المجموع : 3
هَذا المصلَّى وذا النخيلُ
هَذا المصلَّى وذا النخيلُ / يا حبَّذا ظلُّه الظَّليلُ
وهذه طَيبةٌ تَراءَت / فَعُج بنا أَيُّها الدَليلُ
أَما تَرى العيسَ من نشاطٍ / تَكاد في سَيرها تَسيلُ
تميدُ من تحتنا اِرتياحاً / وَنحن من فوقها نَميلُ
فاِحبِس ولا تُجهد المَطايا / تمَّ السُرى واِنقَضى الرَحيلُ
واِنزل ولا تخشَ من عناءٍ / فها هنا يُكرَمُ النَزيلُ
وَها هنا تُدركُ الأَماني / وَها هنا يُنقعُ الغَليلُ
فَسَل سَبيلَ الورود فيه / فوِردُه العذبُ سَلسَبيلُ
مَقامُ قُدسٍ إليه يَسمو / من السَماوات جَبرئيلُ
وَقل صَلاةُ الإله تترى / عَليك يا أَيُّها الرَسولُ
يا خيرَ من زُمَّت المَطايا / له ومن شُدَّت الحمولُ
أَنتَ الَّذي جاهُه جَليلٌ / وجودُه وافرٌ جَزيلُ
يَدعوك عبدٌ إليك يُعزى / فهل له إذ دعا قَبولُ
فُؤادُه بالأَسى جَريحٌ / وَجسمُه بالضَنى عَليلُ
قد عاث صَرفُ الزَمان فيه / وَخانَه صبرُه الجَميلُ
أَصبحَ بالهند في اِنفرادٍ / فَلا عشيرٌ ولا قَبيلُ
لَيسَ به في الوَرى حفيُّ / ولا له منهُمُ كَفيلُ
وأَنتَ أَدرى بما يُقاسي / فشرحُ أَحواله طَويلُ
خُذ بيدي يا فدتكَ نَفسي / فَقَد عَفا صَبريَ المُحيلُ
وطالَ بالرغم عنك بُعدي / فَهل إِلى قربكم سَبيلُ
فأدنني منك واِنتقذني / من غُربة عِبؤها ثَقيلُ
فقد تفأّلتُ بالتَداني / والفأل بالخير لا يَفيلُ
متى أَرى يا تُرى ركابي / لها إِلى طيبةٍ ذَميلُ
فيشتَفي قَلبيَ المُعنّى / وَيكتَسي جسميَ النَحيلُ
وَيُصبحُ الشملُ في اِجتماعٍ / والقربُ من بُعدنا بَديلُ
أَرجوك يا أَشرفَ البَرايا / وما الرجا فيكَ مُستَحيلُ
أَن تنجحَ اليومَ كلَّ سؤلي / وإِن أَبى دَهريَ البَخيلُ
صلّى عليكَ الإلهُ يا من / بجوده تَرتَوي المُحولُ
والآلُ وَالصحبُ خيرُ آل / جميلُهم في الورى جَليلُ
ما غنَّت الورقُ في رياضٍ / وأَطربَ السجعُ والهَديلُ
تجنَّ واِعتب تجد منّي بِذاكَ رضاً
تجنَّ واِعتب تجد منّي بِذاكَ رضاً / وَالعذرُ إِن شئتَ مسموعٌ وَمَقبولُ
ولم أؤاخذكَ في ذَنبٍ ولا عتبٍ / فالذَنبُ والعتبُ موضوعٌ وَمَحمولُ
نَفسي الفِداءُ لمقتولٍ على ظمأٍ
نَفسي الفِداءُ لمقتولٍ على ظمأٍ / لَم يُسقَ إلّا بحدِّ البيضِ والأَسلِ
نَفسي الفداءُ له من هالكٍ هلكت / له الهدايةُ من علمٍ ومن عملِ
قَرَّت به أَعينُ الأَعداءِ شامتةً / وأسخِنَت أَعينُ الأَملاكِ والرُسلِ
أَفديه مستنصراً قد قلَّ ناصرُه / وَمُستَضاماً قَليلَ الخيل والخَولِ
يا صرعةً صُرِعَت شمُّ الأنوف بها / وأَصبحَ الدينُ منها عاثِرَ الأَمَلِ
قد أثكلَت بضعةَ المختارِ فاطمةً / وأَوجَعت قلب خَيرِ الأوصياءِ علي