للهِ دَرّ أبي داود من رجلٍ
للهِ دَرّ أبي داود من رجلٍ / يَسْتَنزل العُصْمَ من مُستَعْصَم القُلَلِ
لو رامَ قلع الجبال الشمِّ ما تركت / عزائمٌ فيه يوم الرَّوع من جَبَل
له من الله في سِلْمٍ ومُعْتَرَك / بأسُ الحديد وجُود العارض الهطل
شيخٌ حماها بفتيان إذا زأروا / تخوَّفتْهم أُسودُ الغيل بالغِيل
حفَّتْ به من بني نجد أُغَيْلِمَةٌ / أعدَّهم لنزول الحادث الجلل
إذا دعاهم أبو داود يومئذٍ / جاؤوا إليه بلا مَهلٍ على عجل
المدْرِكونَ بعون الله ما طلبوا / والفائزون بما يرجون من أَمل
كم فتكةٍ لسليمان بهم فتكَتْ / وما تقول بفتكِ الفارس البطل
لقد قضى اللهُ بالنصر العزيزِ له / فيما قضاه من التقدير في الأَزل
واللهُ أعطاهُ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ / الصدقَ بالقولِ والإِخلاص بالعمل
جاءَ الصريخُ إليه يستجير به / مستنجداً منه بالخطّية الذيل
فجهَّز الجيشَ والظلماءُ عاكفةٌ / والرعد والبرق ذو ومض وذو زجل
سرى إلى القوم في ليلٍ يَضِلُّ به / سِربُ القطا وجبان القوم في الكلل
بحيث لا يهتدي الهادي بلا سُبُلاً / يَهديهم الرأيُ منها أوضحَ السبل
فوارسٌ بلَغَتْ مجدٌ بهم شرفاً / يسمو وفي غير طعن الرُّمح لم ينل
فأدْرَكتْ من عِداكم كلَّ ما طلَبَتْ / فصار يُضربُ فيها اليوم بالمثل
وصبَّحتهم ببيض الهند عاديةً / فأصْبحَتْ وهي حمرُ الحلّ والحلل
قتلٌ وأسرٌ وإطلاقٌ يُمَنُّ به / على العدوِّ وإرسال بلا رَسل
فكان عيدٌ من الأَعياد سُرَّ به / أهلُ الحفيظة من حافٍ ومنتعل
إذ يُحشَرُ الناس في ذاكَ النهار ضحًى / والخيل قد أقْبَلَتْ بالشاء والإِبل
هذا هو الفخر لا كأسٌ تُدار على / شرب ولا نغمُ الأَوتار بالغزل
فليهنك الظفرُ العالي الَّذي انقلبت / به أعاديك بعد الخزي بالفشل
وقُرَّ عَيناً فدتك الناس في ولد / يحيي المناقب من آبائك الأوَل
فأرَّخوه وقالوا يومَ مولده / يَقُرُّ عَينَ سليمان الزهير علي