دَعِ النَبيذَ تكن عَدلا وإن كَثُرَت
دَعِ النَبيذَ تكن عَدلا وإن كَثُرَت / فِيكَ العُيُوبُ وقُل ما شِئتُ يُحتَمَلُ
هو المُشيدُ بأسرارِ الرِجالِ فما / يَخفى على الناسِ ما قالوا وما فَعَلُوا
كَم زَلَّةٍ من كَريمٍ ظَلَّ يَسترُها / مِن دونها سُتُرُ الأبوابِ والكِلَلُ
أضحَت كَنارِ على عَلياءَ مُوقَدَةٍ / ما يَستَسِرُّ لها سَهلٌ ولا جَبَلُ
والعَقلُ عِلقٌ مَصُونٌ لو يُباعُ لَقَد / أَلفيتَ بِيَّاعَهُ يُعطَونَ ما سأَلوا
فاعجب لِقَومٍ مُناهُم في عُقولِهمِ / أن يُذهبوها بِعَلٍّ بَعدهُ نَهَلُ
قد عُقِّدت لِخمارِ السُكرِ السنهُم / عن الصوابِ ولم يُصبح بها عِلَلُ
وزُررَت بِسِناتِ النَومِ أعين / كأنَّ أحداقَها حولٌ وما حَولَوا
تخالُ رائحَهم من بَعدِ غُدوتهِ / حُبلى أضرَّ بها في مَشيها الحَبَلُ
فإن تكلَّم لم يَقصِدُ بحاجتهِ / وإن مشى قلت مجنونٌ به خَبَلُ