القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مِهْيار الدَّيْلمِي الكل
المجموع : 5
لو حملَتْ عتبيَ الليالي
لو حملَتْ عتبيَ الليالي / أو سمعتْ قلتُ ما بدا لي
لكنّ عذلاً كالنَّصح ضاعت / سلوكه في رقوع بالي
أخطبُ منهنّ ناشزاتٍ / لا يتعطّفن للبعالِ
عواقماً لا يلدن إلا / ما عقّ قلبي وعزَّ حالي
ما لزماني على احتشامي / في بسطهِ الجورَ لي ومالي
لو شاء ممّا احتملتُ منه / أخجله كثرةُ احتمالي
ولم يكن لي إلا صديقاً / لو فطن الدهرُ للرجال
عشْ واحدا أو فمتْ ولمّا / يعرك بجنبيك حبُّ قالي
ولم تَرِدْ فعلةً أُجاجاً / تُشَرعُ من قولةٍ زُلالِ
عرفتُ نفسي وما أعادي / فهو سواء وما أوالي
وقاد قلبي ألا أبالي / قلّةَ إنصافِ من أبى لي
ما ليَ من صاحبِيَّ إلا / من لم أرُعْه ثَلْمَ مالِ
وأرخَصُ الناسِ بي سماحاً / من أنا في حبّه أغالي
لامتْ على جلستي فظنَّت / خيراً بمطرورةِ النصالِ
رأت سيوفا ولا مَضاءٌ / وراءَ ما راق من صقالِ
وأنكرت صونيَ القوافي / عنهم وفي بذلها ابتذالي
لولا ابن عبد الرحيم يُصغِي / ما وُجد الشعر من مقالي
نشاطه للوفاء أضحى / نشط لساني من عقالِ
داوى بتأنيسه نفاري / طَبٌّ بأدوائه العِضالِ
أُكسبه الحمدَ بين ثاوٍ / من أثرٍ في العلا وخالي
ببنت شمس وبنت مال / تهتز مَيلاً من الهزالِ
فطنّبوا مائلاتِ أزر ال / حُبى وأرخَوا سجفَ الحجالِ
بيضُ البُنَى والوجوهِ سودُ ال / قدورِ حُصّاً حمر اللآلي
من حاضري البدوِ لم تدسهم / في البدو مستافةُ الرمالِ
ولم يَسمْهم هَجرُ انقلاب ال / جَنوبِ منهم إلى الشَّمالِ
كلُّ طويلِ النِّجاد زلَّت / عنه فضول البرد المذال
يوُضِحُ في الترب أخمَصاه / ما ترسم الخيلُ بالنعالِ
إن قصَّر السيفُ عن ضريب / أرفده بالخُطَى الطّوالِ
أبناءُ كسرى نشرتَ مجداً / ما أدرجت منهم الليالي
واليوم عن ملكهم حديثٌ / يُنبي بأيّامه الأَوالي
بنَوا على العدل كلَّ شيء / فانتخبوه يومَ اعتدالِ
خُمصُ الربى عنده بطانٌ / وعاطل الروض منه حالي
ما مطلتْ أرضَها سماء / فهو شفاءٌ من المِطالِ
قابلْ به الفطرَ خيرَ آت / يلقاك ثوباهما وتالي
ذا نعمة لا أخاف فيها / عليك إلا من الكمال
قلت لقومٍ خفَوا وبنتم / بيِّنةَ الرشد في الضلالِ
لا تعجبوا والدجى بهيمٌ / أن شدخت غرّة الهلالِ
غُضُّوا له حاسدين زرقاً / فالكحل في مقلة الغزالِ
حَطَّهُمُ وارتفعتَ عنهم / أنّك خاطرتَ في الكمال
نوازعُ الشوق والغليلِ
نوازعُ الشوق والغليلِ / عليَّ أحنى من العذولِ
لام على بابلٍ سهادي / ونام عن ليلي الطويلِ
فمرَّ لا راحماً ضلالي / فيها ولا سالكاً سبيلي
ينفض طُرقَ الكرى بصيراً / بها وطُرْقي بلا دليلِ
تخلَّ لا سرَّك التخلِّي / وذمّك الودُّ من خليل
يا راكبَ الليل مستطيلاً / يُرجِلُكَ الصبحُ عن قليلِ
