القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حسن الطّويراني الكل
المجموع : 16
أَهلاً بِوافدة تُهدي الحَشا تَبَلا
أَهلاً بِوافدة تُهدي الحَشا تَبَلا / قَد أَوصلت حَبل وَجدي بَعدما انفصلا
وَافت فهِمتُ بِها حَتى نثرتُ لَها / لآلئَ الدَمع إِكراماً لِمَن نَزَلا
سَكبتُ دَمعيَ حَتّى قيل أَغرقه / وَصحتُ وَجداً إِلى أَن قيل قَد ذهلا
وَتُيِّمَت مهجةٌ حَراءُ قَد فنيت / لَولا قطينُ الأَماني خلتُها طللا
وَارحمتَا لمحبٍّ فيكمُ كمدٍ / لَو شامهُ شامتٌ في الحُب ما عَذلا
وَحسنَها آنةً بالأنسِ ما ذُكِرَت / إِلا بَكيتُ وَحَق الجفن ما انهَملا
فَكَم أَرجِّي زَماني وَهوَ يَمنعني / عوداً لفائتِ أُنسٍ بَدرُهُ أَفلا
يا مَن بِهِ همتُ حَتّى لذَّ لي وَلهي / لا كانَ يَومٌ قَضى تَفريقَنا وَخلا
فَنيتُ وَجداً فَلولا الحَزم لافتضحت / سَرائري وَأَذاع الصَدرُ ما اِحتَمَلا
أَحبابَ قَلبيَ لَو عاينتمُ وَلهي / بَكيتمُ مدنفاً أَمضى الصِّبا أَملا
يَميل إن تَسرِ أَرواحُ الصَّبا طَرباً / مِن حيِّكم فَتخال الصَبَّ قَد ثَملا
يا سادَتي وَأَنا العَبد الذَليل بِمَن / أَذلَّني أَترى ما جئته قُبِلا
إِني أَراني وَلاصَبراً أَصون بِهِ / سرَّ الغَرام وَلا حَزماً يَقيني وَلا
يَرق لي الشامت المرتاح خاطره / يا خاطراً في فُؤادي صَدّ أَو وصلا
إِن قُلت ياقَلب هَل صَبري بمنتصر / يَقول كَلا فَإِن الصَبر قَد خذلا
فَالقَلب ذابَ جَوىً وَالعَين قَد فَنيت / مِنها الدُموعُ وَقَد ضَلَّ النُهى السُبلا
فَيا أَخا الحُب قُل لي بَعدُ هَل رَضيت / عَني الصَبابة إِذ صيرتني مثلا
ثبِّت فؤادَك هذا الرَكبُ مَرتحلُ
ثبِّت فؤادَك هذا الرَكبُ مَرتحلُ / وارفُق بقلبِك لا يذهب بِهِ الوَجلُ
وَانظر بِعينيك إِن تَأذنْ دموعُهما / وَامدُد يَديك إِن الأَعضاء تحتمل
وَانظر تَرى أَيَّ شَمسٍ مِنهُمُ غَربَت / وَكَم بدورٍ عَلى أَحداجها أَفلوا
وَإِذكر إِذا جدَّ حادي ركبهم وَعَدا / وَأَيقن القَلبُ أن قَد سارَتِ الإبل
قُل كانَ لي جيرةٌ أَهلٌ إِذا قَربوا / وَسادةٌ حَيثما كانوا بِما فعلوا
وَإِن تغير وَجهُ الشَمس من وَجَلٍ / وَالأُفقُ أَمسى بكُحلِ اللَيل يكتحل
هُناك قل يا تَرى كَم فَدفدٍ قطعوا / وَأَيّ وادٍ عَلى حُكمِ النَوى وَصلوا
بَل قومنا في ذرى أَطوادِهم طلعوا / وَودّعونا وَفي الأَرض الَّتي نَزلوا
فَاترك أَمانيك قَد مرّ الزَمانُ بِها / وَأَصبح اليَأسُ لا يَقوى لَهُ الأَمل
وَجانب الناسَ وَاشرب غَيرَ مشربِهم / وَاثبت عَلى الجدّ إِن جدّوا وَإِن هَزلوا
قالوا هوَ البَدر قُلت البَدر يَشبهُهُ
قالوا هوَ البَدر قُلت البَدر يَشبهُهُ / وَإِنما الفَرقُ في الأَعطافِ وَالمَيَلِ
