيات ترجّى فيهم راحتهم / تصحّ أبدانهم مِن غير إشكالِ
إنّ الطبيب إذا طابت أرومتهُ / يكونُ ذا رأفة بالبائس الحالِ
ويصبحُ الطفل مِن أبنائِهِ وله / قلب عطوف ويلقى حسن إِقبالِ
هو الطبيبُ الذي ترجو البلادُ به / فوزاً وذاك لعمري خير تمثالِ
يا معشرَ الحفل إنّ الصحّة اِعتمدت / على الرئيس العظيم الماجد الغالي
عبد المجيد وعن عبد المجيد أتى / ينوبُ فالحفل فيه زاهر حالي
كَما حَلا بزعيم من بني حسنٍ / آباؤهُ خيرُ فرسان وأبطالِ
لسيّد من لهُ مِن هاشم نسب / أكرِم بآلِ رسول اللّه من آلِ
وفارس صامد في الحرب من شَهِدَت / له العِدى خير فتّاك وقتّالِ
للعرب أرجو البقا في كلّ آونة / ففي غدوّ لهم أَدعو وآصالِ
وآل صهيون يُفني اللّه جمعهمُ / والعرب تحيا بإعزاز وإجلالِ
وللشبيرية الأمجاد إذ شرعت / مشروع خيرٍ بإتمام وإكمالِ
اللّه أكبر ما ذا الحادث الجللُ
اللّه أكبر ما ذا الحادث الجللُ / فقَد تزلزلَ سهلُ الأرض والجبلُ
ما هذهِ الزفرات الصاعدات أسىً / كأنّها شُعل يَرمي بها شعلُ
ما للعيونُ عيون الدمع جارية / منها تخرّ خدوداً حين تنهملُ
ما ذا النواح الّذي حطّ القلوب وما / هذا الضجيج وذي الضوضاء والزجلُ
كأنّ نفحةَ صدر الحشر قد فُجِئت / فالناسُ سَكرى ولا سكر ولا ثملُ
وإنّ عاشور لو عمّ الهلال بهِ / كأنّما هو من شؤمٍ به زحلُ
قامَت قيامة أهل البيت واِنكَسَرت / سفنُ النجاة وفيها العلم والعملُ
واِرتجّت الأرضُ والسبع الشداد وقد / أصابَ أهل السماوات العلى الأجلُ
واِهتزّ مِن دهشٍ عرش الجليل فلو / لا أنّه ماسك أوهى به الميلُ
جلّ الإلهُ فليس الحزن بالغه / لكنّ قلباً حواه حزنه جللُ
قَضى المصابُ بأن تقضي النفوس به / لكن قَضى اللّه أن لا سبّق الأجلُ
قوم دُعوا لجوارِ اللّه فاِمتثلوا
قوم دُعوا لجوارِ اللّه فاِمتثلوا / وَللنفوسُ بأرضِ الطفّ قد بَذلوا
يا سائِلي عن كرامٍ ههنا نَزَلوا / بالأمسِ كانوا معي واليوم قد رحلوا
وَخلّفوا بِسوَيدا القلب نيرانا /
بدور تمٍّ ولكن بالدِما سَطَعوا / عنّي عنوا وفُؤادي بالأَسى ترعوا
فقلتُ مُذ غربوا من بعدما طلعوا / نذرٌ عليّ لئِن عادوا وإن رجعوا
لأزرعنّ طريقَ الطفّ رَيحانا /