جاءَتك صارخة سيارة الإبل
جاءَتك صارخة سيارة الإبل / تعج بالويل في حل ومرتحل
خوص العيون كريه الشكل هيكلها / شوها وبوها لها من اينق بزل
فاءَت وَهَل علمت ماذا تفئى به / اعلام سود قد ابيضت بها مقلي
فَلا حباء لها من نيل عارفة / ولا سرورا بها من لغب هزل
وَسميها غير مشكور وان وجفت / بالمقفلين لبيت اللَه آل علي
هبها وقد بلغت اقصى المنى بهم / فهيَ الَّتي قطعت من بينهم املي
عهد علي لو ان العيس تنصفني / ادميت اخفافها باللثم والقبل
وصرت استاف ما نالته من رهج / وَالمسك يغضب ان اعتاض في بدل
وَلَو بلغت بها قصدي شكرت يدا / للعيس ما ان ترامَت ارجل الابل
وَبلغة في ظهور العيس ارقها / تخالني نلتها قربا ولم انل
ما كانَ اقربها مني وابعدها / عمن يحوم حواليها فلم يصل
وَمدلج في سواد الليل يوهمه / عين المَليحة ذات الاعين النجل
طماعة بالليالي البيض حول منى / ارق من نغمات البيض في الغزل
الية بالَّذي قاساه من نصب / جسم الح عليه البين بالعلل
ما حج اذ حج نحو البيت عن سعة / انى وقد عال بالانثى وبالرجل
لكنه ازمع الترحال نافلة / نافَت على الفرض من اشفاق منتفل
فَلَيسَ للحزم فعل غير عزمته / ناءَت بذي همة ارسى من الجبل
تزجى به الحرف وسط القفر متهمة / بمنجد يفتدى في جملة القفل
كأَنَّها السيل اذ تجري لغايتها / تسللا او كصل الرمل في الرمل
لم يثنه العذل عن تصميم عزمته / كانما صمتا اذناه عن عذل
يا هل ترى شاقه عهد يجدده / مع الميامين من اسلافه الاول
فجشم العيس في الأَهلين مقفلة / تواصل السير في الأَبكار والأَصل
كأَنَّهم فيالسرى نبل الى غرض / يرمي به عن قسى الأَينق الذلل
فرحب البيت لما حل ساحته / اوضاق رحبا بذاك العارض الهطل
وَبات في حجر اسماعيل تحسبه / داود ثوب في المحراب عن زجل
وَبالَّذي فاضَ من عينيه من علق / احيا الذبيح ولكن ما دم المقل
حتىّ اذا شاقه الأَدنى له رحما / وآذنت جمرات الشوق في شعل
جلى فآنس نور اللَه ملتمما / من ارض طيبة مثوى سيد الرسل
لكان اضوأ من نار على علم / تذكى لمن ضل ادلاجا عن السبل
فبث ما بثت من هم يساط به / صميم قلب بذاك البث مشتعل
فهونت محنة الزهراء محنته / مقسومة الفيء والأَنفال في السفل
النابذين كتاب اللَه خلفهم / وَتاركي النص تصديقا بمفتعل
وهب مطلبا للوتر منصلتا / كالسيف عري متناه عن الخلل
فقيل مهدي اهل البيت قد نهضت / به الحمية غير النكس والوكل
وقد تبوأ صدر الدست مطرقة / له الجحاجح اذ عانا بلا جدل
عن زهد عيسى وعلم الخضر مبتدلا / شبليه فاِعتاض عن علم وعن عمل
سلالة الحسن الزاكي واكرم من / سعى الى اللَه من حاف ومنتعل
من يثرب جاءَت البشرى بمقدمه / لسهل لينة ممتدا الى الجبل
فَيا لها فرحة ما كانَ اطولها / لَو لم تطأها وشيكا فدحة الأَجل
بلى اتى فيه امر اللَه تحمله / حمولة ذرفت من دارة الحمل
فَيا عرى الدين والأَيمان فاِنقصلى / ويامآتمها للحشر فاتصلي
وَيا معالم دين اللَه فانطمسي / اودى المنار ودك الطور من وهل
وانت يا هاشم البطحاء فانهشمي / فقد منيت بفقد الفارس البطل
وَلتنقص الأَرض من اطرافها جزعا / فَقَد تفاقم وقع الحادث الجلل
وَيا شموس المَعالي ان حددت اسى / بمثل حلته السوداء فاِشتملي
جاءَت باقمارها تنعاه كاسفة / وكم علي اتى ينعى العلى لعلي
يَنعاه شبلاه لذاك الليث تصرعه / يد الردى يا رماها اللَه بالشلل
نَعى الندى بحره الطامي وجعفره / فجف عود الرجا من روضة الأَمل
ساروا بتابوت طالوت فسار به / ذاكَ النمير على هون بلا عجل
قالوا ونى سيره نهرا فقلت بلى / سليله جعفر يمشي على مهل
رفقا بوالده مِمّا تحمله / من كلفة السير محمولا على جمل
لكاد يغدو الفرات العذب منقلبا / ملحا اجاجا فوا للعل والنهل
لولا تجلى الَّذين اعتضت في نظر / اليهما عن جلاء العين في الكحل
العيلمين فلا يَدري لا يهما / تلقى المقاليد في علم وفي عمل
والواهبين اذا ما ديمة بخلت / فَلَيسَ يدرك ما بالعام من بخل
وَالفائقين فلا عيب يرى بهما / لَولا عطاء يسوم المزن بالخجل
وَبيد ان ابا الهادي مناقبه / قد زين جيد العلى فيها عن العطل
كانما القول فيه عالم علم / ضرب الزجاج لنور اللَه في المثل
وانما هو قول الحق تحسبه / عيسى وقول النصارى فيه لا تقل
مقدس السر ما زلت له قدم / كانه كان معصوماً عن الزلل
وَبالحسين اذا امعنت من نظر / وَجدت سر المَعالي فيه وهو جلي
فالفضل يعرف في اثناء منطقه / فسله ما شئت اولا عنه لا تسل
يَحتال كيفَ يطيع اللَه لو هدأت / عيناه مجتهدا في الطف الحيل
كيلا تمر به حال ولا سنة / الا بقلب بذكر اللَه مشتغل
وان مرتضعا البان منجبة / صلصالة نتجت من فاطم وعلي
اولى به ان يرينا من شمائله / محمدا في تفاصيل وفي جمل
اكر به اسما فيما اصغت له اذني / الا تمززت في احلى من العسل
ولم يصن بذلة الراجي بعارفة / الا واردفها بالعارض الهطل
والارض لا ينبت الوسمي تربتها / ما لم يطسها كافواه المزاد ولي
فالبَحران قيل فهو اسم لنائله / لذاك تكفيك منه مصة الوشل
ورب يوم له والجو معتكر / بالنقع من هبوات الحادث الجلل
لكان كالقطب لا تثنيه عاصفة / ولَم يزغ عَن مراسيه ولم يمل
صبرا جميلا بَني الذكر الجَميل فما / بالفضل نقص ولا بالعزم من قلل
وَلا غضاضة لو اغضى ابن بجدتها / ما بالقضاء ولا الاحكام من خلل