القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَبد الحَمِيد الرّافِعي الكل
المجموع : 3
كم ذلل الرأي ما استعصى من الأمَلِ
كم ذلل الرأي ما استعصى من الأمَلِ / وجمّل الفضل بين الناس من رجل
لذاك عند التباس الحق بالزلل / أصالة الرأي صانتني عن الخطل
بلغت في البدء مجداً ما به طمع / ولم أزل بهموم المجد اضطلع
وما وراء الذي أدركت مرتفع / مجدي أخيراً ومجدي أولا شرع
آهاً على مربع في أرفع القنن / يشتاقني كاشتياق العين للوسن
فليت شعري وكل العز في وطني / فيم الاقامة في الزوراء لا سكني
اساور الهم ليثاً ماله لبد / الا كوارث لا يقوى لها أحد
صبرت كرها وهل يبقى له جلد / ناء عن الأهل صفر الكف منفرد
ما للزمان ولا عتب على الزمن / يطيل من المي في المنزل الخشن
ما ساءَني فيه إلا غربة الفطن / فلا صديق إليه مشتكى حزني
تُراك يا اصبهان المجد واصلتي / من بعد قطع لقد اشمتّ عاذلتي
إلى م اصبر والاشواق قاتلتي / طال اغترابي حتى حن راحلتي
مازلت بالعيس اطوي البيد معتزماً / كأن لي في فسيح الأرض مغتنما
حتى شكى البر من ضرب البرى سأما / وضج من لغب نضوى وعج لما
وقال صحبي نراك الدهر منتبهاً / فما تحاول في الدنيا وخلبها
فقلت والنفس قد باحت بمطلبها / أريد بسطة كف استعين بها
يا لوع اللَه دهري كم يلوعني / كداً ويمنعني من حيث يطمعني
ما سرت إلا وسوء الحظ يتبعني / والدهر يعكس آمالي ويقنعني
ورب قوم إذا أوفى على أمل / في جبهة الليث وافاه على مهل
كلفته نجدتي فارتاع من وجل / وذي شطاط كصدر الرمح معتقل
ناجيته بمنى قلبي وعلته / حتى قضى عجباً من عظم غلته
كانني بعصا همي وصولته / طردت سرح الكرى عن ورد مقلته
فقال ماذا أرى هل أنت تنكرني / ونحن بالود كالجوزاء في قرن
غيرت ام خلت ان الدهر غيرني / فقلت ادعوك للجلى لتنصرني
لو قمت قامت بنا الايام فأنتبه / فالدهر يقظان يسطو في تقلبه
ان الرشاد طوى حلمي بمذهبه / فهل تعين على غي هممت به
فقال مرني ولو تعيي المنى هممي / ولو تطلبت عود الامس من عدم
فقلت عن كبد بالشوق مضطرم / أني اريد طروق الحي من اضم
فبي شموس جمال في مضاربه / باهي بها الافق يزهو في كواكبه
لله أي رجال في جوانبه / يحمون بالبيض والسمر اللدان به
ويلاه من ظبيات الحي في مدد / من الليوث لقد قامت على رصد
قلبي لناريهما يعشو بلا جلد / تبيت نار الهوى منهن في كبد
لقد بخلن بترياق اللمى وهم / صانوا الحمى بالأفاعي وهمي سمرهم
فليت لو أنه من بعض جودهم / يشفى لديغ العوالي في بيوتهم
قف بالربوع ولو يا سعد ثانيةً / وانشد بها مهجا في الحب فانيةً
غدت من الوجد والاشواق عانية / لعل المامةً بالجزع ثانية
وسل لنا نظرة من ظبية منعت / عنا وراء سجوف الخدر وامتنعت
اني وان دونها سمر القنا شرعت / لا اكره الطعنة النجلاء قد شفعت
انحو خباها وفي قلبي منازلها / ودونها الشوس قد هزت عواملها
فلا أخيم وان هبت جحافلها / ولا اخلّ بغزلان اغازلها
ذو الحزم من يتغالى في مآربه / ولو دهته المنايا في مذاهبه
فقل لمن قد توانى عن مطالبه / حب السلامة يثني عزم صاحبه