أمامَك الظُّعْنُ رائحات / فكيف ترتاح للنزولِ
اُنظر فإن الدموع حالت / جفنِيَ عن ناظرٍ كليلِ
أبارقٌ ما تَشيمُ عيني / أم المصابيحُ في الحُمولِ
تسابق الشمسَ جنبَ سلع / حتى سبقن الدجى بميلِ
ينقُلنَ وخداً بيضاءِ كنٍّ / نُحضنَ بالشدِّ والذميلِ
أهدَى استتارُ الشموسِ فيها / لغُبْطِها صبغةَ الأصيلِ
يا صاحبي والردَى منيخٌ / يُنظِرني ساعةَ الرحيلِ
خذ بدمي طرفَ أمّ عمرو / إن أخِذ السيفُ بالقتيلِ
واستروح الريحَ من سُلَيمى / مرّاً على ربعها المُحيلِ
ولم أخلْ قبلَها شفائي / عند نسيم الصَّبا العليلِ
وأقتضي أذرعَ المطايا / ما استصحبتْ من ثرى الطلولِ
دارُك والركبُ مستقيمٌ / تعلمُ يا سَلم ما عُدولي
وكيف ظِلُّ الرداءِ فيها / إذا هُمُ هَجَّروا مَقيلي
أنصلَ كرُّ السّقامِ شِلواً / منّي ومنها كَزَّ السيولِ
تَعلّم الوبلُ من دموعي / فغادر الربعَ في مُحولِ
ما منجزاتُ الوعودِ عندي / أكرمُ من وعدكِ المَطُولِ
ولا الحبيبُ الوصولُ أحظى / لديَّ من طيفِك البخيلِ
ربّ سميرٍ سقاطُ فيه / للهمِّ أنفَى من الشَّمولِ
أهوَى له أن يطولَ ليلي / ولو على سُقميَ الدخيلِ
قد أخذَ الحزمُ بي وأعطى / وشفَّ عن ماطري مخيلي
وجرّب الدهر كيف يمضي / غربيَ فيه على فلولِ
إن سفَّهَ الجدبُ رأيَ قومٍ / عاد حليمي على جهولي
أو أغنت السنُّ عن رجالٍ / أربتْ فِصالي على الفحولِ
ما خضعتْ للخُمول نفسي / وصونُ عِرضي مع الخُمولِ
ولا استكانت يدي لفقرٍ / والمالُ في جانبٍ ذليلِ
في بُلَغ العيش لي كَفافٌ / فما التفاتي إلى الفضولِ
ما أنصف الرزقَ لو أدرّت / مزنتُه بُرقَةَ العقولِ
وكم فتىً شاكلتْ علاه / خُلْقي على قلّة الشُّكولِ
منازلٌ كالهلال تُذكِى / قَدْحتُه في الدجى سبيلي
يطير بي رائشاً جناحي / والدهرُ يقتصُّ من نسيلي
من آل عبد الرحيم وافٍ / كأنه بالمنى كفيلي
من الميامين لم تُخذِّلْ / فروعُهم عزّةَ الأصولِ
ولا استماحوا العُموم فخراً / سدّوا به ثُلمة الخُؤولِ
الغررُ الواضحاتُ فيهم / مجتمعاتٌ إلى الحجولِ
ترطبُ أيديهمُ سِماناً / في لَهواتِ العام الهزيلِ
إذا الحيا أخلف استغاثت / أيمانَهم ألسنُ المُحولِ
همْ قشروا العار عن عصاهم / بكلِّ عاري الظُّبا صقيلِ
واستيقظوا للتِّراتِ لمّا / نامت عيونٌ على الذُّحولِ
كلّ غلامٍ يَسُدُّ مجداً / بنفسه ثُغرةَ القبيلِ
يحتشم البحرُ من يديه / والبدرُ من وجهه الجميلِ
تَقلِص عن ساقه قِصاراً / ذيولُ سرباله الطويلِ
يذرع طولَ القناة قدّاً / وهي تنافيه في الذُّبولِ
تُنمَى العلا من أبي المعالي / إلى عريق الثرى أصيلِ
ويحمل الخطبَ يومَ يعرو / منه على كاهلٍ حَمولِ
أبلج يجري الجمال منه / في سنّتي واضح أسيلِ
يردُّ خُزْرَ العيون قُبْلاً / إليه من شدّة القبولِ
لا فترةُ العاجز المروِّي / فيه ولا طيشةُ العَجولِ
