القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 9
قِف بِالمَمالِكِ وَاِنظُر دَولَةَ المالِ
قِف بِالمَمالِكِ وَاِنظُر دَولَةَ المالِ / وَاِذكُر رِجالاً أَدالوها بِإِجمالِ
وَاِنقُل رُكابَ القَوافي في جَوانِبِها / لا في جَوانِبِ رَسمِ المَنزِلِ البالي
ما هَيكَلُ الهَرَمِ الجيزِيِّ مِن ذَهَبٍ / في العَينِ أَزيَنَ مِن بُنيانِها الحالي
عَلا بِها الحِرصُ أَركاناً وَأَخرَجَها / عَلى مِثالٍ مِنَ الدُنيا وَمِنوالِ
فيها الشَقاءُ لِقَومٍ وَالنَعيمُ لَهُم / وَبُؤسُ ساعٍ وَنُعمى قاعِدٍ سالي
وَالمالُ مُذ كانَ تِمثالٌ يُطافُ بِهِ / وَالناسُ مُذ خُلِقوا عُبّادُ تِمثالِ
إِذا جَفا الدورَ فَاِنعَ النازِلينَ بِها / أَوِ المَمالِكَ فَاِندُبها كَأَطلالِ
يا طالِباً لِمَعالي المُلكِ مُجتَهِداً / خُذها مِنَ العِلمِ أَو خُذها مِنَ المالِ
بِالعِلمِ وَالمالِ يَبني الناسُ مُلكَهُمُ / لمَ يُبنَ مُلكٌ عَلى جَهلٍ وَإِقلالِ
سَراةَ مِصرَ عَهِدناكُم إِذا بُسِطَت / يَدُ الدُعاءِ سِراعاً غَيرَ بُخّالِ
تَبَيَّنَ الصِدقُ مِن بَينِ الأُمورِ لَكُمُ / فَاِمضوا إِلى الماءِ لا تُلووا عَلى الآلِ
لا يَذهَبِ الدَهرُ بَينَ التُرَّهاتِ بِكُم / وَبَينَ زَهرٍ مِنَ الأَحلامِ قَتّالِ
هاتوا الرِجالَ وَهاتوا المالَ وَاِحتَشِدوا / رَأياً لِرَأيٍ وَمِثقالاً لِمِثقالِ
هَذا هُوَ الحَجَرُ الدُرِّيُّ بَينَكُمُ / فَاِبنوا بِناءَ قُرَيشٍ بَيتَها العالي
دارٌ إِذا نَزَلَت فيها وَدائِعُكُم / أَودَعتُمُ الحَبَّ أَرضاً ذاتَ إِغلالِ
آمالُ مِصرَ إِلَيها طالَما طَمَحَت / هَل تَبخَلونَ عَلى مِصرَ بِآمالِ
فَاِبنوا عَلى بَرَكاتِ اللَهِ وَاِغتَنِموا / ما هَيَّأَ اللَهُ مِن حَظٍّ وَإِقبالِ
مَمالِكُ الشَرقِ أَم أَدارِسُ أَطلالِ
مَمالِكُ الشَرقِ أَم أَدارِسُ أَطلالِ / وَتِلكَ دولاتُهُ أَم رَسمُها البالي
أَصابَها الدَهرُ إِلّا في مَآثِرِها / وَالدَهرُ بِالناسِ مِن حالٍ إِلى حالِ
وَصارَ ما نَتَغَنّى مِن مَحاسِنِها / حَديثُ ذي مِحنَةٍ عَن صَفوِهِ الخالي
إِذا حَفا الحَقُّ أَرضاً هانَ جانِبُها / كَأَنَّها غابَةٌ مِن غَيرِ رِئبالِ
وَإِن تَحَكَّمَ فيها الجَهلُ أَسلَمَها / لِفاتِكٍ مِن عَوادي الذُلِّ قَتّالِ
نَوابِغَ الشَرقِ هُزّوهُ لَعَلَّ بِهِ / مِنَ اللَيالي جُمودَ اليائِسِ السالي
إِن تَنفُخوا فيهِ مِن روحِ البَيانِ وَمِن / حَقيقَةِ العِلمِ يَنهَض بَعدَ إِعضالِ
لا تَجعَلوا الدينَ بابَ الشَرِّ بَينَكُمُ / وَلا مَحَلَّ مُباهاةٍ وَإِدلالِ
ما الدينُ إِلّا تُراثُ الناسِ قَبلَكُمُ / كُلُّ اِمرِئٍ لِأَبيهِ تابِعٌ تالي