لا يدرك المجد إلا من طوى السبلا / كدا يحاول في الدنيا ثناً وعلا
فان لزمت الحشايا فاقصر الاملا / ودع غمار العلى للمقدمين على
وسر على اسم العلى والنفس واثقة / بالعز مهماأعاقت عنه عائقة
ولا يهجك إلى الأوطان بارقة / ان العلى حدثتني وهي صادقه
لا تدع دهرك خوفاً منه او طمعا / واجعل بصبرك انف الدهر منجدعا
نأى بحظي ولم اسأله مرتجعا / اهبت بالحظ لو ناديت مستمعا
ويلاه من زمن أمسى يخصهم / بحسن حظ تمادى فيه رقصهم
يا ليت لاح له جودي وحرصهم / لعله ان بدا فضلي ونقصهم
اهوى المنى غير أني لست أعتبُها / ان ضاق عني بالجهال مذهبها
لكنني ولئن قد عز مطلبها / اعلل النفس بالآمال ارقبها
خبرت دهري من وهد إلى قنن / فلم اجد قد تعالى فيه غير دني
لو كنت اعلم ما القى من الحزن / ما كنت اوثر ان يمتد بي زمني
نالوا مراتب يؤذي المجد حوطهم / بمثلها ودناياهم تحطهم
فلا تسلني اندفاعاً حيث خبطهم / تقدمتني اناس كان شوطهم
بأي سلكٍ خلاف الصبر اندرجُ / في ذا الزمان وقد سادت به الهَمَجُ
وليس بدعا إذا جافاني الفرج / هذا جزاء امريء اقرانه درجوا
ان افتقر فكذا من رزقه الأدب / وكم تقلّب في جمر الغضا ذهب
وان تغربت ان الدر مغترب / وان علاني من دوني فلا عجب
جانب زمانك او فاعمل بموجبه / غدراً ومكراً هما ركنا تقلبه
ولا تثق أبداً في أهل مذهبه / اعدي عدوك ادنى من وئقت به
أين المودة في الدنيا وناشدُها / مل الندا منذ قد ولت أماجدها
فلا تغرنك ان لانت اساودها / فانما رجل الدنيا وواحدها
اهل الشهامة في أكفانها اندرجت / يا حسرتا واهيل الهرج قد مرجت
ومذ على اللؤم اخلاق الورى درجت / غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت
ناجاني القلب لما شاقه صدر / عن عالم كل ود بينهم هَدَرُ
ماثم مرتفع إلا ومنحدر / يا وارداً سؤر عيش كله كدر
ويا مجدا بما أعيا تطلبه / والسير يأخذ منه وهو ينهبه
هوّن عليك ودع ما أنت تندبه / فيما اقتحامك لج البحر تركبه
لم يبق دهرك انصاراً ولا خولا / تعين ذا الفضل أو ترعى له املا
فاقنع بعيشك واسمَع ما جرى مثلاً / مُلك القناعة لا يُخشى عليه ولا
فيا أخا اللب كن بالحزم مدرعا / فلو عثرت لما قال الزمان لعا
والخطب سهل فعش بالنذر مقتنعاً / ويا خبيراً على الأسرار مطلعا
حيّ الكنانة واذكر فخرها العالي
حيّ الكنانة واذكر فخرها العالي / على الممالك في علم وأفضال
لها انتهى كل مجد خالد وجرى / كنيلها العذب منها فائض النال
والعلم ازهر في الدنيا بأزهرها / منه استقى في البرايا كل مفضال
كنانة اللَه أعلاها وزينها / بزينة السائدين العلم والمال
رجالها انجم العليا فلا برحت / مجلى الكواكب من سعد واقبال
في كل فضل قد امتازوا فعالمهم / يجلّ في الكون عن ند وامثال
وان ذكرت امير الشعر شاعرهم / كبرت تكبير اعجاب واجلال
ذاك الذي سحر الألباب اجمعها / بيانه وسبت آياته التالي
تختال مصر على الدنيا وحقّ لها / عجباً بياقوت شعر منه سيال
ينصب من نفس عالٍ تخالهما / وادي المجرة يجرى عذب سلسال
أعلت قصائده شأن القريض بما / حوته من حكم غر وامثال