يستند الوعدُ والعطايا / منه إلى قائلٍ فَعولِ
معتدل الشيمتين حلو ال / طعمين في الصعبِ والذَلولِ
يزيده النَّيلُ لينَ مسٍّ / إن لعب العُجبُ بالمنيلِ
للفِقَر المشكلاتِ منه / عارضةُ البارقِ الهطولِ
إذا لهاة البليغ جفَّتْ / أرسلها من فمٍ بَليلِ
يفديك مسروقةٌ علاه / راضٍ من المجدِ بالغُلولِ
مؤتنِفٌ غير مستزيدٍ / وعاثرٌ غير مستقيلِ
أمواله ضَرَّة العطايا / وزادُهُ غُصَّةُ الأكيلِ
يا موردي والفراتُ مِلحٌ / نميرَ ودٍّ أرضى غليلي
أسرْتني بالوفاء لمّا / رأيتَه وهو من كبولي
وقمتَ لمّا ولِيتَ نصري / والناسُ من قاعدٍ خَذولِ
أمرٌ وإن خفَّ كان عندي / في زِنةِ المُهبِط الثقيلِ
إذا حملتَ الدقيقَ عنّي / ولست تعيا عن الجليلِ
لم يرتجعك الجفاءُ منّي / عن كرم العاطفِ الوَصولِ
ولم تؤاخذْ قديمَ عجزي / عنك ولم تعتقب نكُولي
فلتوفيَنْك الجزاءَ عنّي / قاسطةُ الوزن والكيولِ
إن أُتِيَ الشعرُ من قُصورٍ / صدرن من معرضِ مطيلِ
أوانسٌ ما عرفن صوناً / قبلَك ما لمسةُ البُعولِ
تغشاك حتّى أخشى عليها / حاشاك من فَترة المَلولِ
إذا خلوتم بها أقامت / لكم على مَخْبَري دليلي
من عربيّ الطباع فيها / تخطِر مجرورةَ الذيولِ
قد كنتُ أعددتُها ليومٍ / يُبلغني المجدُ فيه سُولي
أزفُّها فيه تحت ظلٍّ / من سُحْبِ نَعمائكم ظليلِ
مصطفياً مَهرَها بحكمي / من فيضِ أيديكم الجزيلِ
فعدلَتْ بي الأيّام عنه / لا عَرفَتْ حَيرةَ العُدولِ
إن ينبُ دهرٌ بكم فِقدْماً / لم يخلُ من غدرةٍ وغُولِ
وكم أدبَّ الصدا فساداً / إلى ظُبا الصارمِ الصقيلِ
وأرسلت أنملٌ لواها ال / ظنُّ على عهده المُحيلِ
ما خلَصَ الرأيُ من فسادٍ / يَقدحُ والعرضُ من خُمولِ
فالمالُ إن أمحلت رباه / خضَّرها الغيثُ عن قليلِ
لا بد للشمس من كسوفٍ / والعمُرِ التِّمِّ من أفولِ
ثم يعودان لم يُزالا / بنقصِ نورٍ ولا نُقولِ
وكالة الله فيكُمُ لي / حسبي رعتكم عينُ الوكيلِ
بكم أطال الزمانُ دِرعي / وأبرم الحظ من سَحيلي
كما حاسدٍ عندكم مكاني / يدعو سهيلاً إلى النزولِ
وغائبٍ ذنبكم إليه / أنّكُمُ قد فطنتُمُ لي
رحِمتُ قوماً وما مالت رقابُهمُ
رحِمتُ قوماً وما مالت رقابُهمُ / تحت القريض فظنُّوا أنهم حَمَلوا
وقعقعوا دونه الأبوابَ فاعتقدوا / بطول ما قروعها أنهم وصلوا
وحظُّهم منه حظّ الناقِفاتِ رجتْ / أن يُجتنَى من هبيدِ الحنظلِ العسلُ
تسرَّعوا في بحورٍ منه طاميةٍ / والمنبعُ العذبُ فيها بيننا وشَلُ
محجَّةٌ سُبْلُها البيضاءُ خافيةٌ / وكلّها في مرائي أعينٍ سُبُلُ
والصحفُ تُملأ والأقلامُ متعَبةٌ / وكلّما سمعوا من خاطبٍ نقلوا
والقولُ والنقدُ مخلوقانِ في عَدَدٍ / قُلٍّ كما تُخلَق الأسماعُ والمُقَلُ
لا يُكسبان بتقليدٍ ولا أدبٍ / ولايفيدهما علمٌ ولا عملُ
يا دارُ ما أبقت الليالي
يا دارُ ما أبقت الليالي / منكِ سوى أربُعٍ بوالي
