المجموع : 7
طالَ اشتِمالُ الهَوى بشَملي
طالَ اشتِمالُ الهَوى بشَملي / فاستَأذَنَت أَن تَحطَّ رَحلي
أملَلتُها والمَلالُ شَيءٌ / يَحدُثُ في مِثلِه التَّسلِّي
وأَهيَفٍ لا يَدينُ دِيني / وَلا إِلَى قِبلَتي يُصَلِّي
كانَ فُؤادي بِغَيرِ والٍ / وكُنتُ أَحتالُ مَن أُوَلِّي
يا أيُّها البَحرُ جارُ البَحرِ بَينَكُما
يا أيُّها البَحرُ جارُ البَحرِ بَينَكُما / مُجاوِرٌ ثالِثٌ ما مَسَّهُ بَلَلُ
مكانُه مِنكُما يَبسٌ وَقَد شَرِقَت / بِالماءِ مِن حَولِه الأَوهادُ والقُللُ
وَطالَ يا ابنَ عَلِيٍّ مِنكَ ذا شُغلٍ / عَنهُ فَهَل لَكَ فيهِ مَرَّةً شُغلُ
قَد كانَ قَبلكَ فَعَّالونَ قلتُ لَهم / فَزادَ ما قُلته في قَدر ما فَعَلوا
وَأنتَ أَوَّلهم مَجداً وَإن سَبَقُوا / وَربَّ مجدٍ بِهِ يَستَأخِرُ الأولُ
دنا فزادَ اشتعالُ الشوقِ بالبَلَلِ
دنا فزادَ اشتعالُ الشوقِ بالبَلَلِ / كأنَّ موردَهُ في مَنبَع العلَلِ
ولا رأيتُ ولا حُدِّثتُ عن ظَمأٍ / أشدَّ ما كانَ بعد العلِّ والنَّهلِ
فما عَسى يَتَمناهُ العليلُ بكُم / أرى المُعافاةَ لا تُغني عنِ العِلَلِ
وقد تعوَّضَ بالشكوى وذلَّتِها / صبراً فعَوِّضهُ أنتَ العذرَ بالعذَلِ
أحببتَ بنتَ نوىً ليست تُفارِقُها / وصالُها أبداً تَوديعُ مرتحِلِ
فليسَ يَبسِمُ عن مَعسولِهِ شَنَبٌ / أو يكشر البَينُ عن مَذروبَةٍ عصُلُ
تنكَّرت أنَّ جسمي غيرُ مُنتَهكٍ / من السقامِ وقَلبي غير مختَبِلِ
فقلتُ إن لَم أَكن في حبِّكم مَثلاً / كَما أمَرتُم فإنِّي صاحبُ المَثَلِ
قالَت فخُذ مثلَ ما أَعطَيتَ وارضَ به / إن قلتَ إنَّ الهوى قولٌ بلا عَمَلِ
يا حاكِماً رصَدياً في حكومتِهِ / هذا هُو القَطعُ لا ما كنتَ تَحسُبُ لي
انظُر منَ القَمرِ الأَرضيِّ كيفَ تَرى / حالي ودَعني مِن المرِّيخِ أو زُحَلِ
وقَهوةٍ قام شهرُ الصومِ يَطرُدها / عن ملَّةٍ فانضَوَت مِنها إلى ملَلِ
حتَّى استَجارَت بِشَوالٍ فأَنجدَها / وكادَ يعثرُ شوال مِن العجَلِ
تعلَّمَت إذ رَأتني قَبلَ فُرقَتِها / كيفَ استَجرتُ من الأَيام بابنِ عَلي
كُن عافِياً تَلقَ منه كافِياً وأقِم / جاراً يُقِم لكَ عِزاً غير ذي مَيَلِ
وانظُر لنَفسِكَ إِن حاوَلتَ ثالِثَةً / فليسَ يبطلُ فعل الفارِس البَطلِ
يا مُغرَماً بِالمَعالي لا سُلوَّ له / هذا وبينَكُما وصلٌ بِلا مَللِ
تَهيم شَوقاً إذا ما سربَةٌ ذُكِرَت / كأنَّما خَيلُها تَلقاكَ بالخَوَلِ
إِذا اعتَقَلتَ قَناةً كانَ لَهذَمُها / عمَّن رَكبتَ إِليهِ غيرَ مُعتقلِ
وإن تزَحزَحَ عن أرضٍ ثَبتَّ بِها / للدَّارِعَين ثَباتَ الرَّسمِ والطَّلَلِ