والشعر ان لم تزنه حكمة فله / مهما تأنق حكم المربع الخالي
له على اللغد الفصحى يد عرفت / في الشرق والغرب في حل وترحال
تفنن وانتقالات تمثل لي / خطو الجآذر بين الرند والضال
وصوغ در كثغر الخود يعجز عن / جمال معناه تفصيلي واجمالي
تبارك اللَه ما أسنى فضائله / لا سيما في ادكار الدار والآل
وددت اذ طاب تشبيبي برقتها / لو ان من غزل الالحاظ اغزالي
عساي انسج تقريضاً يحيط بها / هيهات قد قطع الاعجاز آمالي
للشعر مملكة زهراء ليس لها / غير الفصاحة من جند وابطال
مفصل الكلم المعسول عدتها / يعنو لها كل فصال وعسال
ومن نسيج المعاني ابدعت علماً / من البيان على عمد واطوال
سما إليها أمير الشعر متخذاً / من علمه خير ما تاج وسربال
يجلو البدائع مثل الشهب ساطعة / بخاطر في سماء الشعر جوال
أربت على العرب العرباء شهرته / وسوف تبقى لأجيالٍ فاجيال
لو ينشر الملك الضليل لم يك في / رحابه غير عبد صاغر الحال
شوقي لك الخير رب الشعر انت فكم / من آية أوحيت من فكرك العالي
تهفو القلوب لها والدين يحمدها / والعقل يمتاز من نبراسها الجالي
وفي السماء لها والأرض جلجلة / تصبي الولّي وتصمى مهجة القالي
فليس بدعا إذا خصتك تكرمة / مصر بيوم احتفال فيك مختال
وشاركتها رجال العرب وافدة / من كل قطر بتأويب وارقال
ومن تخلف عن سعي لمعذرة / مثلي فبالقلب يسعى مخلص البال
لا أدعي انني وفيت واجبكم / إن اعترافي بالتقصير اوفى لي
ابكيك يا خال والاحشاء واجفة
ابكيك يا خال والاحشاء واجفة / حزناً عليك ودمع العين هطال
ابكي الوفاء وقد شالت نعامته / يوما خطوب وهال القوم أهوال
ابكي الوفاء وقد شالت نعامته / هيهات بعدك من يوفوا إذا كالوا
عمري لقد فقدت منك العلى بطلا / يحمي الذمار وللعلياء أبطال
كنت الجسور المجلي الكرب ان نزلت / بنا كروب لها في الكون جلجال
كنت الغيور إذا الدنيا لنا قلبت / ظهر المجن وراع الحي اجفال
كنت الكريم إذا الخلان اعوزهم / جاه وبعض رجال الجاه بخال
ولم تكن بثراء المال محتفلاً / سيان عندك إكثار واقلال
لهفي عليك ويا حزني ويا أسفي / على شمائل فيها الحسن يختال
لهفي على نور ذياك الجبين فكم / تلألأت فيه أبكار وآصال
لهفي على ذلك النطق الفصيح إذا / ما أخرست ألسن الأقوام اوجال
لهفي على ذلك الصدر الرحيب إذا / ما ضاق بالأمر يوم الروع اقيال
لهفي على الرأي والتدبير ان وقعت / مشاكل ما لها في الناس حلال
لِلّه يومك كم أجرى محاجرنا / أسى به لشغاف القلب اشعال
اصم سمعي وقد أخنى على بصري / صوت النعي وراح الصبر ينهال
اعيا الأساة الأسى من بعدكم وكسى / قلبي ضنى ماله برء وابلال
ولت ليالي الهنا والانس وا أسفا / وغال منا صفاء البال بلبال
وشهب أفراحنا في العيش قد غربت / عن العيون وللأفراح آجال
لو يقبل الموت منا فدية لفدت / عينيك اعيننا والروح والمال
وإنما هو أمر لا مرد له / فأي عبد على الاقدار يحتال
ان قيل قد ما حياة الوالدين هي ال / دنيا فبعدهما عندي هو الخال
حياك ربك بالرحمى وجادك من / رضاه غاديةٌ بالعفو مسبال

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025