لم يَفْنَ فَضُّ الربيع فيها / عذراءَ مختومةَ العزالي
أنحلها الظاعنون حتى / تعطلتْ والزمان حالي
وكيف يزكو ترابُ ربعٍ / غدا من الشمس وهو خالي
لو فارق الراحلون عنه / بحراً لدسناه بالنعالِ
ما أنتِ يا أذرع المطايا / إلا المنايا تحت الرحالِ
ولا نساءٌ راحت بفَلْجٍ / إلا بلاءٌ على الرجالِ
كم ضيعةٍ باللوى صريع / تختِلهُ مقلتا غزالِ
وبالنقا من دمٍ ثقيل / أرخصه البينُ وهو غالي
ما نصَلتْ من حرار سلع / تلك الحنايا تحت النِّصالِ
حتى تيقّنتُ أنّ حُلْماً / كنّ الليالي على ألالِ
راحوا فمن ضاحكٍ وباكٍ / شجواً ومن وامقٍ وقالي
وفي الغبيطِ المومَى إليه / بدرُ دجى من بني هلالِ
سمراء خلَّى البياضُ رغماً / للونها صبغةَ الجمالِ
يقول مسواكُها لفيها / مَن أنبع الخمرَ في اللآلي
كبانة الرمل لم يعِبها / نَفْجٌ ولم تشقَ بالهُزالِ
تمسح بالأرض ذا قرونٍ / تضلّ فيه أيدي الفوالي
حلّت لأهل العذَيبِ بعدي / ملحاءُ ممطولةُ السجالِ
وغادروني أغَصُّ شوقاً / بالعذب من دِجلة الزلالِ
لاجَرَّ بالأنعمَيْن يومٌ / ذيلَ جَنوبٍ ولا شَمالِ
إلا احتبَى مُهدياً سلامي / لبانةٍ فيه أو غزالِ
بمن أحلَّ الشكوى وألقَى / وُسُوق أشجانِيَ الثقالِ
وكيفَ في رُقية الليالي / وصُمِّ حيَّاتها احتيالي
صدَّ حبيبٌ وصدَّ حظٌّ / فعمّن المستهامُ سالي
قد جُمِعَ البخلُ والتجنّي / واختلطَ اللؤمُ بالدلالِ
فلست أدري أداءُ قلبي / أضوى بجسمي أم داء حالي
بلِّغْ زمانَ النّفاق عنّي / مالَك يا قاتلي ومالي
كسرٌ على الجبر كلّ يومٍ / منك وجُرحٌ على اندمالِ
قد هوّنتْ عنديَ التوالي / من شَرِّك السُّبَّقُ الأَوالي
باليتُ حيناً بسوء حظّي / ثمّ تألَّيتُ لا أبالي
قل للغنيِّ البخيل أمناً / مالُك بسلٌ على سؤالي
مثلُك مارستُهُ فأعيا / يمينَه الغمزُ في شِمالي
كنتُ على عفّتي وصوني / أُشفِقُ منه على النوالِ
لي من بقايا الكرام مرعىً / يسمَنُ فيه عِرضي ومالي
بيتٌ هو المجدُ كلّ مجدٍ / من يدعيه مجدُ انتحالِ
يسامتُ الشمسَ ثمّ تَهوِي / فتهبط الشمسُ وهو عالي
طنَّبَ بالأذرع الطوالِ ال / جبالَ تحت القنا الطوالِ
وجلَّ فالمنتمِي إليه / يَعجَب من رقّة الجبالِ
شيَّدَ عبدُ الرحيم منه / أشرفَ بيتٍ لخير آلِ
واقترع الدهر من بنيه / سميَّ أبراجه العوالي
كلّ كريم الوجهين يرمي / سؤدُدَ عمٍّ بمجد خالِ
جَرَوْا فمن سابقٍ مُجَلٍّ / ولاحقِ الأيطلين تالي
ينظِّمون العلا اتصالاً / نظمَ الأنابيب في العوالي
ونطقتْ بالحسين منهم / شهادةٌ في أبي المعالي
حدَّثَ عنه والبدرُ تُنبي / عن نوره عزّةُ الهلالِ
ساد وما اسودّ لِهْزِماه / وابتدأ الفضلَ بالكمالِ
وأظلعَ البزلَ منه ثقَلٌ / أقلَّه وهو في الفصالِ
عبلُ الحجا واسعُ العطايا / جعدُ المساعي سبطُ الجلالِ
معتدلُ الجانبين ماضٍ / من طرَفيه على مثالِ