وَقيل غُصنُ النَقا يَحكيه قُلتُ لَهُم / ما المَيْلُ من خُورٍ كَالميل من ثَمَلِ
مِن أَين للبدر أَو للغُصن غرّتُهُ / وَقَدُّه فَهوَ يَأتي المثلَ بالمثَل
لَو أنَّ لي بهما عن حُبِّه بَدَلاً / ما بتّ أَشكو إِلى الآمال من وَجل
وَقيل ظَبيُ النَقا يَحكيه ملتفتاً / وَما دَروا الفرقَ بَين الإنسيّ وَالجبلي
وَقيل خدّاه غَضُّ الوَردِ مثلُهما / وَالوَرد مما افتراهُ القَومُ في خَجل
وَقيل من عينه في نَرجسٍ شَبَهٌ / وَهَل يُقاسُ أَصفرارٌ مِنهُ بِالكَحَل
لِلّه كَم لَيلةٍ والت بوصلتِهِ / الدَهرُ دَهري وَأَوقاتُ الصَفا دُوَلي
يَسعى إِليّ براحٍ في يَديهِ وَهَل / رَأَيتَ بَدراً سَعى بِالشَمس في الحَمَل
آهٍ لَها من لَيالٍ بِالهَنا سَلفَت / لَم يَلقها نائلٌ في الأَعصُرِ الأُوَل
طالَت بِما تَشتَهي نَفسٌ بِمَن أَلفت / وَحَيثُ وَلّت كَأنّ الأَمرَ لَم يَطُل
يا صاحبي لا تسل عَما جَرى وَجَرَت / بِهِ المَدامعُ ما صبٍّ هَوى كَخلي
فَالقَلب منصدعٌ وَالقُرب ممتنعٌ / وَالحالُ في اليَأس وَالأَفكارُ في الأَمل
وَإِن تَرى بيَ حالاتٍ وَتُنكرُها / فاعرض وُقِيتَ النَوى إِيّاك من عَذَلي
فَلَم أَزَل أَرتَجي بَعد الفراق لقاً / مِن كافلٍ يَجمَع النائين لَم يَزَل
فربما كانَ في طيّ الأَسى أَمَلٌ / وَربما صحّت الأَجسامُ بِالعلل
أَفاق كلُّ فؤاد من غوايته
أَفاق كلُّ فؤاد من غوايته / وَأَنتَ يا قَلب حَتّى الحَشر مَشغولُ
ارفُق بنفسك لا تعجل بهلكتِها / ما كلُّ ما أَمّلَ الإِنسانُ محصول
إِن العُيون الَّتي أَغرتك لحظتُها / كم دُونَها في الهَوى العُذريّ مقتول
وَفي الهَوى وَالنَوى شَيءٌ تُساءُ بِهِ / وَقَد تسرّ وَكلٌّ عَنكَ مَجهول
ثَبِّت فؤادك أَو فاجزَع فَأَنتَ بِهِ / إما صريع وإَما عَنهُ مَخذول
شَطَّ المزارُ وَمَن تهواهمُ ارتحلوا
شَطَّ المزارُ وَمَن تهواهمُ ارتحلوا / فَاقصِر فَما في التلاقي بَعدَ ذا أَملُ
وَدّعتَهم وَالنَوى صَعبٌ مراكبُها / وَما دعوكَ وَلا والوا وَلا عدلوا
فَكَم تهتّكتَ يَوم البين إِذ عجلت / بِكَ المَطايا وَجادَ الدَمعُ إِذ بَخِلوا
يَكفيك من لَوعةٍ حالٌ تكاد لَهُ / تَبكي الأَعادي وَيبدي العذرَ من عذلوا
وَأَدمعٌ مستهلاتٌ تردّدُها / وَزفرةٌ تفصلُ النجوى فَتتصل
يا دَهر مِل فلعل الحَظ يَعتدلُ
يا دَهر مِل فلعل الحَظ يَعتدلُ / يا يَأس جُر فَعسى أَن يَنصرَ الأَملُ
يا حكمة فرّقت بَيني وَبينهمُ / طُولي فَللمرء من أَيامه دولُ
أَستودعُ اللَهَ من فارقتها وَأَنا / أَستودع اللَه إياها وَأَبتهل
وَدّعتها وَهِيَ تبدي الصَبرَ كاتمةً / وَالعَينُ في أَثري للحُزن تَنهمل