لَيسَ الغُلُوُّ أَميناً في مَشورَتِهِ / مَناهِجُ الرُشدِ قَد تَخفى عَلى الغالي
لا تَطلُبوا حَقَّكُم بَغياً وَلا ضَلَفاً / ما أَبعَدَ الحَقَّ عَن باغٍ وَمُختالِ
وَلا يَضيعَنَّ بِالإِهمالِ جانِبُهُ / فَرُبَّ مَصلَحَةٍ ضاعَت بِإِهمالِ
كَم هِمَّةٍ دَفَعَت جيلاً ذُرا شَرَفٍ / وَنَومَةٍ هَدَمَت بُنيانَ أَجيالِ
وَالعِلمُ في فَضلِهِ أَو في مَفاخِرِهِ / رُكنُ المَمالِكِ صَدرُ الدَولَةِ الحالي
إِذا مَشَت أُمَّةٌ في العالَمينَ بِهِ / أَبى لَها اللَهُ أَن تَمشي بِأَغلالِ
يَقِلُّ لِلعِلمِ عِندَ العارِفينَ بِهِ / ما تَقدِرُ النَفسُ مِن حُبٍّ وَإِجلالِ
فَقِف عَلى أَهلِهِ وَاِطلُب جَواهِرَهُ / كَناقِدٍ مُمعِنٍ في كَفِّ لَآلِ
فَالعِلمُ يَفعَلُ في الأَرواحِ فاسِدُهُ / ما لَيسَ يَفعَلُ فيها طِبُّ دَجّالِ
وَرُبَّ صاحِبِ دَرسٍ لَو وَقَفتَ بِهِ / رَأَيتَ شِبهَ عَليمٍ بَينَ جُهّالِ
وَتَسبِقُ الشَمسَ في الأَمصارِ حِكمَتُهُ / إِلى كَهولٍ وَشُبّانٍ وَأَطفالِ
زَيدانُ إِنّي مَعَ الدُنيا كَعَهدِكَ لي / رَضِيَ الصَديقِ مُقيلُ الحاسِدِ القالي
لي دَولَةُ الشِعرِ دونَ العَصرِ وائِلَةٌ / مَفاخِري حِكَمي فيها وَأَمثالي
إِن تَمشِ لِلخَيرِ أَو لِلشَرِّ بي قَدَمٌ / أُشَمِّرُ الذَيلَ أَو أَعثُر بِأَذيالي
وَإِن لَقيتُ اِبنَ أُنثى لي عَلَيهِ يَدٌ / جَحَدتُ في جَنبِ فَضلِ اللَهِ أَفضالي
وَأَشكُرُ الصُنعَ في سِرّي وَفي عَلَني / إِنَّ الصَنائِعَ تَزكو عِندَ أَمثالي
وَأَترُكُ الغَيبَ لِلَّهِ العَليمِ بِهِ / إِنَّ الغُيوبَ صَناديقٌ بِأَقفالِ
كَأُرغُنِ الدَيرِ إِكثاري وَمَوقِعُهُ / وَكَالأَذانِ عَلى الأَسماعِ إِقلالي
رَثَيتُ قَبلَكَ أَحباباً فُجِعتُ بِهِم / وَرُحتُ مِن فُرقَةِ الأَحبابِ يُرثى لي
وَما عَلِمتُ رَفيقاً غَيرَ مُؤتَمَنٍ / كَالمَوتِ لِلمَرءِ في حِلٍّ وَتِرحالِ
أَرَحتَ بالَك مِن دُنيا بِلا خُلُقٍ / أَلَيسَ في المَوتِ أَقصى راحَةَ البالِ
طالَت عَلَيكَ عَوادي الدَهرِ في خَشِنٍ / مِنَ التُرابِ مَعَ الأَيّامِ مُنهالِ
لَم نَأتِهِ بِأَخٍ في العَيشِ بَعدَ أَخٍ / إِلّا تَرَكنا رُفاتاً عِندَ غِربالِ
لا يَنفَعُ النَفسَ فيهِ وَهيَ حائِرَةٌ / إِلّا زَكاةُ النُهى وَالجاهِ وَالمالِ
ما تَصنَعِ اليَومَ مِن خَيرٍ تَجِدهُ غَداً / الخَيرُ وَالشَرُّ مِثقالٌ بِمِثقالِ
قَد أَكمَلَ اللَهُ ذَيّاكَ الهِلالَ لَنا / فَلا رَأى الدَهرَ نَقصاً بَعدَ إِكمالِ
وَلا يَزَل في نُفوسِ القارِئينَ لَهُ / كَرامَةُ الصُحُفِ الأُولى عَلى التالي
فيهِ الرَوائِعُ مِن عِلمٍ وَمِن أَدَبٍ / وَمِن وَقائِعِ أَيّامٍ وَأَحوالِ
وَفيهِ هِمَّةُ نَفسٍ زانَها خُلُقٌ / هُما لِباغي المَعالي خَيرُ مِنوالِ