لِم تطردِ السَّرحَ عَنهُم ثمَّ تَطردُهُم / حتَّى كأنَّكَ راعي الخَيل والإبِلِ
وما أرَى لكَ ممَّا أنتَ كاسِبُهُ / شَيئاً سِوى الحَمدِ مَشدوداً على الثقَلِ
أرَى الهِبات شَديداً ما تزاحمها / فليسَ ينفذُ لحظُ العَينِ من خلَلِ
فاحذَر لنَفسِكَ مما أنتَ وهبُهُ / من غَلطَةٍ تدخلُ الأفرادَ في الجُمَلِ
إن هَجَّرت شمسُ عُدمٍ يا ابنَ حَيدَرةٍ / فإنَّني من غَمامِ الجودِ في ظُلَلِ
لا خيرَ في الثوبِ لا يُبليهِ صاحِبُهُ / إلا الثيابَ التي أكسوكَ من حُلَلي
فإنَّها زينَةُ الدُّنيا وزينتُها / في العُمرِ باقِيه لا أَيامه الأوَلِ
دونَ اعتِدالك حكمٌ غَيرُ مُعتَدلِ
دونَ اعتِدالك حكمٌ غَيرُ مُعتَدلِ / ودونَ حُسنكِ هَذا قبحُ فِعلكِ لي
يا أختَ نائبةِ الأيامِ واحِدةٌ / من الحَوادِث تأبَى أن أقولَ صِلي
إذا وجَدتُكِ أبهَى ما ابتُليتُ بِه / مَلولةً كنتُ أولَى منكِ بالمَلَلِ
وأكحلٍ مُسقَمِ الأَجفانِ مُقلته / تعديكَ بالسُّقمِ لا تُعديكَ بالكحَلِ
أحبَبتُه بعدَ عِلمٍ أن سَيقتُلُني / وكيفَ خالفتَ عِلمي فيهِ يا عَمَلي
يَلومُني أن يَلومُوني فقُلتُ لَهم / كُفُّوا فذَنبي ذنوبُ الناسِ في عَذَلي
ولستُ أُصغي ولا أُصغي لِمَعتَبةٍ / فمن أحبَّ فَلا يسمَع ولا تقُلِ
ولِلَّيالي تَصاريفٌ وأَصعَبُها / ما استَبطَنَ القلبَ من وَجدٍ ومن خبَلِ
إذا أَقاما وَراء الصَّدرِ فامتَنَعا / عَلى عليِّ بنِ عبدِ الدائِم بنِ عَلي
فليسَ يُجدِي هُناكَ الجودُ مَنفَعةً / والجودُ ليسَ يُداوي سائِرَ العلَلِ
هَل نافِعي أن أتَى المَقصودُ مُشتَمِلاً / بِجودِه وارتَدى المَعشوقُ بالبخلِ
حتَّى إِذا رَزَحَت حالي وغيَّرها / ما طالَ من ولَهي عَنها ومِن شُغلي
جَرى عَليٌّ عَلى مَعهودِ حالَتِه / عِندي فَجاءَ مَجيءَ العارِضِ الهَطِلِ
قَد كنتَ تَستبقُ الأنعامَ مبتَدئاً / مَدحي فإن تَستَطع فاسبِق به أمَلي
أصبَحتُ أقصدُ منه غيرَ مُقتَصدٍ / يَحتالُ من فُرقةِ المَجموعِ بالحِيَلِ
لأَكسُوَنَّكَ ما تَزدادُ جدتُهُ / إِذا تَهلهلَ ما ألبَستَني وبَلي
وابعَث أبا الفَضلِ بينَ القِمتَينِ فقَد / جاوَزتَ بي مدَّة التَّوقيتِ والأجَلِ
خلصتُ من خَدعاتِ الأَعينِ النُّجلِ
خلصتُ من خَدعاتِ الأَعينِ النُّجلِ / إنِّي إذاً لَشديدُ المكرِ والحِيَلِ
مادمتُ أعزلُ سُلطانَ الغَرام بها / كأنَّما ذلكَ السلطانُ من قِبَلي
وكنتُ من جَزَعي أُلحى فصِرتُ عَلى / صَبري أُلامُ فَما أَخلو من العَذَلِ
فإن سَلوتُ وإِن لَم أسلُ واحزَني / يا لَلرِّجالِ لهَذا الحادِثِ الجَلَلِ
خُذِ الزَّمانَ بأوقاتٍ تَفوتُ بِها / صَرفَ الزَّمانِ وبادِرها عَلى عَجَلِ