وَدّعتها وَعَزيزٌ أَن أَودّعها / وَسرتُ عَنها وَثمّ القَلب مشتغل
وَدّعتها وَفُؤادي قائل عجباً / وَهَل تطيق وَداعاً أَيُّها الرَجُل
فَسرت وَالقَلب مني أَيّ مضطرب / وَالقَلب مِنهُ بِرَأي العَين يَشتعل
وَقُلت يا حيّ لا تَنسى مودّتنا / فَربما طالَت الأَسفار وَاحتملوا
وَجئت أَرضاً أَتيناها عَلى قَدرٍ / لحكمة سرّها أَمضى بِهِ الأَزَل
فيها النهور صَفت في سيرها طَرَبٌ / فيها الغُصون زَهَت يَعتادها الميل
ظلالها أَرسلت فيها غَدائرها / وَوَجنة الزَهر سوّى حسنها الخَجَل
تَواضع السَهل حَتّى قالَ قائله / ارفقْ تعاظمت كبراً أَيها الجبل
وَجئت أَحياءَ لا زالَت ممتعةً / مَنيعةَ الجار لا تَغتالها الغِيَل
فَما قَضى الدَهر لي فيها عَلى وَطر / وَلا اهتدت بي إِلى آمالي السبل
وَساءَني ثمّ إفضال وَمكرمة / ما عاقَني خور ما ردّني فشل
لا لا فتلك أُمور ثمّ خافية / من دُونها يَنفد التفصيل وَالجُمَل
لَسَوف إمّا يَرى الأَعداء ما مكروا / أَو لا فيحجز فيما بَيننا الأَجل
وَقَد كَفى ما أُلاقي من نَوىً وَأَسىً / زَحزح ركابك علّ الدَهر يَنتقل
أَكلَّما حنّ مشتاق إِلى وَطَن / أَقول بلغت نيلاً أَيُّها الرجل
أَهلا نسيمَ الحمى وافى مع الطَفَلِ
أَهلا نسيمَ الحمى وافى مع الطَفَلِ / لو أَنني لَستُ في حلٍّ وَمرتحلِ
قَلبي يعاتب حظي في تنقُّلِه / وَهَل سمعتَ بظل غَيرِ منتقل
كم وصلةٍ حسنت لكنّ لذَّتَها / زالَت وَغصتَها في القَلب لم تَزَل
الحزمُ يصلح حرب اليَأس وَالأَملِ
الحزمُ يصلح حرب اليَأس وَالأَملِ / وَالعَزمُ يجمعُ خيرَ القَول وَالعَملِ
وفي التجارب تَأديبٌ وَمزدَجرٌ / عن الغُرور وَمنجاةٌ من الزلل
وَالعلم بِالناس وَالأَيام هوّنَهم / عِندي وَحقَّر منها ما تعاظمَ لي
وَالرشد سوّى بني الدُنيا بِأَجمعهم / ما بين ممتنعٍ منهم وَمبتذل
من يصحب الناس لم يأمن غوائلهم
من يصحب الناس لم يأمن غوائلهم / كخائض البحر لا ينجو من البللِ
ومن يقم آملاً فاليأس يقعدُه / وَمن ينم حالياً يخشى من العطل
وَصافي العيش لم يأمن له كدراً / كسالم الجسم لم يأمن من العلل
فلا تصاحب سوى حزمٍ وَتبصرةٍ / وَلا ترافق عَلى قَول سِوى العَمل
وَاقنع ففي الحرص ذلٌّ أَنتَ تذكرُه / وَغاية العمر محدودٌ إِلى أَجل
وَقل كثيرٌ عَلى ابن المَوت ما ملكت / يُمناه من عيشها زاداً لمرتحل
لكنهم جهلوا في الدَهر ما علموا / وَكلهم تاركٌ وَالجمع في دول
لا يَنتهى أَملٌ إِلا بدا أَملٌ / وَهكذا المرءُ بين اليأس وَالأَمل
يموت من يطلب الدُنيا وَزهرتها / موتَ الذباب عَلى صافٍ من العسل
وَأَريحُ الناس بالاً من يعيش بها / عَنقاءُ مغرب أَدنى منه للسبل
قَد حبب المَوتَ لي عَيشي لغصّته / حباً لخلوة قَبري لَو صَفا عملي