عَلَّمتَ كُلَّ نَؤومٍ في الرِجالِ بِهِ / أَنَّ الحَياةَ بِآمالٍ وَأَعمالِ
ما كانَ مِن دُوَلِ الإِسلامِ مُنصَرِماً / صَوَّرتَهُ كُلَّ أَيّامٍ بِتِمثالِ
نَرى بِهِ القَومَ في عِزٍّ وَفي ضَعَةٍ / وَالمُلكَ ما بَينَ إِدبارٍ وَإِقبالِ
وَما عَرَضتَ عَلى الأَلبابِ فاكِهَةً / كَالعِلمِ تُبرِزُهُ في أَحسَنِ القالِ
وَضَعتَ خَيرَ رِواياتِ الحَياةِ فَضَع / رِوايَةَ المَوتِ في أُسلوبِها العالي
وَصِف لَنا كَيفَ تَجفو الروحُ هَيكَلَها / وَيَستَبِدُّ البِلى بِالهَيكَلِ الخالي
وَهَل تَحِنُّ إِلَيهِ بَعدَ فُرقَتِهِ / كَما يَحِنُّ إِلى أَوطانِهِ الجالي
هِضابُ لُبنانَ مِن مَنعاتِكَ اِضطَرَبَت / كَأَنَّ لُبنانَ مَرمِيٌّ بِزِلزالِ
كَذَلِكَ الأَرضُ تَبكي فَقدَ عالِمِها / كَالأُمِّ تَبكي ذَهابَ النافِعِ الغالي
جعلتم للفؤاد شغلا
جعلتم للفؤاد شغلا / وأنتم مهجتي وأغلى
أحللتم في سواد عيني / تالله نوّرتم المحلا
يا مالكين الفؤاد رفقا / يا مالكين العنان مهلا
رضيتُ إلا الصدود منكم / فحمِّلوني في الحب إلا
انا الذي ذقت في هواكم / ماذاق قيس من حب ليلى
ازيدكم ما استطعت حبا / ما زادني العاذلون عذلا
يا اكحل العين اى ذنب / صير حظي لديك كحلا
يا لين الأذن هل الانوا / وشاية في الهوى ونقلا
يا نافر العِطف لا لداع / من ذا أراك النِفار سهلا
صبك ما يستفيق عشقا / وأنت ما تستفيق دلا
هلا حكيت الغصون لينا / كما حكتك الغصون شكلا
جعلت في راحتيك وحى / وذاك شئ في الحب قلا
وتبتغون السلو منى / يا مالك الروح كيف تُسلى
تماد في الهجر أو تمهل / لعل بعد الصدود وصلا
تكاد بشرى رضاك عندى / تعدل بشرى القدوم فعلا
عذال أهل الهوى في الأرض لو جمعوا
عذال أهل الهوى في الأرض لو جمعوا / رضيت جمعهم من عاذلي بدلا
لو تسأل الأرض عنه كيف تحمله / لقالت الأرض كيما أحفظ الثقلا
يا لورد كم من معان في سياستكم
يا لورد كم من معان في سياستكم / جرّت إلى القال بين الناس والقيل
كدنشواى وتعيين أردت به / قتل الحمام وإحياء الزغاليل
يا كعبة العلم في الإسلام من قدم
يا كعبة العلم في الإسلام من قدم / لا يزعجنّك إعصار الأباطيل
إن كان قومك قد جاروا عليك وقد / جاءوا لهدمك في جيش الزغاليل
فقد مضت سننة العادين إذا حصروا ال / بيت الحرام فردّوا كالهماليل
الله أرسل طيراً بين أرجلها / قنابل الصخر ترمى صاحب الفيل
للدّين والبيت رب لا يقاومه / حمر الثياب ولا سود الأساطيل
يا ليت شعري والأفهام حائرة
يا ليت شعري والأفهام حائرة / ما غية اللورد في تلك الزغاليل
إنى لأخشى إذا ربى خوافيها / أن تستحيل إلى طير أبابيل
قالوا العميد شفاه الله قد فسدت