باركَ فيه يداً ووجهاً / مَن قَرَنَ الجودَ بالجمالِ
أصفرَ كفّاً وعزّ نفساً / فقال نفسي مكانُ مالي
فمن أراد البُقيا عليه / فليكفِه جانبَ السؤالِ
راشك لي نافذاً مصيباً / بارٍ تَجنَّى على نبالِ
فما أرنَّتْ عليك قوسي / إلا ولي خَصلَة النضالِ
جنيتُ منك الودادَ حُلواً / إذ كان من كسبيَ الحلالِ
كم من يدٍ قد أصبت فيها / مطبِّقاً ثُغرةَ اختلالي
مواهبٌ إن تُغِبَّ أخرى / منها فقد زارَتِ الأَوالي
وربَّ منع والعذرُ فيه / ممثَّلٌ قائمٌ حيالي
فلا تجشّمْ ثقل احتشامي / ولا تحف قلّة احتمالي
فالمالُ عندي ما دمتمُ لي / باقينَ يا أيُّها المَوالي
رأيكُمُ لي كَنزٌ وأنتم / صفقةُ ربحي ورأسُ مالي
فلتنقلِبْ عنكم الليالي / شلّاءَ مبيضَّة النِّصالِ
ولتتَحرّشْ بحاسديكم / تحرُّشَ النار بالذُّبالِ
وطرَّقتْكم فلا أغبَّتْ / ما ارتاح صبٌّ إلى الخيالِ
شواردٌ من فمي عِذابٌ / في سمع مُصغٍ ولفظ تالي
تزداد بالوصلِ فضلَ حبٍّ / وربَّ مملولة الوصالِ
يلبس منها النيروزُ عِقداً / فُصِّلَ بالسحر لا اللآلي
جواهرٌ كلّهنّ يُتْمٌ / توجَدُ مفقودة المثالِ
تجنَّبَ الغائصون عجزاً / عنها وجاشتْ بحارها لي
يُذنب دهرٌ ويستقيلُ
يُذنب دهرٌ ويستقيلُ / ويستقيم الذي يَميلُ
والعيش لونٌ يوماً ولونٌ / كلاهما صبغةٌ تحولُ
وربّما حنّت الليالي / ثم لها مرة غفولُ
فاسر فإن الدنيا طريقٌ / أسْهَلَ مِيلٌ وشَقَّ مِيلُ
لا غرو أن تظلَع المطايا / فيها وأن يغلط الدليلُ
والرجلُ الضربُ من تَساوى / في نفسه الصعبُ والذَّلولُ
فهو إذا انحطّ أو تعالى / لا التيهُ منه ولا الخُمولُ
كالسيفِ لا زَينُه التحليِّ / يوماً ولا عيبهُ الفُلولُ
فقلْ وإن نال من أناس / في حسد المجد ما تقولُ
أبناء عبد الرحيم أفْقٌ / لم يهتضم شمسَه الأفولُ
إن شرّقتْ فالصباحُ منها / أو غرّبتْ فابنها الأصيلُ
لها علاها فإن وجدتم / طولاً إلى نيلها فطولوا
لا تحسَبوها إذا توارتْ / أنّ التواري لها نزولُ
فالأُسْدُ أُسْدٌ في الغيل وال / نصولُ في قُربها نُصولُ
والماء في السحب مستسرٌّ / لحاجةٍ عندها يسيلُ
قد يهجر القومُ عُقرَ دارٍ / وهم بأخرى حيٌّ حُلولُ
والبدر في أفقه رديدٌ / ما بين أبراجه نقيلُ
وهو على ترك ذا لهذا / مباركٌ وجهُه جميلُ
ما اعتزلوا أن أطاف عجزٌ / بهم ولا صدّهم نُكولُ
ولا رأَوا هضبةَ المعالي / من تحت أقدامهم تزولُ
كم جذَعٍ منهُمُ فتِيٍّ / لم يُعيِه حِملُه الثقيلُ
وبازلٍ فيهمُ جُلالٍ / أنهضه بالعلا البُزُولُ
لكن لأمرٍ يغيب عنكم / تَعْلَقُ بالقُنّة الوُعولُ
فاجتنبوا اللوم وانظروها / غداً إذا استنوق الفصيلُ
وأُنكِحتْ والصَّداقُ وعدٌ / وغير أكفائها البُعولُ
وهي إذا استصرختْ سواكم / أصرخها الناصرُ الخَذولُ
هم قطبها كيفما أديرتْ / وهم إذا ضلّت السبيلُ