فَإِن تجد خالياً يلهيك منظرُه / كذّب ظنونك ما بين الأَنام خلي
يا عائِباً عاب تَركي السعي في سقمٍ
يا عائِباً عاب تَركي السعي في سقمٍ / أَعرض فثمَّ أَمورٌ أَيها الرجلُ
كَم للضرورات أَحكامٌ يحلُّ لها / ما حرّم اللَه وَالمحظور يُحتَملُ
خفّض عليك فإني عنك في شغلٍ / وَلَستُ إلا على الرحمن أَتّكل
لَم يَترك اللَهُ أَمرَ الخَلق مشتركاً / أَو يعجز الرزقُ من في كفه الأَجل
دع عالم الجدِّ وانظر قسمةَ الأَزلِ
دع عالم الجدِّ وانظر قسمةَ الأَزلِ / فإِن في الحَول ما يُغني عن الحيلِ
وَخَلِّ حسنَ حظوظٍ شَأنُها كدرٌ / من الحظوظ وَمِل وَاركن إِلى الكسل
وَلا تَقل لم يضع فضلٌ أَخا أَدبٍ / فَكم نبا صارمٌ في راحَتي بطل
يا قَلبُ عَنكَ دَواعي الغيِّ وَالغَزَلِ
يا قَلبُ عَنكَ دَواعي الغيِّ وَالغَزَلِ / وَاركن لنصح نصيحٍ لجّ في عذلي
أَما الهَوى فعلِمنا جلَّ غايته / وَأَنتَ جرّبتَ طعمَ الصاب وَالعَسل
أَفنيتَ عمرك في وَصفٍ وَفي شبهٍ / أَتعبت نفسك بين اليَأس وَالأَمل
وَطالما همت وَاستلهتك غانيةٌ / عَن حكمةِ الحَق بين الغنج وَالكحل
وَطالما بهداة اللهو بتّ عَلى / ضَلالةٍ وَخفي رشدٌ وَكان جلي
وَطالما ملتَ إِذ مال القدود هَوىً / وَكَم سَلَكتَ طَريقاً غَيرَ معتدل
وَكم غِواية عيشٍ بتَّ تَأملُها / ثم انجلت فَكأن الأَمرَ لَم يَطل
كَم لَيلة بتَّها تلهو بها فرحاً / وَاليَوم إن ذكرت تحمرُّ من خجل
أَين الذين بهم قَد رحت مهتتكاً / يهنيك أنّ الهَوى ولَّى مع الأول
وَعنكَ ذكرَ الهَوى من بعدما اتضحت / غاياتُه وَكفاك الجدُّ عن هَزل
إِن كُنت تَهوى حَبيباً لا تجربُهُ
إِن كُنت تَهوى حَبيباً لا تجربُهُ / فَالناس إن جرّبوا لم يخلو من زلل
وَاقنع بظاهرهم يزهى فباطنُهم / وَراءَ ستر من التغرير وَالحيل
وَاسمع مقالَ حكيمٍ قد تقدّمنا / في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل
وَإن تكن تشتهي صَفواً بلا كدرٍ / فاصبر لنقص بني الأَيام وَاحتمل
يا آل ودي اذكرونا بعدَ رحلتنا
يا آل ودي اذكرونا بعدَ رحلتنا / إنّا سنذكرُكم أَو يَنقضي الأجلُ
العُمر وَلّى بحبي قربكم وَمَضى / وَحبّذا لَو قَضى ما أَمَّل الأَملُ
لما تمادَت عَوادي الدَهرِ في تَلفي
لما تمادَت عَوادي الدَهرِ في تَلفي / وَطالَ عُمري وَأعيتها به الحيلُ
تحارب اليأسُ والآمالُ فاصطلحا / عَلى التَساوي فَلا يَأسٌ وَلا أَملُ
مَشمولةٌ جُليت صهباءَ صافيةً
مَشمولةٌ جُليت صهباءَ صافيةً / مِن كَفِّ ساقٍ تثنّيها شمائلُهُ
يَبكي لفرقتها الإبريقُ إن فُصلت / وَيبسمُ الكاس أُنساً إذ تواصلُهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025