قالوا العميد شفاه الله قد فسدت / في مصر معدته في شهر ابريل
فقل لا تعجبوا منها فقد أنفت / هضم الجريدة أو هضم الزغاليل
بين الملامة فيكم والهوى الجلل
بين الملامة فيكم والهوى الجلل / لي موقف الدمع بين العذر والعذل
إذا سمعت لقلبي زاد بي كلَفى / وإن سمعت لغير القلب لم أخَل
والحب باللوم كالدنيا لصاحبها / لم يخل من راحة فيها ومن ملل
ودعتكم وفؤادي خافق بيدى / والبين يأخذ من حولي ومن حيلي
وما توهمت قلبي قبل فرقتكم / يهب مثل هبوب الركب والإبل
لما أجبن النوى وكَّلن بي حدقا / بين الشفاعة في الأحباب والسُّؤل
من علَّم العِيس نجوانا ورحمتنا / فأومأت برقاب خُشَّع ذُلُل
ردّوا إلى اليأس مضنى لا حراك به / لعل في اليأس بُرءاً ليس في الأمل
لو تبصرون وقوفى في منازلكم / رأيتم طللا يبكى على طلل
بليت مثل بلاها وارتدت سقمي / كلا الَّلبُوسين فيكم أجمل الحلل
لو كنت لازار أعطِى يوم منبعث / بذلته فوق عمري غير مبتذل
أو كنت يوشع تجرى الشمس طوع يدى / طمعت منكم غداة البين في المهل
أو كنت عيسى أعيد الميت سيرته / أعدت للسقم جسما مات بالعلل
أو كنت موسى يخط اليم لي سبلا / حملتكم في عيون سمحة السبل
مولاى عيدك عيد الناس كلهم / وأنت جامعة الأجناس والملل
وما صنوف الرعايا حافلين به / إلا كبيت برب البيت محتفل
وأنت كالشمس لم يخصص بها أفق / وأنت كالبدر لم يَرهَن على نزل
إن الملوك على الكرسيّ مربعها / وأنت تجلس في الأسماع والمُقَل
حللت من كل نفس في سريرتها / وقمت منها مكان البِشر والجذل
آل الندى لك والأمثال سائرة / ولو تقدمت ما زادت على مثل
إن يسبقوك لفضل أو لمكرمة / فالسبق في الدهر لا في الفضل للأُوَل
وأنت لولا تليد الملك تحرزه / من الشمائل في ملك وفي خول
بلوت في الجاه قوما والغنى نفرا / فما تهيبت كالأخلاق في الرجل
فهن من كل جاه أو غنى بدل / وما لهن إذا أخطأن من بدل
قل للمشارق موتى غير راجعة / ففي الممات شفاء الجهل والكسل
فما تعلاتها والموت مدركها / إلا كما أمن المسلول للأَجل
إن الشعوب إذا ما أدبرت حبست / مالا عن البر أو علما عن العمل
ونام كل نصوح عن مجاهلها / ولو أراد هدى أعيا فلم يقل
شقيت بالشعر في ناس أعوذ بهم / من أن يقول الأعادي شاعر الهمل
وضعت بالحمة الغرّاء في زمني / كما يضيع شعاع الشمس في الوحل
مولاى أحمد هذا لا سمىَّ له / وأنت كل سيوف العصر والدول
لما رأيتك تاج القرن مدّخرا / قلّدتك الماس من مدحي ومن غزلي
وبشرتني المنى فيما تحدثني / بمظهر لسرير النيل مقتبل
وسؤدد لأميري فوق سؤدده / وما المزيد الذي أرجو بمحتمل
وإنما أنا سار في سنا قمر / يقول للبدر في غاياته اكتمل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025