تقضي وتمضي الأمور فيها / وهي إلى أمرهم تؤولُ
لله والمجدِ هم فروعاً / تمّت بإقبالها الأصولُ
توحّدوا بالعلا فبانوا / والناسُ من بعدهم شُكولُ
آباء صدقٍ دلّتْ عليهم / شهودُ أبنائها العدولُ
وأصدقُ النقل في صفات ال / أسود ما قالت الشُّبولُ
قومٌ إذا ما السماء ضنّت / عاذت بأيديهم المحُولُ
أحلامُهم رُزَّنٌ ثِقالٌ / ومالهُم طائشٌ جهولُ
فتحتَ عِمَّاتِهم جبالٌ / وفوق أقلامهم سيولُ
إذا زعيم الملك انتفاهم / يحمي من الضيم أو ينيلُ
فاقض على نازح بِدانٍ / واقطع فقد دلَّك الدليلُ
واسأل عليّاً بما بناه ال / حسينُ واقنع بما يقولُ
أبلجُ لا رفدُه نسِيءٌ / فينا ولا عهده غُلولُ
ولا نداهُ الحيُّ المعافَى / بالمطل مَيْتٌ ولا عليلُ
لِيَم على الجود والتعنِّي / أن تُعذَلَ الديمةُ الهَطولُ
سقَى وروَّى وفي يديه / من ماله جَدْولٌ نحيلُ
وضنَّ لُوّامُه ومنُّوا / وفيهمُ دِجلةٌ ونيلُ
فيومُ سؤَّاله قصيرٌ / وليلُ عذَّاله طويلُ
مضى وما استرهفَتْ سِنُوه / فلم يخُنْه حدٌّ كليلُ
أحرزَ شوطَ الصِّبا إلى أن / تناكصتْ خلفَه الكُهولُ
ثمَّ جرى أعوجاً فقامت / تَغُضُّ أرساغَها الخيولُ
يُنْشِقُها نقْعُهُ غباراً / يشُمُّه الراغم الذليلُ
شِيمَ لهامِ العدا فأغنى / غَناءَه الصارمُ الصقيلُ
وحمَّلوه الجُلَّى فأوفى / بيذبلٍ كاهلٌ حَمولُ
خُلِقتَ غيظاً لكلِّ نفسٍ / حبُّ العلا عندها فُضولُ
وكلّ جسم لا مجدَ فيه / فأنت في صدره غليلُ
عزَّ بك الفضلُ فاستقادتْ / أمُّ الندى وابنُها قتيلُ
وافترَّ منك الزمانُ طَلْقاً / عن روضةٍ ريحُها قَبولُ
شمائلٌ أحزنتْ ولانت / كأنها الماءُ والشَّمولُ
وطلعةٌ تُشرِقُ الدياجي / منها وأقمارُها أُفولُ
للحسن وجهٌ أغرُّ منها / والحسن في غيرها حجُولُ
ملكتَ رقّي بالودّ حتّى / صرتُ من العِتق أستقيلُ
ولم يحوِّلك عن وفاءٍ / عهدتُهُ دولةٌ تدولُ
رشتَ وأخصبتَ والخوافي / حُصٌّ ونبتُ المرعَى وبيلُ
ولم تكلْني إلى دعيّ / منِصبُه في الندى دخيلُ
يغضب إن قلتُ يا جواداً / لعلمه أنه بخيلُ
فإنّ أولى من رابَ قولي / مَن فعلُهُ ضدُّ ما أقولُ
والمدحُ في مِعصَم سوارٌ / وفي أكفٍّ أُخرَى كُبولُ
سوى جفاءٍ يعنُّ نبذاً / كما أغبَّ الحيا الوَصُولُ
يَعذِر فيه المولى المُولِّي / شيئاً ولا يُعذَر الخليلُ
فابتدر الآن من قريبٍ / ما كان من شوطه يطولُ
واقدح ولو جذوة فإن ال / ظلماء يورى فيها الفتيلُ
ولا تراعِ القليلَ فيها / فربّما ينفع القليلُ
والق بوجه النيروز وجهاً / يضحك في صحنه القبولُ
يومٌ جديدٌ يردُّ غضّاً / من ملككم ما جنَى الذُّبولُ
يشهدُ أنَّ السعودَ حالٌ / من أمركم ليس يستحيلُ
وإنّ ما غاب من علاكم / غيرُ بطيءٍ به القُفولُ
شهادة لا فسوقَ فيها / شعري بتصديقها كفيلُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025