فقَد تَقلَّبتِ الأمثالُ وانقلَبَت / وأصبحَ المتأنِّي صاحِبَ الزَّلَلِ
وانهَض لِصافيةٍ في كفِّ صافِيةٍ / كالشمسِ حينَ تكونُ الشمسُ في الحَمَلِ
إِذا تَناوَلتَ منها الكأسَ مُنتَحيا / سقَتكَ في إثرِها كأساً من الغَزَلِ
وربَّ صَرفِ زَمانٍ باتَ يَطرُقُني / مُستَخفِياً من مَذمَّاتي عَلى وَجَلِ
حتَّى إِذا عَلِقَت كفاهُ صحتُ بِه / هَذا عَليٌّ وهَذا غُرَّةُ بنُ عَلِي
فطاشَ في الأَرض يَرجو أن يَفوتَهما / وربَّما باتَ مَطلوباً عَلى أَمَلِ
وأينَ يأخُذُ والأَقطارُ قد أُخِذَت / من النَّدى والعُلى بالقَولِ والعَمَلِ
إذا العُلى امتَنَعَت ممَّن يُحاوِلُها / فأصبَحَت دونَه مَقطوعَةَ السُّبُلِ
أمسَى عَليٌّ عَلِيّاً فَوقَ كاهِلِها / ولا يَزالُ عَلى هَذا ولَم يَزَلِ
تُغيرُ أعداؤُهُ بالخَيلِ سابِقَةً / وهُنَّ يَحمِلنَ أَعماراً إِلى أَجَلِ
لِلَّهِ دَرُّكَ عن عَضبٍ لَه أَثَرٌ / في النائِباتِ إِذا ما قُلتُ يَشهدُ لي
يَرى الوَغى في ثِيابِ المَوتِ بارِزَةً / كَما يَرى الغادَةَ الحَسناءَ في الحُلَلِ
ماذا يَروقُكَ مِنها حينَ تَمهَرُها / أَفعالكَ البيضَ بينَ البيضِ والأَسَلِ
إِذا رَكِبتَ إِلى أَمرٍ رَكِبتَ لهُ / عَزماً بَرياً من التَّرييثِ والفَشَلِ
أسرَفتَ في الجودِ حَتَّى صِرتَ تُوجِدَ في / أَهلِ المَكارِمِ أَهلَ اللَّؤم والبخَلِ
عجِّل كتابَيكَ لي وشَيئاً
عجِّل كتابَيكَ لي وشَيئاً / أُنفِقُهُ مَعهُمَا قَليلا
واعمَل عَلى أيما مُهِمٍّ / أوجَبَ أن تَكتَري رَسولا
اسمَع حَديثَ الدَّواوين الَّتي اشتُهِرَت
اسمَع حَديثَ الدَّواوين الَّتي اشتُهِرَت / من بَعد تَنزيهِها باللَّهوِ والعِلَلِ
أضحَت وكتابُها أقلامُهم خلقَت / مَعهم كتابتُها لَيسَت تَبَيَّن لي
من كلِّ مُنعَطفِ الصُّدغَينِ مُكتَحلِ الط / طَرفَينِ مُستَتِرِ الخَدَّينِ بالخَجَلِ
إِذا تَمشى تَرى في قَدِّهِ مَيلاً / وبَينَ فَخذَيهِ رُمحٌ غيرُ ذي مَيَلِ
سَألتُه الوَصلَ يَوماً فاستَجابَ لَه / إِجابةً رَدَّني مِنها عَلى وَجَلِ
حتَّى كشَفتُ لَه حالِي فقَالَ إذا / لو كانَ غيرَ الَّذي نَنحوهُ لَم تَصِلِ
علَيَّ نَذرٌ وأَيمانٌ مُؤكَّدةٌ / أن لا عَلوتُ عَلى ظَهرٍ ولا كَفَلِ
فقلتُ سِر آمِناً مِن نَقضِ عَهدك ذا / فليسَ هَذا الَّذي تَخشاهُ من عَملي
أخذتُ مِنه بِثَأرٍ لَيسَ يَلزمُني / أولا فَمن كانَ منِّي يوسفُ بن عَلي
إن كانَ أصبَحَ مُختَلَّ اليَدينِ فَقَد / أمسَت مُمكنَّةً رِجلاهُ من رجُلِ
ويا عَبيدَ الغَراميلِ التي نَزَلَت / بِهم من المَجدِ في الأَعلى مِن القُلَلِ
لَو كانَ يُكرمُ أيرٌ دونَ صاحِبهِ / لَما تَخرَّطتُم في الوَشي والحلَلِ